إعلان

السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

كثيرًا ما نقول لأنفسنا أنه يجب علينا الشعور بالسعادة منذ اللحظة الأولى من استيقاظنا صباحًا إلى النوم ليلاً. وتشمل كلمة السعادة كل فعل يعود علينا بالفرح والشعور بالمرح وأهمية ضحكاتنا لأنفسنا وعقلنا. الشعور بالسعادة يساعدك على تحسين صحتك النفسية والعاطفية والعقلية ويمنحك لحظات من الشجاعة والثقة بالنفس لمواجهة ضغوطات الحياة اليومية التي نمر بها. السعادة ليست ضحكات تتعالي عند شعورنا بالفرح أو الانتصار أو النجاح، ولكنها لحظات لا تقدر بثمن تساعدك على علاج كل الضغوطات التي يواجهها جسدك وعقلك كل يوم، لحظات تساعدك على التقدم وتحسين حياتك اليومية، لحظات تجمعك مع أصدقائك وعائلتك مما تعزز من علاقاتك الاجتماعية والأسرية.

ولتتمكن من الشعور بالسعادة، لا يتطلب منك الأمر عمل الكثير بل بضع خطوات عملية تساعدك على معرفة معنى السعادة والرضا الشخصي من حولك.

السعادة

تتكون السعادة من مزيج رائع ومتناغم من المشاعر والتجارب التي تساعدك على الشعور بالرضا الداخلي وتزيد من ثقتك بنفسك وتمنحك لحظات خالية تمامًا من الشعور بالقلق أو الحزن أو التوتر. ومع التقدم في العمر، تختلف مسببات السعادة حيث يمكن لعبة صغيرة تمنح لطفل لحظات من السعادة والفرح ويمكن لكتاب جديد يمكن لقارئ عالم مليء بالسعادة والانتصار. ولا يعني شعورك بالفرح أنك لن تعاني من الحزن أو الغضب أو التوتر، ولكنها تساعدك على تحقيق توازن بين مشاعرك الإيجابية ومشاعرك السلبية لتتمكن من التجاوب مع هذه المشاعر السلبية بقدر من الحكمة تساعدك على مواجهتها بشكل جيد.وتذكر أن إيجاد السعادة هي عملية تتطلب الصبر واستشكاف ذاتك والقدرة على التعبير على مشاعرك وآرائك بحرية ومعرفة كل ما تحب أو تكره. لذلك السعادة رحلة استمتع بها.

استراتيجيات عملية ومجربة لمساعدتك على إيجاد السعادة

1- ركز على ما تملكه

التركيز على السلبيات والأخطاء والصعوبات هو عادة بشرية شائعة بين الأشخاص، حيث يميل معظم الأشخاص إلى التركيز على ما ينقصهم وما لا يمتلكونه بدلاً من تقدير النعم والعطايا التي لديهم. ومع الأسف تؤثر هذه العادة على سعادة الشخص وصحته وحياته بشكل عام. بدلًا من ذلك لما لا تكون ممتن وشاكرًا لله على ما تملكه وما حققته حتى الآن. إن الامتنان والرضا هما مفتاحان السعادة الدائمة وزيادة هرمون السعادة في الجسم وتغير نظرتك للحياة وتشجيعك على النظر إلى الإيجابيات والتغلب على التحديات. لذا، دائمًا اجعل الامتنان جزء من حياتك اليومية.

2- تعلم شيئًا جديدًا كل يوم

السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

العالم يتغير يوميًا، والتعلم هو ما يساعدنا على مواكبة التغيرات ويفتح لنا آفاق جديدة بالإضافة إلى زيادة نشاط العقل ومنع ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة. وكلما تعلمت شيئًا جديدًا كلما زادت ثقتك بأنفسك وقدرتك على تحقيق أهدافك. مواصلة التعلم يساعد في زيادة شعورك بالسعادة ليس لمجرد اكتساب معلومات جديدة بل تنمية مهاراتك وشعورك بالإنجاز وتحقيق المستحيل واكتشاف جوانب جديدة من شخصيتك.

3- اقضِ وقتك مع أشخاص مرحين

تؤثر البيئة المحيطة بك بشكل كبير عليك، فهي تشبه المرآة التي تعكس كل ما بداخلها على شخصيتك ومشاعرك. يؤثر عليك الأشخاص الذين تتعامل معهم بصورة كبيرة يمكن أن لا تشعر بها مباشرةً. فإذا قضيت بعض الوقت مع أشخاص متشائمين وسلبيين، فإنك غالبًا ستستمد منهم هذه الطاقة السلبية والعكس صحيح عند قضاء وقت مع أشخاص مرحين فستصبح تلقائيًا شخص سعيد وإيجابي حتى في أهلك الظروف. لذلك، من المهم اختيار أصدقائك الذين تقضي معهم وقتك بحكمة لمساعدتك على البقاء سعيدًا وتغير وجه نظرك للحياة.

4- توقف عن المقارنة

المقارنة هي عدوك الحقيقي الذي سيسرق منك السعادة والرضا، فعندما تقارن نفسك بالآخرين، غالبًا ما ستشعر بالنقص والدونية والغيرة والحسد. كما أنك ستفقد القدرة على الاستمتاع بإنجازاتك مهما كانت. لذلك، توقف عن المقارنة فلا يوجد فائزون في الحياة بل هناك أشخاص سعداء وآخرين تعساء وتذكر أن لكل شخص جانب سيء ومؤلم لا يظهره للآخرين. كن ممتن لما تملك وقدر نفسك واعمل بمبادئك لتعيش سعيدًا.

