ليترك هذا الشهر الفريد أثرًا عميقًا في حياتك.. اعرف كيف تعد نفسك عقليًا وروحيًا وجسديًا لشهر رمضان
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولمع اقتراب شهر رمضان، وشعورنا جميعًا بالفرحة لقدوم شهر الرحمة والمغفرة، هل تسائلت يومًا كيف يمكنك إعداد نفسك روحيًا وعقليًا لاستقبال هذا الشهر المبارك، حتى تتمكن من الاستفادة إلى أقصى حد من الرحمة المنهمرة علينا. وكيف يمكنك أيضًا إعداد نفسك جسديًا للحصول على ما يكفي من الطاقة لقضاء يومك دون تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؟ فمن منا لا يريد وفرة من مخازن الطاقة ليتمكن من الاستمتاع بصلاة التراويح والعمل وحتى السحور مع العائلة!
إن تجهيز الذات لاستقبال شهر الصوم ليس مجرد تقليد، بل يعتبر استعدادًا شاملاً يشمل العقل والقلب والجسد. يأتي هذا المقال لاستعراض كيف سيبدو الاستعداد لشهر رمضان إذا حاولنا تحقيق التوازن بين صحتنا الكاملة: العقل والجسد والروح؟. وفيما يلي سوف نوضح كيف يمكنك إعداد نفسك جسديًا وروحيًا لاستقبال شهر رمضان، لتجعل هذا الشهر الفريد يترك أثرًا عميقًا في حياتك.
كيف تحضر عقلك لشهر رمضان؟
الخطوة الأولى للاستعداد لرمضان هي إعداد أذهاننا، فالقرب من الله يدور حول عقل خالٍ من الفوضى يمكنه التركيز على الله سبحانه وتعالى دون الكثير من التشتيت. وهذا يعني ألا يتساءل العقل كثيرًا عن الطعام والشراب والمنزل المزدحم وغير ذلك.
كما أن طاقتنا هي علاقة ذهنية وجسدية وروحية تتأثر بمستنزفي الطاقة. وأجسادنا يمكن أن تكون بالفعل مليئة بالطاقة، ولكنها محجوبة. محجوبة بالتفكير الزائد والقلق وعدم التواجد في أجسادنا. فكيف يمكننا كسر دائرة التفكير الزائد والقلق والتوتر وإعداد العقل لشهر رمضان؟ فيما يلي عدة نصائح لتحضير عقلك لشهر رمضان:
1- اعقد النية: اعقد النية لخوض تجربة رمضانية مثمرة وروحية تترك أثرًا في حياتك حتى بعد رمضان.
اقرأ ايضا
2- قم بإجراء عملية تفريغ للدماغ: يمكنك القيام بعملية تفريغ الدماغ من خلال الإعداد والتخطيط لكل ما يجب القيام به قبل شهر رمضان وأثناءه وبعده بوقت قصير. وقم بتدوين ملاحظات عن كل ما يلزمك من مشتريات في رمضان والعيد. خطط للقيام بمعظم هذه المهام قبل شهر رمضان.
3 - قم بتمارين التنفس قبل كل تلاوة وأثناء الأذكار في النهار: إحدى طرق التنفس العميق هي نمط التنفس 4-7-8، والذي يتضمن الشهيق مع العد إلى 4 وملء البطن بالهواء، والاحتفاظ به عند العد حتى 7، ثم الزفير عند العد حتى 8. يؤدي ذلك إلى تنشيط العصب الذي يرسل إشارة "الراحة والهضم" إلى الجسم.
4- خطط لأحداثك الحياتية التي ستحدث بعد رمضان: خطط للأحداث التي ستُقام بعد شهر رمضان مباشرة مثل الامتحانات، والانتقالات المنزلية، والزفاف العائلي، والإجازة، وما إلى ذلك. حتى تكون مستعدًا لهذه الأحداث قبل دخول شهر رمضان ولا تنقص من عبادتك وقتًا.
5- قلل من الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي: إن الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من تشتتك ويؤثر على تركيزك، كما أنه يؤثر أيضًا على أوقات العبادات، لذلك من المهم التقليل من هذا الوقت.
6- تدرب على التفويض وعدم الشعور بالذنب عند طلب المساعدة من الآخرين: إن تفويض الأعمال التي لا يجب عليك بالضرورة القيام بها لشخص أخر يمكنه القيام بها، يقلل التشتت ويوفر لك المزيد من الوقت، لذلك لا تتردد ولا تشعر بالذنب عند طلب المساعدة من الآخرين.
7- تأكد من عدم الغيبة أو الحديث عن أشياء لا فائدة منها: إن الغيبة والنميمة والشتم والكذب، كل ذلك لا يجرح الصوم وينقص الأجر؛ لقول النبي ﷺ: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه الإمام البخاري في صحيحه، ولقوله ﷺ: الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم. لذلك من المهم ترك الغيبة وغيرها من القول السيء لكي تعد عقلك لاستقبال شهر رمضان.
كيف تحضر روحك أو نفسك لرمضان؟
إن نفوسنا تشبع وتتغذى بالقرآن. وغذاء الروح هو الذكر، ذكر الله. فقراءة القرآن والعبادة وذكر الله الدائم يثري أرواحنا ويعطيها الحياة. وليس هناك وقت أفضل لتغذية الروح من الآن وأنت تستعد لشهر رمضان. فكيف يمكنك تحضير نفسك روحيًا لشهر رمضان؟ فيما يلي بعض النصائح:
1- صل الصلاة في وقتها.
2- زيّن صلاتك بمزيد من الأذكار، والركوع والسجود الأطول.
3- تعرف على فقه الصيام من خلال الكتب والمقالات والمحاضرات.
4- اعمل على تثبيت وتحسين جودة الصلاة وتلاوة القرآن وزيادة الذكر وصلاة السنة غيرها من عبادات النوافل.
5- اعمل على التلاوة ومراجعة التجويد (مع المعلم أو الصديق أو أحد أفراد الأسرة).
6- اجتهد في أذكار الصباح والمساء.
7- مارس الصدقة بالمال أو الخدمة أو حتى مجرد الابتسامة.
8- مارس ضبط النفس في الكلام والتحكم في اللسان والنبرة والصوت.
كيف تحضر جسمك لشهر رمضان؟
عندما يتعلق الأمر بأجسامنا، فإن الصيام بحد ذاته هو شفاء، حيث يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، وراحة الجهاز الهضمي، وتوازن الهرمونات. كما أن الصيام يدعم الميتوكوندريا لدينا، وهي مراكز الطاقة في أجسامنا. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في إعداد جسمك لشهر رمضان:
1- ركز على الأطعمة التي تدعم الميتوكوندريا وكذلك الغدة الدرقية
في حين أننا قبل شهر رمضان، يمكننا التركيز على الأطعمة التي تدعم الميتوكوندريا وكذلك الغدة الدرقية. تشمل بعض هذه الأطعمة: الشاي الأخضر، والبنجر، والقرنبيط، والأطعمة الغنية بفيتامينات ب مثل اللحوم، والمكسرات، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالكارنتين مثل لحم البقر، والأرانب، والأطعمة الغنية بالسيلينيوم مثل الدجاج، والبيض، والأطعمة الغنية بالزنك مثل بذور السمسم، والديك الرومي.
وبالطبع يعد أيضًا تناول الفواكه والخضروات الملونة يعد داعمًا كذلك، حيث يوفر مضادات الأكسدة والمغذيات النباتية المهمة، ومن ضمن هذا الأطعمة: المشمش والأفوكادو والموز والبنجر والجزر والجريب فروت والعنب والجوافة والبرتقال والقرع، بالإضافة إلى السبانخ والفراولة والبطيخ. ومن جهة أخرى يجب التقليل من السكر الزائد والكربوهيدرات البسيط.
يجب على الجميع استشارة طبيبهم فيما يتعلق بخطتهم الصحية الشخصية، ولكن القاعدة العامة هي تناول الكثير من الخضار وبعض الدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون. على الرغم من أن تغذيتنا يمكن أن تأتي بشكل أساسي من نظامنا الغذائي، إلا أنه من المفيد النظر إلى مستويات بعض الفيتامينات التي يمكن أن تؤثر على الطاقة مثل فيتامين د و ب12.
2- اشرب الكثير من الماء
يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة شرب كمية كافية من الماء. ويعد الجفاف أحد أهم أسباب التعب، لذا، يفضل أن تزيد كمية الماء التي تتناولها في الأسبوع أو الأسبوعين قبل بداية الصيام وذلك بغرض الحفاظ على ترطيب خلايا الجسم أطول فترة ممكنة. يمكنك الاعتماد على زيادة كوبين من الماء عن المعدل الطبيعي يوميًا وبالتالي يستطيع الجسم في فترات الصيام مقاومة الجفاف الذي سوف يتعرض له أثناء النهار وخاصة إذا كان الصيام في شهور الصيف.
3- قلل سعراتك الحرارية
يعتقد الكثير من الناس أن فترة ما قبل رمضان هي الفترة التي يجب أن يتناولوا كمية كبيرة من السعرات الحرارية التي تعينهم في فترة الصيام، لكن هذا الاعتقاد خطأ بل ويجب أن يقلل كل من يستعد للصيام في رمضان من السعرات الحرارية التي يتناولها، وذلك بسبب أن الجسم إذا تعود على تناول سعرات حرارية كبيرة سيكون من الصعب حرمانه من هذه السعرات في الصيام. ولتقليل السعرات الحرارية يُفضل أن يقوم الفرد باستبدال الأطعمة الغنية بالدهون بأنواع أخرى غنية بالبروتينات.
