قلة التركيز عند الأطفال

صورة

قلة التركيز عند الأطفال: الأسباب والأعراض وطرق التعامل:

تُعدّ قلة التركيز عند الأطفال من المشكلات الشائعة التي تواجه الأسر والمعلمين، خصوصًا في هذا العصر الذي يمتلئ بالمثيرات البصرية والسمعية. وقد تؤثر هذه المشكلة على التحصيل الدراسي، والسلوك اليومي، وتواصل الطفل مع من حوله. لذلك من المهم فهم أسبابها وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة.

أولًا: ما المقصود بقلة التركيز عند الأطفال؟

قلة التركيز هي صعوبة الطفل في توجيه انتباهه نحو مهمة واحدة لفترة مناسبة لعمره، مما يجعله يتشتّت بسهولة، وينسى بعض التفاصيل، ويفقد القدرة على إنهاء المهام.

ولا تعني قلة التركيز ضعفًا في الذكاء، بل في أغلب الأحيان يكون الطفل ذكيًا لكن دماغه لم يكتمل بعد في مهارات الانتباه والسيطرة على المشتتات.

ثانيًا: أسباب قلة التركيز عند الأطفال:

1. الإفراط في استخدام الشاشات

تعمل الأجهزة الإلكترونية على تقليل قدرة الدماغ على الثبات والانتباه بسبب سرعة المحتوى وتعدد المؤثرات.

2. قلة النوم أو اضطرابه

النوم غير الكافي يؤدي إلى ضعف الذاكرة القصيرة والانتباه خلال اليوم الدراسي.

3. التغذية غير المتوازنة

نقص بعض العناصر مثل الحديد والأوميجا-3 يؤثر سلبًا على وظائف المخ.

4. القلق والتوتر النفسي

المشكلات العائلية أو المدرسية قد تشغل ذهن الطفل وتجعله غير قادر على التركيز.

5. نقص الحركة واللعب

الحركة تساعد على تحفيز الدماغ، وغيابها يؤدي إلى خمول في التفكير.

6. مشكلات السمع أو البصر

قد يواجه الطفل صعوبة في إدراك المعلومات مما يجعله يبدو غير مركز.

7. ازدحام المهام الدراسية

الضغط الزائد يتسبب في إرهاق الطفل وفقدانه القدرة على الانتباه.

ثالثًا: أعراض قلة التركيز عند الأطفال:

  • كثرة النسيان وفقدان الأشياء
  • السرحان الدائم
  • صعوبة اتباع التعليمات
  • بطء في إنجاز الواجبات
  • تشتّت من أقل صوت
  • عدم القدرة على إنهاء الأنشطة
  • فقدان الاهتمام بسرعة

رابعًا: كيف نتعامل مع قلة التركيز؟

1. تنظيم وقت النوم

النوم المبكر والعميق يحسّن من قدرات الطفل الذهنية.

2. تقليل وقت الشاشات

تحديد وقت يومي مناسب، وتجنبها قبل النوم أو أثناء المذاكرة.

3. توفير تغذية صحية

الإكثار من البيض، الأسماك، الحبوب الكاملة، المكسرات، الخضروات، والفواكه.

4. تشجيع الأنشطة الحركية اليومية

الرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين التركيز.

5. تقسيم المهام الطويلة

إعطاء الطفل مهام قصيرة تتخللها فترات استراحة يساعده على الاستمرار.

6. خلق بيئة دراسية هادئة

إبعاد المشتتات مثل التلفاز والضوضاء.

7. الاهتمام بالحالة النفسية

الحوار والدعم العاطفي يساعدان الطفل على التغلب على التوتر.

8. ممارسة ألعاب تقوّي الانتباه

مثل: البازل، المتاهات، المكعبات، ألعاب الذاكرة.

9. المتابعة الطبية عند الحاجة

إذا استمرت المشكلة أو كانت شديدة، يجب تقييم الطفل لدى مختص.

خامسًا: متى يجب القلق؟

يُنصح باستشارة طبيب أو أخصائي سلوك إذا لاحظ الأهل:

  • تشتت شديد يؤثر على الدراسة
  • نشاط زائد غير طبيعي
  • صعوبة واضحة في الفهم أو الكلام
  • تراجع حاد في الأداء المدرسي
  • استمرار المشكلة لفترة طويلة

نصائح لزيادة تركيز الأطفال:

يُعَدّ ضعف التركيز من المشكلات الشائعة بين الأطفال في هذا العصر، نتيجة ضغوط الحياة وكثرة المشتتات، خصوصًا الشاشات. ولتحسين قدرة الطفل على التركيز، ينبغي اتباع مجموعة من الخطوات التي تعزّز الانتباه وتساعده على إنجاز مهامه اليومية بشكل أفضل.

