أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتجارة الإلكترونية لعام ٢٠٢٤

الكاتب

إيمان الحياريكاتبة محتوى تقني ومنوع

الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence

كانت الروبوتات في بداية ظهورها بمثابة أعجوبة تكاد لا تصدق تقريبًا، لدرجة الشك باستحالةِ وجود ما يعرف بالذكاء الاصطناعي وتمكنه من محاكاة الذكاء البشري! وبمجرد ظهور الروبوت صوفيا فقد بدأت الكثير من التطبيقات والابتكارات بالهطول، حتى بات الأمر مألوفًا، حتى أثرت بعمق على قيمة عائدات سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر حتى تتخطى حاجز 126 مليار دولار أمريكي بعد عامين من الآن فقط بعد ظهور المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence Applications) التي تخدم البشرية.

الذكاء الاصطناعي في حياتنا

لا أحد ينكر أننا لم نعد نبذل مجهودًا كبيرًا كما في السابق! تحديدًا بعد أن هيمنت تطبيقات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) على حياتنا في مختلف مجالاتها، وقد تمكنت حقًا من منح الإنسان راحة ورفاهية اعتمادًا على الأتمتة وتوظيف الخوارزميات الخاصة بالتعلم العميق (Deep Learning)؛ بحيث تولى الجهاز أو الآلة مسؤولية التحليل والتفكير والتنبؤ ووضع الحلول بعد استنباطها بين يدي الإنسان، حتى مسألة التفكير تلاشت عن كاهل الإنسان، ومن المثير للغرابة أن العالم ما زال مستمرًا في المضي قدمًا نحو اندماج الذكاء الاصطناعي بأدق تفاصيل حياتنا.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم

لم يكن التعليم أقل نصيبًا من غيره من المجالات في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمته أبدًا! فقد تمكن من إثبات وجوده مؤخرًا وتحديدًا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (Covid-19) الذي تسبب في إغلاق أبواب الجامعات والمدارس.

كان لا بد من استنباط طريقة حديثة لتمكين الأبناء الطلبة من مواصلة التعليم دون انقطاع خوفًا على المستقبل التعليمي لهم، واستمر الأمر بعد ذلك حتى أصبح مطلبًا أساسيًا في التعليم، وبناءًا عليه فقد ظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم على النحو الآتي:

أتمتة المهام والعمليات الإدارية

جاء الذكاء الاصطناعي بأدوات سهلّت على الطاقم الإداري في الجهات التعليمية إمكانية التعامل مع إرسال الرسائل إلى أولياء الأمور، تصنيف الوثائق الرسمية للطلبة، التعامل مع المشكلات وإيجاد حلول لها بأسرع وقت ممكن لضمان سير العملية دون تعطل.

كما أن ذلك سهّل عملية الانضمام للدورات التدريبية وتنظيمها وعقدها عبر برامج متخصصة.

تحسين المستوى التعليمي للطالب

من الرائع أن الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم سهّل شأن اكتشاف مواطن الضعف لدى الطالب؛ بالتالي إعداد برامج ومسارات تدريبية من شأنها تعزيز مستوى الطالب وتقوية نقاط الضعف لديه حتى يتخطى الصعوبات التي يواجهها في التعليم.

تأتِ قرارات أدوات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال اعتمادًا على التحليل العميق لنتائج الاختبارات للطالب، الأداء العام، مستوى التفاعل والتجاوب مع المعلم والزملاء، كما يؤخذ بعين الاعتبار المدة التي يستغرقها الطالب في حل التمارين والواجبات الموكولة إليه.

أتمتة المحتوى وتوفيره باستمرار

تخطى الطالب مشكلة شرح المعلم للدرس داخل الحجرة الصفية فحسب؛ فإنه لم يعد بحاجة للعودة للسؤال عن أمرٍ ذكر، كل ما يحتاج إليه الولوج إلى المنصة الرقمية التعليمية للاطلاع على المحتوى التعليمي الرقمي سواء فيديوهات أو دورات مكتوبة أو أسلوب ذكي يضع المادة التعليمية بين يدي الطالب من خلف الشاشات خلال تواجده في منزله.

قد يهمك أيضًا: الرسم والتصميم من خلال الذكاء الاصطناعي

التعليم عن بعد E-learning

أصبح التعليم عن بعد أمر رائج للغاية؛ حيث يشعر الطالب وكأنه على مقاعد الدراسة في حجرة الصف، إذ يفتح المعلم قناة اتصال بينه وبين الطلبة ليقدم المحتوى التعليمي لهم بطريقة احترافية مدعومة بالتقنيات والأدوات الحديثة منها تطبيق Teams أو Google Meet، بحيث تتخذ الشاشة موضع السبورة، ويتواصل عبر الفيديو أو الميكرفون.

من الرائع أن العديد من التطبيقات التي جاءت لخدمة التعليم عن بعد، حتى توجهت وزارات التربية والتعليم إلى إطلاق منصات تعليمية تستعرض خلالها؛ الدروس، الاختبارات، الحضور والغياب، التفاعل، العلامات وغيرها الكثير من التفاصيل التي أكدت على مدى أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

من المنصات المعروفة نظام نور السعودية، منصة درسك الأردنية وغيرها الكثير.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية

أصبح التسوق عبر الإنترنت (online shopping) أو كما تود تسميته بمصطلح التجارة الإلكترونية (E- Commerce)؛ لك حرية الاختيار، إلا أن الأمر في نهاية المطاف أصبح هوسًا حتى ارتفعت وتيرة التعاملات الإلكترونية للتسوق والبيع لدرجة جنونية، ما استدعى ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية لخدمة هذه الجماهير.

البحث الصوتي Voice Search

لم تعد بحاجة إلى إرهاق أصابعك أيضًا في الكتابة، حيث يمكنك إطلاق العنان لحنجرتك في البحث عبر الإنترنت عما ترغب بشرائه مثلًا، فقد دشنت معظم المواقع الإلكترونية هذه الخاصية؛ تحديدًا بعد الارتفاع الهائل في الإقبال على التجارة والتسوق إلكترونيًا.

من أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية تحت مظلة البحث الصوتي تطبيق Alexa الذي يجلب لك كافة التفاصيل حول المنتج الذي ترغب في شرائه عبر الإنترنت، وقد توالت التطبيقات منها Siri و Loup Ventures وغيرها في تمكين البحث الصوتي.

قد يهمك أيضًا: ما هي أهم ميزات الذكاء الاصطناعي GPT-4؟

الدردشة مع شات بوت Chatbot

بمجرد الدخول إلى معظم المواقع الإلكترونية تسمع إشعارًا ببدء محادثة تلقائية مع روبوت يطرح عليك تساؤلات فيما إذا كان بإمكانه مساعدتك، حيث يفتح لك أبوابًا بالحصول على معلومات حول منتجٍ ما بأسرع وقت ممكن، وقد حرصت كبرى الشركات على دمج هذا التطبيق في أعمالها الإلكترونية للتأثير إيجابيًا في قرار المستهلك وتشجيعه على الشراء مثل Sephora.com مثلًا.

تكمن الأهمية في شات بوت بالتجاوب مع تساؤلات واستفسارات العميل فورًا، إذ لا ينتظر البحث واستنزاف الوقت؛ بل يتعامل بأن الوقت ثمين جدًا ما يجعل العميل أكثر سرعة باتخاذ القرار بالشراء؛ حيث يطرح له الإجابة والمنتج وتفاصيله بمجرد ما يتساءل العميل.

التوصيات الذكية

قد نستغرب أننا نلاحظ وجود توصيات بمنتجات وخدمات حقًا فكرنا في الوصول إليها، خلال تصفحك الفيس بوك أو انستغرام أو غيرها قد تلاحظ أن جميع الاقتراحات والتوصيات تقترن بما ترغب باقتنائه حقًا، حيث تعد هذه الأداة وسيلة جدًا ذكية لتضع أمامك مجموعة خيارات تثير اهتمامك؛ ما يجعلك تتعمق بالبحث أكثر.

كما قد يكون قرارك بالشراء أو الحصول فوري دون تردد في حال كانت الحاجة ماسة، فإن ذلك أسلوب ترويجي ذكي للغاية.

قد يهمك أيضًا: أثر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الابداعية

ختامًا، في الواقع إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتجارة الإلكترونية مهولة، وما زالت تزداد يومًا تلو الآخر حتى تبهر العالم، ولا يقتصر الأمر على هذه المجالات فحسب؛ بل إنها تطوف مختلف مناحي حياتنا حتى تجعلها أكثر سهولة ومرونة، وقد ترتب أثر ذلك بتسهيل المعاملات والتعليم وازدياد مستوى الوعي، وتدفق المنتجات والخدمات بين أرجاء العالم بأكمله.