٢٨ خطوة عملية تقودك إلى تحقيق التفوق الدراسي

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
عندما يتعلق الأمر بالتفوق الدراسي قد تنصرف أذهاننا إلى الطلاب الذين يُمكن وصفهم بالعباقرة؛ فهم يحصلون دائمًا على علامات كاملة في جميع المواد. وعندما تُزامل أحد هؤلاء العباقرة تُصاب أحيانًا بالإحباط؛ فلا يهم مقدار الجهد الذي تبذله؛ لأنهم دائمًا سيحصلون على درجات أعلى منك.
إذًا توقف عن مقارنة نفسك بهم وركز على إنجازك الخاص، أو يمكنك اتخاذ قرار آخر بجعلهم وقودًا تتحدى به نفسك لتصل إلى أسمى دروب النجاح.
بالطبع يختلف مقدار الجهد الذي يحتاج كل فرد إلى بذله للوصول إلى النجاح عن غيره، قد تحتاج أنت شخصيًا إلى مجهود أكبر في بعض المواد الدراسية، بينما يُمكن لزميلك تحقيق درجات عالية في ذات المواد بكل سهولة، إلا أنه من المؤكد أنك ستُحقق درجاتٍ عاليةٍ - بإذن الله - في جميع المواد الدراسية إذا اتّبعتك الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافك.
هل الذكاء فطري أم مُكتسب؟
يعرّف العالِم "جيلفورد" الذكاء بأنه: (هدية بيولوجية تولد مع الإنسان)، بينما يعرّفه العالِم "هوكينغ" بأنه: (القدرة على التكيف مع التغيير).
والأصوب هو الجمع بين القولين؛ فقد أثبتت بعض الدراسات المتعلقة باختبارات الذكاء أن الأطفال الذين يتم تبنيهم منذ الولادة يكونون فيما بعد مماثلين تقريبًا لآبائهم البيولوجيين؛ مما يعني أن جزءًا من الذكاء موروث فطريًا. إلّا أن عقل الإنسان قادر دائمًا على اكتساب وتنمية القدرات والمعارف الجديدة، وهذا ما ندعو إلى تطويره في هذه التدوينة.
لماذا نبذل جهدنا لتحقيق التفوق الدراسي؟
- إرضاء للوالدين
لا شك أن برّ الوالدين من أهم الفرائض وأعظم الواجبات حيث قرن الله عز وجل بين الأمر بعبادته والإحسان إليهما، في قوله تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [النساء:36].
ومن سبل برّ الوالدين: إدخال السرور عليهما وتلمّس رضاهما، وذلك ممكن بعدة أساليب وطرق، والاجتهاد في تحقيق التفوق الدراسي هو أحد تلك الطرق؛ فلا يوجد ما هو أكثر سعادةً للوالدين من تميز ونجاح أبنائهم في شتى المجالات لا سيما في تفوقهم الدراسي.
- زيادة الثقة بالنفس
ثقتك بنفسك تجعلك أكثر اتزانًا وحريةً، كما تعزز من شعورك بقيمتك الشخصية، وتجعلك أكثر تفاعلًا مع محيطك، وأكثر جاذبيةً نحو الآخرين. ولتميزك الدراسي وزيادة حصيلتك العلمية دورٌ هام في بناء ثقتك بنفسك.
وقد أكدت الكثير من الدراسات على ارتباط الثقة بالنفس بالتفوق الدراسي.
في عام 1983 ريدلي Redly بدراسة عن الثقة بالنفس، وعلاقتها بالإنجاز الأکاديمي، على عينة مكونة من 200 طالب من الذکور. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن الثقة بالنفس ترتبط ارتباطًا إيجابيًا بالإنجاز الأکاديمي.
- خطوتك نحو مستقبل مشرق

