ما هي مهارات التواصل، وكيفية تحسينها لتعزيز علاقاتك المهنية والشخصية؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالتواصل هو أول المهارات التي يستخدمها الإنسان طوال حياته، حيث هي الطريقة الوحيدة التي تساعدك طوال حياتك هي التواصل مع الآخرين أو عائلتك أو أصدقائك أو حتى جيرانك. ولذلك لن نبالغ إذا قلنا أن التواصل من أهم المهارات الحياتية التي يجب عليك الاستثمار بها على الإطلاق. يعد التواصل هي الطريقة الوحيدة والفعالة التي تساعدك على نقل المعلومات واستقبالها من حولك من خلال التواصل الصوتي أو الكتابي أو الحركي أو حتى التواصل البصري. ولذلك فهي مهارة تمتلك تحتها العديد من المهارات الفرعية التي إن أجدتها ستتمكن من الوصول إلى كل ما ترغب به وتحسين علاقاتك الأسرية والاجتماعية بالإضافة إلى تحقيق أهدافك بكل فعالة وسهولة.
ما هي مهارة التواصل؟
تشير مهارة التواصل إلى القدرات التي تستخدمها عند نقل المعلومات أو تبادل الكلام والمعلومات والأفكار بفعالية بين مجموعة من الأشخاص، فهي تهدف إلى إيجاد طريقة تواصل فعالة وواضحة تساعدك على نقل كل ما تريد واستقبال المعلومات التي تريدها بوضوح وبشكل رائع. ولذلك يتحدث علماء علم النفس عن أهمية التواصل الفعال أو امتلاك كل إنسان إلى مهارات التواصل الجيد لتتمكن من التواصل مع الآخرين بسهولة وتحقيق أهدافك الشخصية والمهنية والاجتماعية. كما تساعدك مهارة التواصل على تحسين التواصل من خلال التفاعلات الجسدية والبصرية والسمعية مع الآخرين من حولك.
وتعد مهارة التواصل من أهم المهارات التي يطلبها أصحاب العمل.
أنواع التواصل
توجد 5 أنواع رئيسية من التواصل، وهي:
اقرأ ايضا
التواصل اللفظي
هو الطريقة التي تتم فيها مشاركة المعلومات والأفكار من خلال اللغة المنطوقة. ويمكن أن يكون ذلك بطريقة غير رسمية، مثل: الدردشة والعروض التقديمية والمكالمات والاجتماعات الفردية. وتتضمن مهارات التواصل اللفظي: الاستماع عند تحدث شخص واستخدام كلمات سليمة والإيجاز.
الكتابة
يشمل التواصل من خلال الكتابة، مثل: الرسائل النصية، البريد الإلكتروني، المقالات، المقترحات، والتقارير والمستندات الأخرى أو من خلال الملاحظات المكتوبة بخط اليد. وتتضمن مهارة الكتابة: استخدام لغة سليمة خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية، والوضوح، والإيجاز في كتابة المعلومات.
التواصل غير اللفظي
يشمل التواصل غير اللفظي الرسائل التي ترسلها للآخرين من خلال نبرة الصوت ولغة الجسد والإشارات غير المنطوقة والمسافة المادية بين الشخصين. ويُعد التواصل اللفظي هو الشكل الأقل وضوحًا.
- التواصل البصري: التواصل عبر العينين، وتُعد من أهم المهارات حيث أن التواصل البصري غالبًا ما يعكس ثقتك بنفسك ومشاعرك.
- لغة الجسد: تشمل تعبيرات الوجه التي يصعب التحكم بها، وحركات الجسد والإشارات التي تقوم بها والتي تعكس مشاعرك تجاه الموقف.
- التغيرات الفسيولوجية: التغيرات التي تحدث لك عند مواجهة موقف أو التحدث مع شخص، مثل: التوتر، التعرق، زيادة معدل ضربات القلب، التأتأة. ويمكنك التحكم في هذه التغيرات بوعيك.
- اللغة الموازية: وهي جوانب الصوت بعيدًا عن استخدام الكلمات، مثل: نبرة الصوت والسرعة والدرجة والتنغيم.
