فقدان الشغف موت على قيد الحياة! أسبابه، وعلاجه
تنطفئ تلك اللمعة البراقة بحب الحياة في فترةٍ من الفترات، حيث ترغب بالجلوس على الكرسي في زاوية الغرفة تراقب حياتك تمضي دون تدخلٍ منك! نعم جميعنا مررنا وقد نعاود الكرة بهذا الشعور، شعور لا يمكن تفسيره إلا أنه استراحة محارب مثلًا بعد صراعٍ دامٍ في بحر الحياة حتى ألقت بنا حاليًا على بر فقدان الشغف، إلا أنها لم تنتهِ الرحلة هنا أبدًا؛ فإنك بحاجة للخروج من هذه الحالة للعودة مجددًا إلى حياتك الطبيعية.
على حافةِ انعدام الشغف
فقدان الشغف (بالإنجليزية: Losing Passion) حالة يصل إليها الإنسان تتمثل باجتياح شعور بعدم القدرة على المضي قدمًا نحو المزيد من المهام والأعمال والتفكير وأي شيء كان سابقًا في حياته، وتحديدًا قبل أن يرتمي على سريره ملقيًا بجثته الهامدة التي لا يعرف أنها على قيد الحياة سوى من الشهيق والزفير.
تلك اللحظة التي يقرر ألا يلتفت أبدًا لأي أمر يتعلق بحياته أبدًا، بل سيترك زمام الأمور للحياة تلقي به على أي شاطئ دون اكتراث، وبهذه اللحظة تكون قد بلغت مرحلة من فقدان الشغف تمامًا، قد يصل الأمر إلى التوقف عن علاج، ترك عمل، عدم تناول الأكل والكثير من التفاصيل الأخرى.
البعض يعتقد أن هذه حالة اكتئاب باعتبار أن الأحلام والطموحات تحولت إلى أعباء ومصدر هم، هل يعقل أن يكون ذلك طبيعيًا! حقًا هناك تشابه كبير بين الاكتئاب (depression) وانعدام الشغف.
قد يهمك أيضًا: 20 دقيقة فقط من المشي اليومي ستقلل من الاكتئاب
اقرأ ايضا
ما هي أسباب فقدان الشغف؟
فقدان الشغف مصطلح يستدل به على انعدام القدرة النفسية والاستعداد والتهيؤ لتنفيذ أي أهداف أو تحقيق طموحات مهما كانت أهميتها في فترةٍ من الفترات، وتعد بمثابة عقدة نفسية قد تواجهها مع الأسف وتظهر عليك أعراضها، لكن ماذا لو عرفت أسباب فقدان الشغف أولًا؟!، إليك التالي:
ضغوطات العمل
تستنزف ساعات طويلة في العمل دون ملاحظة أي تقدّم مادي أو معنوي يتناسب مع ما تقدمه؛ في لحظةٍ معينة تقف الدنيا بك تمامًا، لا ترغب بعدها بمسك القلم أو حتى كبسة زرٍ واحدة على الكيبورد في جهازك في العمل، نعم جميعنا بلغنا هذه المرحلة.
لذلك لا تتهوّّر بتقديم استقالتك أبدًا، من الأفضل أولًا أخذ قسط من الراحة بإجازةٍ مفتوحة بدون راتب حتى تتمكن من استرجاع المتانة لنفسك، وخلال هذه الفترة يمكنك البحث عن وظيفة أخرى قد توفر لك الأفضل.
أعلم أن هناك وظائف بساعاتٍ طويلة لا تتيح للموظف أو العامل وقتًا لنفسه؛ فإنه فقط بمجرد انتهاء ساعات عمله لا يتسع له سوى تناول وجبته والنوم فورًا حتى يعاود الجهاد الوظيفي مع الأسف.
مشاكل اجتماعية
العلاقات السامة تترك بصمة مؤلمة جدًا في النفس، سواء كانت مشاكل عائلية أو عاطفية أو غيرها، مثل هذه المشاكل قد تجعلك أكثر إحباطًا لو بقيت في دوامة الصراع مثلًا داخل المنزل مع استمرار المشاكل والصراخ والتأنيب.
بينما إن كنت قد فشلت في علاقةٍ عاطفية؛ فإنك بحاجة للنسيان والتخطي والتجاوز، أو محاولة الإصلاح، لكن الجلوس في الزاوية فاقدًا للشغف أمر سيجعل التعافي أطول مدة من الوضع الطبيعي.
قد يهمك أيضًا: استخدم عقلك أو ستفقده هل تساعد الأنشطة العقلية بمنع الخرف؟
الروتين الممل
تكرار مقيت للتفاصيل يوميًا دون أي تغيير يذكر أبدًا؛ فإن ذلك كفيل بسحق قواك وجعلك مستاء بما فيه الكفاية من الروتين، فقد حفظت الدرس بما سيحدث الآن وبعد قليل لا محالة، وتحديدًا ممن لا يجدون عملًا، وقد تكون ربات المنازل ضحية هذا الأمر.
الروتين الممل يجعلك في دوامةٍ تصل إلى حدِ البكاء ترغب بأدنى تغيير، مهما كان بسيطًا سيترك أثرًا عميقًا، حاول الخروج أو كن أنت سيد الموقف وأحدث التغيير على قدر استطاعتك.
كيفية علاج فقدان الشغف؟
رغم حالة الانهيار النفسي التي تجعلك راغبًا فقط في الجلوس دون حراك أو تفكير، إلا أن في أعماق قلبك تود لو أن أحدهم أخذ بيدك نحو التشافي دون عناء منك، لكن دعنا نقف سويًا حتى نصل إلى علاج فقدان الشغف بشجاعة، وإليك بعض الحلول:
الابتعاد عن المؤثرات السلبية
حتمًا ودون أدنى شك أن التوجه الأول لخروجك من حالة فقدان الشغف أن تتخلص كل ما يبث السم في أعماقك، ويجعلك واقفًا في مكانك، إن بدأت في الابتعاد عن المؤثرات السلبية فإنك بذلك ستكون بدأت بالخطوة الأولى بالتشافي.
المؤثرات السلبية قد تكون عمل، أصدقاء، أو أي كان، بإمكانك إيجاد حلول توفر لك الوقت للانشغال بما هو أفضل من مصادفة ما يؤثر بك سلبًا، بالنسبة للعمل بكل بساطة قد يكون الحل الإجازة المفتوحة أو الاستقالة في حال توفر فرص أخرى.
تعزيز الحافز الداخلي intrinsic motivation
بعد التخلص من المؤثرات السلبية؛ ستبدأ نفسيتك بالدخول بجولةِ ارتياح تدريجي، من هناك عليك العمل بعمق على رفع قدرتها على مقاومة فقدان الشغف، وتشجيعها بما تعرف أنك ترغب به حقًا، وتعتبره سببًا في تغيير نفسيتك للأفضل.
تذكر بأن هدفك الأساسي الذي تسعى لتحقيقه طاقة جديدة للحياة؛ لذلك ابدأ العمل من خلال تمارين ومهارات والهوايات والاسترخاء والاستجمام لتعود بقوة خارقة للحياة من جديد.
تخلص من فرط التفكير
من الأمور القاتلة للغاية إدمان وفرط التفكير؛ حتمًا ستشعر بأن حتى النوم لن يمنحك الراحة، فإنك ستلاحظ أنك تستيقظ مرارًا خلال الليل مع صداع مزعج، نعم إنه فرط التفكير.
إن كان الأمر مقلقًا فإنه يحتاج منك البحث عن حلول بأي طريقة، فإن مجرد التفكير والتوتر والقلق لن يأتي بنتيجة أبدًا سوى الدخول بحالةٍ من الاكتئاب وفقدان الشغف دون رحمة.
حاول إقناع نفسك أن أحلامك وأهدافك بسيطة يمكن تحقيقها بكل بساطة.
قد يهمك أيضًا: ماهو التوتر وما أسبابه؟ كيف نتعامل معه؟ ولماذا يدفعنا التوتر إلى الشراهة؟
ما هي علامات فقدان الشغف؟
ليس كل الحالات يمكن تصنيفها فقدان الشغف أو اكتئاب، بل هناك مجموعة علامات لا بد من التعرف عليها حتى تتمكن من تصنيف حالتك:
- التثاؤب المستمر دون مبرر والشعور بعدم القدرة على المحاولة.
- انعدام الاهتمام بما كان يزعجك أو يعجبك، حيث لن تعود المسافات الطويلة أمر مزعج.
- اللا مبالاة من أي عوامل إزعاج واستفزاز خارجية بعد الآن.
- انعدام الشهية حتى تجاه وجبتك المفضلة.
- عدم الرغبة بالتواصل أو الاستماع للآخرين.
- تفتح الفرصة للغير ليكون الأفضل في وقتٍ لم يعد المثالية والنجاح محط اهتمام.
- مرور الوقت هو الهدف حتى تنتهي اللحظات الراهنة.
ختامًا، فإن فقدان الشغف أمر مدمر نفسيًا مع الفترة الطويلة، قد تصل لمرحلة يعجبك الجلوس دون اكتراث ما يجعل عمرك يضيع سدى، لكن عليك العلم بأن هذه فترة مؤقتة عليك تجاوزها بالعزيمة والإصرار، وتطوير الذات فورًا.
المراجع
4 Uncomfortable Reasons Why You’ve Lost Sight Of Your Real Passions
Burned Out Vs Losing Passion: Which One Are You Struggling With?
Lost Your Passion For Something? 12 Ways To Get It Back
The mindset to re-kindle lost passion
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب