مفهوم النجاح| كيف تكون شخصا ناجحا | غير حياتك
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولتتشعب مسالك الدنيا وتتعدد طرقها، يسير الواحد منا فيها كالمسافر أو كعابر السبيل يسعى في الأرض -ليبلغ مراده ويعرف كيف يكون شخصا ناجحا- محمولا على راحلته يحمل زاده ويسير، تمضي به الأحداث و تمر به الأيام.
وكأن لحياة الواحد منا تضاريسا كتضاريس الأرض فلها وديان وسهول، وهضاب وجبال شوامخ، ففي السهول مروج الحياة وأحداثها الجميلة، وفي الجبال الوعرة صعاب الحياة ومآسيها، فإن كان المرء يحسن تدبير أمره، ويدرك مفهوم النجاح وكيف يكون شخصا ناجحا يحتمل الشدة والمحن فيعبر الجبال ليبلغ المروج فقد نجا وأفلح، وإن هام الراكب على وجهه لا يدري بأي فلاة يذهب أو بأي اتجاه يسير عصفت به الشدائد وتلاعبت به الأحداث.
ما هو مفهوم النجاح وأن تكون شخصا ناجحا؟
النجاح هو مفهوم عميق وشامل، لا يختزل في صورة واحدة كما يفعل البعض حين يختزلون ذلك المفهوم الشامل في جمع الأموال أو في الحصول على ترقية وظيفية فقط، وتغفل تصوراتهم أن النجاح أعم من ذلك فالنجاح يشمل تحقيق أفضل ما يمكنك في جميع جوانب حياتك فنجاحك على الجانب المادي فقط لا يكفي، بل يجب أن يمتد النجاح ليصل الى الجانب الأسري والمعاملات اليومية، والعلاقات الاجتماعية وغيره من جوانب الحياة الهامة التي تسهم في شعورك بمعان جميلة كالسعادة والامان والاستقرار.
كيف تحدد مفهومك عن النجاح؟
لتعرف كيف تكون شخصا ناجحا وتدرك مفهوم النجاح وتبلغ غاية القصد منه، عليك بداية أن تسبر أغوار نفسك وتطلع عليها لتعرف ما نقاط قوتك، وما نقاط ضعفك، وما الذي تجد فيه شغفك، وإلى أي مدى تصل قدرة تحملك، ويجب أن تعلم اهتماماتك وتحدد أهدافك وأن تدرك قيمك ومبادئك،
ما هي السلوكيات التي تتبناها لتعرف كيف تكون إنسانا ناجحا في حياتك؟
1- طور عقليتك فكن ذا عقلية متطورة لا جامدة ومتصلبة
يقسم العالم Carol Dweck العقلية إلى نوعين يحدد كل منهما النهج وطريقة التفكير التي يتبعها الشخص في حياته وتصرفاته ألا وهما:العقلية الإيجابية المتطورة، والعقليةالسلبية المتصلبة.
أولا العقلية الإيجابية المتطورة
النجاح ينبع من داخلك كفكرة فإن كان تفكيرك إيجابيا يسري إيقاع الحماسة في جسدك فكأن جسدك قد أصغى لسيمفونية تعزفها تلك الفكرة الإيجابية فطرب لها وانفجر حماسة تجعلك تقدم على العمل بجد وعزيمة لا تفتتها الصعوبات.
لذا حين ترى من يمتلك تلك العقلية تجدهم يشعرون بأنهم قادرين على التأقلم والتعلم، لا يفترون بذل الجهد، لذا فإن هؤلاء الأشخاص تزيد احتمالية تحقيقهم للنجاح فحين تتعقد الامور يبحثون بطريقة او بأخرى عن مخرج من المأزق فيسعون دائما لتحسين مهاراتهم لكي يتمكنوا من المضي قدما وتحقيق النجاح الذي يرجونه.
