6 عادات و7 نصائح تجعل الذكاء العاطفي جزء لا يتجزأ من حياتك
توجّه مقاتل ياباني من الساموراي نحو أحد الرهبان في منطقته ليتجادل وإياه حول الجحيم والجنة، إلا أن الأخير كان داهية في طريقة توضيح الأمر له؛ فقد أدلى على مسامعه قائلًا "لن أضيع وقتي مع تافه مثلك"، كانت هذه الجملة كفيلة بإثارة موجة غضب عارمة في أعماق الساموري ما استدعاه أن يستل سيفه ليقتل الراهب؛ حتى أخبره الأخير أن هذا هو الجحيم، وعندما عاود أدراجه عن فعلته وأعاد السيف إلى الغمد فقد أشار له بأن هذه الجنة، حقًا طريقة مذهلة كشفت الستار عن مدى أهمية العواطف في حياتنا والسيطرة على عواطفنا حتى في أتفه المواقف.
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence
التعقّل سيد الموقف في جميع تفاصيل حياتنا حتى نصل إلى بر الأمان بسلام، لا بد من منح العواطف راحة نسبية في المواقف التي تستدعي تسليم العقل زمام الأمور؛ فإن هناك بعض التفاصيل لا تستحمل التهوّر إطلاقًا، بل تحتاج من الإنسان الوقوف طويلًا أو على الأقل لبضعِ ثوانٍ قبل الإقدامِ على تصرف يجعله يندم طويلًا، من هنا يتجلى دور الذكاء العاطفي بجدارة.
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence وجهة العقلاء لا محالة وبوصلتهم في التصرف بطريقة صحيحة في المواقف التي تستدعي الانفجار، كظم الغيظ وضبط النفس والتعقل من الركائز الأساسية التي تجعلك قادرًا على تسخير الذكاء العاطفي لمصلحتك،
في الواقع إن مسألة تنفيذ مهارات الذكاء العاطفي ليست سهلة إطلاقًا، تحتاج الكثير من الجهود الشخصية بالدرجة الأولى حتى يتمكن الفرد من تحقيق مبتغاه في جعل الحكم للعقل وليس الاندفاع والتسرع، عليك أن تكون على علمٍ بأنك هنا أيضًا بحاجة إلى معرفة أصول وأبعاد إدارة النزاع لتحظى بمستوى عالٍ من المرونة والديناميكية في التعامل المطلق مع أي موقف انفعالي يواجهك خلال مرورك بهذه الحياة.
اقرأ ايضا
6 مهارات في الذكاء العاطفي عليك تعلمّها
أن تكون إنسان ذكيًا عاطفيًا يعني أن تكون ذو موقف حكيم، لذلك كن دائمًا حريصًا على إتقان المهارات التالية لتحقق مرادك دون صعوباتٍ أو عناء، ومن أهم هذه المهارات ما يلي:
تعزيز عُمق الوعي لديك
من الجيد أن تفتح الأفق لنفسك لتكون على اطلاع وعلم بالمشاعر التي تنتابك في أوقات الغضب والانفعال، وذلك حتى تتمكن إحكام السيطرةِ عليها ثم التعبير بطريقةٍ إيجابية جدًا، الكثير من الأذكياء عاطفيًا يتجهون إلى تسجيل المشاعر السلبية في دفتر الملاحظات للاطلاع عليها وقت الهدوء وفهمها واستيعابها عن كثب بطريقةٍ أخرى؛ فإن نظرة الإنسان تصبح مختلفة نسبيًا.
فهم مشاعر الآخرين
عليك محاولة امتصاص الغضب وردود الفعل التي تتجلّى أمامك في مختلف المواقف، فإن ذلك يسهّل عليك التحكم بذاتك ويمكنك بكل بساطة من إدارة المواقف مهما كانت درجة صعوبتها، كما يستوجب منك محاولة معرفة الطريقة التي يستقبل بها الآخر سلوكياتك والمواقف التي صدرت منك، لذلك بالتأني السلامة في التعامل مع أي موقف تواجهه خلال حياتك اليومية.