- علم القرب: وهي المسافة المادية بينك وبين الشخص أو المساحة الشخصية، وتحدد مستوى الألفة والتقارب.
التواصل المرئي
التواصل المرئي أداة تحتاج إلى إتقانها وتعتمد على استخدام التكنولوجيا، ويتضمن: التصوير الفوتوغرافي، المخططات، الرسوم البيانية والتوضيحية، العروض التقديمية، وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤتمرات الفيديو.
الاستماع النشط
يرتبط الاستماع النشط بتلقي المعلومات والرسائل وتفسيرها بدقة والانتباه للشخص عند التحدث. تُعد هذه المهارة من أهم مهارات التواصل الفعال، فبدون القدرة على الاستماع، من السهل إساءة فهم الرسائل، وبالتالي ينهار التواصل.
أهم مهارات التواصل الفعّال
تضم مهارة التواصل مجموعة متنوعة من المهارات الفرعية المهمة في العمل وتطورك الوظيفي وعملية التوظيف، وأغلب هذه المهارات هي التي ستساعدك على الحصول على وظيفة. وهذه أكثر مهارات التواصل طلبًا من أصحاب العمل:
اختر وسيلة التواصل المناسبة
توجد أنواع مختلفة من التواصل، مثل: المحادثات الهاتفية، المقابلات، الاجتماعات، الرسائل الفورية، ورسائل البريد الإلكتروني. لذلك، فإن أهم خطوة هي اختيار طريقة جيدة للتواصل وإيصال رسالتك. على سبيل المثال، إذا كنت تتواصل مع عميل فقد يكون من الأفضل إيصال رسالة عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال هاتفيًا. أما إذا كنت تُقدم ملاحظات بالغة الأهمية، فقد يكون الاجتماع وجهاً لوجه أفضل.
يعد استخدام طريقة صحيحة للتواصل مهارة مهمة يجب عليك اكتسابها، حيث يصبح التواصل أفضل عندما تفكر في جمهورك والمعلومات التي تريد مشاركتها بالإضافة إلى تجنب سوء الفهم أو حدوث أخطاء.
الاستماع الفعال
هي مهارة الانتباه والاستماع جيدًا إلى المتحدث من خلال التفاعل معه وطرح الأسئلة وتجنب مقاطعته والتركيز على ما يقوله والاهتمام بحديثه وكيف يتحدث بدلًا من التفكير والتخطيط فيما ستقوله أنت. ويساعد الاستماع على بناء روابط قوية وتبادل الاحترام مع الآخرين والتفاهم والنجاح سواء في حياتك المهنية أو الشخصية. لذا، تأكد من إضافتها إلى سيرتك الذاتية.
الإشارات غير اللفظية
قد يظن معظم الأشخاص أن التواصل يعتمد على الكلام والاستماع فقط، ولكن في حقيقة الأمر، يشمل الأمر الإشارات غير اللفظية، مثل: لغة الجسد وتعبيرات الوجه والإشارات والتغييرات الفسيولوجية والمسافة بينك وبين الشخص الأخر. لذلك، حاول الانتباه إلى ردود فعل جسدك وتعبيرات وجهك عند التحدث مع الآخرين.
التعاطف
التعاطف هو فهم مشاعر وظروف الآخرين ومشاركتهم فيها ورؤية الأمور من وجهة نظرهم. ويساعد التعاطف على بناء علاقات جيدة وإيصال رسالتك إلى الشخص بطريقة تتوافق معه وحل المشكلة بشكل فعال والاحترام وخلق جو مليء بالمشاعر الإنسانية. كما أن قدرتك على فهم مشاعر الآخرين يمكن أن تساعدك في الحصول على الدعم المناسب. وإن قمنا بتصنيف هذه المهارات، فسوف نضع التعاطف في المرتبة الأولى، لأنها تمنع الشخص من أن يصبح متبلد المشاعر وأناني.
الاحترام
هو أحد أساسيات مهارات التواصل، حيث يتطلب الاستماع النشط ومعرفة الوقت المناسب للتحدث والرد والصبر واستخدام وقتك مع شخص آخر بحكمة وطرح أسئلة واضحة. كما تساهم الإيماءات وردود فعل الجسم وكونك مهذبًا في إظهار الاحترام لمديريك وزملاء العمل.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعرك ومشاعر الآخرين وإدارتها والتعاطف معهم والاستجابة بعقلانية بدلًا من الاستجابة بشكل متهور. ويُعد الذكاء العاطفي مهارة مهمة حيث تعزز الاحترافية والثقة وإقامة علاقات قوية واتخاذ قرارات أفضل وحل النزاعات والصراعات.
الثقة بالنفس
الثقة عنصر أساسي في ترك انطباع جيد عنك، حيث يستجيب معظم الأشخاص تلقائيًا إلى الشخص الذي يملك ثقة بالنفس عالية. ولكن لا يعني الأمر الوصول إلى الغطرسة والتكبر، يمكنك أن تكون واثقًا بنفسك ومهذبًا ولطيفًا في نفس الوقت حتى لا ينفر منك زملاؤك.
الود
يعد الود جزءًا لا يتجزأ من مهارات التواصل الفعال، حيث يمكن أن يساعدك في تحسين جودة التفاعل وتعزيز الثقة والتفاهم وبناء علاقات قوية. يجب أن تكون ودودًا في مواقف معينة، مثل: مقابلات العمل أو التواصل مع عميل، حتى تُظهر له أنك مهذب وموظف رائع محتمل ومتعاون. يمكن أن تكون الابتسامة والإيماءات الصغيرة وتقديم الثناء والتشجيع وتذكر التفاصيل الصغيرة كافية لإظهار الود.
الاستجابة السريعة
ألا تفضل الشخص الذي يرد على رسائلك بسرعة؟ تعمل الاستجابة السريعة على تعزيز التواصل الفعال مع زملائك وأصدقائك وبناء علاقات قوية، حيث تعكس الاستجابة تعاملك مع ما يقوله الشخص واهتمامك به واحترامك وكيفية تكيفك مع المواقف المختلفة في جميع جوانب الحياة.
الوضوح
يعد الوضوح من أهم أجزاء التواصل، فإذا جعلت رسالتك واضحة وسهلة الفهم واستخدمت كلمات مناسبة وجعلت صوتك أثناء التحدث واضحًا ومسموعًا، سيساعدك ذلك على الانتهاء من مهمتك بسرعة ويساعد الآخرين على فهمك بسهولة. وقد يؤدي استخدام لغة غير مناسبة أو التحدث بجمل طويلة أو عدم الوضوح إلى حدوث ارتباك وسوء تفاهم وعواقب في حياتك الشخصية والمهنية.
الصدق
إن الكذب بشأن مهاراتك ومؤهلاتك ليس طريقة جيدة لتحقيق النجاح، حيث ستظهر الحقيقة في يوم ما. لذلك، تأكد من دمج الصدق في حياتك بأكملها، حيث يظهر صدقك في العمل والحياة من خلال شفافيتك وتحملك للمسؤولية. وتأكد من التحدث بصدق ولكن مع مراعاة اللباقة وآداب الحديث عند التحدث عن مشكلة.
التحدث أمام الجمهور
يُعد من أكبر مخاوف الأشخاص، تظهر العديد من الدراسات أن معظم الأشخاص يخافون من التحدث أمام الآخرين أكثر من خوفهم من الموت والحوادث. ويُعد إتقان مهارة التحدث أمام الآخرين يعزز قدرتك على التواصل وتأثيرك على الآخرين ونقل الأفكار بفعالية وقدرتك على التعبير وبناء الحجج وإظهار ثقتك بنفسك.
كيفية تحسين مهارات التواصل؟
يمكنك اتباع هذه الخطوات لمساعدتك في تحسين مهارات التواصل لديك:
- استمع باهتمام وكن منتبهًا للمتحدث دون مقاطعته.
- تدرب على مهارة الاستماع يوميًا من خلال الاستماع إلى أصدقائك وعائلتك.