ثانيا العقلية السلبية المتصلبة
تجد الأشخاص الذين يمتلكون عقلية سلبية يعرقلون أنفسهم بأنفسهم فتجدهم يختلقون المعاذير والحجج لتبرير تكاسلهم عن بذل الجهد فتراهم يعتقدون أن النجاح ليس نتيجة للعمل الجاد والاجتهاد، إنما هو مبني على الموهبة الفطرية فقط لا غير، فبالنسبة لهم إن لم تولد بموهبة مثل ميسي فإنك لن تنجح بلعب كرة القدم.
يدفعهم هذا المنطق والأسلوب في التفكير للاعتقاد خطأ أن الموهبة هي العامل الوحيد للنجاح فإذا ولدت بتلك الموهبة ستنجح وإلا فالفشل حليفك، ولهذا يركنون إلى الاستسلام بسهولة عند مواجهة أية معوقات وتحديات لأنهم -وكما يزعمون- ولدوا بدون تلك الموهبة التي هي سر النجاح، وبدونها ليس هناك أدنى فرصة لتحقيقه. لذا فإن أردت أن تكون شخصا ناجحا فطور عقليتك لتكون من النوع الأول واحرص على صحبة الايجابيين وابتعد عن السلبيين، وتبسم وكن بشوشا.
2- آمن بنفسك وبقدراتك
فبدلا من أن تجعل جل همك أن تفكر بما تفتقده، اصرفه إلى إيمانك بقدراتك وثقتك بنفسك فلا تصغ لتلك الوساوس التي تحبطك وشجع نفسك وكن إيجابيا فعندما تؤمن بقدراتك وبنفسك وأنك تستطيع أن تكون شخصا ناجحا، يصدق ذلك عقلك الباطن، فتلين لك الصعاب وتهون في عينك. وكن صادقا مع نفسك، وعندما تشعر بالاحباط تذكر ما مررت به من صعوبات، وما تجاوزته من عقبات، فذلك يزيد من ثقتك بنفسك، ويقوي من عزمك، فتسطع شمس إرادتك وتفيض وتغيب عتمة احباطك وتغيض.
3- تنمية ذكاءك العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وتحليل العواطف، فالأذكياء عاطفيا قادرين دوما على فهم مشاعرهم بصفة خاصة، ومشاعر من حولهم بصفة عامة، وتحليلها واستنباط ردود الفعل المناسبة لكل موقف. ولكي تنمي ذكاءك العاطفي عليك أن تنتبه لعواطفك وتركز على تحديد ماهية شعورك وأسبابه وأن تتعلم السيطرة على عواطفك، وأن ترى الامور بشكل حيادي دون التحيز لنفسك، وذلك حتى ترى الأمور في نصابها الحقيقي، وأن تتجنب كبت مشاعرك أو قمعها ولكن بدلا من ذلك فلتبحث عن طريقة مناسبة للتعامل مع ما تشعر به. وأيضا عليك أن تستمع للآخرين. فإصغاؤك للآخرين وقراءة ما بين السطور يمكنك من معرفة ما يشعرون به الأمر الذي يساعدك على فهم ما يحاولون قوله وكيفية التصرف بشكل مناسب طبقا للموقف الراهن.
4- اتبع استراتيجية SMART
تشير تلك الكلمة إلى خمس كلمات باللغة الإنجليزية تصف كل منهم الهدف الذي تسعى إليه، ويشير كل حرف من كلمة smart لسمات ذلك الهدف وهي كاللآتي:
- محدد.
- يمكن قياس مدى التقدم.
- مناسب لك.
- يمكن تحقيقه وفي نفس الوقت ليس سهلا للغاية.
- انجازك له مرهون بوقت معين.
لنضرب مثلا على ذلك تخيل أن ذلك الهدف هو تعلم اللغة الإنجليزية (محدد) ولتلك اللغة مستويات (يمكن قياس تقدمك فيها) وانجازك لها يكون خلال (خطة زمنية) كذلك هي (مناسبة لك) ومتعلقة بهدفك اذا كنت مقبلا على وظيفة تتطلب إتقان تلك اللغة وهكذا.