5- لا تسعى وراء المال

السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

لا ننكر أن المال شيء ضروري للحياة، ولكن لا يعني ذلك أنه يجلب السعادة إليك. قد يبدأ بعض الأشخاص بالجري وراء المال وشراء العديد من المنتجات والممتلكات اعتقادًا منهم بالحصول على السعادة، في الحقيقة هذه سعادة مزيفة أو مؤقتة، لانك تضيع حياتك في السعي وراء أشياء لا يمكن أن ترضيك أبدًا وتضحي بوقتك وطاقتك وصحتك في ملاحقة أشياء لا تحتاجها. وتذكر أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الأشياء التي تمتلكها، ولكن في علاقات وتواصلك مع أصدقائك وتجاربك. وتأكد من السعادة لا تأتي إلا من تقدير لإنجازاتك وتجاربك.

6- الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي خطوة أساسية للشعور بالسعادة وتحقيق أحلامك. عندما تثق بنفسك ستصبح قادر على التغلب على التحديات والصعوبات وتحقيق أحلامك وبالتالي الشعور بالسعادة والرضا. وتعد أفضل طريقة لتحسين ثقتك بنفسك هي أن تُعامل نفسك بطريقة إيجابية وعدم التقليل منها والتوقف عن قول كلمات، مثل: لا أسطيع، أنا فاشل، أنا غبي، وغيرها من الكلمات المحبطة.

7- افعل شيئًا لطيفًا لشخص غريب

تؤثر الأعمال الطبية واللطيفة بشكل إيجابي عليك وعلى الآخرين، حيث تعزز الشعور بالسعادة وتحسين الحالة النفسية ونشر موجة من الإيجابية بين الأشخاص ورفع المعنويات وبناء روابط اجتماعية وتعزيز الشعور بالانتماء. كما أنه قد يخلق سلسلة من الاعمال اللطيفة التي لن تنتهي. من منا لا يحب الشعور بالتقدير والاهتمام من الآخرين. حاولة فعل شيء لطيف لغيرك، مثل: مساعدته في حمل الأشياء أو فتح الباب مع إبتسامة أو تقديم مجاملة ببعض الكلمات الجميلة أو حتى فقط التبسم في وجهه، فالإبتسامة هي أجمل لغة في العالم والتي لا يعرف معناها إلا القليل.

تذكر دائمًا أن الأعمال اللطيفة يمكن أن تجعل العالم مكان أفضل وأكثر إنسانية.

8- طور عادات صحية

السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

طريقة قضائك لوقت فراغك هو ما يحدد شكل يومك ومشاعرك اليومية. والعادات الصحية التي تقوم بها في شبابك ستؤثر بشكل كبير على صحتك وسعادتك ومستقبلك، لذلك، اجعل هذه العادات أسلوب حياتك اليومي وليس مجرد أهداف تصل لها. حاول تطوير بعض العادات الصحية لبناء حياة متوازنة وممتعة، على سبيل المثال: اذهب للتنزه يوميًا، مارس الرياضة، تناول طعام صحي، اعمل بجد، صلي كثيرًا، أو احصل على قسط كافٍ من النوم.

9- مشاهدة شروق الشمس

تلعب الشمس دورًا مهمًا في تنظيم حياتنا وتحسين مزاجنا اليومي، حيث تعد أحد أهم المصادر الطبيعية للسعادة والحيوية أكثر من كونها مجرد ضوء ينير اليوم. عند التعرض إلى أشعة الشمس تقوم أجسامنا بإنتاج فيتامين د المسئول عن زيادة مستويات السيروتونين ( هو الهرمون المسئول عن الشعور بالسعادة) مما يحسن المزاج والنوم. لذلك حاول الخروج إلى التنزه في الأيام المشمسة ولكن لا تنسى استخدام كريم الوقاية من الشمس.

10- التخلص من الغضب

الغضب تجاه نفسك أو الآخرين هو شعور طبيعي ولكن عندما يتراكم فإنه يؤثر على علاقتك ويزيد من سوء الفهم والخلافات، كما يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، حيث يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والضغط. لذلك حاول التخلص من مشاعر الغضب والحقد ليس من أجل الآخرين ولكن من أجل نفسك وصحتك والشعور بالسعادة والراحة.

11- خذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي

السعادة رحلة وليست وجهة: كيف تكون سعيدًا حتى في أصعب الظروف؟

وسائل التواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن تكون مصدر رائع للتواصل مع أصدقائك وأيضًا قد تكون مصدر كبير للضغط عليك والشعور بالإحباط والفشل عند رؤية الحياة المثالية المزيفة التي يصورها بعض البلوجر والمشاهير. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن واحد من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب والشعور الفشل هي بسبب مقارنة أنفسنا بالمشهورين على وسائل التواصل الاجتماعي. خذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي واحتفل بما وصلت إليه حتى الآن وتذكر أن هذه الحياة المثالية التي تراها على هذه المنصات قد تكون غير حقيقة ومزيفة.

في النهاية، وقبل أي شيء حب نفسك أولاً لأنها تستحق أن تُحب، وتذكر أنك شخص مميز وقيم وجميل وتستحق السعادة والتقدير. السعادة ما هي إلا رحلة وليست وجهة قد تقابلك العديد من الصعوبات والتحديات ولكن لا تجعلها تؤثر عليك وتحولك إلى شخص تعيس. قم وواجها ولا تيأس.

المراجع

?How to Be Happy

?How to be happy in tough times

Mai Hesham

Mai Hesham

كاتبة مقالات ومترجمة

أمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