لماذا اشعر اني لا استحق الحب؟

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

لماذا اشعر اني لا استحق الحب؟

“أشعر اني لا أستحق السعادة، لست أنا من يستحق الحب أبدًا!" عبارات تتدفق في المونولوج الداخلي دون رحمة عند الوقوف على بُعدِ خطواتٍ من المرآة، حتى وإن كنت قد أنهيت ساعاتٍ طويلة في الاستعداد والعناية بنفسك والأناقة؛ إلا أن قناعتك الداخلية تهيمن بأنك لا تستحق الحب ويلقي عقلك بهذا الاتهام واللوم بأنك لا تصلح للحب أبدًا مهما فعلت.

سرعان ما تحتضن نفسك وتطبطب عليها أملًا في التهدئة من روعك لإقناعها بأن هناك جرعة جمال لا محالة آتية، لكن من الذي أخبرك بأنك لست جميل أساسًا! أنت فقط من أوهمت نفسك بذلك وأدخلت نفسك في براثن الاكتئاب وتعقيد الأمور، إن كان الأمر متعمقًا لديك ستكون على قناعة بأن حتى جمال الروح أنت تفتقر له! مع الأسف فإن هذا الشعور يحتاج احتضان وتعاون سويًا حتى نتخطى الشعور بالدونية في الحب، ولنبلغ سدة الثقة بالنفس واحترام الذات بطريقة مميزة.

الأفكار السلبية لا ترحم أبدًا، تتدفق دون رحمة وتنهمر عليك لتضاعف الحالة النفسية السيئة لديك، وإقناعك أنك حقًا لا تستحق الحب حتى تدخل بحالةٍ من الاكتئاب، ولا ننكر أن نفسك قد توجه إليك العديد من الأساليب والكلمات الجارحة حتى تكاد تقتنع بها، وتغرق في غياهب الوحدة والاكتئاب وكره الذات.

قد تندفع وتخرج عن صمتك أمام نفسك وتتولد لديك مشاعر جياشة مفاجئة تجاه نفسك حتى تبدأ بالتعامل مع الموضوع، مع تقديم حلول واقتراحات لها بإصلاح بعض الأمور أو تعديلها حتى تتمكن من إقناعها بأنك فعلًا تستحق الحب، لكن دعني أخبرك أنك تستحق الحب على طبيعتك على فطرتك، مهما كان لونك … شكلك… وزنك … جنسك … جنسيتك.. المهم أن تكون نظيف السريرة وتحب الخير للآخرين.

لماذا أشعر بعدم الاستحقاق العاطفي؟

كن صريحًا مع نفسك بمنتهى الصراحة ولا تجعل للحب شروط إطلاقًا، فأنت لست مضطرًا لتغيير شكلك أو وزنك حتى تنال رضا الآخرين، فإن الحب يأتي دون شروط وأسباب ودوافع أبدًا، فإن الحب المشروط لا يدوم أبدًا؛ بل ينتهي بزوال الشرط أو المؤثر، لذلك بدد كلمة "لكن" من قاموس مصطلحاتك مع ذاتك، بل انطلق في الفضاء وآمن بأنك أنت مصدر للسعادة والفرح، كن علم علم بأن شعور غيرك بأن لديك شكوك بأنك لا تستحق الحب؛ قد يكون سببًا في تصرفات لا تتمنى مشاهدتها، إذ يحاول البعض تدمير أصحاب النفوس الضعيفة وجعلهم أكثر تقهقرًا، لا تجادل أحد بالموضوع بل قف وقفة صراحة وواجه نفسك بنفسك، فأنت الأكثر أمانًا على سرك من غيرك، لكن لا بد أن والديك وإخوتك لديهم قوة خارقة في إخراجك من هذه الدائرة المغلقة.


اقرأ ايضا

    ؟؟

    أنت شخص محبوب حتمًا بطريقةٍ أو بأخرى، لكن كن على حذر أن تنقاد لهذه التهيؤات؛ إذ من الممكن أن ترميك في علاقات غير مناسبة ولا مرضية أبدًا؛ إذ ما يدفعك للبدء بها هو رغبتك بالشعور بأن هناك شخص ما في هذا الكوكب يستلطفك على الأقل، لكن ماذا لو خدعك هذا الشخص وبعد فترة ضاعف جرعة الدمار النفسي بأن ألقى عبارات صعبة وقاسية عليك؟! سيكون الأمر أكثر سوءًا.

