من التواصل إلى بناء العلاقات: خطوات لتحسين مهارة الذكاء الاجتماعي
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولصنف علماء النفس الذكاء الاجتماعي على أنه قدرتك على فهم المواقف الاجتماعية والتعامل معها بفعالية وبشكل إيجابي مع الآخرين، مما يعني أنك تمتلك موهبة الذكاء الاجتماعي. يتضمن هذا النوع من الذكاء مجموعة من المهارات التي تساعد الأشخاص على بناء علاقات جيدة مع الآخرين، مثل: القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح، بالإضافة إلى امتلاك قدرة عالية على الاستماع النشط والتعاطف مع الآخرين. ومن خلال هذا المقال سنعرفك على معنى الذكاء الاجتماعي وكيفية تحسينه لمساعدتك على بناء علاقات قوية.
ما هو الذكاء الاجتماعي؟
يعرف الذكاء الاجتماعي بـ اللباقة أو الذكاء في التعامل مع الآخرين. وهو القدرة على التواصل بشكل جيد وفعال، ومعرفة ما يجب قوله للأشخاص، ومتى وكيف، وما لا يجب قوله، وما يجب فعله في المواقف المختلفة، بالإضافة إلى إنشاء روابط شخصية وفهم ما يزعج الآخرين ومشاعرهم والوعي الكامل بنفسك وكيفية التصرف في المواقف. مما يساعدك على التأقلم مع المواقف الاجتماعية المختلفة. ويعد الذكاء الاجتماعي أحد أهم نقاط القوة النفسية، حيث يظهر عند التفاعل والتواصل مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: كيف تحول المشكلة إلى فرصة: 6 خطوات عملية لحل المشكلات
ما هي مهارات وعلامات الذكاء الاجتماعي؟
هذه بعض المهارات التي تساعدك على تحسين مهاراتك الاجتماعية والتواصل مع الآخرين:
اقرأ ايضا
- الاستماع النشط: الاستماع إلى ما يقوله الآخرون، سواء بالانتباه إلى الكلمات أو لغة الجسد والإشارات واظهار اهتمامًا حقيقيًا بما يقوله الآخرون.
- التواصل الفعال: هو القدرة على التعبير عن نفسك وأفكارك بوضوح للآخرين من خلال استخدام الكلمات المناسبة للموقف. ويشمل المهارات اللفظية الناعمة، مثل: الوضوح والدقة.
- الإشارات غير اللفظية: لا ينتبه العديد من الأشخاص إلى الإشارات غير اللفظية، مثل: لغة الجسد وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت والمعاني التي لا تقال بالكلمات.
- حل النزاعات: لا مفر من وجود بعض الخلافات والنزعات في أي موقف. يُعرف حل النزاع بالقدرة على التوصل إلى اتفاق بين الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر أو أهداف مختلفة. وتعد من أهم مهارات الذكاء الاجتماعي، حيث يساهم في إنشاء بيئة سليمة خالية من المشاحنات وتعزيز العلاقات.
- التفاوض والإقناع: القدرة على التأثير على الآخرين بطريقة إيجابية للوصول إلى حلول تتوافق مع الآخرين.
- التعاطف: هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين، مما يساعدك على بناء علاقات قوية.
- الذكاء العاطفي: القدرة على تحديد مشاعرك وفهم مشاعر الآخرين والتحكم فيها وتحسين قدرتك على العمل مع الآخرين. ويمكن أن يساعدك الذكاء العاطفي على أن تكون أكثر تعاطفًا مع الآخرين، والتعرف على مشاعرك.
- المرونة الاجتماعية: القدرة على التعامل مع مختلف الفئات والتكيف مع المواقف الاجتماعية المختلفة.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل، وكيفية تحسينها لتعزيز علاقاتك المهنية والشخصية؟
ما هي مكونات الذكاء الاجتماعي الأربعة؟
حدد عالم النفس دانييل جولمان 4 طبقات للذكاء الاجتماعي، يمكن لهذه الطبقات مساعدتك على النجاح والاستحواذ على المواقف الاجتماعية لصالحك من خلال دمجها معًا.
- الوعي الاجتماعي: هو قدرتك على قراءة المواقف بدقة وفهم الإشارات غير المعلنة والتي قد يغفل عنها الآخرون، مما يساعدك على فهم مشاعر الآخرين دون حاجتهم للبوح بها او التعبير عنها.
- الإدراك الاجتماعي: هو القدرة على تفسير سلوك الآخرين ومعالجة المعلومات المتعلقة بالأشخاص والمواقف الاجتماعية.
- القدرة الاجتماعية: هي القدرة على إدارة تفاعلاتك الاجتماعية بسلاسة وبشكل أكثر فعالية بمعني القدرة على بدء محادثة والحفاظ على سيرها والتغلب من اللحظات المحرجة عند الصمت المفاجئ.
- المهارات الاجتماعية: هي مجموعة من المهارات، مثل: إظهار التعاطف، الاستماع، حل النزاعات، الود، وغيرها من المهارات. وتساعدك هذه المهارات على التعامل مع أي موقف اجتماعي يواجهك والحفاظ على علاقاتك.
اقرأ أيضًا: من مستمع إلى محاور: نصائح لمساعدتك لتصبح محاورًا جيدًا
فوائد الذكاء الاجتماعي
يعد امتلاكك لمهارة الذكاء الاجتماعي أمرًا مهمًا، حيث يفتح لك فرصًا جديدة للتعرف على أشخاص جدد واكتساب تجارب جديدة، مما يجعلك تشعر بالراحة عند مواجهة لمواقف جديدة. وتوجد العديد من الفوائد، منها
- مساعدتك على بناء العلاقات والروابط الشخصية، كما يسمح لك بتكوين صداقات وتحالفات مع الآخرين.
- يعزز من قدرتك على التعاون والتواصل مع زملائك والقيادة وحل المشكلات، مما يساهم في تقدمك المهني.
- يساعدك على عدم التعرض للاستغلال.
- القدرة على حل النزاعات والتعامل مع الخلافات بطريقة مثالية، مما يحسن بيئة العمل.
- يساعد الذكاء الاجتماعي على التكيف والتأقلم مع المواقف الاجتماعية المتنوعة واكتساب المرونة في التعامل.
كيفية تحسين الذكاء الاجتماعي لديك؟
الذكاء الاجتماعي هو نوع من أنواع الذكاء التي تتطلب جهدًا وعملًا شاقًا لتطويره وتحسينه. ويقاس هذا النوع من الذكاء بمدى اجتماعيتك ولباقتك في الحديث وودك ولطفك تجاه الآخرين. وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فإن كون شخص ما ذكياً لا يعني بالضرورة امتلاكه مهارة الذكاء الاجتماعي. إليك بعض النصائح لمساعدتك على تحسين مهاراتك الاجتماعية.
1- كن على دراية بما حولك
يعد الانتباه إلى أدق التفاصيل والإشارات الاجتماعية الصغيرة التي يصدرها الآخرون من حولك طريقة جيدة لمساعدتك على تحسين مهارة الذكاء الاجتماعي. لذلك، حاول النظر إلى الأشخاص الاجتماعيين لمعرفة ومراقبة تفاعلهم وتواصلهم مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: كيف تتمتع بقدر أكبر من القبول والود مع الأشخاص من حولك؟
2- احترم الاختلافات الثقافية
بالرغم من أن مهاراتك تتطور من خلال أسرتك وأصدقائك والبيئة المحيطة بك، إلا أنه يجب أن تضع في اعتبارك الاختلافات الثقافية لكل شخص وعدم التقليل من عادات الآخرين في المواقف، حتى وإن كانت لا تتوافق مع أفكارك وعاداتك. فالشخص الذي يمتلك مهارة الذكاء الاجتماعي هو من يفهم الاختلافات الثقافية والعادات المختلفة لكل شخص ويتعامل بناءً على ذلك معهم.
3- الاستماع الفعال
يعد الاستماع النشط أحد أهم الطرق لتحسين الذكاء الاجتماعي والعاطفي. لذلك، لا تقاطع الآخرين أثناء الحديث وأنصت بعناية لما يقولونه، وانتبه إلى نبرة الصوت ولغة الجسد وليس للكلمات فقط. كما أن الاستماع النشط لا يتضمن الاستماع فقط، بل أيضًا التعبير عن الفهم وطرح الأسئلة. من خلال القيام بذلك، فإنك تعمل على تعزيز التواصل الفعال بينك وبين الآخرين.
4- تحدى نفسك
اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك ولا تخف من المواقف الجديدة. حيث توفر لك المواقف الجديدة والأشخاص الجدد بيئة جيدة لاختبار مهاراتك الاجتماعية وزيادة ثقتك بنفسك وتحدي نفسك لمعرفة عيوبك ومهاراتك. حاول بدء محادثة مع شخص لا تعرفه، أو انضم إلى نادى اجتماعي جديد، أو احضر مناسبات وندوات جديدة. ويمكنك تحسين ذكائك الاجتماعي من خلال اتباع هذه الممارسات.
اقرأ أيضًا: السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟
5- تواصل مع أقرب الأشخاص في حياتك
بدلًا من البحث عن كيفية التواصل مع الغرباء، حاول ألا تجاهل مشاعر أسرتك وأصدقائك في العمل. ابدأ بالتواصل مع الأشخاص المهمين في حياتك ولا تتجاهلهم. فبتعاملك مع أقرب الأشخاص إليك ستتمكن من تحسين مهارتك بشكل فعال.
6- طور ذكائك العاطفي
يرتبط الذكاء العاطفي بالذكاء الاجتماعي ارتباطًا وثيقًا في المواقف الاجتماعية. فكما ذكرنا سابقًا، فإن الذكاء الاجتماعي هو معرفة كيف تتصرف وما يجب قوله وما لا يجب قوله للآخرين، بينما الذكاء العاطفي هو كيفية التحكم في مشاعرك والقدرة على معرفة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم. لذلك، عند امتلاك مهارة الذكاء العاطفي، ستتمكن من معرفة مشاعر الأشخاص من حولك وإدراك المحفزات وردود الأفعال، وبالتالي امتلاك القدرة على معرفة كيفية التعامل والتواصل معهم بشكل أكثر فعالية والتعرف على المشاعر الإيجابية والسلبية والتحكم في المواقف الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: ما هو الذكاء العاطفي، وما هي أهم مهاراته؟
يعد الذكاء الاجتماعي من أهم عوامل النجاح في حياتك الشخصية والعملية لأنه يعزز من قدرتك على بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع الآخرين، حيث يسمح لك بفهم جميع التفاعلات الاجتماعي من حولك والتفاعل معها بشكل صحيح. كما يضمن لك امتلاك لقدرة عالية من التعبير عن الأفكار والاستماع والتعاطف وفهم مشاعر الآخرين جيدًا والتكيف مع المواقف المختلفة التي قد تتعرض لها، لأنه يزيد من ثقتك بنفسك وتعاملك مع الآخرين بالاحترام والتقدير المناسب لكل موقف تواجهه.
المراجع
Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمةأمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.
تصفح صفحة الكاتب