- استخدم لغة بسيطة ومباشرة لتوضيح أفكارك وتجنب استخدام الكلمات الغامضة أو المعقدة أو غير المناسبة للموقف.
- حاول دائمًا إبقاء رسالتك بسيطة وموجزة وأكثر وضوحًا حتى لا يشعر الجمهور بالملل.
- ضع جمهورك ومستوى خبرته ومدى إلمامه بالموضوع في الاعتبار عند تحضير خطابك.
- اطرح الأسئلة أو اطلب منهم إبداء آرائهم للتأكد من فهمهم لرسالتك بشكل صحيح.
- تأكد من الرد على أي رسالة بتأكيد سريع، حتى لو كان غير رسمي.
- تأكد من استخدام التواصل البصري لتعزيز الثقة والاهتمام.
- سجل نفسك أثناء التحدث لمراجعة أسلوبك وكلماتك ونبرة صوتك، حيث يمكن أن يكون الأمر مفيدًا بشكل لا يصدق لتحسين مهاراتك.
- احرص على تجنب عوامل التشتيت، مثل: استخدام الأجهزة الإلكترونية غير الضرورية عند التحدث مع شخص ما وجهًا لوجه.
- استخدم لغة الجسد وتعبيرات الوجه والإيماءات التي تناسب الرسالة التي تريد إيصالها بذكاء وفعالية.
- تقبل النقد البناء والملاحظات من الآخرين واستخدمها لتحسين أدائك.
- انتبه لنبرة صوتك وحجمه وسرعته بما يتناسب مع الموقف وتجنب استخدام نبرة مملة أو متعجرفة.
- إذا لم تفهم شيئًا ما فلا تتردد في طرح الأسئلة أو طلب توضيح لمنع سوء الفهم والأخطاء.
- راقب الأشخاص الذين يجيدون التواصل باستخدام الأفكار والإشارات غير اللفظية مع الاحترام والود والتعاطف، وقم بتدوين الملاحظات لمساعدتك على تحسين مهاراتك.
- ابحث عن الفرص والمواقف التي تتطلب منك استخدام مهارة التواصل لإتاحة فرصة تحسين التواصل لديك.
- اشترك في الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو ورش العمل لتحسين مهارات التواصل لديك.
أخطاء شائعة في التواصل يجب تجنبها
توجد العديد من الأخطاء التي قد يرتكبها الشخص أثناء التواصل بقصد أو بغير قصد، والتي قد تؤدي إلى إفساد التواصل والحوار. لذلك، يجب تجنب الأخطاء التالية:
- السماح لعواطفك بالسيطرة:عليك والتحكم بك في المواقف الصعبة.
- تجنب المحادثات الصعبة وتأجيلها بدلًا من مواجهتها.
- عدم التعبيرعن مشاعرك وأفكارك واحتياجاتك وانتظار الآخرين لمعرفتها.
- تجاهل إشارات لغة الجسد وتعبيرات الوجه يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم الرسالة.
- البقاء منغلقًا ذهنيًا وعدم تقبل وجهات النظر المختلفة والآراء التي لا تتوافق معك.
- استخدام كلمات صعبة أو معقدة وغير مناسبة للجمهور.
- التحدث أكثر مما تستمع وعدم إعطاء فرصة للآخرين للتحدث وإبداء آرائهم وتجاهلهم.
- مقاطعة الآخرين قبل الانتهاء من حديثهم وهي تعد تصرفًا وقحًا.
تجاهل إشارات لغة الجسد وتعبيرات الوجه يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم الرسالة.
يهدف التواصل إلى نقل أفكارك ومشاعرك ووجهات نظرك إلى الأشخاص من حولك، لذلك استثمارك في تنمية هذه المهارة لديك، تساعدك على نقل هذه المعلومات بشكل فعال ليتمكن الأشخاص من فهم وتلقي كل ما تقوله بشكل واضح ومحدد. كما يساعدك التواصل الفعال على تحقيق النجاح الشخصي والمهني وتكوين علاقات اجتماعية سليمة وقوية لتتمكن من تحقيق أهدافك بشكل جيد.
المراجع
Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمةأمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.
تصفح صفحة الكاتب