    قد يهمك أيضًا: الاكتفاء الذاتي والتصالح مع الذات: رحلة نحو السعادة والسلام الداخلي

    ما تفسير شعورك بأنك لا تستحق الحب؟

    لماذا اشعر اني لا استحق الحب؟

    لا يوجد تفسير لشعورك بأنك لا تستحق الحب أبدًا، فإن احترام الذات والثقة بالنفس أمر ضروري جدًا حتى يكون الإنسان متزن في حياته، لكننا لا ننكر أبدًا أن الحاجة إلى الحب والاحترام من الحاجات الأساسية للإنسان التي عبّر عنها ماسلو في هرم الاحتياجات الذي وضعه لنا.

    لذلك من الطبيعي أن تشعر بحاجتك للشعور بالحب وتبادله والاهتمام بك، لكن لا يعني الوصول إلى حالةٍ نفسية صعبة تقنعك بأنك لا تستحقه في حال عدم حصولك عليه في هذه الفترة، بل حتمًا سيأتي الوقت المناسب الذي تحصل به على الحب الكافي والذي يرضيك تمامًا.

    كما أن الفشل في علاقة عاطفية أو زوجية أو تعرضك للخيانة ليس من الضرورة أن يكون الخلل بك شخصيًا، بل على الأغلب من الطرف الآخر الذي خان العهد، فقد تكون أنت حلمًا جميلًا لأحدهم يختفي خلف الكواليس يخاف الظهور في النور أمامك خوفًا من رفضك له.

    قد يهمك أيضًا: حاجة تحقيق الذات

    ما هي الأسباب النفسية وراء الشعور بعدم الاستحقاق للحب؟

    لا يتولد لديك شعور أنك لا تستحق الحب من فراغ أبدًا، بل يأتي على غرار العديد من المواقف التي تتعرض لها في حياتك، ومن أهم الدوافع النفسية التي تقودك إلى هذا البئر المظلم:

    1. الاكتئاب Depression، يأتي الشعور بالاكتئاب النفسي مثقلًا بأفكار قاتلة لا محالة تدهور أوضاعنا النفسية أكثر، حتى يصل إلى مرحلة تفقد الثقة تمامًا بنفسك وبمن حولك، كما تشعر أنك دون قيمة ولا تستحق أدنى شعور بالحب؛ باعتقادك أنك لا تملك حتى لو سبب واحد لذلك.

    2. اضطراب الشخصية الحدية، يمكن القول أيضًا بأنها حالة من الانفصام التي تجعلك تدخل بحالتين من المشاعر الغريبة، منها ما يجعلك تفرح وآخر يرمي بك في قاع محيطٍ من الاكتئاب والاضطراب والقلق والتوتر وكره نفسك، حتى تلومها وتوجه لها كلمات لاذعة كونها لا تملك سببًا ودافعًا حتى تكون محبوبة كما تشير لك التهيؤات.

    3. التعرض للإساءة من الآخرين، إن الكثير ممن يعانون من شعورهم بعدم استحقاق الحب يكون نتيجة التعرض للإساءة والمعاملة المؤذية نفسيًا، ما ولد لديهم هذا الشعور القاسي؛ حيث أصبحوا في موجة عارمة تتراطم بين انعدام احترام الذات وكرهها.

    4. المعاناة من علاقة حب فاشلة، يعيش الكثير على أصداء الماضي وأضوائه التي باعتقادهم انتهت حياتهم مع زوال علاقة الحب، فقد كانوا يؤمنون بأنها أزلية لا محالة، ولكن التعرض لصدمة كبيرة بالخيانة أو الإنهاء يتولد شعور بأنها قد فشلت لأسباب ترتبط بهم شخصيًا وأنهم لا يستحقون الحب أبدًا، مع وجود احتمالية بأن يكون السبب هو الطرف الآخر.

    5. التفكك والعنف الأسري، الأسرة هي المؤثر الأول والأعمق في نفوس الأطفال وتنشئتهم النفسية، لذلك نلاحظ أن الإنسان الذي حرم من العاطفة والحنان من أبويه في طفولته يخرج للمجتمع بحالةٍ نفسية صعبة، كما يترتب عليها الاضطرابات مثل العدوانية، النرجسية، انعدام احترام الذات أو غياب الثقة بالنفس، لكن لكل قاعدة شواذ؛ فإن البعض قد يعود عليهم الأمر بطريقة مختلفة ويجعلهم مقبلين على الحياة لتعويض كل ما فاتهم.

    قد يهمك أيضًا: ما هي المواضيع التي يجب التفاهم عليها أثناء فترة الخطوبة

    كيف تتعامل مع شعورك بأنك غير محبوب؟

    إن تسلل إليك الشعور بأنك لست محبوبًا أو لا تستحق الحب؛ قف هنا وامضِ نحو الطريق الآمن حتى تصل بر الأمان وتبدد عن نفسك المشاعر السلبية، واستبدلها بكل ما هو جميل، إليك كيف تتعامل مع شعورك بأنك غير محبوب:

    1. التصالح مع الذات، بأن تقف أمام مرآتك وتخاطب نفسك قائلًا وبصوت مسموع لك أنك شخص رائع، وتذكر الإيجابيات واللطافة التي تتمتع بها، كن حريصًا على توجيه الكلمات اللطيفة التي تتعطش لها، لا تنتظرها من أحد بل أسمعها لنفسك أنت.

    2.آمن إيمانًا كاملًا بمصداقية المدح من الآخرين، فإن من يدخلون بحالةٍ من الدونية يعتقدون أن من حولهم يكذبون في كلامهم اللطيف ويجاملون فقط، بل أزل عن كاهلك هذه الأفكار تمامًا وافتح نافذة الأمل والقناعة والسعادة حتى تخفف من وطأة الموقف على نفسك.

    3. استشارة أخصائي نفسي، ليس عيبًا أن تقابل أخصائي أو طبيب نفسي للإدلاء بما تشعر به على مسامعه، لذلك يمكنك البحث عن مصدر موثوق يحافظ على أسرارك والتعبير عن كل ما بداخلك له.

    4. الانشغال بالأنشطة اليومية، حتمًا أن لديك وقت فراغ طويل حتى تتفرغ به لمراقبة نفسك والدخول بدوامةٍ من الاكتئاب والأوضاع النفسية المقيتة، لذلك لا بد من البحث عن أنشطة مفيدة تملأ بها يومك وتقضي على مشاعر الاكتئاب والإحباط.

    عندما نجلس وحيدين في لحظات هدوء الليل، قد يتسلل إلى عقولنا هذا الشعور القاتم بأننا لا نستحق الحب. يغمرنا هذا الشعور بالحزن والتشتت، مما يجعلنا نشك في قيمتنا الذاتية ونضعف إيماننا بأننا قابلون للحب والاهتمام.

    عدم الاستحقاق العاطفي، كما يطلق عليه، هو حالة نفسية تعاني منها الكثير من الأشخاص، حيث يشعرون بأنفسهم بأنهم غير جديرون بالحب والعناية. يمكن أن تكون هذه الحالة ناتجة عن تجارب سلبية ماضية، مثل الإهمال أو الإساءة العاطفية، أو ربما بسبب الانخراط في مقارنة الذات بالآخرين وشعور بعدم الكفاءة.

    إذا كنت تشعر بأنك لا تستحق السعادة أو الحب، فأنت بالتأكيد لست وحدك في هذا الشعور. يمكن أن يكون الشعور بعدم الاستحقاق العاطفي نتيجة لعوامل مختلفة، ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذا الشعور لا يعكس الواقع بالضرورة.

    لا يستحق الحب، لا أحد يستحق السعادة، لا يستحقون العناية... هذه العبارات قد تردد في عقولنا في أوقات الضعف العاطفي. ومع ذلك، يجب علينا أن نتذكر أن القيمة الحقيقية لا تأتي من خلال استحقاق الحب، بل تأتي من داخلنا، من قدرتنا على تقدير أنفسنا واحترامنا لأنفسنا.

    عندما نشعر بعدم الاستحقاق العاطفي، يجب أن نتذكر أننا لسنا وحدنا في هذا الشعور، وأن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من نفس الشعور. من الضروري أن نعمل على تحسين تقديرنا لأنفسنا وتعزيز ثقتنا بأنفسنا، وهذا يبدأ بالتحدث بلطف مع أنفسنا والتفكير بشكل إيجابي حول قيمتنا الذاتية.

    بالنهاية، فإن كل إنسان على هذه الأرض يستحق الحب حتمًا لأي سبب كان، فإن الجميع لديهم أحباء، اكتفِ بحب والدتك فإنه الحب الأصدق غير المشروط، حب الأخوات والأصدقاء والأقارب، ليس شرطًا أن تكون في علاقة عاطفية حتى تشعر أنك محبوب، بل قد يكون الأمر أنك في منأى عن شعور أسوأ قد نجاك الله سبحانه وتعالى منه.

    المراجع

    1. "Am I Unlovable?"

    2. 'I Don't Deserve Love': 5 Reasons Why and How to Overcome it

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