قوة الانطوائية.. اعرف كيف تستغل تلك السمة التي يراها كثيرون سمة سلبية

نشرت: منذ عام واحد

وقت القراءة: (9) دقائق

شارك المقال

خجول، قَلِق، غير ودود.. تلك هي بعض الصفات السلبية التي يتم ربطها بالانطواء، كما أن هناك أسطورة مفادها أن القادة الأكثر نجاحًا هم المنفتحون أو الاجتماعيون - فهم صريحون، ولا يخجلون أبدًا من مشاركة أفكارهم، لكن ماذا لو أخربتك أن الحقيقة ليست كذلك! وأن العديد من أشهر الناجحين الذين أثروا في حياتنا جميعًا هم في الواقع من الانطوائيين!

إذا كنت تريد استغلال سمة الانطواء لصالحك، عليك أن تعرف مميزات تلك السمة، وعليك أن تعرف أيضًا كيف أثرت هذه السمة على حياة المشاهير الذين اتسموا بها، لذلك فيما يلي سوف نعرف المزيد عن الانطوائية وقوتها.

ما هي الانطوائية؟

قوة الانطوائية.. اعرف كيف تستغل تلك السمة التي يراها كثيرون سمة سلبية

الانطواء هو مجرد سمة شخصية، وليس تشخيصًا للصحة العقلية، والشخص الانطوائي هو الشخص الذي يشعر براحة أكبر في التركيز على أفكاره الداخلية، بدلاً من التركيز على ما يحدث خارجيًا. يستمتع الانطوائيون بقضاء الوقت مع شخص واحد أو شخصين فقط، بدلاً من مجموعات أو حشود كبيرة.

وقد بدأ عالم النفس كارل يونج في استخدام مصطلحي الانطوائي "introvert" والمنفتح "extrovert" في عشرينيات القرن العشرين. حيث يقوم هذان النوعان من الشخصيات بتصنيف الأشخاص إلى كيفية حصولهم على طاقتهم أو إنفاقها. قال يونج إن الانطوائيين يلجأون إلى عقولهم لإعادة شحن طاقتهم، بينما يبحث المنفتحون عن أشخاص آخرين لتلبية احتياجاتهم من الطاقة.

اقرأ أيضا عن: الشخصية القلقة

اقرأ ايضا

صفات الشخص الانطوائي

على الرغم من أن الأمر يبدو مختلفًا من شخص لآخر، إلا أن الانطوائيين لديهم العديد من أنماط السلوك نفسها. بشكل عام هم يتسمون بالآتي:

1. يحتاجون إلى الهدوء للتركيز

2. يأخذون وقتًا في اتخاذ القرارات

3. يشعرون بالراحة عندما يكونوا بمفردهم

4. لا يحبون العمل الجماعي

5. يفضلون الكتابة بدلًا من الحديث

6. يشعرون بالتعب بعد التواجد في حشد من الناس

7. لديهم صداقات قليلة، ولكنهم قريبين جدًا من هؤلاء الأصدقاء

الانطواء يختلف عن الخجل

يعتقد الكثير من الناس أن الانطوائيين خجولين، لكن الاثنين ليسا مرتبطين. الانطواء هو نوع من الشخصية، في حين أن الخجل هو شعور. حيث يميل الأشخاص الخجولون إلى الشعور بالحرج أو عدم الراحة عندما يكونون في المواقف الاجتماعية، خاصة عندما يكونون بالقرب من الغرباء، فقد يشعرون بالتوتر الشديد، ويصبحون متعرقين. وقد ينبض قلبهم بشكل أسرع، وقد يصابون بألم في المعدة. وقد يميلون إلى تخطي المناسبات الاجتماعية لأنهم لا يحبون المشاعر السلبية التي تسيطر على أفكارهم وأجسادهم عندما يضطرون للذهاب إلى الحفلات أو غيرها من الأنشطة.

بينما يفضل الأشخاص الانطوائيون أيضًا تخطي المناسبات الاجتماعية، ولكن ذلك لأنهم يشعرون بمزيد من النشاط والراحة عند القيام بالأشياء بمفردهم أو مع شخص أو شخصين آخرين. لا يختار الانطوائيون تخطي المناسبات الاجتماعية لأن لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه التجمعات الكبيرة كما يفعل الأشخاص الخجولون؛ إنهم يفضلون فقط أن يكونوا بمفردهم أو في مجموعات صغيرة جدًا.

أنواع الانطوائيين

عندما تسمع كلمة انطوائي، قد تفكر في شخص خجول أو هادئ ويفضل البقاء بمفرده. في حين أن هذا قد يكون صحيحًا بالنسبة لبعض الانطوائيين، إلا أن هناك عدة أنواع في هذا النوع من الشخصية. حيث تُظهر إحدى الدراسات أن الانطوائيين يميلون إلى الوقوع في واحد من 4 أنواع فرعية:

1.الانطوائيون الاجتماعيون: هذا هو النوع الكلاسيكي من الانطوائي. يحب الانطوائيون الاجتماعيون المجموعات الصغيرة والأماكن الهادئة وسط الحشود.

2. الانطوائيون المفكرون: الأشخاص في هذه المجموعة حالمون. يقضون الكثير من الوقت في أفكارهم ويميلون إلى أن يكون لديهم خيال إبداعي.

3. الانطوائيون القلقون: إنهم يبحثون عن قضاء الوقت بمفردهم ليس فقط لأنهم يحبون ذلك، ولكن أيضًا لأنهم غالبًا ما يشعرون بالحرج أو الخجل في وجود الناس.

4. الانطوائيون المقيدون: هؤلاء الانطوائيون يفكرون قبل أن يتصرفوا. من غير المرجح أن يتخذوا قرارًا لمجرد نزوة. عادةً ما يستغرقون وقتًا أطول لاتخاذ الإجراء.

عليك أن تُدرك أيضًا أن طرقك الانطوائية قد تتغير بمرور الوقت، وفي بيئات مختلفة أيضًا. فمن غير المرجح أن تتأرجح من الانطوائي إلى المنفتح، لكن من الممكن أن تصبح انطوائيًا إلى حد ما، اعتمادًا على ما يحدث في حياتك.

مميزات الانطوائية

تتميز الانطوائية بالعديد من السمات المميزة والتي يمكن التركيز عليها وتطويرها والاستفادة منها، وهي:

1. التفكير قبل التحدث

من أعمق صفات الأشخاص الانطوائيين والتي تمنحهم ميزة في عالم اليوم هي قدرتهم على التفكير قبل التحدث. يتمتع الانطوائيون بعملية تفكير أكثر تعقيدًا، وتسمح لهم بمعالجة المعلومات بشكل معقد قبل الاستجابة.

إذا سمعت عبارة "أنا انطوائي"، فافهم أن مثل هذا الشخص يبحث عن أفضل استجابة ممكنة لإضافة قيمة وليس فقط لملء الفراغ. هذه الخاصية هي حقًا إحدى فوائد للانطواء، حيث يعتبر الانطوائيون كل مقطع لفظي ذا أهمية كبيرة، ولهذا السبب يحترمهم الكثير من الناس. في عالم الشركات أو العالم غير الرسمي، تعمل هذه السمة على بناء الثقة وتأسيس روابط ممتازة مع الناس.

2.الاستماع النشط

إحدى القوى المذهلة للانطوائي هي قدرته على الاستماع. إنها صفة مفيدة في عالم اليوم لأن معظم الناس منشغلون باستمرار بالثرثرة التي لا نهاية لها. فقط أولئك الذين يستمعون جيدًا يبرزون من بين الحشود.

هذه الصفة هي أيضًا أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص ذوي الشخصيات الهادئة أذكياء وواسعي الحيلة. علاوة على ذلك، فإن الاستماع الفعال للآخرين يساعد الشخص على فهم الأشياء بشكل أفضل من العقل العادي. لذلك، من السهل القول أن الانطوائيين يدركون الأشياء بدقة ويمكنهم إصدار أحكام واضحة.

3.قوة الملاحظة

تساعد الشخصية المتحفظة للانطوائيين على رؤية ما هو أبعد من العين العادية. كما أن الهدوء يسمح لهم بالعمل على النحو الأمثل لأنهم أقل تشتيتًا. ويعتبر هذا العامل من سمات الانطوائي المفيدة في عالم اليوم. بينما يتحدث الآخرون، ينتبه الانطوائيون للتفاصيل الصغيرة ويستوعبونها.

4.الاستقلالية أكثر من الآخرين

لا يمكن تجاهل جمال الاستقلال، خاصة في عالم اليوم. إن القدرة على تلبية احتياجاتك دون الاعتماد على الآخرين هي في الواقع شيء استثنائي. ويتمتع الانطوائيون بهذه الميزة بسبب مدى تحفظ شخصياتهم، فهم يتعلمون الاعتماد على أنفسهم من خلال الحفاظ على دائرة صغيرة وإيجاد الراحة في الأشياء الصغيرة. هذه السمة تجعلهم فريدين وتمنحهم ميزة أكثر أهمية في المجتمع.

يواجه الأشخاص المستقلون خيبات أمل أقل ويمكنهم بسهولة المناورة في الحياة بمفردهم. هذا لا يعني أن الأشخاص الانطوائيين لا يعتمدون أبدًا على الآخرين، لكنه يعني أن لديهم توقعات أقل من الأشخاص خارج دائرتهم الداخلية، مما يمنحهم مستوى أمان أكبر.

5.تكوين صداقات قوية

يشعر الكثير من الناس أن الانطوائيين هم دائمًا وحيدين، وهذا اعتقاد خاطئ للغاية. نظرًا لأنهم يفهمون جوهر تكوين صداقات عظيمة، فلديهم دائمًا أشخاص يمكنهم الاعتماد عليهم في الأوقات العصيبة. ولذلك فإن بناء صداقات قوية هو أحد فوائد كونك انطوائيًا، وهذه السمة استثنائية وتكشف عن صدق الشخصية الانطوائية.

6.الانطوائي قائد عظيم

من الطبيعي أن يخشى الانطوائيون أن يكونوا مركز الاهتمام. لذلك، في معظم المناصب القيادية، لا يهدفون إلى سرقة الأضواء ولكنهم يحاولون إحداث تأثير. تشير هذه الفكرة إلى سبب كونهم قادة عظماء. إنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعاطفًا مع مرؤوسيهم لأنهم يستمعون ويتأكدون من أن الجميع يشاركون وجهات نظرهم بكفاءة. كما أنه من المرجح أن يكتسب الانطوائيون احترام أتباعهم لأن الجميع سيشعرون بالاستماع والفهم، وهذا العامل هو بلا شك أحد فوائد كونك انطوائيًا في عالم الشركات.

7.الانطواء قوة إبداعية

أجمل فائدة للانطوائي هو الإبداع الذي يجلبه. يتوق هؤلاء الأفراد بطبيعة الحال إلى أن يكونوا بمفردهم، وهذا يساعدهم على الاستفادة من مخزون المواهب والإبداع لديهم، والتركيز على نقاط القوة المخفية والاتصال بها. ولهذا السبب أيضًا يشكل الانطوائيون جزءًا كبيرًا من الأفراد الموهوبين في العالم اليوم.

8.الانطوائية تخلق توازن صحي بين العمل والحياة

يمكن أن يساعدك كونك انطوائيًا في الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة، حيث يستمد الانطوائيون القوة والانتعاش العقلي والعاطفي والجسدي من كونهم بمفردهم، وهذا يمكن أن يساعد في ضمان خروجهم من المكتب في الوقت المحدد. كما يسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت في التركيز على الرعاية الذاتية.

أنجح الانطوائيين وطرق الاستفادة منهم

على عكس اعتقاد البعض أن الانطواء مُقَيِد للنجاح، فإن الانطوائيين مسؤولين عن بعض أعظم الإنجازات في التاريخ، فضلًا عن كونهم من أنجح رجال الأعمال والقادة السياسيين في العالم. وفيما يلي أمثلة على أنجح الانطوائيين في التاريخ وكيف يمكنك الاستفادة منهم:

1.ألبرت أينشتاين

لم يكن أينشتاين واحدًا من أشهر العلماء في التاريخ فحسب، بل كان أيضًا انطوائيًا معروفًا. يميل أينشتاين إلى طبيعته الانطوائية، ويعتقد أن إبداعه ونجاحه يأتي من الانطواء على نفسه. قائلًا: "الرتابة والعزلة في الحياة الهادئة تحفز العقل المبدع".

