1. “البشر مجرد قانون يعمل على الفساد أرضًا” — هل العبارة صحيحة؟
الكلمة دي شكلها بسيطة… لكنها زي حجر مرمي في بئر عميقة.
تلمع فوق، وتختفي في السواد تحت.
في لحظات، فعلاً تحس إن الإنسان ماشي بكود داخلي، كود بيسمّوه “الطبيعة البشرية”…
والطبيعة دي فيها جوع…
جوع لشيء مش معروف:
قوة؟ امتلاك؟ شعور بالسيطرة؟
ولا مجرد رغبة إن محدّش يكون فوقه؟
وعلشان كده ناس كتير تشوف العبارة “صحيحة”:
لأن كل ما القانون يحاول يضبط الإنسان… الإنسان يلاقي ثغرة.
كل ما نكتب قاعدة… يتولد استثناء.
كإن الفساد مش فعل… لكن جزء من برمجة البشر.
بس هل هي حقيقة مطلقة؟
لأ… لأن الإنسانية عمرها ما كانت لون واحد.
اللي يزرع فساد… يطلع جنبه حد بيصلّح، حد بيقاوم.
وفي عز العتمة… في ناس نورهم يكفي قارة بحالها.
2. “هل الضمير الحي أفضل من ألف قانون؟”
في جوف الليل، لما كل الأصوات تسكت…
القانون بينام.
لكن الضمير؟
ده الوحيد اللي يفتح عين واحدة ويسأل:
“ليه عملت كده؟”
القانون حدوده الورق…
لكن الضمير حدوده الصدق اللي ما بينه وبينك.
القانون يراقبك لما تتحرك…
الضمير يراقبك لما تفكّر.
cالقانون يوقفك عن الفعل…
الضمير يوقفك عن النية نفسها.
وده اللي يخلي الضمير أخطر…
لأن القانون ممكن تزوّغه.
لكن الضمير… لو صحي، هيفضحك جواك قبل ما الدنيا تكتشفك.
3. “هل الفساد ممكن حد يدمنه؟”
الإدمان مش بس مادة… الإدمان ممكن يبقى “إحساس”.
في ناس أول مرة تسرق… إيديها تهتز.
ثاني مرة… قلبها يهدى.
ثالث مرة… تبتسم.
وبعدها؟
مايبقاش السرقة هي الهدف…
يبقى الهدف هو الشعور اللي جالها:
الإفلات.
الانتصار.
الخروج من دائرة القانون بلا خدش.
وبيبدأ الفساد يبقى زي باب سري…
تفتحه مرة، فتلاقي وراه ممر طويل…
وكل ما تمشي فيه، ترجّعش تاني.
لحد ما يتحول الإفساد عنده من “خطأ” إلى “متعة”، ومن متعة إلى “هوية”.
4. “هل الفساد رشوة فقط؟”
الرشوة مجرد وجه واحد…
لكن الفساد الحقيقي له ألف وجه، بعضها ناعم لدرجة إنك ما تحسهوش:
- كلمة مجاملة مقصود بيها شيء.
- مكالمة تهزّ ميزان الحق.
- توقيع فوق ورقة… يخلي ناس تعيش وناس تنهار.
- وعد ما يتكتبش… لكنه يغيّر مصير مدينة.
- صمت في لحظة لازم فيها صوت.
الفساد مش دايمًا صوت عالي…
أوقات بيجي همس.
همس يغيّر اتجاه حياة كاملة.
5. “هل الخيانة مبدأ؟ هل السرقة مبدأ؟ هل الكذب فساد؟”
الخيانة مش مبدأ…
الخيانة كسرة.
كسرة في الروح قبل القانون.
السرقة مش مبدأ…
السرقة عار محتاج ألف كذبة عشان يتغطّى.
أما الكذب؟
الكذب هو البداية…
هو الباب اللي أول ما يتفتح، يدخل من وراه:
ظلم، غش، استغلال، خيانة، فساد…
كله يبدأ بجملة بسيطة:
“ما تقولش لحد…”
6. “الفساد أسلوب حياة” — هل فعلاً؟
أيوه… في مجتمعات معينة، الفساد مش فعل متكرر…
ده مزاج.
للأسف يتحول لطقس يومي:
اللي يحل ورقك مش الشطارة… بل “تعرف مين”.
اللي ياخد حقه مش القانون… بل اللي يصرخ أكتر أو يدفع أكتر.
ولما الفساد يبقى أسلوب حياة…
الناس تبطّل تشوفه غلط.
يبقى جزء من الجو… زي التراب.
تمشي عليه وماتسألش جه منين.
7. “مين أكبر فاسد في العالم؟”
السؤال ده شكله بسيط…
لكن الحقيقة إن الفساد مش بيلبس وش واحد.
أكبر الفاسدين مش هم اللي اتكشفوا…
بل اللي لسه مخفيين.
وبرغم ده، التاريخ والسياسة مليان قصص شبه الروايات السوداء:
- قضية 1MDB – ماليزيا مش مجرد سرقة… ده فيلم كامل: تحويلات سرية، أبراج، حسابات في جزر معزولة، سياسيين، نجوم سينما… كلهم في شبكة واحدة.
- بتروبراس – البرازيل اقتصاد دولة اتلخبط بسبب رشاوى بمليارات. شركات زي الجبال… بتقع زي ورق.
- أنظمة كاملة قادة حكموا دول كأنها ملكية خاصة… الفساد فيها بيبدأ من المكتب الرئاسي وينزل لحد أصغر موظف.
المرعب؟
إن أكتر الفاسدين قوة… غالبًا ما يتساقطوش بسرعة.
الفساد عندهم متبنّي، متخفي، محمي…
ده مش شخص…
ده نظام بيتنفس