9 خطوات فعالة لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق النجاح الشخصي والمهني
جميعنا نمر بأيام ولحظات تسيطر علينا فيها عواطفنا ومشاعرنا، وقد يؤثر ذلك على كيفية اتخاذنا للقرارات، التي قد يؤثر على حياتنا الشخصية وحتى المهنية. فمثلاً، قد يسيطر عليك الخوف في أحد المواقف ويجعلك تختار قرار تندم عليه لفترة طويلة. والغضب قد ينهي علاقتك مع صديقك المقرب.
لذلك، صنف علماء النفس العواطف بأنها العدو الأول للعقل والمنطق. وللأسف هي ليست عدو ضعيف، بل من قوتها قد تؤثر على عقلك وتجعلك تتردد في اتخاذ قرار هام تدرك جيدًا أنه مناسب لك. يعد الذكاء العاطفي من أهم المهارات الحياتية، لأنه يمنحنا مساحة آمنة لنتمكن من فهم مشاعرنا ومشاعر الآخرين، ويساعدك على صقل وبناء شخصيتنا.
إليك أفضل الطرق لمساعدتك على تطوير مهارة الذكاء العاطفي.
ما هو الذكاء العاطفي؟
يعرف الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) بأنه قدرة الشخص على فهم مشاعره ومعرفة كيفية التعامل معها بشكل صحيح، خاصةً في المواقف الحرجة، بالإضافة إلى القدرة على التعرف وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم وإدارة المواقف بطريقة فعالة لتتمكن من التعامل مع التحديات والصعوبات وبناء شبكة علاقات قوية، وبالتالي تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.
يعد الذكاء العاطفي ميزة كبيرة يمتلكها البعض، مما تمنحهم المفتاح الذهبي لجوهر العلاقات الاجتماعية السليمة.
وفقًا لعلم النفس أصبح تعريف الذكاء العاطفي رسميًا:
مجموعة من المهارات المفترضة للمساهمة في التقييم الدقيق، والتعبير عن مشاعر الذات والآخرين، والتنظيم الفعال للعاطفة في الذات والآخرين، واستخدام المشاعر لتحفيز الفرد والتخطيط وتحقيق أهدافه في الحياة.
يتكون الذكاء من 5 مهارات أساسية، وهي:
- الوعي الذاتي.
- إدارة الذات.
- التعاطف.
- إدارة العلاقات.
- الوعي الاجتماعي.
قد يعجبك قراءة هذا المقال لمعرفة ما هي هذه المهارات: ما هو الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence)، وما هي أهم مهاراته؟
كيفية تطوير الذكاء العاطفي؟
قد تندهش عندما تدرك أنه يمكنك أن تطور ذكائك العاطفي بكل سهولة من خلال بعض التدريبات والمهارات. تساعد هذه المهارات على تعزيز وتحسين بل وحتى اكتساب مهارة الذكاء العاطفي، مما يمنحك حياة اجتماعية ومهنية جيدة وناجحة.
يرتكز الذكاء العاطفي على فكرتين أساسيتين وهم:
- القدرة على فهم مشاعرك.
- القدرة على فهم الآخرين.
تعد المشاعر المتحكم الأساسي في اتخاذ القرارات والأفعال وطريقة حل المشكلات للوصول إلى حل منطقي بسهولة. لذلك، فإن أهم خطوة في فهم السلوك البشري والاستجابة له بطريقة صحيحة هي تنمية مهارة الذكاء العاطفي.
لذلك، نقدم بعض النصائح التي تساعدك على تطويره وتنميته، تأكد من اتباعها جيدًا لتتمكن من بناء علاقات أقوى، ولتخفيف الضغط والتوتر في حياتك الشخصية وللنجاح في حياتك المهنية.
1. قاعدة L.A.U.G.H
تعد قاعدة L.A.U.G.H من أكثر الطرق الفعالة في تطوير الذكاء العاطفي. وهي اختصار لعدة كلمات وهي:
- Learn.
- Apply.
- Understand.
- Grow.
- Help.
تساعد هذه القاعدة على تشجيعك على التعلم واتباع عقلية النمو وتطبيق أفكارك حتى تتقنها.
