النوم المبكر للأطفال: سر الصحة الجيدة والنمو العقلي
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوليعد النوم من أهم الأنشطة التي تؤثر على صحة الأطفال وسلوكهم، إذ يلعب دور مهم في نموهم العقلي والبدني. وقد يعتقد الكثير أن السهر ليلًا وتأخير معاد النوم لن يؤثر على الأطفال، إلا أنه في الحقيقة توجد فوائد مذهلة للنوم المبكر. يساعد النوم المبكر للأطفال على تحسين نموهم وتطورهم الصحي. لذلك، ينصح الأطباء بتنظيم نوم الأطفال ووضع روتين مناسب لأعمارهم. وفي البداية، يعاني الرضع والأطفال الصغار من اضطراب في ساعات نومهم، لذلك، يجب على الآباء الحرص على توفير بيئة مناسبة تساعدهم على النوم ليلاً ومبكرًا بسهولة وبسرعة. وفيما يلي سنوضح لك فوائد النوم المبكر للأطفال وبعض النصائح لمساعدتك على تجهيز أطفال للنوم.
فوائد النوم المبكر للأطفال
ينصح أطباء الأطفال وخبراء التربية بضرورة وضع روتين نوم للأطفال ومحاولة الحفاظ عليه ليتمكن طفلك من النوم ليلاً بسهولة وعدم الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء النوم. ومن فوائد النوم المبكر للأطفال ما يلي:
1- تحسين صحة الطفل
يساعد النوم المبكر للأطفال على تحسين مهاراتهم الحركية واللغوية والاجتماعية، كما يقلل من فرص تعرض الطفل لصعوبات في النوم في سن المراهقة أو الشباب. وأكدت الدراسات أن النوم المبكر يساعد الطفل على تحسين أدائه في المدرسة، بالإضافة إلى تمكن الطفل من تنمية مهاراته العاطفية بشكل جيد وصحي. كما أن النوم المبكر للطفل يمنع زيادة الوزن ويحسن من صحته العاطفية والعقلية بشكل ملحوظ.
في حالة نوم الطفل نومًا عميقًا، يُفرز الجسم هرمون النمو الذي يُعزز نموه البدني ويُحسن الذاكرة والتعلم، حيث يُعالج العقل كل المعلومات التي حصل عليها طوال اليوم من خلال حواس الطفل. كما يقوي جهاز المناعة مما يجعل الطفل أقل عرضة للإصابة بالأمراض وخاصةً الأمراض الموسمية، مثل، نزلات البرد أو الإنفلونزا وتقوية صحة الطفل. ويعزز النوم المبكر لطفلك على تحسين وتوازن الهرمونات في الجسم، مثل، تقليل إفراز هرمون الكورتيزول الذي يؤثر على الحالة النفسية بشكل كبير وزيادة هرمونات النمو والسعادة، مما يساعد في تحسين صحة طفلك الجسدية والنفسية.
اقرأ ايضا
اقرأ أيضًا: القرآن نور يضيء الدروب، بعض النصائح والفوائد لتعليم القرآن للأطفال
2- الاستيقاظ صباحًا
كلما نام الطفل في وقت متأخر، زادت فرص استيقاظه ليلاً وصعوبة نومه بشكل متواصل طوال الليل، بل قد يعاني طفلك من تكرار الاستيقاظ في الليل أو صعوبة الاستيقاظ مبكرًا. ويحدث هذا بسبب افراز الجسم هرمونات معينة في حالة الشعور بالتعب أو الإرهاق. ومع تأخر موعد نوم الطفل، قد يواجه الطفل صعوبة الحصول على الراحة الكافية له، مما يؤدي إلى شعوره بالنعاس المفرط وضعف قدرته على الحركة واللعب مع الأطفال الآخرين، وذلك بسبب عدم حصول الجسم على القدر الكافي من الراحة اللازمة.
3- تخفيف اضطرابات النوم
النوم المبكر للأطفال يقلل من إصابتهم بالأرق أو صعوبات النوم، بالإضافة إلى تقليل عادات المقاومة عند وضع الطفل في سريره في المساء. ويساعد النوم العميق والهادئ في تحسين سلوك الأطفال، حيث يقلل من نوبات الغضب أو السلوكيات الخاطئة لديهم. كما أن الحصول على عدد ساعات نوم مناسبة وكافية يحسن قدرة عقول الأطفال على التحليل ويعزز مهاراتهم العقلية والفكرية.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل، وكيفية تحسينها لتعزيز علاقاتك المهنية والشخصية؟
4- تحسين السلوك الأطفال ومزاجهم
حصول الأطفال على عدد ساعات كافٍ من النوم ليلاً يجعلهم أكثر هدوءًا وأقل عرضة لنوبات الغضب أو المشاجرة مع الأطفال الآخرين. يساعد النوم الجيد على تحسين مزاج الأطفال وتقليل مشاعر التوتر والخوف، بينما تقليل عدد ساعات النوم يزيد من عصبية الأطفال.
5- تحسين الأداء الدراسي
يساعد النوم المبكر للأطفال على تحسين مهاراتهم وقدرتهم على التركيز والمشاركة في المهارات الدراسية والبدنية بشكل أفضل. كما يساعد في تحسين انتباهم وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل أكبر من الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النوم. ويساعد النوم المبكر على تعزيز أداء أطفالك في الدراسة، حيث يساهم في حل مشاكل التذكر والنسيان.
