كيف تبدأ مشروعًا خيريًا في أوروبا؟ خطوات للمسلمين

كمسلمين، نؤمن أنَّ مساعدة الآخرين ليست مُجرَّد عمل خيري، بل هي جزء لا يتجزَّأ من عقيدتنا. وفي جميع أنحاء أوروبا، يشعر الكثير من المسلمين بمسؤوليَّة تجاه مجتمعاتهم، ويرغبون في تقديم المساعدة والدعم للمُحتاجين. ومع ذلك، ورغم وجود النيَّة، إلا أنَّ الكثيرين منهم لا يعرفون كيفيَّة بدء مشروع خيري بشكل فعلي، أو ما هي الخطوات القانونيَّة اللازمة، أو كيفية تمويل مشاريعهم الخيريّة.
في الواقع، يُعد إنشاء مؤسسة خيريَّة في أوروبا رحلة طويلة ومُرهقة بعض الشيء. فعلى عكس جمع التبرُّعات بالطرق غير الرسميّة أو الوديّة، يتطلَّب بدء مشروع خيري رسمي في أوروبا اتّباع بعض الخطوات الدقيقة بعناية.
سواءً كنت ترغب في إطلاق بنك طعام، أو تقديم دعم للأيتام، أو مساعدة اللاجئين، فهناك نموذج مُحدّد يجب عليك أن تمضي قدمًا من خلاله.
وفي هذا المقال، سنرشدك خلال أهم الخطوات الأساسيّة التي يجب عليك اتّباعها لبدء مشروع خيري في أوروبا بدءًا من تحديد الهدف من المشروع، مرورًا بالتسجيل القانوني، وتكوين الفريق، ووصولًا إلى جمع التبرُّعات.
لذا، إذا كنت مسلمًا مقيمًا في أوروبا وترغب في إحداث فارق في المجتمع الذي تعيش فيه من خلال إطلاق مشروع خيري ولكنّك بحاجة إلى التوجيه والإرشاد، فإنّ هذا المقال من أجلك!
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الشعور بالوحدة كمسلم في الغرب؟
6 خطوات لتبدأ مشروعًا خيريًا في أوروبا

1. حدّد الغرض من مشروعك الخيري

لبدأ مشروع خيري في أوروبا أو في أي مكان، عليك أن تسأل نفسك في البداية سؤال بسيط: ما المشكلة التي أريد حلها؟ وقبل البدء بالعمل، خصِّص وقتًا لفهم الاحتياجات الحقيقيَّة للمجتمع الذي ترغب في خدمته.
فالعمل الخيري غالبًا ما يكون أكثر تأثيرًا عندما يعالج القضايا المُلحَّة في المجتمع بشكلٍ مباشر، سواءً كانت الفقر أو التشرُّد أو الحرمان من التعليم، وما إلى ذلك.
في الواقع، تُبنى المشاريع الخيريَّة الجيدة على المعرفة والإحصائيّات، لا على الافتراضات. فقد تشعر بالشغف تجاه قضيَّة مُعيَّنة، ولكن هل هي حقًا القضية الأكثر إلحاحًا في المجتمع الأوروبي الذي تقيم فيه؟
وأفضل طريقة لمعرفة ذلك هي من خلال البحث. لذلك، تحدَّث إلى الناس، وزُر المساجد أو المراكز المجتمعيَّة القريبة منك أو بيوت اللاجئين على سبيل المثال، واستشر أئمَّة المساجد في منطقتك، والأشخاص المشاركين بالفعل في العمل الخيري.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب البيانات دورًا مهمًا في تحديد طبيعة العمل الخيري. لذلك، من المُهم أن تقوم بالاطّلاع على تقارير من مُنظَّمات مثل الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكوميَّة المحليَّة في البلد الأوروبي الذي تقيم فيه. ماذا تقول الإحصائيَّات عن الفقر، والتعليم، والرعاية الصحيَّة في منطقتك المستهدفة؟ ومن خلال هذه البيانات الهامّة، ، يُمكنك ضمان تلبية مشروعك الخيري لحاجة حقيقيَّة بدلًا من اتّباع مُجرَّد شغف شخصي.