ابدأ في تعلم بعض التقنيات الجديدة، مثل: التعاطف والاستماع، ثم قم بتطبيقها على أرض الواقع. مع التجربة المستمرة ستتمكن من فهم وتحسين المهارات الجديدة. وبهذه الطريقة ستتمكن من تطوير مهارة الذكاء العاطفي.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل، وكيفية تحسينها لتعزيز علاقاتك المهنية والشخصية؟
2. الوعي الذاتي
أول خطوة، يجب عليك القيام بها هي معرفة مشاعرك وكيف تؤثر على تفكيرك وسلوكك، مما يساعد على فهم نقاط قوتك ونقاط الضعف لديك بشكل أفضل. وعندما تتمكن من فهم ذاتك جيدًا ستتمكن بسهولة من التحكم في مشاعرك، وإظهار المشاعر المناسبة لكل موقف تتعرض له دون القلق أو الخوف بشكل مبالغ به.
اقرأ أيضًا: ألعاب ذهنية لا غنى عنها لتحسين الدماغ وتقوية الذاكرة
3. لاحظ كيف تتعامل مع الآخرين
يجب عليك دراسة ردود أفعالك لجميع المواقف التي تتعرض لها، وخاصةً المواقف التي تتكرر بشكل مستمر. كلما استطعت توسيع الفجوة بين المحفز واستجابتك، كلما ازدت حكمة ونضجًا. تساعدك هذه الطريقة على التحكم في مشاعرك وردود أفعالك بشكل أدق من خلال إظهار المشاعر المناسبة لكل موقف تتعرض له.
اقرأ أيضًا: من مستمع إلى محاور: نصائح لمساعدتك لتصبح محاورًا جيدًا
4. أنت لست مشاعر فقط
على الرغم من قوة المشاعر والعواطف المذهلة التي تؤثر على حياتك بشكل ملحوظ، إلا أنك لست مضطرًا إلى اتباع مشاعرك في كل قرار يجب عليك اتخاذه، بل هناك مواقف يجب عليك الاعتماد بشكل مطلق على التفكير العقلي والمنطقي فقط.
لذلك، قبل اتخاذ أي قرار أو النطق ببعض الكلمات المعينة، تدرب باستمرار على التفكير والتمهل لتتأكد من أن رد فعلك هو التصرف المناسب والسليم للموقف الذي تتعرض له.
اقرأ أيضًا: كيف تتمتع بقدر أكبر من القبول والود مع الأشخاص من حولك؟
5. رد فعلك في المواقف العصيبة
من المؤكد أنك ستتعرض إلى العديد من المواقف التي تثير لديك مشاعر العصبية والغضب، ولكن الفيصل هنا هو رد فعلك أنت وليس الموقف.
وبمعنى آخر هل تغضب بسهولة. أم هل تميل إلى لوم الآخرين دائمًا عندما يسوء الموقف. أم هل تثور وتبدأ في إطلاق الأحكام فورًا دون أن تفكر للحظة؟ يجب عليك معرفة رد فعلك في هذه المواقف والتدريب على أخذ بعض الوقت، لتتمكن من الهدوء والسيطرة على مشاعر الغضب قبل اصدار أي رد فعل.
6. كن متعاطفًا
ابدأ في تنمية مهارة التعاطف من خلال ملاحظة تعابير وجه الأشخاص من حولك، ونبرة أصواتهم، ولغة أجسادهم، سواء كانت لحظات فرح أو حزن أو غضب. عندما تصبح أكثر قدرة على ملاحظة هذه التفاصيل، ستتمكن من التفاعل بشكل أكثر فهمًا ومرونة مع الآخرين.
تساعدك هذه الخطوة كثيرًا في زيادة ثقتك بنفسك وتعزيز قدرتك على اتخاذ قرارات أكثر حكمة ووعيًا، مما يمنحك دفعة إيجابية ويشعرك بأنك تمتلك الذكاء العاطفي. كما تساعدك على على تعزيز قدرتك على تكوين صداقات وعلاقات صحية.
اقرأ أيضًا: أفضل 20 موقع وتطبيق للكتب الصوتية التي يجب عليك تحميلها
7. استمع جيدًا
يتميز الشخص الذي يمتلك ذكاء عاطفي عن غيره بأنه مستمع جيد، حيث يستمتع للآخرين باهتمام، ويتعاطف معهم في كل قصصهم ويدرك ما هي مشاكلهم ويتفاعل معها بشكل صحيح ومنطقي.
لذلك، ابدأ في الانتباه إلى كل الإشارات والعلامات التي يصدرها الأشخاص من حولك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كما يمكنك طرح بعض الأسئلة لتتمكن من فهم الشخص الذي أمامك، وتجنب مقاطعتهم أثناء الحديث، بل اجعلهم يشعرون بالأمان والاهتمام ليتمكنوا من التحدث بشكل مريح دون الخوف من إصدار أي أحكام عليهم.
اقرأ أيضًا: من التواصل إلى بناء العلاقات: خطوات لتحسين مهارة الذكاء الاجتماعي
8. تقبل النقد والاختلاف
كن مستعدًا دائمًا لتقبل الملاحظات ووجهات النظر المختلفة عن وجهة نظرك، ولكن في نفس الوقت لا تتقبل الإهانة أو الإساءة. وإذا تعرضت للإهانة، فلا ترد له الإهانة، بل حاول أن تتفهم الشخص من حولك وتساعده على إدراك خطأه دون أن تثير مشاعر الغضب لديه أو تزيد الوضع سوءًا.
9. حل المشكلات بشكل منطقي عاطفي
يجب أن نتفق جميعًا على أننا حتمًا سنواجه العديد من المشاكل والعقبات، ولكن ما يميز شخص عن آخر هو كيفية التعامل مع هذه المشاكل بطريقة تُركز على المشكلة وليست على الشخص نفسه. ابحث عن حلول عادلة وتحترم احتياجات ومشاعر جميع الأطراف قدر الإمكان، حتى وإن لم يكن الجميع موافقًا على الحل بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: كيف تحول المشكلة إلى فرصة: 6 خطوات عملية لحل المشكلات
لماذا الذكاء العاطفي مهم في حياتنا؟
يجب أن تدرك جيدًا أن الذكاء العاطفي هو المفتاح لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، لأنه يساعد على التحكم في المشاعر بشكل منطقي، واتخاذ قرارات منطقية صحيحة حتى تحت الضغط، ولحظات العصبية والغضب، وبناء علاقات اجتماعية أفضل وبناءة.
الذكاء العاطفي يمنحك القدرة على فهم مشاعر واحتياجات الآخرين دون أن ينطقوا بها. كما يجعلك قادر على فهم المشاعر الإنسانية المختلفة، والتي وصفها علماء النفس أنها مشاعر معقدة لا يمكن تفسيرها في بعض الأحيان، ولكنها تؤثر على سلوكنا وحياتنا بشكل أساسي ورئيسي.
لذلك، احرص على تطوير وتحسين مهارة الذكاء العاطفي لتتمكن من معرفة كيفية التعامل مع كافة المواقف المختلفة التي تتعرض لها مع نفسك ومع الآخرين من حولك بشكل صحيح ومنطقي.
وفقًا لعلماء النفس فإن تطوير وتنمية الذكاء العاطفي يضمن لك النجاح المستمر في كل حياتك الاجتماعية والمهنية والشخصية وكل جوانب حياتك. ومن فوائد الذكاء العاطفي أنه ينمي لديك المهارات التالية:
- الذكاء الاجتماعي.
- المهارات الشخصية.
- ضبط النفس.
- التواصل الجيد والفعال.
- التعاون.
- تحمل الإجهاد النفسي والبدني.
- فهم الذات.
- القدرة على التكيف.
- التعاطف.
- حل المشكلات بطريقة منطقية عاطفية.
- تيقظ الذهن.
- التحكم في كل انفعالاتك وردود أفعالك.
- زيادة الثقة في نفسك بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: خدع العقل: 6 طرق يخدعك بها عقلك دون أن تشعر
في النهاية، يجب عليك أن تدرك قوة الذكاء العاطفي، فهو يمنحك القدرة الكاملة على إدراك التأثير العميق للمشاعر والأفكار والسلوكيات، مما يساعدك على اكتساب المهارات اللازمة لبناء شبكة علاقات قوية والنجاح في مختلف جوانب حياتك.
اطلق العنان لذكائك العاطفي لتتمكن من الوصول إلى كل أهدافك في حياتك وتحقيق النجاح الذي تسعى له. وإذا كان لديك أي استفسار، لا تتردد في تركه في التعليقات أسفل المقال.
المراجع
Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمةأمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.