اقرأ أيضًا: كيفية تعليم البرمجة للأطفال وأفضل المواقع التي يمكنك استخدامها
6- زيادة التواصل بينك وبين طفلك
قد يكون تعويد الأطفال على روتين مناسب لهم أمرًا صعبًا، ولكن يمكن أن يساعدك القيام ببعض الأشياء التي يحبها الأطفال، مثل: لعب ألعاب خفيفة أو قراءة قصة، على تعويدهم على روتين محدد والالتزام بمواعيد النوم، حيث سيدرك الأطفال أن هذا هو الوقت المناسب لقضائه برفقتك كل ليلة، مما يمنحهم الشعور بالأمان ويساعدهم نومهم العميق ليلاً. كما أن الحفاظ على روتين ثابت للنوم كل يوم في نفس المكان ونفس التوقيت يساعد على النوم بسهولة أكبر فيما بعد لأن العقل يرسل إشارات للجسم أن الوقت قد حان للنوم، مما يؤدي إلى إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم كما يُعرف)، مما يحفز النوم لدى أطفالك. تساعد كل هذه العوامل على نوم طفلك ليلاً بسهولة.
ما هو وقت النوم المناسب لعمر طفلي؟
يختلف موعد وعدد ساعات النوم حسب عمر طفلك، ولكن وفقًا للتوصيات يجب أن ينام الأطفال أقل من عمر التاسعة بين الساعة 7.30 أو 8 مساءًا ولا يجب أن يتجاوز الطفل هذا الوقت. ويختلف عدد ساعات النوم حسب عمر طفلك كالتالي:
- حديثي الولادة (من عمر يوم إلى 3 شهور): يتراوح عدد ساعات النوم ما بين 14 إلى 17 ساعة يوميًا.
- الرضع (من عمر 4 إلى 11 شهرًا): يجب أن ينام الطفل ما بين 12 إلى 15 ساعة يوميًا.
- الأطفال الصغار (سنة إلى سنتين): ينام الطفل ما بين 11 إلى 14 ساعة يوميًا.
- من عمر 3 إلى 5 سنوات: يجب أن ينام الطفل ما بين 10 إلى 13 ساعة يوميًا.
- من عمر 6 إلى 13 سنة: ينام الطفل ما بين 9 إلى 11 ساعة يوميًا.
- من عمر 14 إلى 17 سنة: يجب أن ينام الطفل ما بين 8 إلى 10 ساعات من النوم ليلاً.
- من عمر 18 إلى 25 سنة: ينام الشباب ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم ليلاً.
اقرأ أيضًا: كيف تتمتع بقدر أكبر من القبول والود مع الأشخاص من حولك؟
كيفية تجهيز الأطفال للنوم مبكرًا؟
كما ذكرنا سابقًا، يجب أن نمهد للطفل للنوم ليلاً من خلال وضع روتين خاص بالنوم يناسب عمر طفلك. وقد يساعد الروتين اليومي للطفل في ارتباط الطفل مع النوم بشكل أكثر إيجابية ويجعل الطفل يشعر بالاسترخاء عند اقتراب موعد النوم، مما يساعده على النوم بسهولة. ويمكنك اتباع هذه الأفكار للنوم المبكر وتحسين جودة نوم الأطفال:
- أخذ حمامًا دافئًا قبل النوم.
- غير ملابس الطفل إلى ملابس قطنية مريحة.
- قراءة قصة قصيرة قبل النوم.
- يجب تنظيف الأسنان جيدًا.
- أطفئ الأنوار ووضع الطفل في سريره وهيئ الغرفة للطفل كي ينام.
- إعطاء الطفل كوب من الحليب الدافئ، وتجنب إعطائه العصائر والكافيين قبل النوم.
- تجنب مشاهدة التلفاز وخاصةً برامج الرعب والأكشن.
- تجنب الألعاب الإلكترونية أو الهواتف الذكية قبل النوم بساعتين على الأقل.
اقرأ أيضًا: ألعاب ذهنية لا غنى عنها لتحسين الدماغ وتقوية الذاكرة
تأثير قلة عدد ساعات النوم على طفلك
تؤثر قلة عدد ساعات النوم على طفلك بشكل كبير وملحوظ، وخاصةً على صحة طفلك البدنية والعقلية. يعاني الأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافً من النوم ليلاً من ضعف التركيز وانخفاض مستواهم وأدائهم الدراسي وإصابتهم باضطرابات المزاج، مثل: القلق أو الاكتئاب وزيادة السلوكيات الخاطئة لديهم، مثل: العصبية. ليس هذا وحسب، بل قد يؤدي عدم النوم المبكر للأطفال إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر لديهم وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، حيث يؤثر النوم بشكل مباشر على هرمون الجوع والشبع.
اقرأ أيضًا: أفضل المواقع لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال من خلال القصص والألعاب
وفي نهاية مقالنا، نؤكد أن النوم المبكر للأطفال لا يعزز من صحتهم الجسدية فحسب، بل يساعد أيضًا على تحسين حياتهم. من خلال الحفاظ على روتين نوم جيد، ويمكنك تحسين صحتهم البدنية والنفسية وتطوير مهاراتهم العقلية، وخاصةً مهارات التركيز والانتباه ومهارة التفكير، مما يساهم في تحسين أدائهم الدراسي، وتطوير مهارات حل المشكلات لديهم.
المراجع
Mai Hesham
كاتبة مقالات ومترجمةأمتلك خبرة 4 سنوات في كتابة المقالات العلمية والطبية، أحاول مساعدة القراء على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة.
تصفح صفحة الكاتب