4- قلل كمية الكافيين التي تتناولها
يجب البدء في الحال في تقليل كمية القهوة التي تتناولها وذلك لتفادي المزيد من الصراع مع أعراض انسحاب الكافيين في نهار رمضان، يمكن الشروع في شرب كوبين من القهوة قليلة الكافيين وخاصة في فترة ما بعد الظهيرة حيث يكون الجسم في أعلى حالات الحاجة للكافيين في فترة نهار رمضان.
5- توقف عن التدخين
يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية للتوقف عن التدخين والتخلص من إدمان النيكوتين وذلك لأن الصيام لا يقتصر على الطعام والشراب فقط، وبالتالي البدء قبل رمضان تدريجيًا في الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في التوقف الكامل عند بداية الصيام في شهر رمضان لتفادي أعراض التوقف فجأة مثل الصداع وتشوش الرؤية وغيرها، ويمكن ذلك بتقليل عدد السجائر قبل رمضان بمعدل الربع ثم النصف حتى الوصول للإقلاع التام عن التدخين.
6- غيَر أسلوب نومك
يفضل الاستعداد لرمضان بتغيير مواعيد النوم والاستيقاظ، فتغيير مواعيد النوم ساعة مبكرة سيكون من الجيد حتى تتأقلم الساعة البيولوجية الخاصة بالجسد على مواعيد السحور والإفطار، وعلى عكس الشائع فإن قضاء ساعات الصيام في النوم من الأمور غير الصحية للجسم.
7- امنع الوجبات الخفيفة
يعتمد الكل على تناول ثلاث وجبات في الأيام العادية، والبعض يتناول وجبات خفيفة بين الوجبات وكذلك بعض المشروبات، وبالتالي يعتبر التوقف عن كل الوجبات الخفيفة بين الوجبات والمشروبات ماعدا الماء من الأشياء الجيدة التي تجعل التكيف مع الصيام الانقطاعي أمرًا هينًا ويصبح التعود على وجبتين فقط هما السحور والإفطار سهل بدون إرهاق للجسم.
8- قلل الملح والسكر
يجب معرفة نوعية الأطعمة التي يداوم عليها الفرد وما تحتوي عليه من سكر أو أملاح، ويفضل تقليل استهلاك كل الأطعمة التي بها معدلات عالية سواء من السكريات أو الأملاح ولكن بطريقة تدريجية حتى لا يشعر الجسم بالنقص المفاجيء وبالتالي لا تحدث معاناة مع الرغبة الشديدة عند الصيام في تناول المشروبات والأطعمة سواء عالية السكر أو عالية الأملاح.
9- تناول الطعام المطبوخ جيدًا
تناول وجبة ثقيلة بعد فترة طويلة من الصيام يسبب العديد من مشكلات الهضم، ولذلك يجب الاستعداد لرمضان بإعداد الطعام بشكل سليم وطهيه جيداً لتفادي مشكلات الهضم مع أول أيام الصيام. ويجب تحضير قوائم الطعام الخاصة بالإفطار والسحور على الأقل لأول أسبوع من الصيام، من قبل الدخول في شهر رمضان وذلك لعدم حدوث مشكلات في الهضم بسبب تغييرات مفاجئة في قوائم الطعام أو طريقة طهيها.
10- قلل الحلويات
من الأخطاء الشائعة في شهر رمضان تناول كميات من الحلويات بعد فترات طويلة من الصيام وهو ما يتسبب في ارتفاع معدلات السكر في الدم، وبالتالي فإن تقليل استهلاك الحلويات قبل الدخول في الصيام بفترة وأثناء فترة الصيام في رمضان يكون مناسبًا للصحة العامة للجسم، ويفضل الاعتماد على الفواكه الطبيعية والمكسرات سواء الرطبة أو الجافة لسد حاجة الجسم من رغباته في المواد السكرية.
11- راجع طبيبك
يجب على الأفراد الذين يعانون من أي مرض من الأمراض المزمنة الرجوع للطبيب واستشارته في مدى إمكانية الصيام حتى يكون الوضع آمن في فترة الانقطاع عن الطعام، ومن الجيد أن هناك رخصة للمريض في الإفطار إذا تعارض الصوم مع الحفاظ على صحته وحالته الجسدية.
في النهاية، يعد رمضان هو شهر الروحانيات وسيتم عرضه على الله سبحانه وتعالى في الآخرة. لذا فإن الاهتمام بأجسادنا وعقولنا هو بهدف السماح لأرواحنا بالازدهار والتقرب من الله، ولعل ما تفعله في رمضان يترك أثرًا عميقًا في حياتك، ويكون بداية جيدة في طريق الإصلاح الجسمي والروحي. لذا لا تترد في اتباع النصائح التي يمكنها أن تساعد في إعداد نفسك روحيًا وجسديًا وعقليًا قبل هذا الشهر الكريم.
المراجع
منة الله سيد
صحافيةصحافية مصرية، مهتمة بالصحة والعلوم والتكنولوجيا. أسعى لنشر المعرفة لأن المعرفة قوة.
تصفح صفحة الكاتب