كيف نحمي أطفالنا من إدمان الهواتف الذكية: نصائح وإرشادات فعالة
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولفي نهاية الأسبوع الماضي اجتمعت مع صديقاتي في منزل إحداهن، فقد بدأت الإجازة الصيفية وحضر المغتربون من السفر وأنهوا الأطفال عامهم الدراسي فقررنا اللقاء والاجتماع مع حضور الأطفال كي يتمتعوا في اجازتهم، ونحن جالسون صدمني منظر الأطفال لقد كان كل طفل يجلس على جهازه سواء هاتف محمول أو آيباد! حتى أنهم لا يتكلمون معا! كل منهم مشغول إشغال تام وكل تركيزه في الجهاز الذي بين يديه حتى إذا ناديت على أحدهم لا يسمعك! أدهشني منظرهم وقررت التدخل، ذهبت إليهم وبعد نداء وإقناع طويل استمعوا لي، طلبت منهم أن يتعرفوا على بعض ويلعبون سويا ثم رجعت للجلوس مع صديقاتي وأنا أراقبهم، لقد تعرفوا على بعض حقا وتحدثوا قليلا ولعبوا سويا لكن ماذا كانت اللعبة؟ لعبة جماعية على الأجهزة المحمولة 😣!
عندها شعرت حقا بهذه المشكلة التي نواجهها مع أطفالنا فهناك سلبيات كثيرة في قضاء وقت طويل على الأجهزة وعدم الحركة وممارسة النشاطات البدنية التي تؤثر على صحة الطفل الجسدية والعقلية، لذلك قررت كتابة هذا المقال أتحدث فيه عن خطورة هذه المشكلة على أطفالنا وإيجاد الحلول لها.
الأضرار الناجمة عن استخدام الأطفال للهواتف الذكية
في عصرنا هذا أصبحت الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. حيث توفر هذه الأجهزة فوائد عديدة لا غنى عنها، لكن بالطبع هناك أضرار عديدة لاستخدامها لفترات طويلة وبدون حدود خاصة على أطفالنا، طبعا لا ننسى أنها من المؤكد قد تسبب لنا نحن الكبار هذه الأضرار، لكنا كمسؤولين عن تنشئة هذا الجيل علينا أن نكون قدوة لهم ومساعدة أنفسنا وأنفسهم في مواجهة هذه المشكلة والتغلب عليها. من هذه الأضرار:
مشاكل واضطرابات في النوم
تشير الأبحاث التي أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال "The American Academy of pediatrics" إلى أن استخدام الهواتف الذكية وتصفحها قبل النوم يسبب اضطراب ومشاكل في جودة النوم لدى الطفل، حيث أن التعرض إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يتداخل مع إنتاج الميلاتونين "Melatonin"، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. الطفل يحتاج إلى ساعات نوم كافية وبدون ذلك قد يصبح سيء المزاج ويعاني من العصبية والتوتر، ولا يستطيع التركيز مما يؤثر على أدائه الدراسي.
السمنة الزائدة
من أخطر المشاكل التي نلاحظها بشكل كبير على هذا الجيل الجديد هي السمنة الزائدة، وطبعا لديها تأثيرات خطيرة جدا على صحتهم، والسبب الأكبر لذلك هو الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية. أصبحوا يجلسون لساعات طويلة دون الحركة أو القيام بأي نشاط بدني، بل أنهم يفضلون الجلوس أمام الشاشة عن الخروج في نزهة أو الذهاب لممارسة إحدى الرياضات والهوايات.
الإنعزال عن المجتمع
نلاحظ أن الأطفال هذه الأيام يجلسون أمام الشاشات وحدهم دون التلفظ بأي كلمة لساعات طويلة، إذا كان لديهم أصدقاء يتواصلون معهم عبر الهواتف الذكية برسائل نصية، حيث أصبحوا يفتقدون لمهارات التواصل الإجتماعي وإجراء المحادثات المباشرة.
تراجع الصحة العقلية للطفل
تؤثر الأجهزة بشكل كبير على الصحة العقلية للطفل، حيث أن التعامل مع الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة يعرضهم لمشاكل نفسية خطيرة مثل الإكتئاب، القلق، التوتر والعصبية. كل ذلك يؤثر على النمو الطبيعي للدماغ وتطوره، بحيث يصبحوا الأطفال والمراهقين غير قادرين على الدراسة وإنجاز المهام المحددة، ويعانون من صعوبة في التعامل مع الآخرين وإقامة العلاقات.
مشاكل في الصحة الجسدية
قد نلاحظ انتشار منظر الأطفال الذين يرتدون النظارات الطبية، بل أن هناك ممن يعاني من جفاف شديد واحمرار في العينين نتيجة التعرض الكبير لشاشات الأجهزة الذكية. عدا عن آلام الرقبة والأكتاف نتيجة الجلوس لفترات طويلة، بل هناك ممن يعانون من تورم في أصابع اليدين نتيجة التكبيس على الهاتف المحمول لساعات طويلة. هذا كله يؤثر على صحتهم الجسدية أيضا في المستقبل لعدم ممارستهم النشاطات البدنية وضعف عضلاتهم.
كانت تلك النقاط من أكثر المخاطر والسلبيات لاستخدام الهواتف الذكية من قبل الأطفال لفترات طويلة، بل حتى الكبار يمكن أن يعانوا من تلك المشاكل وهناك الكثير للأسف من الأهالي المنشغلين عن أبنائهم وتاركين كل تركيزهم على هواتفهم الذكية وتطبيقات السوشيال ميديا، مما يجعل الأبناء مثل والديهم.
4 طرق لتخفيف استخدام الأطفال للهواتف الذكية
كي تبقي أطفالك بآمان وحمايتهم من خطر الإدمان للأجهزة والهواتف الذكية إليك بعض الطرق لإدارة استخدام أطفالك لهذه الأجهزة وحمايتهم من تلك المخاوف
1. تحديد ساعات زمنية لاستخدام الشاشات الذكية
يجب أن يكون هناك حزم بشأن عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الأجهزة الذكية، فهناك بعض الأطفال يبقون على الشاشات الذكية طول النهار لساعات طويلة دون أي ردع من الأهالي بحجة التخلص من إزعاج الطفل فهو بذلك أفضل يجلس هادي أمام الشاشة، وهذا أكبر غلط يفعله الأهل بحق أطفالهم. لذلك يجب وضع ضوابط لاستخدام الهاتف وتحديد فترة زمنية معينة حسب عمر الطفل والإتفاق معه بهذا الشأن وإلا سوف يكون هناك عقاب. طبعا على الأهل مساعدة أبنائهم في تقضية وقت ممتع بدلا من الهواتف والأجهزة الذكية وعمل نشاطات مختلفة معهم.
لكي تشارك أبنائك ألعاب مسلية وممتعة إليك بعض المقترحات لألعاب جماعية يمكنك الإطلاع عليها في المقال التالي:
أنشطة منزلية تفاعلية: أفضل 10 ألعاب ممتعة للأطفال في البيت | بقلم: انسام ادريس | موقع نثري
ها قد بدأت العطلة الصيفية وحان وقت التجمعات العائلية، التي يجتمع فيها الأهل والأطفال والمراهقين من الأقارب والعائلات، يمضون فيها وقتا ممتعا في جلسات ...
اقرأ المزيد2. إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا
قم بتخصيص مناطق معينة في منزلك حيث لا يسمح باستخدام الهواتف الذكية فيها، مثلا غرفة الطعام لا يسمح لدخول الهواتف الذكية فيها كي يستطيع الأطفال تناول الوجبات بطريقة سليمة بعيدا عن إدمان مشاهدة الشاشات الذكية أثناء تناول الطعام الذي يؤدي بدوره على إدمان الهواتف الذكية وعدم السيطرة على كمية الطعام التي يتناولها الطفل فإما أن يصبح سمين أو يعاني من سوء تغذية!
أيضا يمكن تحديد غرفة الجلوس هي الغرفة الخالية من التكنولوجيا حتى تستطيع العائلة من قضاء وقت ممتع معا بعيدا عن انشغال كل شخص بجهازه الذكي.
3. تشجيع عادات نوم صحية
أنشئ روتينا خاصا لوقت النوم تستثني فيه الهواتف الذكية، مما يساهم في تحسين وقت النوم مثلا اجعل القراءة قبل النوم روتين خاص بينك وبين طفلك،
يمكنك أخذ فكرة عن حكايات ممتعة لأطفالك من خلال المقال التالي:
5 حكايات مسلية قبل النوم: لتعزيز الخيال وتنمية القيم لدى الأطفال | بقلم: انسام ادريس | موقع نثري
قراءة القصص للأطفال قبل النوم من العادات التربوية القيمة جدا في تنشئة جيل ذكي وناجح، فهي تعزز النشاط الخيالي لديه حيث تجعل الطفل يفكر ويحلل ...
اقرأ المزيد4. كن مثالا جيدا لأطفالك
كن أكثر وعيا بمدى استخدامك للهاتف حول طفلك، الأباء هم قدوة لأطفالهم. تذكر دائما أن عين طفلك منذ صغره عليك فهو يحاول تقليدك بكل شيء، إذا لاحظ الطفل مدى انشغالك عنه أغلب الوقت على الهاتف سوف يعتبر أن هذا الشيء هو الطبيعي وسوف تلاحظ بعده عنك أكثر وأكثر كل ما كبر، خاصة في مرحلة المراهقة، سيبدأ بالابتعاد وعدم مشاركتك مشاكله وأحاديثه ، لذلك كن حريصا بأن تكون قدوة حسنة وأقرب شخص لأطفالك.
في الختام، يمكننا جميعًا أن نساهم في تحسين صحة وسلامة أطفالنا من خلال تنظيم استخدامهم للهواتف الذكية. عبر اتباع النصائح والإرشادات المذكورة، يمكننا تقليل التأثيرات السلبية لهذه الأجهزة وتعزيز التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني لدى أطفالنا. تذكروا دائمًا أن تكونوا قدوة حسنة لأطفالكم، وكونوا على دراية بمدى تأثير استخدامكم الشخصي للهواتف الذكية عليهم. بقليل من الجهد والتخطيط، يمكننا جميعًا تحقيق بيئة صحية ومتوازنة لأطفالنا في عالم مليء بالتكنولوجيا.
المراجع
Smartphones and Children: Can They Harm a Child’s Development
Smartphones can have negative effects on a child's development. Learn about their potential impact and four effective ways to manage their smartphone use. ...
اقرأ المزيد