في عصر تُروّج فيه كل شيء طبيعي كـ"حل سحري"، يُعد الشاي الأخضر من أكثر المشروبات التي تُقدّم كرمز للصحة، التخسيس، والجمال.
رغم أن فوائد الشاي الأخضر لا يمكن إنكارها، إلا أن الإفراط في تناوله، أو تناوله بشكل غير واعٍ، قد يُحدث خللاً في التوازن الهرموني، ويؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة المبايض، ووظائفها الحيوية.
في هذا المقال، سنكشف عن أضرار الشاي الأخضر على المبايض، مستندين إلى أبحاث علمية حديثة، وسنشرح كيف يمكن لهذا المشروب الشعبي أن يتحول من صديق إلى تهديد صامت لخصوبتكِ.
أضرار الشاي الأخضر على المبايض ؟
الإجابة القصيرة: نعم، ولكن ليس بالطريقة التي تتخيلينها.
الشاي الأخضر لا يحتوي على مواد "سامة" للمبايض، لكن مركباته الفعالة، خصوصًا الكاتيشينات والكافيين، يمكن أن تتدخل في العمليات الهرمونية الدقيقة التي تتحكم في وظائف المبيض.
الدراسات الحديثة، مثل تلك التي نُشرت في مجلات متخصصة في علم الأحياء التناسلي، أشارت إلى أن استهلاك كميات عالية من الشاي الأخضر يوميًا
(ما يعادل أكثر من 10 ملليجرام من مستخلص الشاي يوميًا) قد يؤدي إلى:-
- اضطرابات في الدورة الشهرية.- تغيرات في مستويات الهرمونات التناسلية.-
- تأثيرات سلبية على نمو البويضات.
- وفي دراسة أجريت على كائنات حية (ذباب الفاكهة، الذي يُستخدم كنموذج بحثي موثوق)، وُجد أن الجرعات العالية من الشاي الأخضر تسببت في:-
- تشوهات خلقية في الأعضاء التناسلية.- ضمور في المبيضين والخصيتين.-
- انخفاض في معدلات الإنجاب.
- وإن كان هذا البحث على ذباب الفاكهة، إلا أن العلماء يحذرون من أن هذه النتائج قد تكون مؤشرًا على تأثيرات مماثلة على البشر، خصوصًا عند الإفراط في تناول الشاي الأخضر.
كيف يؤثر الشاي الأخضر على صحة المبايض؟
التأثير على هرمونات المبايضالشاي الأخضر يحتوي على مركبات نباتية تُعرف بالبوليفينولات، والتي، رغم فوائدها المضادة للأكسدة، يمكن أن تتداخل مع إنتاج ووظيفة الهرمونات التناسلية مثل الاستروجين والبروجسترون.
هذه الهرمونات مسؤولة عن:
- تنظيم الدورة الشهرية.
- نضج البويضات.
- استعداد الرحم للحمل.
عندما تُعطل هذه التوازنات، قد تظهر أعراض مثل:
- تأخر الإباضة.
- دورات غير منتظمة.
- انخفاض في جودة البويضات.
التأثير على مرضى تكيس المبايض (PCOS)
مرضى متلازمة تكيس المبايض يُعتبرن من أكثر الفئات حساسية لتأثير الشاي الأخضر.
بعض الدراسات أشارت إلى أن الكاتيشينات قد تُحسن من حساسية الأنسولين، وهو ما يُعد إيجابيًا، لكن في المقابل، يمكن أن تؤثر سلبًا على توازن الهرمونات، خصوصًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
لذلك، لا يمكن القول إن الشاي الأخضر "جيد" أو "سيء" لمرضى التكيس، بل يجب تناوله باعتدال، وتحت إشراف طبي.
التأثير على بطانة الرحم
أظهرت دراسات أن الشاي الأخضر قد يُقلل من نمو الأنسجة خارج الرحم في حالات التهاب بطانة الرحم (Endometriosis)، لكن في المقابل، يمكن أن يُقلل من تدفق الدم إلى الرحم، مما قد يؤثر على فرص الحمل.
الكمية التي تُحدث الفرق: متى يصبح الشاي الأخضر خطرًا؟
الخطر لا يكمن في شرب كوب أو اثنين يوميًا، بل في الإفراط.
- 1-2 كوب يوميًا: آمن، ومحفّز للصحة.
- 3-4 أكواب يوميًا: مقبول، لكن يجب مراقبة التأثير على الدورة.
- أكثر من 5 أكواب يوميًا: يُعدّ إفراطًا، وقد يُؤدي إلى أضرار الشاي الأخضر على المبايض.السبب؟ كل كوب يحتوي على كمية من الكاتيشينات والكافيين، والتي تتراكم في الجسم.
ومع الوقت، قد تؤثر هذه التراكمات على:- إنتاج الهرمونات.- جودة البويضات.- انتظام الإباضة.
هل الشاي الأخضر يسبب العقم؟
السؤال الصعب، والإجابة ليست نهائية، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الإفراط في تناول الشاي الأخضر قد يُضعف الخصوبة.
