قد تختفي وظيفتك، لكن لا تلم الذكاء الاصطناعي على ذلك

الكاتب

منة ادريسمترجمة من الإنجليزية إلى العربية/ كاتبة محتوى علمي

عندما نتحدث عن الوظائف المعرضة للخطر، غالبًا ما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه التهديد الرئيسي.

ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا لا تزال في بدايتها، في حين أن الكثير من الوظائف بدأت بالفعل في التحول وحتى الاختفاء.

وعلى العكس من ذلك، يبدو أن وظائف أخرى تقاوم، حتى لو كانت التكنولوجيات موجودة بالفعل لتحل محلها.

انقراض بعض الوظائف
لا تحتاج إلى أن تكون خبيرًا لتلاحظ كيف أن بعض الوظائف تموت بالفعل، ويعد أمين الصندوق في السوبر ماركت أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا.

الصراف قديما

لعدة سنوات، تم استبدال أعداد متزايدة من الصرافين بآلات الدفع الذاتي، والتي يمكن تشغيل العديد منها بواسطة موظف واحد... ويمكن رؤية الشيء نفسه في مطاعم الوجبات السريعة، وفي السينما، وفي المطار، وما إلى ذلك.

أول صراف آلي

وتقوم المزيد من الشركات بتنفيذ أجهزة تعتمد على التطبيقات والأجهزة اللوحية والطابعات والمزيد، لتحل محل الأشخاص المسؤولين سابقًا عن الطلب أو التسجيل أو معالجة الدفع. يقوم الموظفون الباقون فقط بفحص الآلات ومساعدة العملاء إذا لزم الأمر.

لا علاقة للذكاء الاصطناعي

ولا علاقة لاختفاء هذه الوظائف بظهور الذكاء الاصطناعي، إذ أن التقنيات المستخدمة موجودة في السوق منذ فترة. وبشكل أكثر دقة، يمكن بالفعل استبدال أي وظيفة تعتمد على مهام محددة، واتباع ترتيب معين، وإجراء اختيارات محددة مسبقًا بالتقنيات الحالية.

الصراف الآلي

هذه ليست ظاهرة جديدة. طوال القرن الماضي، تم استبدال الكثير من الوظائف بالآلات. من يتذكر ثاقبي التذاكر، أو مستمعي الطائرات، أو حاملي المصابيح،أو محولي المكالمات ؟ اختفت كل هذه الوظائف منذ عقود مضت، وحلت محلها الآلات.

مستمعي الطائرات قبل اختراع الرادار

في الواقع، استبدلت بسهولة بالآلات لأنها صممت لتكون مهام واضحة المعالم وقابلة للقياس بانتظام. تم تصميم معظم هذه الوظائف، الموروثة بشكل رئيسي من العصر الصناعي والبيروقراطي، بناءً على نموذج الآلة. وفي نهاية المطاف، لم يكن من الصعب جدًا تصميم آلة لتحل محلها.

مقاومة التشغيل الاوتوماتيكي

ومع ذلك، فإن بعض الوظائف تقاوم صعود التشغيل الآلي، على الرغم من التقنيات المتاحة بالفعل في السوق. وخير مثال على ذلك هو أمين المكتبة: حتى لو تمكنا من استشارة أو شراء أي كتاب عبر الإنترنت، فقد قام أمناء المكتبات بتحويل المكتبات العامة لتظل ذات صلة اجتماعية. وينطبق الشيء نفسه على بائعي الكتب وبائعي الزهور وغيرهم.

على سبيل المثال، على الرغم من وجود العديد من آلات القهوة الأوتوماتيكية في معظم الأماكن العامة، لا يزال الناس يذهبون ويقضون بعض الوقت في المقاهي.

بالطبع هناك العديد من الأسباب للذهاب إلى المقهى بدلاً من مجرد تناول فنجان من القهوة في ماكينة القهوة الأوتوماتيكية، وإذا وضعنا جودة القهوة جانباً، يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية هو التجربة الاجتماعية.

في كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "قصور الشعب"، يقترح إريك كليننبرغ أن الأماكن مثل المكتبات العامة هي بنى تحتية اجتماعية تلعب دورًا متزايد الأهمية في حياتنا الاجتماعية. في الوقت الذي يشعر فيه الناس بالعزلة بسهولة، نحتاج إلى المزيد والمزيد من الأماكن لربط الناس ببعضهم البعض.

ما هي الأسباب وراء مقاومة بعض الوظائف بينما يموت البعض الآخر؟
وهذا درس مهم حول تطور العمل لأنه يعني أنه لن تختفي جميع الوظائف، بل هي تعتمد على المهام الفنية والروتينية أكثر من المهام الاجتماعية.

وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2013، إذا كانت وظيفتك تساهم في صنع تجارب اجتماعية للأشخاص، فقد تحتفظ بوظيفتك. وهذا درس مهم حول تطور العمل ويعني أنه لن تختفي جميع الوظائف.

الوظائف التي لا يمكن أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى ذلك، ليست الوظائف الأقل تأهيلاً هي التي من المحتمل أن تختفي أولاً، ولكن تلك الوظائف أكثر تقنية منها اجتماعية. أولئك الذين عملوا "كطارقي النوافذ" - الناس يدفعون لإيقاظ الآخرين عن طريق طرق الباب أو النافذة في الصباح - أو ثاقب التذاكر في نظام مترو الأنفاق قاموا بوظائف مهمة، لكنهم لم يشاركوا بشكل مباشر في إقامة اتصالات بين الناس . بطريقة ما، تواجه معظم الوظائف المعرضة للخطر حاليًا نفس المشكلة.

الوظائف التي يمكن أن يعوضها الذكاء الاصطناعي

إذا كنت تقوم بعمل فني أكثر منه اجتماعيًا، فإن منصبك في خطرباستثناء ربما إذا كنت تقوم بعمل إبداعي. ليس في السنوات الخمس إلى العشر القادمة، ولكن الآن.

ويعني ذلك، أن بعض الناس قد يواجهون البطالة، مهما كان تطور التكنولوجيا. ومع ذلك، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المهارات الاجتماعية ستصبح أكثر أهمية، حيث يمكن أن تكون المهارات التقنية مؤتمتة بالفعل جزئيًا أو كليًا - فيمكن مكافأة الصفات مثل التعاطف والذكاء العاطفي وحتى اللطف في سوق العمل.

وفي نهاية المطاف، لن يحل أي روبوت أو تطبيق محل الابتسامة أو النظرة أو الإيماءة الودية. على الأقل ليس بعد.

قريبا ستصبح الروبوتات حنونة كالبشر

تشير فرضية رواية فيليب كيه ديك الشهيرة هل تحلم الروبوتات بخرفان آلية؟( Do Androids Dream of Electric Sheep) والتي نُشرت لأول مرة في مارس 1968، ...

اقرأ المزيد

المرجع:https://theconversation.com/your-job-might-disappear-but-dont-blame-artificial-intelligence-for-that-104661