كيفية تحقيق الاستقلال المالي من الوظيفة خلال 10 سنوات فقط
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالثقافة المالية هي موضوع غامض بالنسبة لأغلبنا هي ليست ثقافة تتعلمها من المدرسة أو اسلوب حياة تكتسبه ممن حولك، منذ الصغر تربينا على نمط معيشي معين قائم على اكتساب وصرف المال وفي مرحلة متقدمة من العمر يكتشف الإنسان أن هذا ليس هو أفضل أسلوب للتعامل مع أمواله.
الحرية المالية أو الاستقلال المالي هدف لكل فرد، الوصول إليه لا يحتاج عقل مليونير أو خبرة كبيرة في كيفية التعامل مع المال وإدارته، ولكن يحتاج منك التخلي عن العقلية الجشعة في صرف المال وتبني عقلية افضل وثقافة مالية، سواءا كنت موظف أو صاحب مشروع فبإمكانك تحقيق الاستقلال المالي.
كيفية تحقيق الاستقلال المالي
ماهي افضل الخيارات لتحقيق الاستقلال المالي؟ اكثر من 90% من العامة يرون أن أفضل خيار لتحقيق الاستقلال المالي هو بالعمل التجاري، وهي وإن كانت فعلا حقيقة لكن يوجد فيها خلط فيما بين الثراء والاستقلال المالي وشتان مابين الاثنين.
هو فعليا من الصعب تحقيق الثراء عبر الوظيفة ولكن أيضا يمكن تحقيق الاستقلال المالي عبر دخل الوظيفة فقط، شريطة أن يكون الدخل كاف لتغطية احتياجاتك ونفقاتك بسلاسة ويمكن تخصيص جزء منه للادخار.
أفضل الخيارات لتحقيق الاستقلال المالي هو السيطرة على النفقات والمصاريف وتنمية المدخراة بغض النظر عن نوع العمل سواءا وظيفة أو عمل تجاري، إليك الاستراتيجيات الأساسية لتحقيق الاستقلال المالي.
اقرأ ايضا
حدد هدفك وما تريده من الاستقلال المالي
الخطوة الأولى هي تحديد أهدافك، بناء على عمرك وأسلوب حياتك تحدد مالذي تريده من الاستقلال المالي هل هو:
- امتلاك ما يكفي من المال لتقاعد مبكر
- امتلاك حرية في تغيير العمل الحالي في أي وقت دون قلق بشأن التبعات المالية
- تسديد الديون أو القروض التي تتحملها
- شراء منزل أو سيارة أو...
كذلك من الأمور التي يحب أن تحددها هي السن الذي تريد تحقيق الاستقلال المالي قبل أو عند بلوغه، وهذه الخطوة هي التي ستبني عليها خطتك في الاستقلال المالي.
طبعا لاحظ أن الشخص الذي يريد أن يكون مستقلا مالياً في وقت مبكر، مثلا إذا كنت في سن الأربعين وترغب في الاستقلال المالي عند بلوغ سن الخمسين، ستحتاج إلى توفير مبالغ أكبر مقارنة بمن يريد أن يتقاعد في وقت لاحق، مثل من يرغب في التقاعد عند بلوغه سن الستين.
وكذلك، يتأثر الوقت الذي تحتاجه لتحقيق الاستقلال المالي بمقدار مصروفاتك السنوية، فكلما كانت المصروفات السنوية أقل، كلما كان بإمكانك تحقيق الاستقلال المالي بسرعة أكبر.
وضع خطة للادخار
الآن انت لديك أهداف ولديك دخل ثابت تريد تحقيق الاستقلال المالي خلال 10 سنوات، تحتاج خلال هذه المدة للوصول إلى 10 أضعاف نفقاتك السنوية، لتحقيق الاستقلال المالي يجب عليك ادخار حوالي 40% من دخلك الشهري، إذا هذا يفرض عليك تقليل المصاريف الشهرية بنسبة 30% على الأقل، لتوفير هذا المبلغ من الدخل الشهري تحتاج خطة.
الخطة تقوم فيها بتحليل وضعك الحالي وتحدد النفقات الشهرية الضرورية مثل الإيجار نفقات المعيشة وتحدد مقدار المبلغ الذي تحتاجه لهذه النفقات شهريا، من ثم إعداد خطة للميزانية الشهرية تحدد كيفية توزيع دخلك بين النفقات الضرورية والادخار.
هناك قاعدة معروفة في الاستثمار وهي قاعدة 50/30/20، هذه القاعدة تعطيك خطة لتوزيع دخلك الشهري على ثلاث اصناف 50% تنفقها على الضروريات، 20% على الكماليات و 30% للادخار.
العمل على زيادة الدخل
هو كما اعتدنا سماعه دائما في كتب تطوير الذات أن الوظيفة لا تحقق الثراء وهذا يدخلنا في فكرة سباق الفئران والتي تشبع منها مستهلكو محتوى التنمية البشرية، وهذه الفكرة ليست مبنية على أساس منطقي أو واقعي.
المقولة الصحيحة هي أن الوظيفة وحدها لا تحقق الثراء، وبما أن هدفنا هنا ليس الثراء وإنما هو تحقيق الاستقلال المالي فأحد أسس تحقيقه هو زيادة الدخل، دخل الوظيفة الثابت ليس مضمون على مدار عشر سنوات وبناء أكثر من مصدر دخل سيعوض العثرات المالية التي يمكن أن تواجهها في رحلتك.
من هذه الناحية هناك الكثير من الطرق لزيادة الدخل الشهري، بإمكانك بدء عمل حر في وقت فراغك أو مشروع تجارة الكترونية أو اطلاق شركة خدمات، هذه مشاريع قائمة على مهارتك الشخصية لاتحتاج رأس مال كبير أو تفرغ كامل، لكن أفضل طريقة هي بناء دخل سلبي تفاصيل اكثر عن الدخل السلبي تجدها في المقال التالي:
كيف تحصل على راتب بدون عمل - كل ما تحتاج معرفته عن الدخل السلبي
استثمر مدخراتك
لنكون واقعيين الادخار أصبح عقلية قديمة جدا خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية وتهديد التضخم، الاستثمار هو أفضل طريقة للحفاظ على قيمة المدخرات ونموها مع مرور الوقت لذلك الأفضل أن تستثمر مدخراتك ولكن وفقا لخطة استثمارية.
هناك العديد من الاستثمارات المختلفة ولكل نوع استثمار مخاطره ومكافآته من أهم هذه الأنواع:
- سوق الأسهم
- العقارات
- السندات
- صناديق الاستثمار
- الذهب
بعض هذه الاستثمارات تحقق أفضل كفاءة لها على مدار عقود من الزمن بمعدل نمو منخفض ومخاطر أقل، ولكن انت ليس لديك عقود وإنما عشر سنوات فقط لتحقيق الاستقلال المالي.
الاستثمارات ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، على الرغم من أنها خلال السنوات الماضية سجلت معدل نمو سنوي بلغ 8.5% ولكنها سجلت معدلات انخفاض، ولايستبعد أن تسجل معدل انخفاض أيضا خلال العشر سنوات القادمة، الأسهم وإن كانت تحقق نمو عال على المدى البعيد فهي تنطوي عليها مخاطر تقلبات على المدى القصير.
الاستثمارات الأخرى، مثل العقارات السكنية على الرغم من أنها تحقق متوسط نمو سنوي أقل مقارنة بالاستثمار في الأسهم على المدى الطويل، إلا أنها تعتبر أكثر استقرار وأمانا ولا تتأثر بالتقلبات الاقتصادية بشكل كبير، العقارات يمكن الاعتماد عليها في بناء دخل سلبي عبر الإيجار، مع ذلك ينطوي عليها تحديات ومسؤوليات متعلقة بإدارة العقار والتعامل معه كمشروع.
إذا أنا هنا لا أنصحك باستثمار معين وإنما أفتح أمامك الطريق للتعمق أكثر في كل استثمار والنظر إل إجابيته وسلبياته لتختار الاستثمار الأنسب لخطتك في تحقيق الاستقلال المالي.
الانضباط المالي
السبب في أن أغلب من يريدون تحقيق الاستقلال المالي يفشلون، هو فقدانهم للانضباط المالي وهذا بدوره يخلق المشاكل المالية والتي هي الالتزامات المالية والديون وطبعا مع مثل هذه المشاكل يكون تحقيق الاستقلال المالي صعب، الانضباط المالي يعني أن تلتزم بخطة تحقيق الاستقلال المالي تدخر المبلغ المحدد وتعمل على تنمية استثماراتك، تنفق فقط على الضروريات وتتجنب الديون والقروض.
قد لاتكون منضبطا ماليا من اول شهر او حتى أول سنة ولكن الاستمرار في التحسين والتخفيف من الجشع في الانفاق المالي سيوصلك حتما إلى هذه الثقافة المالية، سيتطلب الامر طبعا متابعة اداءك على مدار العام ووضع أهداف لتحقيق اداء أفضل في الانضباط على مدار العام المقبل، الأمر قائم على خطة تحسين سنوية ويمكن أن تجلعها حسب ما يلائمك نصف أو ربع سنوية.
ختاما
في الختام تحقيق الحرية المالية ليس قائما على خطوات وإنما هي عقلية، الأمر ببساطة هو في بداية رحلتك أن تبدأ بتغيير عقليتك في التعامل مع المال كما أخبرتك في بداية المقال لاتحتاج عقلية مليونر ولكن تحتاج للتخلص فكرة الانفاق السيئ للمال.
فحتى لو حققت الحرية المالية دون أن تغير أفكارك فلن تستطيع البقاء فيها طويلا، الفكرة في تحقيق الاستقلال المالي هي بناء عادات وسلوكيات جيدة تتمثل في الإدراك الذكي لكيفية إدارة المال بشكل صحيح ومسؤول وليس إهداره.