حسن الاستماع
أستذكر تكرار تردد عبارة "نشكر لكم حسن استماعكم" في الصفوف المدرسية والإذاعات المختلفة وغيرها، إلا أن الأمر قد تجلى بوضوح نصب عيناي بعد أن تأكدت بأنه طريق معبد لاستيعاب عميق وفهم المغزى من كل ما يدور حولك بتروٍ وهدوء، نعم إن كنت تلتقط أول كلمات العبارة وتسرع في الرد فإنك حتمًا كثير الخطأ ومتسرّع، لذلك حسن الاستماع للآخرين حتى نهاية الكلام يقلل من حدة ردود الفعل السلبية.
التواصل الجيد
من الرائع أن التواصل بطريقة فعّالة ومثالية يعزز قنوات التفاهم كثيرًا، فإن الذكاء العاطفي يتعطّش لها جدًا لتسخيرها لصالحك، ويشمل التواصل مختلف الطرق التي تتيح لك تقديم معلومة ما، لذا كن شديد الحرص على إتقان المهارات بقوة حتى تتمكن من ترسيخ جذور العلاقات، كما هو الحال في المدير الذي يستدعي الأمر منه توطيد أواصر العلاقات مع موظفيه وفتح قنوات التواصل، وذلك حتى يكون قادرًا على توضيح أهداف العمل الواجب تحقيقها، كما أنه وسيلة لتعميق جذور العلاقات الاجتماعية.
التعاطف واحترام مشاعر الغير
الذكاء العاطفي لا يقتصر فقط على التعامل مع المشاكل أو المواقف الصعبة، بل أن المواقف اليومية التي تواجهك مع الآخرين تحتاجه بشدة، لذلك عليك التعاطف مع الغير والاطلاع على مشاعره بطريقة مثالية حتى تكون إنسانًا جيدًا يمكنه الشعور بالآخرين وفهم ما يتولد في أعماقهم من مشاعر.
الانفتاح والقبول
من الرائع جدًا إطلاق العنان لأفكارك بالاندماج مع كل ما يواجهها من جديد، لكن بما تراه حقًا مفيد ويستحق القبول والتبني، فإن الإنسان الذكي عاطفيًا دائمًا يواصل المضي قدمًا في التعرف على الأفكار الجديدة والاطلاع عليها حتى وإن لم يكن لديه أي نية في تبنيها؛ لكن حب الاطلاع والمعرفة.
نصائح لإتقان مهارات الذكاء العاطفي بجدارة
بما أنك قد وصلت هذا الشق من المقال؛ فإنك حتمًا بحاجة إلى ماسّة إلى نصائح ماسيّة تعزز لديك القدرة على إتقان الذكاء العاطفي ومهاراته بطريقة احترافية، لذلك لنمضِ سويًا إليها:
- كن قويًا في تحديد نقاط الضعف لتكون قادرًا على علاجها، وتعزيز نقاط القوة لديك.
- الإلمام بعمق بالقيود الشخصية التي تحيط بك حتى لا تتخطاها وتلتزم بها.
- قبول الذات والإيمان بما لديك من مهارات وقدرات وتعظيم ملكة الثقة بالنفس.
- قابلية الاعتراف بالأخطاء والتخلي عنها، وتصحيحها.
- الانفتاح أمام التغيير الإيجابي وتقبلّ بسعة صدر.
- تعميق الشعور بالآخرين والتعرف على ما يشعرون به فعلًا.
- وجوب إظهار الاهتمام والتعاطف مع الآخرين بكل مثالية.
- الحكمة المطلقة عند التعامل مع المواقف التي تحتاج إدارة العواطف سواء لك أو لغيرك.
ختامًا، فإن الذكاء العاطفي أصبح جزئية مهمة من حياة البشر لتحقيق التقدم والتطوّر، والتمكن من تحسين جودة الحياة للأفضل من خلال قبول الغير والانفتاح والاندماج، والتغيير عند لزوم الأمر، إضافة إلى توطيد أواصر العلاقات نتيجة التعاطف والشعور بالغير.
مراجع
How To Improve Emotional Intelligence in 9 Steps
Emotional Intelligence: How We Perceive, Evaluate, Express, and Control Emotions
What is emotional intelligence and how does it apply to the workplace?
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب