قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

Abduo Abdelsadek
كاتب و مؤلف
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

الجزء الاول:-

عاش قديما اخوين احدهما غنيا والاخر فقير، وكان الاثنين متزوجان و كانت زوجه الفقير امراه جميله و بسبب الفقر كانت تعمل عند زوجه الغني من الصباح الى الليل، لكن زوجه الغني كانت تغيير من زوجه الفقير لجمالها فكانت لا تعطيها مالا و تقول لها في اخر اليوم اجمعي بقايا القمح الذي سقط على الارض و خذيه اجر لك، و كانت تستمتع لما تراها وهي تجمع حبوب القمح المليئة بالتراب.

قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

وهكذا تمر الايام والليالي والاخ الفقير و زوجته صابران على ذل امراه اخيه من اجل اولادهم الصغار و يدعوان الله كل مساء كي يرزقهما من نعمته و يرفع عنهما البلاء، و في احد الايام قال الاخ الفقير لزوجته: ( انا لم اعد اطيق صبرا على هذه الحياه فنحن لا نربح الا القليل كما ان اخي لا يخجل من اهانتي، ويذكرني بين الحين والاخر باني لولاه لمت من الجوع، و لهذا السبب سأرحل في ارض الله الواسعة، و لن ازيد يوما اخر هنا ) ثم وضع زاده على ظهره وخرج وهو لا يعرف اين يذهب.

قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

ظل الاخ الفقير يمشي ويمشي حتى دخل غابة كبيره مليئة بالأشجار والنباتات، و مع مرور الوقت وجد نفسه قد توغل في الغابة اكثر حتى شعر انه قد دخل في متاهة فبدا يبحث عن طريق تخرجه من الغابة مره اخرى فلم يجد، وكان المساء قد حل و الظلام قد بدا يملا المكان و ما زال عالقا هناك لا يستطيع العودة شعر الاخ الفقير بالخوف في هذا المكان الموحش، و ندم على ترك امراته و اولاده دون مال و طعام و بدا بالبكاء على حظه العاثر.

و فجاه رأى بنتا ملتفه برداء اسود تمر امامه بسرعه فناداها لكنها لم تجب حتى ابتعدت عنه و بدأت تختفي بين الاشجار فجرى وراءها وهو يتساءل ماذا تفعل هذه الشقية هنا لا شك ان هناك من يسكن هذه الغابة وسيرشدني الى طريق الخروج، و ظل يمشي حتى توقف امام قصر كبير غارقا في الظلام و الاشجار تحيط به، و كان يبدو مخيفا فسمع نعيق البوم يأتي من كل مكان فخاف وهم بالهرب وهو يتعوذ بالله ويقول ماذا لو كانت تلك الفتاه من الجن او شبحا يسكن هذا القصر لكنه تشجع وقال لنفسه ليس لدي ما اخسره فانا فقير ولو مت فربما تتزوج امراتي من رجل اخر ينفق عليها هي واولادها فهي جميله والناس تحسدني عليها ثم اخذ عودا من الحطب واشعله وتقدم نحو القصر.

دفع الباب فانفتح على مصراعيه، وعندما دخل رأى غرفه واسعه مليئة بالتحف و في اخرها مدفأه مشتعلة عليها قدر يغلي و قد تصاعدت منه رائحه اللحم فأطفى الحطب واقترب من القدر، و فجأة سمع صوتا وراءه يقول له: ( يبدو انك جائعا لدرجه انك لم تهتم بالتحف واللوحات النفيسة المذهبة ) فارتعد الرجل حتى كاد يسقط ارضا، ولما التفت رأى البنت التي رأها في الغابة تبتسم له فقالت له: ( لا تخف انا اسمي ( ياقوته ) و انا لست كأمي، ثم قالت له تعالى نأكل معا واريدك ان تقص علي حكايتك فانا اعيش معظم الوقت وحدي وقلما يأتي احد الى هنا، و كل من يأتي هنا يحاول سرقه تلك التحف الثمينة وعندئذ اقتله لان هذه التحف ملك لعائلتنا منذ مئات السنين وانا وأمي نحرسها، والان قل لي ما الذي أتى بك الى هذه الغابة الموحشة التي لا يدخلها النور ).

قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

كان الرجل يأكل ويستمع ثم توقف عن الاكل و بدا يشعر بالاطمئنان رغم وجهها المخيف ثم حكى لها عن اخيه الكبير، وكيف تزوج امراه غنيه لكنها لئيمة، اما هو فتزوج امرأه جميلة وطيبة القلب لكنها فقيره، واخبرها انه كان يعمل هو وزوجته عند اخيه فكان يسخر منه لأنه فكر في الحب عوضا عن المال وكان لا يتردد في اذلاله هو و زوجته حتى اليوم الذي قرر فيه الرحيل ووصل الى هنا، ثم توقف فجأة عن الكلام و شعر ان قلبه يتقطع الما و عندما سالته ياقوته عن ذلك قال لقد تذكرت اولادي و أمهم فهم الان يبيتون جوعا و انا هنا اكل افضل واشهى طعام. تأثرت ياقوته بقصته و اشفقت عليه، ثم قالت له: ( اسمع قبل ان تخرج من هنا اريدك ان تدخل الى هذا الرواق الطويل ستجد فيه اربعة غرف عندما تصل الى الغرفة الرابعة ستجد فيها اكواما من الفضة خذ منها ما تقدر على حمله، و لكن اياك و ان تقترب من الغرف الثلاثة الأولى فما فيها ليس من شانك ولا تخبر احدا بما جرى مهما حصل، واذا خرجت من هنا فلا تعد مره اخرى فأنا لا أمن عليك من أمي ).

قصة الأخ الغني ، و الأخ الفقير (موعظة في القناعة و الطمع ) الجزء الاول

اجابها الفقير حسنا سأفعل ثم دخل الى الرواق واخذ ينظر يمينا و يسارا فرأى اربعه ابواب عليها زخارف جميلة و لما مد يده ليفتح احداها تذكر ما قالته له ياقوته فامتنع ومشى حتى اقترب من الباب الرابع ثم فتحه ووقف ينظر بدهشه الى اكوام الفضة فاخذ كيسا وملاه الى النصف ثم حمله على ظهره وخرج، فلما رأته ياقوته قالت له: ( لأنك لم تكن طماعا فكل ما حملته حلال عليك ولو ملأت الكيس لما تمكنت من الابتعاد عن القصر و لعثرت عليك أمي وقتلتك )، قال الاخ الفقير: ( لقد عشت طول عمري فقيرا وما كنت احلم به ليس الثراء بل ان اشبع من الطعام انا وزوجتي واولادي )، قالت ياقوته: ( اذا احسنت التصرف فيما حملته فل فلن تعرف الفقر بعد الان )، ثم ذهبت معه لتدله على الطريق و ظلت تمشي معه حتى توقفت فجأة وقالت له: ( واصل في هذا الاتجاه وستجد نفسك خارج الغابة اما انا فسأعود للقصر قبل ان ترجع أمي ).

ذهب الاخ الفقير وهو لا يدري ان تلك الفتاه جنية تسكن هذا القصر منذ زمن مع والدتها و لكنها كانت تحب الانس الطيبين ولا تؤذيهم ابدا اما الانس الاشرار فتعاقبهم عقابا شديداً، و بينما هو يمشي ادركه التعب فجلس ليستريح قليلا ثم اكمل طريقه وهو غير مصدق انه اصبح يمتلك نصف كيس من الفضة، و لما طلع الصباح ذهب الى السوق واشترى حمارا وبعض الاغنام ثم اشترى طعاما و ركب حماره، و اكمل طريقه الى بيته.

الجزء الثاني من هنا

Abduo Abdelsadek

Abduo Abdelsadek

كاتب و مؤلف

اقرأ ايضاّ