استخدم عقلك أو ستفقده هل تساعد الأنشطة العقلية بمنع الخرف؟
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الخرف وهو عبارة عن مجموعة الأمراض التي تتضمن ضعف أو فقدان المهارات الإدراكية مثل التفكير والذاكرة، وبينما يجري البحث لتطوير علاجات لهذه الأمراض، تُجرى أيضًا العديد من الأبحاث لدراسة تأثير تغييرات نمط الحياة على مخاطر الخرف، فهل تفيد ممارسة الأنشطة العقلية مثل القراءة والألغاز والكلمات المتقاطعة في منع الخرف؟
ما هو الخرف؟
الخرف هو مجموعة الأمراض التي تؤثر على القدرات العقلية الإدراكية مثل التفكير والذاكرة وتنسيق أداء الأنشطة اليومية، فهذه الأمراض تدمر مع مرور الوقت الخلايا العصبية وتضر بالدماغ فهي تتطور وتزداد سوءً مع مرور الوقت. وهي غالبًا ما تصيب الأشخاص المسنين لكن من الممكن أيضًا أن تصيب جميع الأفراد بأعمار مختلفة.
ماهي عوامل الخطر للإصابة بالخرف؟
- العمر حيث أن الأشخاص بعمر 65 وما فوق هم أكثر عرضة للإصابة به.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم (مرض السكري غير المعالج).
- زيادة الوزن أو السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين وشرب الكحول.
- الخمول والعزلة.
- الاكتئاب.
ما هي أعراض الخرف؟
- فقدان الذاكرة.
- تغيرات إدراكية.
- مشاكل في القدرات البصرية.
- صعوبة في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة.
- صعوبة في التخطيط والتنظيم.
- صعوبة في التفكير أو حل المشكلات أو التعامُل مع المهام المعقَّدة.
- التغييرات النفسية وتغيُّرات في الشخصية.
- صعوبة تنسيق الوظائف الحركية.
- الاكتئاب، والقلق، والهلاوس، والانفعال السريع.
ماهي الدراسات التي تدعم أن النشاط العقلي يقلل احتمال الإصابة بالخرف؟
الدراسة الأولى
في دراسة نُشرت في مجلة Neurology في عام 2021 أجريت على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا وأكثر، وجدوا أن القراءة وإعمال العقل بألعاب مثل الألغاز أو الكلمات المتقاطعة تؤخر ظهور مرض الزهايمر بمقدار 5 سنوات.
الدراسة الثانية
دراسة نُشرت في عام 2022 في PNAS، أثبتت أن قضاء وقت طويل في الأنشطة التي لا تتضمن إعمال العقل مثل مشاهدة التلفاز يزيد خطر الإصابة بالخرف، في حين أن المهام النشطة معرفيًا، مثل استخدام الحاسب الآلي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، الأمر يرتبط بكم من الوقت تقوم بإعمال عقلك فهل ستحاول حل المشاكل أو تفسير الحقائق، أم ستبقي عقلك خاملًا؟
الدراسة الثالثة
دراسة منجاما نُشرت في يوليو 2023 ، وجد أن لعب الشطرنج وحل الكلمات المتقاطعة وغيرها من الأنشطة الصعبة والمحفّزة للدماغ، بشكل متكرر أو يومي، يخفض خطر الإصابة بالخرف.
الدراسة الرابعة
دراسة حديثة - نُشرت عام 2022 درس الباحثون تأثير التحصيل العلمي والمهارات المعرفية والأنشطة الترفيهية على مدى نشاط العقل.
حيث تضمنت الدراسة متابعة 1184 شخصًا من المملكة المتحدة منذ الطفولة حتى سن 69 عامًا، وأجري اختبار معرفي لهم حيث تبيّن أن:
- الأشخاص الحاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى سجلوا نقاط أعلى من الأشخاص الذين لم يتلقوا التعليم الكافي.
- كما وأن الأشخاص الذين كانوا يشاركون في الأنشطة الاجتماعية والعمل التطوعي والأنشطة الترفيهية، سجلوا نقاط أعلى من الأشخاص الأقل نشاطًا اجتماعيًا.
- الأشخاص الذين يتطلب عملهم مهارات معرفية مثل استخدام الحاسب أو جمع البيانات أو العمليات الحسابية، حصلوا على نقاط أعلى من أصحاب المهن الأخرى.
- الأشخاص الذين يقرأون بشكل مستمر حصلوا على نقاط أعلى.
خلاصة الدراسات:
العقل مثل الكثير من أعضاءنا المادية التي قد يصبح أداءها ضعيف أو قد تعجز عن أداء وظيفتها المعتادة، كذلك أدمغتنا أيضًا في حال عدم استخدامها قد تصبح غير صالحة.
إلى أي حد يمكن للأنشطة العقلية أن تحد من الخرف؟
التمارين العقلية المقصودة هي التي تشغّل أجزاء متعددة من الدماغ بنفس الوقت، حيث تشير الأبحاث إلى أنه حتى المرضى الذين يعانون من الخرف يمكنهم الاستفادة مما يسمى التمرين العقلي لمنع تقدم الخرف. مثل القراءة، وحل الألغاز، والمحادثة، والألعاب، والعمل. لكن الجلوس لمشاهدة التلفاز لايجدي نفعًا.
بينما يتفق الخبراء على أن الخلفية الثقافية مهمة في الحفاظ على مهارات التفكير، فإنهم يشيرون أيضًا إلى أن هناك حدودًا لمقدار ما يمكن للتمارين العقلية أن تعززه.
حيث أن الأشخاص ذوو الذكاء المرتفع هم أقل عرضة للخرف، ومع ذلك لا يمكن التغلب على العملية التنكسية للخرف إذا ظهرت علاماته عن طريق القيام بالمهام المعرفية، قد يساعد ذلك فقط في إبطاء تقدم الخرف إلى حد ما، حيث أن التمارين المعرفية مثل الألغاز والكلمات المتقاطعة تبطئ التدهور المعرفي لدى أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
هذه الأنشطة مهمة لتحفيز الدماغ، ولكن الألغاز وحدها لا تؤدي بالضرورة إلى تحسين القدرات المعرفية أو تقليل مخاطر الإصابة بالخرف، حيث أن الاعتماد على الأنشطة المحفزة للفكر وحده لا يكفي لتقليل مخاطر الخرف. وأشارت إلى أن أحدث الأبحاث الميدانية تظهر أن أعظم التحسينات في قدرات التفكير وتقليل مخاطر الخرف تحدث عندما يتم استهداف العديد من السلوكيات الصحية.
ما هي السلوكيات التي يجب استهدافها؟
هناك العديد من عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تمثل 40٪ من الخرف مثل:
- مستوى النشاط الاجتماعي.
- مستوى التعليم..
- تعاطي الكحول.
- التدخين.
- ارتفاع سكر الدم غير المضبوط.
- ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط
- إصابات الرأس
- السمنة
- الاكتئاب.
استهداف هذه العوامل يقلل خطر الإصابة بالخرف عن طريق أولًا الحد من أذية الخلايا العصبية مثل الالتهابات وتراكم بروتين تاو، وثانيًا زيادة القدرة الإدراكية والنشاط العقلي، حيث أوضح الدكتور جوميز عثمان أن اتخاذ هذه الإجراءات والتدابير حاليًا سيؤدي إلى تخفيض أكثر من ثلث حالات الخرف في العام المقبل.
ما هي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لتقليل مخاطر الخرف
- تعلم شيئًا جديدًا حتى لو كنت تعاني بالفعل من فقدان الذاكرة، فهذا يمكن أن يحسن صحة عقلك، حيث أن تحدي عقلك من خلال تعلم شيء جديد سيعزز الانتباه والذاكرة، والقدرة على التفكير، وسيحسّن بالتالي نوعية حياتك.
- إنشاء تجارب ممتعة ورؤية أشياء جديدة.
- غيّر الموقع الذي تمارس فيه الأنشطة حيث أن رؤية أماكن مختلفة يمكن أن تزيد من نظرتك الإيجابية للحياة.فمثلًا حاول المشي في مكان جديد عند ممارسة رياضة المشي، أو اسلك طريقًا مختلفًا إلى العمل، أو قم بالتسوق في متجر مختلف.
- شارك بالأنشطة الاجتماعية وتعرّف على أشخاص جدد وكوّن صداقات جديدة.
وفي الختام عزيزي القارئ فإن الدماغ كغيره من أعضاء الجسم إن لم تستخدمه سيضمر، وضمور الدماغ هو الخرف، لذلك قم بإعمال عقلك بشكل مستمر سواءً بتعلم أشياء جديدة أو حل المشاكل أو ممارسة الأنشطة والألعاب العقلية، وابتعد عن الخمول والعزلة الاجتماعية والجلوس أمام التلفاز ساغات طويلة.
المراجع
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dementia/symptoms-causes/syc-20352013
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/dementia
Douaa Al kahwahji
كاتب محتوى طبي ومترجم طبيمرحباً. أنا الصيدلانية دعاء حائزة على بكالوريوس في الصيدلة وبكالوريوس في الكيمياء التطبيقية. أعمل في كتابة المحتوى الطبي بالاعتماد على المواقع الطبية العالمية الموثوقة،حيث أبتدع مقال طبي حصري جذاب بأسلوب بسيط مشوق ومعلومات دقيقة 100%. كما أعمل كمترجم طبي نظراً لخبرتي العميقة بالمصطلحات الطبية.
تصفح صفحة الكاتب