التفكير الإبداعي : أطلق عنان أفكارك النيرّة وأبدع في مجالك دون حدود
كاتبة محتوى تقني ومنوع
أعجب من هذا العالم الفسيح الذي يضم مواهب وشخصيات تلفت الأنظار إليها دون قصد، في اجتماعات عمل سابقة عُقدت عبر برنامج تيمز Teams خلال فترة الانغلاق التي شهدها العالم 2021 بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا؛ حقًا يقف العقل مذهولًا بكمية الأفكار الإبداعية التي طرحها كل مشارك في الاجتماع، رغم أننا فريق عمل مؤلف من 15 مشارك من مختلف الدول العربية، تولدت لدي الرغبة العارمة في تحفيز عقلي على الإتيان بمثل هذه الأفكار حتى أكون حقًا مثلهم بهذا المستوى من التفكير الإبداعي المميز الذي أضفى كل منهم باقتراحات أفادت العمل بطريقةٍ أو بأخرى.
التفكير الإبداعي Creative thinking
هل حاولت في مرة التميّز والانفراد بما تطرحه من أفكار جديدة في حل أي مشكلة تواجهك؟! في الحقيقة إن أطلقت العنان لأفكارك فإنك لن تقف عن حدود معينة أبدًا؛ ستشعر بأنها تتدفق كما لو نهر جارٍ! حقًا التفكير الإبداعي يذلل الصعوبات ويفتح أمامك المزيد من الفرص، فقد أصبحنا في عصر يبحث عن كل ما هو فريد وجديد؛ يرفض التكرار والتقليد تمامًا، فإنك بحاجة ماسّة للتميّز بتسخير قدراتك العقلية والذهنية.
لم يخلق الله لنا العقول لممارسة وظائفها التقليدية أبدًا؛ بل أنها وجدت لتكون الملاذ الآمن لك في وسط كثر به التكرار؛ فإنه مأمنك نحو استنباط الأفكار الإبداعية والمميزة التي تجعل العيون تترقب دومًا ما تنوي طرحه على طاولة النقاش!
دومًا ستجد أشخاص مميزين في محيطك قادرين على إذهال من حولهم بأفكارهم النيرة؛ هنا لا أقصد الذكاء في الاختراعات والابتكارات العلمية وما شابه؛ بل أنني أشير إلى نوع من التفرّد في الحياة العملية التي نمارسها سواء في الشركات، حلول المشاكل، الإنجازات على المستوى الشخصي، ألم تقل في نفسك يومًا كيف خطرت هذه الفكرة على ذهن فلان؟ كثيرًا ما ترددت بيننا استغرابًا مما قام به من إنجاز.
فقد أصبح مفهوم التفكير الإبداعي واضحًا بأنه كل ما هو جديد من أفكار واقتراحات غير مسبوقة تتخذ رؤية جديدة لتحقيق هدف أو طموح ما يعد محط اهتمام، من الرائع دومًا أن تكون مميزًا بأفكارك واقتراحاتك التي تحل المشكلة فعلًا في أي وقت.
مهارات التفكير الإبداعي
ستتخذ الحياة شكلًا وطابعًا جديدًا ومتطورًا مرة تلو الأخرى لا محالة لو فكرت للحظة بمسألة النظر إلى الأمور المطروحة أمامك من زاوية أخرى؛ تخلى عن الدور التقليدي رجاءًا! فإننا بحاجة إلى مجتمع له عقلية نشطة ومبتكرة على الصعيد اليومي؛ لا أطلب منك ابتكار آلالات وأجهزة حتى تنال جائزة نوبل أو براءة اختراع! إطلاقًا ليس لي بذلك، بل أننا نتجه نحو العصف الذهني واستخراج الأفكار من أعماق العقول؛ فإن ذلك نشاط لا مثيل له يجعلك بتطوّر دائم في التفكير بشكل مختلف.
التجربة
ليس من الضروري النجاح دومًا لأفكارك! فقد قيل "شرف التجربة يكفي" ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة؛ فإن النجاح والإبداع والتميّز سيكون أولى خطاه تجربة التفكير الإبداعي في مجالك مهما كان؛ حتى لو كان على مستوى الحياة الشخصية! هل تعلم أن الفنان لا يترك للتفكير المفرط فرصة للسيطرة عليه؟بل أنه يسترسل فورًا في رسم لوحته بإطلاق العنان للفرشاة للتعبير عن أفكار الدفينة في أعماق عقله الإبداعي.
التجربة تحتاج منك نسيان الخوف تمامًا من أي انتقادات أو فشل؛ من وجهة نظري حدد الفشل بأنه مؤكد في أول وثاني تجربة عند تنفيذ أفكارك، فإن ذلك سيجعل عقلك أكثر نشاطًا على استنباط المزيد من أفكارك حتى تجد حلولًا خارقة لما طرحته مسبقًا، وبذلك تبدأ ديناميكية الفكر الإبداعي دون توقف؛ إذ يصبح سقف أفكارك السماء.
الانفتاح الذهني Open-mindedness
التشبث بالآراء ورفض الآخر أمر مزعج جدًا، وقد تراجعت نسبته إجمالًا رغبةً من الأفراد في التغير للأفضل والتطور، لذلك فإن كنت مؤمنًا بالتفكير الإبداعي؛ عليك إذًا أن تكون منفتحًا ذهنيًا حتى تكون قادرًا على إرسال واستقبال المعلومات والأفكار وتبادلها، فإن فكرة العصف الذهني قد سهلّت الأمر في تعزيز جذور الانفتاح الذهني بين الجماهير والسعي في تحقيق أهدافك الشخصية بطريقة مذهلة.
أن تكون منفتحًا ذهنيًا أن تفتح الأفق لفكرك وعقلك في تقبل كل ما يطرح أمامك؛ لست ملزمًا على تطبيقه، لكن عليك الاستماع له ومحاولة البحث به والإيمان به لعله كان ذو فائدة لك و للمشكلة أو القضية الموضوعة على طاولة النقاش.
التفكير الجانبي Lateral thinking
حقًا التفكير الإبداعي مشوارٌ نحو الانفراد والتميّز تحديدًا عند اللجوء إلى التفكير الجانبي؛ فإنك بهذه الحالة ملزم بالهروب من التقليدية المقيتة لتلحق بركب المفكرين خارج الصندوق، لا تجعل حدود تفكيرك ضيقة عند مواجهة مشكلة أبدًا؛ فإن سيل الأفكار الجديدة الذي يتدفق إلى مخيلتك قد يكون ناجعًا في إيجاد حلول جذرية لها.
سأضرب لك مثالًا بسيطًا قد يعاني منه أبنائنا؛ منها صعوبة التركيز وفهم ما يختبئ بين دفات المناهج الدراسية، لذلك فإنني من وجهة نظري توجيه الطالب إلى اتباع تقنية فاينمان للتعلم بدلًا من البكاء ومحاولة فهم أمر صعب للغاية بطريقة تقليدية، فإن مجرد الإعادة والتكرار للمنهج لا يمكن ابني العزيز من الفهم؛ بل الحفظ فقط، وأنا بدوري أسعى لأن يكون مستوعبًا تمامًا لما بين يديه، على سبيل المثال معادلات الكيمياء كيف تمت موازنتها بالتفصيل، والمعادلات التربيعية في الرياضيات.
أهمية التفكير الإبداعي في حياتنا
من الرائع أن التفكير الإبداعي لا يقترن بمجال معين أبدًا، بهذه اللحظات خلال كتابة المقال قد تبدأ المزيد من الأفكار بالتدفق إلي حتى أخرج بالأفضل لك بطريقة جديدة، نعم أن أفكر بالتفكير الإبداعي وتطبيقه في مجال عملي فكرة مذهلة بحد ذاتها حتى أحظى بالمزيد من التقدم والتطوّر.
في مقابلة مع مجموعة من أصحاب الفكر الإبداعي؛ فقد أشاروا إلى فرق شاسع بين الأفكار المتولدة لديهم قبل وبعد خوض التجربة، فقد أكدوا على أن النشاط العقلي أصبح متوقدًا وأكثر قدرة على ابتكار المزيد من الاقتراحات، كما أنه أصبح فضوليًا بطريقة تبحث بعمق عن كل ما هو جديد، ما يجعل من التحدي الذي تواجهه مجرد لغز تتشوّق إلى حله بأي طريقة بدلًا من التأفف واعتباره مشكلة.
ختامًا، فإن التفكير الإبداعي بوابة ضخمة قد تأخذ بيدك نحو المزيد من الإنجازات والإبداع، فقد أصبحنا بعصر يبحث عن المفكرين بطريقة منفردة؛ فإن عهد التفكير التقليدي قد تلاشى تمامًا ولم يعد له أي مكان بيننا، دومًا اجعل عقلك سيد الموقف وامنحه الحرية المطلقة بالتفكير في كيفية حل الأمور والألغاز حتى تتجلى لك الأفكار الإبداعية وتصبح تصل إليها بكل شغف مرة تلو الأخرى.
المراجع
عن الكاتب
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع