تُعَدُّ الخطوبة فترة مصيرية في حياة الرّجل والمرأة، إذ يتحدد على ضوئها مصيرهما في السّنوات التي تأتي بعدها، ومن ثَمّ تكتسب فترة الخطوبة أهمية كبيرة جدّا، فهي تشكل فرصة ذهبية للخطيبين من أجل التقرب إلى بعضهما البعض، واستكشاف مواضع الاتفاق والاختلاف، وما يمكن تقبله في الطرف الآخر وما لا يمكن تقبله، لذلك يجب على الخاطب والمخطوبة أن يستغلا هذه الفرصة من أجل مناقشة أهم المواضيع التي ستؤطر علاقتها مستقبلا. إلا أن العديد من الشباب يجدون صعوبة في تحديد المواضيع التي يتوجب عليهم مناقشتها والتفاهم عليها، وهذا المقال موجه خصّيصا لهؤلاء بقصد مساعدتهم على تحديد المواضيع الرئيسية التي ينبغي لهم مناقشتها والتفاهم عليه.

أولا: المستوى المادي (المالي)

الكثير من الخلافات التي تقع بين الأزواج تحدث بسبب الماديات، فالمال مهم في حياة كل إنسان، لكن درجة هذه الأهمية تختلف من إنسان إلى آخر، لذلك يتوجب على الخاطب والخاطبة معرفة درجة أهمية المال بالنسبة إلى كل منها، فعلى الخاطب أن يحدد إمكانياته المادية ويصارح بها خطيبته ويحاول قدر الإمكان تجنب تقديم الوعود المستقبلية الكاذبة، وكذلك الخطيبة يجب أن تعرف حدود الإمكانيات المادية للخاطب، ومن ثم تقرر إن كانت هذه الإمكانيات ستلبي احتياجاتها أم لا، وهي أيضا مطالبة بالتزام الصراحة والصدق عند التعبير عن رأيها في الإمكانيات المادية للخاطب، وهذه بعض الأسئلة التي يمكن الاستئناس بها في هذا الباب:

هل دخلك قارّ أم غير قارّ؟

هل تمتلك مصادر دخل أخرى؟

هل تتلقى مساعدات مادية من الأسرة؟

ماذا لو توقفت هذه المساعدات؟ هل ستستطيع تدبير أمورك من دونها؟

ثانيا: المستوى التعليمي والثقافي

تجنبا لما يمكن أن يحدث بينكما من خلافات ثقافية في المستقبل، لا بد لكما من معرفة البيئة الثقافية التي نشأ بها كل منكما، فالفتاة التي نشأت في بيت يعرف تحررا ويترك لها الحرية في الدخول والخروج والسفر واللباس دون قيود أو شروط، سيكون من الصعب عليها أن تعيش مع رجل يؤمن بمبادئ مختلفة قائمة على الالتزام بنوع معين من اللباس أو بعدم زيارة أماكن محددة، أو بعدم نشر الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك ينبغي لكما مناقشة وتدارس الاختلافات الثقافية بينكما وتحديد ما يمكن تقبّله وما لا يمكن تقبّله من تلك الاختلافات، وإليكما بعض الأسئلة التي يمكنكما الاستئناس بها في هذا الباب:

ما رأيكَ/رأيكِ في نوع معين من اللّباس؟

هل يمكنكِ الالتزام بنوع محدد من اللباس؟

ما رأيك فيمن تبيت خارج البيت دون إذن من زوجها؟

هل تقبلين العيش في المكان الفلاني؟

ما هو مستواكَ/ مستواكِ التعليمي ؟

هل يمكنك السّماح لزوجتك باستكمال مسارها الدراسي مستقبلا؟

ثالثا: الاستقلال الذاتي

يشير مفهوم الاستقلال الذاتي إلى قدرة الفرد على اتخاذ قراراته بنفسه ودون تدخل لأي طرف خارجي في هذا القرار، ومن المهم جدا معرفة مدى الاستقلالية الذاتية للشريك ومدى قدرته على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات دون الحاجة إلى تدخل طرف آخر، فأنتَ أو أنتِ بحاجة إلى شريك قادر على التفكير والتحليل واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية دونما حاجة إلى تدخل خارجي، ولو كان المتدخلون أقرب الأقربين إليه. وهذه بعض الأسئلة التي يمكن الاستئناس بها بغرض معرفة مدى استقلالية الخاطب أو المخطوبة:

هل يمكننا الانتقال للعيش في المكان الفلاني؟ وماذا لو رفض أهلك ذلك؟

من ستنصر لو حدث خلاف بيني وبين أمكَ؟

بعد الزواج هل ستقبلين الذهاب معي إلى المكان الفلاني لو رفض أبوك أو أمك؟

هل تخبر أهلك عن محادثاتنا؟

هل تخبرين أهلك عن محادثاتنا؟

رابعا: الانتظارات والاستعدادات

منذ فترة المراهقة يبدأ كل من الشاب والفتاة في تكوين وبناء صورة الشريك المستقبلي في خيالهما، فمن الشباب من يبني هذه الصورة انطلاقا من الأفلام والمسلسلات التي شاهدها، ومنهم من يبنيها انطلاق من الكتب والروايات التي قرأها، ومنهم من يبنيها انطلاقا من الحياة الواقعية وتحليل العلاقات في محيطه، ومنهم من يبني تلك الصورة من خلال المزج بين كل الطرق السابقة، ومن ثم تختلف هذه الصورة من شخص إلى آخر، لذلك ينبغي لكل طرف من أطراف الخطوبة أن يستفسر عن الانتظارات التي يخزنها الطرف الآخر في عقله، ومقارنتها باستعدادته تجنبا لما يمكن أن يحدث من مشاكل بسبب هذا الأمر، ومن الأسئلة التي تساعد في استكشاف هذه الانتظارات ما يلي:

ما أهم الصفات التي تتمنين أن تجديها في زوجك المستقبلي؟

ما أهم الصفات التي التي تتمنى أن تجدها في زوجتك المستقبلية؟

ما صفات الرجل المثالي بالنسبة إليك؟

ما صفات الزّوجة المثالية بالنسبة إليك؟

ماذا لو لم تجدي هذه الصفات في زوجك؟

ماذا لو لم تجد هذه الصفات في زوجتك؟

خامسا: المشكلات العائلية والصحية والجنسية

من الضروري أن يُطلع كل واحد من الخطيبين الآخر عن ما إذا كان يعاني من مشاكل صحية أو جنسية أو عائلية، لكي يعرف إن كان الطرف الآخر قادرا على التعايش مع هذه المشكلات أم أنّه غير قادر على ذلك، وإخفاء شيء من هذا القبيل عن الشريك قد يؤدي إلى مشاكل زوجية في المستقبل، لأن الشريك سيشعر بنوع من المكر والخداع، لذلك لابد من التزام الصّراحة والوضوح بخصوص هذا الأمر. وهذه بعض الأسئلة التي يمكن طرحها في علاقة مع هذا الباب:

متى كانت آخر مرة زرت فيها الطبيب؟ ولماذا؟

هل تتناول أدوية معيّنة؟

سادسا: الطموحات والأهداف المستقبلية

من المهم جدا أن تعرف ما يخطط له شريك حياتك المستقبلي، لكي تحدد إن كنتما قادرين على تحقيق هذه الأهداف وأنتما تسيران معا، ولكي تعرف أيضا مدى قدرة الشريك على الجمع بين التخطيط لتحقيق هذه الأهداف والمسؤوليات التي تفرضها العلاقة الزوجية، وهذه بعض الأسئلة التي يمكن الاستعانة بها لإغناء النقاش المرتبط بالأهداف والطموحات:

ما هي أهدافك المستقبلية؟

كم من الوقت ستحتاج لتحقيقها؟

ما الذي تحتاج إليه لتحقيق هذه الأهداف؟

هل تستطيع الجمع بين العمل على هذه الأهداف ومسؤوليات بيت الزوجية؟

سابعا: مفهوم الدين والتدين لكل طرف

تجنبا للمشاكل التي قد تطرأ بينكما مستقبلا بسبب الأمور العقائدية، يستحسن أن تجريا نقاشا حول الموضوعات بغرض استكشاف التوجهات التعبّدية لكل منكما، وهذه بعض الأسئلة التي يمكنكما الاستعانة بها لإثراء النقاش:

ماذا يعني الدين بالنسبة إليك؟

هل تدينك وراثي أم ناتج عن قرار شخصي؟

ثامنا: الإنجاب وتحديد النسل

 من المهم أن يعرف كل منكما توجّه الآخر في قضية الأطفال والإنجاب وتحديد النسل تفاديا لأي خلافات مستقبلية وهذه أهم الأسئلة التي يمكنك طرحها على شريكك أو شريكتك:

هل تحب الأطفال؟ أم أنك تراهم عبئا ثقيلا على الأب والأم؟

هل جربت التعامل مع الأطفال يوما؟ 

كم عدد الأطفال الذين تريد إنجابهم؟

كم يمكنك الانتظار قبل الشروع في إنجاب الأطفال؟

هل تقبل تحديد النسل؟ وما الوسيلة المناسبة في نظرك لمنع الحمل؟

كيف ستتصرف لو كنت عقيما/ عقيمة؟

هذه إذن أهم المواضيع التي يمكن للخطيبين مناقشتها في فترة الخطوبة، إلا أن هناك مواضيع أخرى لا يتسع المقال لتفصيلها لذلك سنكتفي بذكر بعضها؛ منها على سبيل المثال:

الهوايات والأشياء التي يحب الخطيبان القيام بها في أوقات الفراغ.

أهمية الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي في حياة الخطيبين.

موقع صلة الرحم وزيارة الأقارب في حياة الخطيبين.

العادات السيئة والإيجابية لكل واحد من الخطيبين...إلخ.

أسماء الجراد، دليل اختيار الزوجين.

محمد الحبش، الخطوبة والحب الحلال.

سيف الدين بن راشد الجابري، مرحلة الخطوبة وأهميتها.

تُعَدُّ الخطوبة فترة مصيرية في حياة الرّجل والمرأة، إذ يتحدد على ضوئها مصيرهما في السّنوات التي تأتي بعدها، ومن ثَمّ تكتسب فترة الخطوبة أهمية كبيرة

ما هي المواضيع التي يجب التفاهم عليها أثناء فترة الخطوبة

أيوب التزي

اقرأ ايضاّ