اقرأ أيضًا: التعامل مع الإسلاموفوبيا: نصائح عملية للمسلمين في أوروبا
2. اعرف المُتطلِّبات القانونيَّة في بلدك

لا يقتصر تأسيس مؤسسة خيريَّة في أوروبا على حسن النيَّة فحسب، بل يتطلب أيضًا اتِّباع بعض الإجراءات القانونيَّة لضمان مشروعيَّة عملك. وفي حين أنَّ أوروبا تدعم المنظمات الخيريَّة بشكلٍ عام، إلا أنَّ الخطوات القانونيَّة تختلف باختلاف البلد. وفيما يلي أهم المُتطلبات التي يجب عليك وضعها في الاعتبار عند بدء مشروع خيري في أوروبا:
أولًا: اختيار الهيكل القانوني المناسب
من أهم القرارات التي ستتخذها عند إنشاء مشروعك الخيري في أوروبا هو اختيار الهيكل القانوني لمؤسستك الخيريَّة. سيؤثر هذا الاختيار على كل شيء، بدءًا من كيفية جمع التبرعات، ووصولًا إلى التزاماتك الضريبيَّة. وإليك أشهر 3 هياكل قانونيّة شائعة في أوروبا:
- المُنظَّمات غير الحكوميَّة (NGO): وهي تشير إلى المنظمات المستقلة غير الهادفة للربح التي يُمكن أن تعمل على المستوى المحلِّي أو الدولي.
- المؤسَّسات: وهي تبدأ عادةً بتبرُّع أوَّلي من فرد أو مجموعة، وتعمل من خلال استثمار الأموال وتوليد الدخل لدعم القضايا الخيريَّة على المدى الطويل.
- الجمعيَّات: وهذا هو الشكل الأكثر شيوعًا للعمل الخيري الشعبي في أوروبا. يتم إنشاء الجمعيَّة من قِبل مجموعة من الأشخاص ذوي الأهداف المُشتركة، حيث يُمكنهم جمع التبرعات، والتقدُّم بطلبات للحصول على منح، والتعاون مع مُنظَّمات أخرى.
ثانيًا: فهم اللوائح الخاصَّة بكل بلد
ضع في اعتبارك أن البلاد الأوروبيّة مُتنوّعة في قوانينها، فما يصلح في فرنسا قد لا يكون صالحًا في ألمانيا أو المملكة المتحدة أو أي بلد أوروبي آخر. فبينما قد يكون لبعض الدول الأوروبيّة إجراءات مُبسَّطة لتسجيل الجمعيَّات الخيرية، فإنّ لدى بعض الدول الأخرى متطلبات أكثر تعقيدًا.
على سبيل المثال، غالبًا ما تُسجَّل المُنظَّمات الخيريّة في فرنسا باسم "الجمعيَّات بموجب قانون 1901"، وهي سهلة التأسيس ومُتطلِّباتها المالية بسيطة. وإذا كانت ترغب في تلقِّي تبرُّعات مُعفاة من الضرائب لمؤسستك الخيريَّة، فستحتاج إلى تسجيل إضافي.
بينما في ألمانيا، يجب على المنظمات غير الربحيَّة التسجيل كـ "جمعيَّة" والحصول على صفة "منفعة عامَّة" للتأهُّل للإعفاءات الضريبيَّة. وفي المملكة المتحدة، يجب على المؤسسات الخيريَّة التسجيل لدى مفوضية المؤسسات الخيريَّة إذا تجاوز دخلها 5000 جنيه إسترليني سنويًا.
ومن مزايا التسجيل الرسمي لمشروعك الخيري في أوروبا هو الحصول على عدد من المزايا الضريبيَّة. في الواقع، تُقدِّم معظم الدول الأوروبيَّة إعفاءً ضريبيًا للجمعيات الخيريَّة، مما يُتيح لها جمع التبرُّعات بسهولة.
ومع ذلك، لكي تكون مؤهلًا، يجب عليك الالتزام باللوائح والقوانين في البلد الأوروبي الذي تقيم فيه. ونظرًا لاختلاف هذه اللوائح، يجب عليك طلب المشورة القانونيَّة من أحد المُستشارين القانونيين لضمان اتّباع اللوائح تمامًا كما هي.
3. سوّق لمشروعك الخيري

قد يكون لديك أفضل مشروع خيري في العالم، ولكن إذا لم يكن الناس على دراية به، فلن يُحقق الأثر المرجو. ولا يقتصر التسويق على الترويج لمشروعك أو جمعيتك الخيريّة فحسب، بل يشمل أيضًا سرد قصَّتك الخاصّة، وكسب تعاطف الناس لتشجيعهم على التبرُّع لمشروعك.
وعند الحديث عن التسويق، فهناك طريقتين شائعتين يجب عليك أن تأخذهما في الاعتبار:
أولًا: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونيّة
لا شكّ أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي من أقوى الأدوات لنشر رسالتك والوصول إلى أكبر عدد مُمكن من المُتبرِّعين. وقد نمت العديد من المؤسسات الخيريَّة الإسلاميَّة الناجحة في أوروبا بسرعة باستخدام منصَّات مثل إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب وتيك توك وغيرها.
في البداية، ضع في اعتبارك أنّ الناس لا يتبرَّعون فقط لقضايا معينة، بل يتبرَّعون للناس! بمعنى آخر، من المُهم أن تشارك قصصًا حقيقيَّة عن الأشخاص أو المجتمعات التي تساعدها من خلال مؤسستك الخيريَّة. سواءً كانت عائلة لاجئة تتلقى دعمًا سكنيًا أو طالبًا يعاني من صعوبات ماليَّة، فإنَّ القصص الشخصيَّة تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الناس على التبرُّع.
وتُعدّ مقاطع الفيديو من أكثر أشكال المحتوى تفاعلًا عند جمع التبرُّعات، حيث يُمكن أن يكون مقطع فيديو قصير يُظهر متطوعين يُوزِّعون الطعام أو مقابلة مع أحد المستفيدين من التبرُّع أكثر تأثيرًا من منشور مكتوب. ولذلك، ستكون منصَّات مثل تيك توك وإنستغرام رائعة لهذا الغرض.
ومن المُهم أيضًا ألَّا تكتفي بنشر المحتوى فحسب، بل تفاعل مع متابعيك وردّ على التعليقات، وأجب عن الأسئلة، وأظهر تقديرك للمُتبرِّعين علنًا، فهذا كله من شأنه أن يحافظ على تفاعل الناس واستعدادهم لدعم رسالتك.
ثانيًا: التعاون مع المساجد والمراكز الإسلاميّة
على الرغم من أهميّة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنَّه لا شيء يُغني عن الروابط الشخصيَّة التي تُبنى من خلال المساجد والمراكز المجتمعية الإسلاميَّة، حيث تُمثل هذه المؤسسات قلب المجتمع الإسلامي، مما يجعلها مصدرًا جيدًا لجلب التبرعات لمشروعك الخيري.
يُمكنك تنظيم محاضرات أو حملات لجمع التبرعات أو حلقات نقاش في المساجد لتزويد الناس بالمعلومات عن مشروعك الخيري وحثهم على التبرُّع. بالإضافة إلى ذلك، يلجأ العديد من المسلمين في أوروبا إلى أئمة المساجد المحليّة طلبًا للتوجيه بشأن الحالات التي تحتاج إلى صدقات. وإذا دعم هؤلاء الأئمة جمعيَّتك، فمن المُرجَّح أن يثق الناس بها ويساهموا فيها.
4. بناء فريق عمل فعَّال

لا يُحدِّد نجاح أي مؤسسة خيريَّة رسالتها فحسب، بل الأشخاص الذين يقفون وراءها. في الواقع، تُبنى المؤسسات الخيريّة الأكثر تأثيرًا بجهود المُتطوِّعين المتفانين المؤمنين بالفكرة. في المراحل الأولى، قد تعتمد كليًا على متطوعين غير مدفوعي الأجر، مدفوعين فقط برغبتهم في إحداث فرق. ومع ذلك، مع نمو مشروعك الخيري، ستحتاج إلى فريق أكثر تنظيمًا لضمان الكفاءة في العمل.
ابدأ باستقطاب المُتطوِّعين المُتحمسين للعمل معك، حيث يرغب الكثيرون في التطوُّع ولكنَّهم لا يعرفون من أين يبدأون. لذلك، استخدم المساجد والمراكز المجتمعيَّة ووسائل التواصل الاجتماعي بل وحتى التواصل الشفهي للوصول إلى الأشخاص الذين قد يرغبون في التطوُّع. وضّح لهم كيف يُمكن أن يساهموا معك، سواءً من خلال توزيع المساعدات، أو جمع التبرُّعات، أو تقديم مهارات مُعيّنة يجيدونها.
وبمُجرَّد انضمام المُتطوِّعين إلى جمعيَّتك الخيريّة، يصبح التحدِّي الأكبر هو الحفاظ على مشاركتهم واستمراريّتهم، لذلك من المهم أن يشعروا بالتقدير. وعند هذه النقطة، يجب أن تعترف بمساهماتهم علنًا، وتخلق شعورًا لديهم بالانتماء حتى ترفع من معنوياتهم وتُشجِّعهم على الالتزام طويل الأمد معك.
بالإضافة إلى المُتطوِّعين، قد تحتاج مؤسستك الخيريَّة في نهاية المطاف إلى مُوظَّفين مدفوعي الأجر لتولي مسؤوليات رئيسيَّة كالإدارة والشؤون الماليَّة وغيرها. وإذا كان التمويل محدودًا، ففكّر في البدء بمُوظَّفين بدوام جزئي أو تقديم رواتب للمُتطوِّعين على المدى الطويل قبل التوسُّع إلى وظائف بدوام كامل.
اقرأ أيضًا: كيف تستخدم التكنولوجيا بطريقة إيجابية في رمضان؟
5. ابدأ بجمع التبرُّعات لتمويل مشروعك الخيري

كما يقول المثل: "المال هو وقود التغيير". فمهما كان لديك أهداف رائعة، وفريق عمل متفانٍ، ستواجه جمعيَّتك الخيريَّة صعوبةً في إحداث أي تأثير بدون التمويل المناسب. وأفضل ما في الأمر هو أنّ هناك طرقًا عديدة لجمع التبرعات، سواءً عبر الإنترنت أو من الجالية الإسلاميّة في بلدك أو من خلال الشراكات مع المؤسسات الأخرى.
أولًا: التمويل الجماعي من الأفراد
لقد أصبح التمويل الجماعي في وقتنا الحالي من أكثر الطرق فعاليَّةً لجمع التبرُّعات، حيث تتيح العديد من المنصَّات عبر الإنترنت للجمعيَّات الخيريَّة مشاركة رسالتها مع آلاف - وأحيانًا ملايين - المتبرعين حول العالم.
ويكمن سر نجاح حملة التمويل الجماعي في قدرتك على سرد قصتك الخاصّة. فكما ذكرنا سابقًا، الناس لا يتبرَّعون فقط لقضايا مُعيَّنة، بل يتبرعون للأشخاص والقصص التي تُحرك مشاعرهم.
ثانيًا: الحصول على منح من الحكومات والمؤسسات
تُعد المنح وسيلة تمويل مباشرة لتمويل مشروعك الخيري في أوروبا، على الرغم من أنَّها تتطلَّب جهدًا ووقتًا طويلًا. تُقدّم العديد من الحكومات الأوروبيّة وبرامج الاتحاد الأوروبي منحًا للجمعيَّات الخيرية العاملة في مجالات مثل تخفيف حدة الفقر والتعليم ودعم اللاجئين.
وأصعب ما في الأمر هو أنّ إعداد مقترح منحة جيد قد يستغرق وقتًا طويلًا، حيث ستحتاج إلى تحديد مشروعك وميزانيتك والأثر المتوقع بوضوح. ولكن إذا تم ذلك بشكل صحيح، يُمكن أن تحصل على كميّات ضخمة من المال تكفي لتنفيذ جميع الأنشطة المُستهدفة لمشروعك الخيري.
لذلك، ابحث عن مُنظَّمات مثل برامج تمويل المفوضية الأوروبيَّة أو صناديق دعم الجمعيَّات الخيريَّة الوطنيَّة في بلدك.
ثالثًا: جمع الزكاة والصدقات من المجتمع المسلم
بالنسبة للجمعيَّات الخيريَّة التي تستهدف المسلمين، يُعدّ الاستفادة من التبرُّعات - مُتمثلةً في الزكاة أو الصدقات - خطوة فعّالة لجمع التمويل اللازم، حيث يبحث العديد من المسلمين بنشاط عن مُنظَّمات موثوقة لتقديم زكاتهم وصدقاتهم.
باعتبارها أحد أركان الإسلام الخمسة، تُعدّ الزكاة فريضةً على المسلمين، ويحرص الكثيرون على التبرُّع بها لمساعدة الفقراء والأيتام واللاجئين والمُحتاجين. ولجمع الزكاة من الناس، يجب على جمعيَّتك الخيريَّة أن تضمن توزيع الأموال بشكلٍ صحيح، وأن تُوضِّح ذلك للمُتبرعين.
لذلك، احرص على أن يكون نشاط مشروعك الخيري متوافقًا مع أحكام الزكاة، مثل توزيع الغذاء على الفقراء والمحتاجين أو توفير السكن للأسر النازحة، وما إلى ذلك.
وعلى عكس الزكاة، تُعدّ الصدقة تطوعيّةً ويُمكن صرفها في أي وقت، وهذا يجعلها مصدر تمويل ممتاز على مدار العام. لذلك، احرص على تشجيع المسلمين في منطقتك على التبرُّع بالصدقة لمشاريع متنوعة، مثل إطعام الفقراء أو دعم الأسر التي فقدت عائلها وغيرها.
6. حافظ على مصداقيّتك وموثوقيّتك أمام الناس

من المُؤكّّد أن أي جمعيّة أو مؤسسة خيريّة لا يُمكن أن تزدهر بدون الثقة. لذلك، يجب أن يشعر المُتبرعون والمُتطوِّعون بالثقة في أنَّ المؤسسة تقوم بالفعل بدورها المُعلن وتؤدي رسالتها على النحو المطلوب. فبدون هذه الثقة، لن تستطيع كسب الدعم اللازم للاستمرار.
وللحفاظ على مصداقيّتك أمام المُتبرعين، احرص على تقديم تقارير ماليَّة باستمرار وتوضيح للحالات التي وصت لها التبرُّعات. يجب أن توضِّح هذه التقارير كيفيَّة استخدام الأموال، وعدد الأشخاص الذين تلقوا المساعدة، وأي إنجازات أخرى قمت بها.
بالإضافة إلى ذلك، من المُهم أن تقوم بتصوير الحالات التي تلقّت المساعدة وعرضها أمام المُتبرعين سواءً بشكلٍ خاص أو على وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على صرف التبرُّعات في أماكنها الصحيحة.
وفي حين أنَّ التقارير السنويَّة الرسميَّة مهمة، فإنَّ التحديثات المتكررة مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تساعد المُتبرعين أيضًا على مواصلة التفاعل والاستمرار في التبرُّع.
اقرأ أيضًا: عادات رمضانية سعودية: ما الذي يميزها عن غيرها؟
الخاتمة
ختامًا، كانت هذه أهم النقاط التي يجب عليك أن تضعها في اعتبارك عند بدء مشروع خيري في أوروبا. سواءً كنت تهدف إلى توفير الطعام للمحتاجين، أو دعم الطلاب غير القادرين لإكمال تعليمهم، أو توفير نفقات العلاج وما إلى ذلك من صور المساعدة، فإنَّ بناء مؤسسة خيريَّة ناجحة يتطلَّب أكثر من مُجرَّد نوايا حسنة.
وقد استكشفنا في هذا الدليل الخطوات الأساسيّة الازمة لإطلاق مؤسسة خيريَّة ناجحة، بدءًا من تحديد الغرض من مشروعك الخيري ووصولًا إلى كيفيّة جمع التبرُّعات والحفاظ على مصداقيّتك عند المُتبرعين. وباتِّباع هذه الخطوات، يُمكنك إنشاء مؤسسة خيريّة تُحدث تأثيرًا إيجابيًا في مجتمعك.
وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقع نثري حتى يصلك كل ما هو مفيد من مقالاتنا الجديدة أولًا بأوّل، ولا تتردد كذلك في الاطّلاع على مقالاتنا السابقة ومشاركتها مع الأهل والأصدقاء لتعم الفائدة.
المصادر: gov.uk، fundsforngos، eurocompany، topsourceworldwide، devex
Mohamed Ahmed
مهندس ميكانيكا باور، أعمل على تصميم وتطوير أنظمة الطاقة، لكنَّ شغفي الحقيقي يكمُن في الكتابة، حيث أؤمن أنها وسيلة قويَّة لنقل الأفكار والتأثير في العالم من حولي. دائمًا ما أسعى لإلهام الآخرين وتشكيل رؤيتهم حول مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا، الثقافة، العلوم، والتطوير الذاتي. لذلك، اخترت ملاحقة شغفي من خلال عملي في كتابة المقالات.