أخطاء تقلب النقاش إلى جدال حامي الوطيس بين الزوجين

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
أخطاء تقلب النقاش إلى جدال حامي الوطيس بين الزوجين

في أي وقتٍ من اليوم نحتاج إلى تبادل الأفكار والتحاور في أمرٍ مثير للاهتمام، لكن سرعان ما نفشل في الوصول إلى حلٍ جذري مع الأسف، نتيجة تجاوز أحدنا على الآخر أو سوء الفهم عامةً، لكن لا داعي لتوجيه أصابع الاتهام إلى سوء الفهم في الصراع؛ بل أننا نتعمد قلب الطاولة تقريبًا، لكن ذلك سيفضي إلى نهاية وخيمة وتفرع المشاكل عوضًا عن حلها.

وقفة على أعتاب النقاش والجدال

أخطاء تقلب النقاش إلى جدال حامي الوطيس بين الزوجين

تتعالى أصواتنا دون سيطرةٍ منا خلال خوض الحديث في أمرٍ حساس نوعًا ما، حتى نشعر بأننا لن نتمكن من الوصول إلى حلٍ حقيقي ما يجعل الأمر يصبح جدالًا، تختفي خلف تفاصيله غضب وانزعاج من الطرف الآخر والذي غالبًا ما يكون الزوج أو الزوجة، دون أدنى شك خلف أسوار المنزل تختبئ الكثير من الأمور التي تؤرق راحتنا؛ ما يجعلنا بحالة متأججة دومًا عند التطرق إليها.

لا أخفي أن فترات عصيبة مرّت تاركة خلفها أثرًا مؤلمًا، يحتاج إلى ترميم الجراح نتيجة ارتفاع وتيرة الأصوات والغضب أكثر من إيجاد حلول والتوصل إلى نقطة تفاهم، أو حتى محاولة الالتقاء في رأي على الأقل، حتمًا كان جدالًا؛ فقد افتقر كليًا لأي عنصر من عناصر وآداب النقاش، ولا يمكننا إلقاء اللوم على طرف دون الآخر،

الحياة الزوجية الناجحة تتعطش للنقاش الناجح والبنّاء، فإن كنت طرفًا ترفض ذلك؛ حتمًا ستجني نتائج مزرية لاحقًا سواء في تربية الأبناء أو حتى انهيار الحياة الأسرية -لا قدر الله- من هنا فإن النقاش يحتاج منك هدوء واحتواء للآخر، وحسن الاستماع ومحاولة الإقناع بأسلوب حضاري؛ وليس فرض الرأي إطلاقًا، أو الوصول إلى حل يرضي الطرفين إن أمكن ذلك.


اقرأ ايضا

    رغم أنه يُقال بأن الخلافات ملح الحياة؛ إلا أن الصلح سيد الأحكام، لذلك رغم استحالة خلو الحياة وتفاصيلها من مشاكل أو خلافات على الأقل، إلا أن التسامح وتقريب القلوب بالنقاش أفضل لا محالة.

    نصائح واقعية لنقاش ناجح خالٍ من الجدال

    أخطاء تقلب النقاش إلى جدال حامي الوطيس بين الزوجين

    يقال في الخلاف تكشف معدن شريكك! حقًا هناك خلافات مرّت في حياتنا تمكنت من تعريف حقائقنا أمام بعض؛ سأكون منصفة بأن أتحدث بصيغة الجمع دومًا، انطلاقًا من ذلك فإننا نحتاج إلى تنمية الذات وتطويرها بالوقوف أمام وابل من النصائح التي يمكنها الأخذ بأيدينا إلى بر الأمان عند الجدال وتحويلها إلى نقاش مجدٍ.

    إكمال النقاش للنهاية أمر ضروري للغاية، ابتعد عن احتمالية الهروب من المواجهة أو تتجه لمغادرة المكان بحجةِ العصبية المفرطة، بإمكانك طلب تأجيل النقاش حتى تهدأ على الأقل، لكن يحبذ ضبط الأعصاب والسيطرة عليها لإكمال النقاش وعدم المماطلة في حل المشكلة.

    لا مانع من أخذ وقت كافٍ لكل منكما في حال اتفاقكما على ذلك، حتى تهدأ النفوس وتصفو القلوب من التوتر ويتخذ النقاش مجرى سلس يتدفق خلاله الحديث، بحيث تكون الحكمة مهيمنة على الموقف؛ قد يكون التأجيل لصالحكما عند الاتفاق عليه، لكن يفضل فض الخلافات فور وقوعها وعدم المماطلة.

    ومن الأمور التي تثير بركان المشكلة أكثر؛ تداخل الأمور واسترجاع تفاصيل لا تمت لها بصلة، فإن كان الحديث عن مصروفات المنزل مثلًا؛ لا داعي لإدخال شؤون البقاء طويلًا خارج المنزل والتأخر بالشأن، أبقِ النقاش حول محور واحد فقط للوصول إلى حل وعدم تأجيج القلوب.

    من الجيد أيضًا عند النقاش بين الزوجين تعبير كل منهما عن رأيه، شرط استماع الطرف الآخر له بكل احترام حتى النهاية، وتوضيح نقاط الاختلاف؛ فإن الأمر قد يكون كله سوء تفاهم وعجزتما عن إيصال الفكرة بمفرداتٍ بسيطة؛ والمضحك قد تكتشفا أنكما تؤمنان بنفس الرأي لكن بتعابير مختلفة.

    تشير الدراسات النفسية إلى أن الامتناع عن الهجوم اللفظي أو محاولة إظهار أي إيماء محبة للآخر أو بتعبير جسدي؛ قد يكون سبيلًا في إنهاء الخلاف فورًا، كما يجعل الخلاف يتخذ مجراه الصحيح في التعاطف والتساهل بالوصول إلى حلول ترضي الطرفين.

    الفرق الدقيق بين النقاش والجدال

    في الواقع إن الفرق شاسع بين مصطلحّي النقاش والجدال؛ فإنك في بدء نقاشٍ ما يدل على تبادل الأفكار والآراء حول أمرٍ ما دون احتدام أو اختلاف؛ كلاكما ملزم باحترام الرأي الآخر لكن دون تقبله؛ أي لا يُفرض عليك، يمكن بالحوار الهادف والتفكير الجيد للتوصل لحلقة وصل بينكما إيجاد حل حقيقي للمشكلة التي تعكر صفو علاقتكما الزوجية.

    لا تدع المشاكل والاختلافات العابرة تقف عندها ساعة الزمن، بل اجعلها تمضي بسلام، فإن الحياة مليئة بالأسرار والمشاكل، وأود إعلامك بأن جميع من حولك يواجهون مشاكل شبه يومي؛ إلا أنهم يتجهون لطرق متفاوتة في حلها دون توليد مشاكل أكبر منها، ولا تعتقد بأنها بسيطة؛ بعضها حامي الوطيس حقًا إلا أن الحكمة سيدة الموقف في ذلك للحفاظ على البنية الأسرية قائمة.

    أما الجدال فإنه سعي جبار لأصحاب الشخصيات التي ترغب بفرض رأيها سواء كان خاطئًا أو صحيحًا، فإنه علو بالأصوات التي تطغى به على صوت الحقيقة، لذلك تتجه نحو الصراخ وازدياد حدة المشكلة؛ بالتالي مشكلة أكبر لا محالة، وفتح أبواب مغلقة واشتعال الحرب، وذلك دون الوصول إلى حل للمشكلة الأساسية.

    من المضحك بأن الجدال يولد لدى الأطراف شعور بمن يمكنه إعلاء صوته أكثر من الآخر؛ لينخفض معدل التركيز على المشكلة الأساسية ويتجه نحو من صوته أعلى من الآخر، ومن المؤسف أن الأمر قد ينتهي بالتراشق بالأدوات، لذلك يبقى من الصعب النقاش مع شخص يفتقر لأي مبدأ من مبادئ النقاش وآدابه.

    آداب النقاش

    آداب النقاش أمر لا بد من الإيمان به وإتقانه؛ فإنك بحاجة ماسة إلى التمهيد لبدء الكلام والمناقشة حول أمر ما حتى لو كان مع زوجاتكم، لكن لا بد من وضع القرارات العاطفية جانبًا واهتمامك بالجانب العملي من الموضوع قدر الإمكان حتى تصل إلى نتيجة مرضية في النهاية.

    كن صادقًا مع نفسك أولًا حتى تضمن إدارة النقاش بنجاح، المصداقية أولًا، كذلك الأمر فيما يتعلق باحترام الرأي الآخر الذي يعد إلزاميًا لعدم تحول النقاش إلى معضلة أعمق؛ فإنك تسعى لحل المشكلة وليس لمضاعفتها، لذلك لا تنهي المشكلة بأخرى أكبر منها.

    عليك أن تنهي الجلسة بوجود حل جذري للمشكلة، ودون ترك أثر مؤلم في أعماق الآخر، بحيث تكون جميع الأطراف راضية وتتحقق مصلحة الجميع ككل.

    ختامًا، فإن النقاش طريق صالح للوصول إلى الهدف الرئيسي في إنهاء مشكلة تؤرق راحتكما، إلا أن الجدال ليس كذلك أبدًا، بل أنه يضاعف حجم المشكلة، إن شعرت أنك لست مهيأ للنقاش من الأفضل تأجيله حتى إشعار آخر قريب، لكن لا تطيل المدة أبدًا.

    المراجع

    How to Handle Relationship Arguments: 18 Effective Ways

    I’m a Relationship Therapist and Here Are 4 Ways *I* Resolve Arguments With My Partner

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