5- قسم هدفك لخطوات صغيرة
يساعدك تقسيم هدفك لخطوات صغيرة على تقوية عزمك أثناء سعيك للهدف فكلما خطوت خطوة تجاه هدفك ازددت شغفا وشوقا واصرارا لتحقيق الهدف كاملا، فمع نجاح كل خطوة -ولو كانت صغيرة- يزيد شعورك بالإنجاز تدريجيا، وتزداد ثقتك بنفسك وإحترامك لذاتك، وتتوق لإكمال جميع الخطوات ولا تنسى أن تكافئ نفسك على تقدمك في كل خطوة من هدفك حتى تستمع بالرحلة.
6- تمتع بالصلابة الذهنية
الصلابة الذهنية هي الصمود في وجه العوائق ومواجهتها، فاللذين يمتلكون الصلابة الذهنية يروا التحديات على أنها فرصة لإثبات أنفسهم وقدراتهم فهم يؤمنون بقدرتهم على النجاح وينظرون لتلك العوائق على أنها فرصة لإظهار تلك القدرات.
7- لا تخش المنافسة
وجود المنافسة هو أمر حتمي، فلابد أن تجد آخرون يسعون لنفس الهدف فذلك من سنن الحياة، ولكن لا يعني هذا أن ينال منك الإحباط والقلق فتفقد حماستك، فيدفعك هذا لتجعل شغلك الشاغل هو مقارنة نفسك بتقدمهم ولكن بدلا من ذلك استمتع برحلتك وتقدمك، فإن نظرت إليهم فلا يكن نظر الحاسد القلق، بل ليكن نظر المستلهم الذي يود أن يحفز نفسه أو يستمد الطاقة ممن حوله من الناجحين فلكل منا طريقته يا صديقي.
8- حطم قيودك واذهب خارج بوتقة الراحة
فلا تركن إلى السكون داخل تلك البوتقة بل ادفع نفسك خارجها وخض الصعاب والتمس طريق الشوك إلى النجاح فما ثم إلا الرضا في الفلاح، فحين تكسر ذلك الحاجز بينك وبين ما تخشاه ستظفر بنفسك أولا وبإرادتك ثانيا وبنجاحك أخيرا، وتذكر هدفك حين تمر بعقبة وما ستشعر به حين تحققه وما ستلقاه من تكريم لذاتك وتتويجا لصبرك.
9- لا تبحث عن الطرق المختصرة
فمن يريد أن يكون شخصا ناجحا عليه أن يسعى لذلك بكل الجهد عن طريق السعي والكفاح ومقاومة المصاعب وتحدي العقبات بالصبر والعزم، فأولئك الذين يبحثون عن الاختصارات لا يريدون ذلك ولا يهتمون بالتعلم والتجربة والخبرة التي يكتسبها الشخص حينما يسعى ويجرب وينهض من جديد حتى يصل إلى تحقيق النجاح في الحياة بل يريدون النجاح دون تعب أو جهد وأن يقدم لهم النجاح على طبق من ذهب.
10- تنمية السمات التي تساعدك على تطوير إمكانياتك
أولا الاجتهاد
فالشخض الذي يبذل كل ما بوسعه ويجتهد في عمله ولا يدخر جهدا سيقدر مجهودات الاخرين وسيكون ملهما لمن حوله ويخلق ذلك بيئة عمل بناءة.
ثانيا الرغبة في التطور واحترام الاختلاف في وجهات النظر
يؤدي كل منهما لخلق بيئة عمل متناغمة ومتفاهمة، فيساعد في إلقاء الضوء على جوانب التقصير وردعها، والحيلولة دون وقوع الصراعات بين طاقم العمل.
ثالثا المرونة والقدرة على تعديل وضعك
فالحياة مليئة بمختلف المواقف فتأقلمك مع التغيرات المفاجئة هو أحد مفاتيح النجاح وأن تكون شخصا ناجحا، فأنت تبحث عن حل لاحتواء المشكلة بدلا من الشكوى والتذمر، فعدل وضعك وغير خطتك حين يلزم الأمر، وغير نظرتك للعقبات والأزمات على أنها فرصة للتعلم وكن مهيأ لتغير خططك استجابة للموقف الطارئ لاختيار أفضل الحلول الممكنة لتجاوز تلك العقبة.
