مقدمه

صدمه الولاده: هي عبارة عن قوه ميكانيكية مفرطه, تسلط على الطفل اثناء الولادة. وتحدث بسبب الولاده المتعسره واختناق الطفل داخل رحم الام. تسببها عده عوامل منها سوء الممارسه الطبيه التي تؤدي إلى سوء إدره وضع الجنين, واستخدام الملقط أوجهازالشفط بصوره خاطئه, أو محاوله توليد الطفل قبل أوانه وتفريغ السائل الأمينوسي, مما يؤدي الى اختناق الطفل, وجميعها ممكن أن تؤدي بالنتيجه إلى نقص تدفق الدم المؤكسج الى الدماغ, وتلف الاوعيه الدمويه الدقيقه فيها, واستسقاء الراس, او نزيف تحت العنكبوتيه...الخ. والتي عاده تظهر على شكل تجمع الدم تحت فروة الراس.وهذا التجمع يظهر على شكل انتفاخ او نتوء طري واضح وظاهر على راس الطفل. مع مرور الوقت تبدا الكتله الطريه او الانتفاخ بالتصلب. ويختلف التشخيص ونتائجه بحسب شده النزيف وموقعه.حيث ممكن ان يتعافى بعض الرضع بشكل جيد جدا دون أي اثار جانبيه. أما حالات النزيف تحت العنكبوتيه الأكثر شده أو بموقع حساس , فقد تسبب إعاقات جسديه أو عقليه. فما هو النزيف تحت العنكبوتيه , وماهي اثاره على المدى البعيد؟ 

النزيف تحت العنكبوتيه

هو  نزيف يحدث في الفراغ بين الدماغ والغشاء الذي يغطيه. ويحدث غالبا نتيجه إنفجار منطقه ضعيفه في وعاء دموي على سطح الدماغ( تمدد الاوعيه الدمويه اوتمزقها). حيث تمر من السطح القشري عبر الاغشيه العنكبوتيه. مما يؤدي الى امتلاء الفراغ تحت العنكبوتيه بالدم, وقد يسبب ضغطا على الدماغ مما يسبب تلفا في خلايا الدماغ التي تسبب بالنتيجه الى اعاقات قد تحدث مستقبلا.

تاثير النزيف تحت العنكبوتيه على الدماغ والخلايا العصبيه  

عند حدوث النزيف وانقطاع تدفق الاوكسجين الى الدماغ, تحدث تغيرات سريعه في ثلاث مجالات وهي :الضغط داخل الجمجمه, ضغط الترويه الدماغيه, وتغيرات في تدفق الدم الدماغي الذي يؤدي الى ضعف التنظيم الذاتي لتدفق الدم الدماغي. 

فعندما يرتفع الضغط داخل الجمجمة نتيجه لتدفق الدم وتمدد الأوعيه الدموية:

• يحدث تغيير في التمثيل الغذائي للدماغ
• انخفاض في ضغط الترويه الدماغيه بشكل حاد اثناء النزف وبعده، مما يسبب في الاصابه الافقاريه الدماغيه المبكرة.
• انخفاض في تدفق الدم الدماغي، يصاحبه انخفاض في معدل الأيض الدماغي للاوكسجين، مما يؤدي الى ضعف آليات التنظيم الذاتي لتدفق الدم.
• ضعف في التنظيم الذاتي للضغط
• ضعف في التنظيم الكيميائي

اضافه إلى ذلك، يحدث تغيير في التوزيع الايوني داخل خلايا الدماغ وعبرها بعد النزف.مما يؤدي إلى اضطراب في النشاط الكهربائي للدماغ.

اشارت الدراسات والبحوث إلى أن التغير في المحتويات الايونيه للخلايا العصبيه التي تؤدي إلى ازاله الاستقطاب القشري المنتشر تحدث في وقت مبكر ووقت متأخر بعد النزف، تساهم بالنتيجه في الفسيولوجيا المرضيه الحاده وتسبب  في حدوث اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركه الني تحدث لاحقا للطفل.

كذلك وجدت الدراسات والبحوث حدوث انخفاض في مستوى المغنيسيوم في المصل والسائل الدماغي الشوكي بعد النزيف تحت العنكبوتيه, والذي يؤدي بدوره إلى زياده غير منضبطه في الكالسيوم داخل الخلايا وزياده إطلاق النواقل العصبيه وتنشيط الانزيمات، التي تؤدي جميعها بالنتيجه إلى تلف الخلايا العصبية. وبالتالي يكون الطفل عرضه للإصابة بالاعتلال العصبي. اقرأ المزيد

تأثير نزيف تحت العنكبوتيه على الطفل على المدى البعيد

بحسب شده النزيف وبحسب موقعه, ممكن ان يؤثر النزيف تحت العنكبوتيه على الطفل في عده مجالات منها: 

• تلف الخلايا العصبيه وبالتالي يكون الطفل عرضه للإعتلال العصبي, الذي قد يتطور إلى إضطرابات نمائيه إذا ماتوفرت لها الظروف الملائمه للتطور.
• مشاكل سلوكيه وحدوث اضطراب فرط النشاط تشتت الانتباه مستقبلا
• إاعاقات ذهنيه وتأخر النمو الشامل
• قد يؤدي تلف الانسجه في الدماغ الى نوبات متكرره متمثله بالصرع.
• قد يؤدي الى ضعف حسي, اذا اصاب النزف مناطق معالجه المعلومات السمعيه والبصريه والحسيه.

الصوره أدناه توضح اهم اثار النزيف الممكن حدوثها للطفل على المدى البعيد, بحسب شده النزيف وموقعه:

الخاتمه

ان الظروف المحيطه بولاده الطفل, والممارسات غير الطبيه والتي تؤدي إلى عسر في الولاده، ممكن أن تؤدي إلى حدوث نقص في الأوكسجين الافقاري و نزيف تحت العنكبوتيه, والتي ممكن أن تسبب بالنتيجه في حدوث اعتلال عصبي دماغي، أو خلل في المسارات العصبيه الدماغيه، والتي تؤدي بالنتيجه إلى حدوث اعاقات تظهر على الطفل مستقبلا. اقلها خطوه حدوث تأخر نمو معزول بمجال واحد،  وأكثرها خطوره تأخر نمو شامل واعاقه ذهنيه ممكن ان تتطور الى اضطراب عصبي نماءي.