التعب مش ضعف والمشاعر مش عيب

الراحة النفسية... رحلة نعيشها مش محطة نوصلها

صورة

في وسط زحمة الحياة بنقعد ندور على حاجة واحدة بس الراحة النفسية بس يا ترى إيه هي فعلًا هل هي غياب المشاكل ولا وجود السلام الداخلي رغم كل حاجة بتحصل حوالينا هل هي لحظة هدوء ولا أسلوب حياة كل واحد فينا عنده تعريفه الخاص وكل تعريف طالع من تجاربه من جروحه ومن الحاجات اللي مر بيه

الراحة النفسية مش معنى واحد ومش شكل واحد هي مزيج من الرضا، والهدوء والتوازن والتصالح مع النفس هي اللحظة اللي تحس فيها إنك مش مضطر تبرر ولا تمثّل ولا تشرح أكتر من اللازم


الراحة مش دايمًا في البُعد.. لكنها في الصدق

أوقات كتير بنهرب من الناس من الشغل من نفسنا. نقفل التليفون نطنّش الرسائل ونقعد ساكتين بالساعات بس بعد شوية بنكتشف إن البُعد لوحده مش بيكفي اللي بنحتاجه فعلًا هو (الصدق) الصدق مع نفسنا أنا تعبان طيب ليه أنا بتألم طيب من إيه أنا تايه طيب محتاج إيه علشان أرجع الصدق ده مرايه بتخليك تشوف نفسك زي ما هي ودي أول خطوة في طريق الراحة


كلمة لأ.. باب من أبواب السلام الداخلي

من وإحنا صغيرين اتعلمنا نرضي (قول حاضر) (اسمع الكلام) (ما تزعلش حد) (خليك مؤدب حتى لو تعبان) كبرنا وإحنا شايلين على كتافنا توقعات الناس ومعايير المجتمع وصور مثالية مش شبهنا خالص لكن الحقيقةالراحة بتبدأ من أول  (لأ)  تقولها علشان تحمي نفسك  لأ للشغل اللي بيستنزفك  لأ  للعلاقة اللي بتكسرك  لأ  للعادات اللي بتسحبك بعيد عن ربنا  لأ  للتقليل من نفسك

لأ   مش وقاحة.. دي شجاعة وشوية شوية هتلاقي إن كل  لأ  صادقة فتحت لك باب (نعم) لحياة أهدى وأصدق


الراحة في السجدة اللي مافيهاش كلام

في لحظات كل حاجة بتتلخبط الناس والقرارات والمشاعر والدنيا كلها بتدوّخ وساعتها مافيش مكان أحن ولا أهدى من السجدة

السجود مش مجرد ركن في الصلاة ده حضن مفتوح من ربك حتى لو ماعرفتش تقول غير أنا تعبان يا رب.. ومش لاقي غيرك في السجدة بنسلّم بنبكي بنفضفض وسبحان الله.. نخرج من الصلاة مش لازم نكون حلّينا مشاكلنا بس بنكون ارتحنا شوية الطمأنينة رزق.. وربنا بيبعته للقلوب اللي بتلجأ له بصدق


التعب مش ضعف.. والمشاعر مش عيب

  إحنا اتربينا على إننا نكون (أقوياء) ما تشتكيش ما تبكيش ما تضعفش لكن الحقيقة

كل بني آدم بيقع وده مش عيب

كل حد جواه ألم حزن خوف توتر.. وده مش نقص اللي ناقص هو إننا نتظاهر بالقوة لحد ما نتكسر بصمت 

الراحة بتبدأ لما (تسمح لنفسك تكون إنسان) تتقبل مشاعرك زي ما هي تقول (أنا مش تمام) من غير ما تحس بذنب تستوعب إن الراحة مش في الكمال بل في الصدق


راجع دوائر العلاقات.. وقلّل الضجيج

فيه ناس حواليك وجودهم بيستهلكك من غير ما تحس ناس بتقارنك، تضغطك تحبطك أو ببساطة بتسرق هدوءك

راجع دايرة علاقاتك بصدق مش كل الناس لازم تفضل قريبة مش كل تواصل لازم يتجدد أوقات الراحة النفسية بتكون في المسافة مش في القُرب

اختار اللي يضيف مش اللي يستهلك واختار تكون شخص خفيف لا يوجع ولا يثقل ولا يؤذي


خليك مصدر راحة.. مش توتر

لو كل شخص قرر يكون سبب راحة للي حواليه بدل ما يكون عبء عليهم.. كان العالم ده هيبقى أهدى بكتير

ما تبخلش بكلمة حلوة ما تتأخرش في طبطبة ما تستخفش بدعوة صادقة تقولها لحد محتاجها اللي يزرع سلام ربنا يزرع في قلبه سكينة


الخطوة اللي جايّة أهم من اللي فاتت

كلنا مرّينا بأيام صعبة بس الأهم من الألم هو (إنت هتعمل إيه بعده؟) هتستسلم ولا هتتعلم هتهرب ولا هتواجه كل خطوة بتاخدها علشان تكون أهدى أرحم بنفسك أقرب لربك.. هي خطوة في طريق الراحة النفسية


خاتمة

خد نفس.. وابدأ من تاني

إنت ماشي كويس حتى لو الطريق مش واضح حتى لو الأيام صعبة خلي عندك يقين إن ربنا شايف وسامع وعارف الراحة النفسية مش حلم مستحيل هي نتيجة خطوات صغيرة.. بتبدأ من قرار بسيط (أنا أستاهل أعيش أهدى.. وأحب نفسي أكتر)


*بقلم* محمد الطوخي ✍️ يكتب من القلب.. ويبحث عن السلام مثلك تمامًا