رابعا الشجاعة
كن شجاعا واعلم أن أكثر الشخصيات نجاحا على مستوى العالم يمتازون بالشجاعة فهم يتجرأون على المخاطرة حتى وإن كانت احتمالية الخسارة واردة، فهم يمتلكون مشاعر إيجابية لمواجهة الخوف والتحديات، وقمع المشاعر والأفكار السلبية والتركيز على الإيجابي منها ولكن بشرط مراعاة التوازن بين المجازفة والتريث بمقتضى الحال وكي لا تتحول تلك الشجاعة إلى تهور وحماقة.
خامسا التنافسية
يسعى الناجحون إلى الاستفادة من وجود منافسين لهم لكي يطوروا من أنفسهم بدلا من أن يشعروا بالغيرة منهم، ولكي تدرب نفسك على هذا عليك أن تركز على تطوير نفسك بدلا من القلق من المنافسة، واسع جاهدا لمواصلة تقدمك وفي نفس الوقت كن سعيدا لنجاح الاخرين، وتحل بالروح الرياضية للمنافسة الشريفة.
ما هي العوامل التي تساعد على أن تكون شخصا ناجحا؟
لكي تكون شخصا ناجحا هناك عدة عوامل تساعدك على تحقيق ذلك منها
وجود الدعم من حولك
إن لوجود دعم قوي من حولك -على مختلف أنواعه- يسهل كثيرا من مهمتك وتحقيق النجاح.
التحدث للاخرين
فعندما يكون لديك شخصا تقص له ما يختلج في صدرك من أفكار، وما يدور بذهنك من أمور، فتتناقش معه عنها وتسمتع لرأيه وتتناولان الحديث فيما بينكما يكون لذلك الأمر أكبر الأثر في تنظيم أفكارك وإعادة ترتيبها فالتمس من تثق في صواب رأيه وحكمته وتناقش معهم حول كل ما يقلقك، ولا تدع النقد يحبطك ولكن اجعله دافعا يحثك على التغيير للأفضل.
تجنب استنذاف طاقاتك
يحدث استنزاف الطاقة عندما تكون في حالة قلق مستمر وضغط فذلك يقودك إلى الإنهاك وانخفاض الأداء والاعتقاد الخاطيء أن كل من حولك لا يكترثون بما تعاني، ولا يلقون بالا إلا لحياتهم فيودي بك ذلك لانخفاض عزيمتك شعورك باللامبالاة وعدم الاكتراث والإحباط. ويفيدك في تجنب ذلك الاستنزاف أمران:
أولهما أن تتغلب على القلق بأن تتجنب مسبباته بقدر الامكان، فحاول أن تأخذ قسطا كافيا من النوم، وأن ترح عقلك وجسدك، فإن سبب لك أمر ما إحباطا فابتعد عنه لمدة دقائق قليلة لالتقاط أنفاسك وفكر في شيء مختلف حتى تهدأ وتستعيد لياقتك الذهنية ثم عد إليه وقد هدأت وسترى كيف تكون أقرب لحله.
وثانيهما أن تحدد سبب هذا الاستنزاف فقد يكون السبب وراء استنزاف طاقتك هو حرصك الزائد على تحقيق أشياء كثيرة في وقت قصير، فهذا يضغطك ويستنزف طاقتك فكن واقعيا ولا تتعجل وأعد ترتيب أهدافك وغير استراتيجيتك إذا وجدت أنها تسبب لك مزيدا من القلق، وكن على دراية بأن وصولك لهدفك في الوقت المناسب -وإن طال- خير من التوقف في منتصف الطريق بسبب استهلاكك لكل ما تملك من وقود العزيمة فتركن إلى اليأس وتخسر ما تسعى له.
وقد أنصف الرجل حين قال:
"أتدري كيف يسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتى ينقضي أجله، ويده صفر من أي خير"
وختاما يا صديقي اتركك مع أبيات للشاعر أبو القاسم الشابي
إذا ما طمحت إلى غاية .. ركبت المنى ونسيت الحذر.
ولم أتجنب وعور الشعاب.. ولا كبة اللهب المستعر.
ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر.
المصادر
Tips for How to Find Success in Life