في إحدى الدراسات، وُجد أن النساء اللواتي يشربن أكثر من 5 أكواب من الشاي الأخضر يوميًا كن أكثر عرضة لـ:
- تأخر الحمل.
- انخفاض في عدد البويضات الناضجة.
- اضطرابات في الدورة.
لكن لا يوجد دليل قاطع على أن الشاي الأخضر يسبب العقم بشكل مباشر، بل يُعدّ عامل خطر عند الإفراط فيه، خاصةً مع وجود مشاكل هرمونية مسبقة.
اقرأ ايضا: ما هي أفضل أنواع الشاي الأخضر للتخسيس ؟
كذلك: أفضل أنواع الشاي الأخضر: الدليل الشامل
كذلك: اهم أضرار الشاي الأخضر للنساء ؟
أضرار الشاي الأخضر على المبايض خلال مراحل الحياة المختلفة
1. في سن الإنجاب
- خطر اضطرابات الدورة.
- تأثير على جودة البويضات.
- تقليل فرص الحمل.
2. أثناء محاولة الحمل (التلقيح الصناعي أو التلقيح الداخلي)
- يُنصح بتجنب الشاي الأخضر، لأنه قد يُقلل من استجابة المبيض للهرمونات المنشطة.
- بعض الأطباء يطلبون من المريضات التوقف عن تناوله قبل العلاج بـ3 أشهر.
3. أثناء الحمل
- لا يُنصح به بكميات كبيرة، لأنه قد يُؤثر على نمو الجنين.
- الكافيين يمر عبر المشيمة، وقد يُسبب تأخر النمو.
4. أثناء الرضاعة
- الكافيين يمر عبر حليب الأم، وقد يُسبب أرقًا للطفل.
- لا يُنصح بتجاوز كوبين يوميًا.
اقرأ ايضا: الشاي الأخضر للتخسيس قبل الأكل أم بعده ؟
كيف تحمين مبايضكِ عند شرب الشاي الأخضر؟
- لا تفرطي في الكمية: لا تتجاوزي 3 أكواب يوميًا.
- تجنبيه في الصباح على معدة فارغة: لأنه قد يزيد من إنتاج حمض المعدة ويؤثر على امتصاص العناصر.
- لا تشربيه مع وجبات الحديد: لأنه يقلل من امتصاصه، مما قد يؤدي إلى فقر الدم.
- اختاري النوع الجيد: تجنبي الأنواع المعلبة التي تحتوي على نكهات صناعية.
- استشيري طبيبكِ إذا كنتِ تعانين من مشاكل هرمونية: مثل تكيس المبايض أو التهاب بطانة الرحم.
- راقبي دورتكِ: إذا لاحظتِ تغيرات في انتظامها، فقلّلي من الكمية أو توقفي مؤقتًا.
هل كل أنواع الشاي الأخضر متشابهة في تأثيرها؟
لا، فهناك فروقات كبيرة:
الشاي الأخضر العضوي: أقل تلوثًا، وأكثر أمانًا.
الشاي الأخضر المصنّع: قد يحتوي على ملوثات أو نكهات تزيد من التأثير السلبي.
مكملات الشاي الأخضر (كبسولات): أكثر تركيزًا، وقد تكون أكثر خطورة على المبايض من الشاي العادي.
لذلك، يُنصح دائمًا بشرب الشاي الأخضر كمشروب طبيعي، وليس كمكمل غذائي، إلا تحت إشراف طبي.
الخلاصة: أضرار الشاي الأخضر على المبايض حقيقية، لكنها قابلة للتحكم
أضرار الشاي الأخضر على المبايض ليست كارثة، لكنها تُعدّ تحذيرًا مهمًا لكل امرأة تهتم بصحتها الإنجابية. فالشاي الأخضر ليس عدوًا، لكنه ليس بريئًا أيضًا.
إذا كنتِ تبحثين عن فوائد صحية، فاجعليه جزءًا من نمط حياة صحي، وليس "علاجًا سحريًا". تذكري أن الاعتدال هو المفتاح، وأن ما يناسب جسمًا قد يضر آخر.
لا تتناولي الشاي الأخضر كأنه ماء، ولا تضيفيه إلى روتينكِ دون وعي. لأن صحتكِ، وخصوبتكِ، تستحقان أكثر من مجرد عادة يومية.
إذا كنتِ تخططين للحمل، أو تعانين من مشاكل في الدورة، فاستشيري طبيبكِ قبل أن تجعلي من الشاي الأخضر رفيقكِ الصباحي. لأن أضرار الشاي الأخضر على المبايض قد تكون خفية، لكن آثارها قد تدوم طويلًا.
لكن ما لا تعرفه الكثير من النساء هو أن أضرار الشاي الأخضر على المبايض قد تكون حقيقية، وربما أكثر خطورة مما نُشر حتى الآن.


حسين ابن علي
كاتبكاتب منذ 2019، متخصص في مجالات متعددة، وخبير في تحسين محركات البحث (SEO)، ومالك لعدة مواقع إلكترونية.