دورك للاستفادة: خصص وقتًا لنفسك حيث يكون كل ما هو مدرج في جدول الأعمال هو التفكير الإبداعي أو العمل.

2.بيل جيتس

من المثير للاهتمام أيضًا أن نلاحظ أن جيتس انطوائي، لكنه ليس خجولًا، وهو ما يذكرنا بأن معظم الناس لديهم بعض الصفات الانطوائية والمنفتحة الموجودة في وقت واحد. وقد قال بيل جيتس عن الانطوائية: إن الانطوائيين يمكن أن يكونوا ناجحين من خلال التعرف على نقاط القوة الخاصة بهم والاستفادة منها. والتي قد تكون، على سبيل المثال، الانعزال لبضعة أيام والتفكير في مشروع ما. بعد ذلك، إذا توصلت إلى فكرة، وإذا كنت ترغب في توظيف أشخاص، وبناء شركة حول هذه الفكرة، فمن الأفضل أن تتعلم ما يفعله المنفتحون.

دورك للاستفادة: حدد نقاط قوتك ونقطة الضعف التي تقف في طريقك، ثم قم بإنشاء خطة عمل لإصلاحها، مثل حضور دروس التحدث أمام الجمهور.

3. إيلون ماسك

قال إيلون ماسك إن الأمر استغرق الكثير من الوقت والتدريب ليعتاد على الصعود إلى المسرح والتحدث بوضوح، ولكن باعتبارك رئيسًا لشركة، فهذا شيء عليك أن تتعلم كيفية القيام به.

الدرس المستفاد: على غرار درس بيل جيتس، توفر تجربة "ماسك" باعتباره انطوائيًا التشجيع لاكتشاف صفة الانطوائي التي تقف في طريقك وبذل قصارى جهدك لتغييرها.

4. وارن بافيت

وارن بافيت، هو أحد أغنى الأشخاص في العالم وقائد يحظى باحترام كبير في الصناعة المالية، ويرجع جزء من نجاحه على وجه التحديد إلى تفضيله للعزلة، لأنها منحته التركيز اللازم ليصبح خبيرًا. ووفقًا لسوزان كاين، مؤلفة كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الكلام، فإن شخصية وارن الانطوائية، وقدرته على التفكير بوضوح والتصرف بحكمة عندما يشعر الآخرون بالذعر في كثير من الأحيان، هي ما أبقاه في القمة.

الدرس المستفاد: كونك انطوائيًا قد يضعك في وضع أفضل للتعرف على علامة التحذير من الفشل والتصرف بناءً عليها بشكل مناسب. لذا، عندما تلوح في الأفق مشكلة ما، لا تنضم إلى الجماهير في ذعرها. تراجع عن التفكير في المشكلة واتخذ قرار ذكي - فهذا هو المكان الذي يتألق فيه الانطوائيون.

نعلم جميعًا أنه من الشائع ربط النجاح بإظهار نفسك، لكن جذب الاهتمام ليس علامة على أن شخصًا ما سيكون ناجحًا. بفضل معرفتنا لقصص النجاح السابقة الأكثر هدوءًا، يمكن للانطوائيين المشهورين أن يعلموك 3 دروس مؤثرة. أولاً، لا يوجد نوع واحد فقط من الشخصية يمكنه جذب النجاح. ثانيًا، السمات الانطوائية لها أيضًا قوتها الخاصة. ثالثًا، من الممكن التعرف على السمات التي قد تعيقك ومعرفة كيفية تغييرها ولو قليلًا لتحقيق النجاح.

من جهة آخرى، في الوقت الذي يميل فيه الانطوائيين إلى الشعور بالخوف من نظرائهم المنفتحين فهم ينسون أين تكمن قوتهم. لكن إذا كنت انطوائي، فيجب ألا تنسى أبدًا أن هناك الكثير من السمات التي تجعلك فريدًا، ومن المفارقات أنه حتى المنفتحون يحتاجون إلى التكيف مع سمات انطوائية معينة لكي يتمكنوا من الوصول إلى قدراتهم الإبداعية.