1. توفير نوم كافٍ ومنتظم

النوم الجيد هو الأساس في تنشيط الدماغ ورفع مستوى التركيز.

يحتاج الأطفال عادةً إلى 9 – 11 ساعة نوم يوميًا وفقًا لأعمارهم.

النوم المبكر يساعد على نشاط الذهن وصفاء التفكير طوال اليوم.

2. الحدّ من استخدام الأجهزة الإلكترونية

الاستخدام المفرط للشاشات يُضعف التركيز ويشتّت الذهن.

من المهم تحديد وقت واضح للهواتف والأجهزة اللوحية، مع تجنّب استخدامها قبل النوم أو أثناء المذاكرة.

3. تقديم أغذية تعزّز عمل الدماغ

تساعد بعض الأطعمة على تحسين الذاكرة والانتباه، ومنها:

  • البيض
  • الأسماك
  • المكسرات
  • الشوفان
  • الخضار والفواكه

كما يُفضَّل التقليل من السكريات لأنها ترفع النشاط مؤقتًا ثم تُضعف التركيز.

4. تشجيع الطفل على النشاط البدني

الحركة اليومية تُنشّط الدورة الدموية وتحسّن وظائف الدماغ.

يمكن ممارسة الجري، القفز، الدراجة، أو أي نشاط حركي يحبّه الطفل.

5. تقسيم المهام إلى فترات قصيرة

لا يستطيع الأطفال الاستمرار في التركيز لفترات طويلة.

يمكن تقسيم المذاكرة إلى:

10 دقائق عمل – دقيقة راحة

لتجنّب الإرهاق وزيادة القدرة على الاستيعاب.

6. تقليل المشتتات أثناء الدراسة

ينبغي إعداد مكان هادئ ومناسب للمذاكرة، بعيدًا عن التلفاز والضوضاء والموبايل، حتى يتمكن الطفل من التركيز في مهمته فقط.

7. تعزيز التركيز من خلال الألعاب

توجد ألعاب تعليمية تساعد على تطوير الانتباه، مثل:

  • البازل
  • المكعبات
  • المتاهات
  • ألعاب البحث عن الاختلافات
  • اتباع التعليمات خطوة بخطوة

8. الاهتمام بالحالة النفسية للطفل

الطفل الذي يشعر بالخوف أو القلق لا يستطيع التركيز بسهولة.

الحوار، الاحتواء، والدعم النفسي من أهم عوامل تحسين التركيز.

9. التشجيع المستمر على المجهود

الثناء على محاولات الطفل ومجهوده—وليس النتيجة فقط—يعزّز ثقته بنفسه ويحفّزه على الاستمرار في التركيز.

10. الحفاظ على روتين يومي ثابت

وجود نظام يومي (وقت نوم، وقت دراسة، وقت لعب) يمنح الطفل إحساسًا بالاستقرار، مما ينعكس إيجابًا على مستوى تركيزه.

11. التأكد من سلامة السمع والنظر

في حال الاشتباه بوجود مشكلات في الرؤية أو السمع، يجب إجراء فحص مبكّر؛ لأن هذه المشكلات قد تؤدي إلى ضعف التركيز داخل المدرسة وخارجها.

الخلاصة:

قلّة التركيز عند الأطفال مشكلة شائعة تظهر في شكل نسيان، تشتّت أثناء المذاكرة، صعوبة في متابعة التعليمات، أو فقدان الاهتمام بسرعة. ترجع هذه المشكلة لعدة أسباب مثل الإرهاق، كثرة المشتّتات الإلكترونية، الضغط النفسي، سوء التغذية أو نقص بعض الفيتامينات، إضافة إلى مشاكل في النوم أو وجود مشكلات سلوكية مثل فرط الحركة.

ولتحسين تركيز الطفل، يُنصح بتنظيم وقت النوم، تقليل الشاشات، تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، تقديم غذاء صحي يحتوي على الحديد وأوميغا 3، وتشجيع الطفل على اللعب الحركي والتمارين. كما يساعد توفير بيئة هادئة للمذاكرة والابتعاد عن العقاب والضغط الزائد، مع استخدام أساليب تشجيعية ودعم نفسي لطيف.

باختصار: التركيز مهارة يمكن تطويرها مع الوقت إذا وفّرنا للطفل بيئة مناسبة، عادات صحية، وتعامل هادئ يُشعره بالأمان

📚 المراجع

اضطراب قلة الانتباه وفرط النشاط - قضايا صحَّة الأطفال - دليل MSD الإرشادي إصدار المُستخدِم

اضطراب قلة الانتباه وفرط النشاط - تعرف على أسباب وأعراض وتشخيص وعلاج اضطرابات التعلم والنمو من الإصدار الرئيسي لأدلة MSD الإرشادية.

تصفح المرجع ↗