لا يعني ذلك أن الطلبة غير المتفوقين دراسيًا لا يمكن أن يحصلوا على مستقبل مشرق، إلا أن تفوقك الدراسي قد يفتح لك أبوابًا لا يمكن العبور منها إلا بتحقيق الدرجات العالية. كما يزيد من فرص قبولك في أفضل التخصصات والجامعات، وبالطبع في أفضل الشركات بعد تخرجك، "ولكلِ مجتهدٍ نصيب".
- نهضةٌ بالمجتمع وخدمةٌ للوطن
العلم والمعرفة هما أساس نهضة الأمم والمجتمعات، والجهل هو عدوُ النهضة الأول، وأول كلمة نزل بها الوحي على محمد صلى الله عليه وسلّم حين أراد الله عز وجل إخراج العرب من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام هي قوله تعالى: { اقرأ }.
وأيُ أمةٍ تسعى إلى النهضة والتطوير لا بدّ لأبناءها أن يسلكوا طريق العلم والمعرفة من أوسع أبوابهما، والتفوق الدراسي هو أول وسيلة قائدة إلى تلك الأبواب.
- اكتشاف المواهب والمهارات
قد تظهر بعض مواهب الفرد ومهاراته الخاصة في مرحلة الطفولة، فيلاحظها الوالدان ويقومان بتعزيزها لدى طفلهما منذ سنٍ مبكرة، بينما يظل بعضها الآخر مدفونًا لفترة طويلة، ويمكن اكتشافها شيئًا فشيئًا من خلال التجارب الحياتية التي يمرّ بها الفرد.
وباستغلال تنوع المواد الدراسية ووسائل التعليم الحديثة يمكن للطالب معرفة ميوله ومواهبه ومهاراته وذلك بإعطاء كل صنف ووسيلة حقها من التجربة والتعليم والممارسة.
- حسن المنطق وجمال الأسلوب
هل سبق أن كنت في مجلسٍ لكبار السن وتعجبت من تباين منطقهم وطريقة حديثهم، ثم تتبعت أسباب هذا التباين فوجدت أن بعضًا منه عائدٌ إلى الحصيلة العلمية؟
بالتأكيد، للتفوق الدراسي والتعليم أثرٌ في زيادة التطور اللغوي، والمهارات البلاغية، وهما أساسٌ في حسن المنطق وجمالية الأسلوب، وجاذبية الحوار مهما كان موضوعه.
٢٨ خطوة عملية تقودك - بإذن الله - إلى تحقيق التفوق الدراسي
١- الاستعانة بالله والتوكل عليه وتجديد النية
فهذه مفاتيح الأمور كلها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)، ومن محاسن شريعتنا الإسلامية أنك تعمل لأجل دُنياك وتبلغ بنيتك الصالحة الأجور والحسنات.
وأما الاستعانة بالله والتوكل عليه فلا يختص بالأمور الدينية؛ بل يشمل أيضًا الأمور الدنيوية. وأيُ أمرٍ ترجو فيه التوفيق والنجاح لا بد أن تطلب فيه معونة الله، ثم تبذل المُتاح من الأسباب، وتوكل أمر نجاحك فيه إلى خالقك.
٢- الإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)
قال ابن تيمية رحمه الله: (وليكن هجيراه - أي دأبه وديدنه - لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فإنه بها يُحمل الأثقال ويُكابد الأهوال ويُنال رفيع الأحوال). وذلك في شؤون الدنيا والآخرة، فاجعل لنفسك منها وردًا لا تتخلف عنه يوما.
٣- الدراسة وفقًا لخطة مكتوبة

أول وسيلة لتحقيق الأهداف هي كتابتها؛ لأنها تعينك على تذكرها دائمًا، كما أنها تساعدك على تنظيم أفكارك، وتجعلك أكثر قدرة على تحديد الوقت المطلوب لإنجازها، وهذا التحديد يجعلك أكثر حماسةً للعمل والإنجاز، وبخاصة عندما تجعل لنفسك موعدًا نهائيًا لا تسمح لنفسك بالتخلف عنه.
لمزيد من المعلومات ابحث عن طريقة كتابة الخطة الشخصية.
٤- طوّر مهاراتك المختلفة، وابنِ ثقتك بنفسك
وازن بين الاهتمام بمجالك الدراسي، وتطوير مهاراتك الحياتية الأخرى، كتوسيع دائرة علاقاتك الاجتماعية، واكتساب المهارات المتنوعة؛ لأنها ستفيدك خارج إطار المدرسة.
لمزيد من المعلومات ابحث عن المهارات المفيدة وطرق اكتسابها وتنميتها.
٥- اطلب الدعم من العائلة
اطلب الدعم من عائلتك بتهيئة الأجواء المناسبة للدراسة وتشجيعك بالعبارات الإيجابية، سيساعد ذلك في تهيئة نفسك للإقبال على الدراسة بحماسة وجدية أكبر.
٦- ادرس كل يوم ولو قليلًا
لا تقضي الكثير من الأيام في الراحة، فتتراكم عليك الدروس ثم تجد صعوبة في التركيز عليها مما يشعرك بالاحباط، بل ادرس كل يوم قليلًا، وبهذه الطريقة لن تشعر بالملل، وستكون درجة استيعابك أكبر.
٧- استخدم التحفيز الداخلي والخارجي
التحفيز هو الوقود الذي يساعدك على الوصول إلى أهدافك، وتتنوع أساليب التحفيز باختلاف الشخصيات والأعمار والرغبات، فأحسِن اختيار الوقود اللي يحفزك على التقدم، سواءً كان داخليًا كتذكيرك لنفسك بأحلامك المستقبلية التي تطمح إلى تحقيقها، أو خارجيًا كصنع ورقة لمخطط إنجازاتك ومتابعتها بشكل يومي.
٨- تعلّم مع صديق

الدراسة مع صديقك المفضل ستجعل الدراسة أقل عبئًا وأكثر متعة. ولكن يجب أن يتم ذلك تحت قواعد صارمة؛ لتضمنا عدم انغماسكما في اللعب والأحاديث الخارجية.
٩- احصل على الاسترخاء
احرص على ممارسة الاسترخاء بين فترات الدراسة؛ فالدراسة بشكلٍ متواصلٍ دون استرخاء لها ضرر على صحتك البدنية والعقلية.
اضغط هنا لمعرفة المزيد من طرق وأساليب الاسترخاء.
١٠- استعد مسبقًا للاختبارات
ابدأ بالدراسة قبل الاختبارات بفترةٍ كافية، ولا تراكم دروسك حتى ليلة ما قبل الاختبار؛ سيجعلك ذلك متوترًا وأقل تركيزًا.
١١- اجعل طموحاتك وأحلامك نصب عينيك
أحلامك المستقبلية التي تطمح إليها هي سبب دراستك واجتهادك في الوقت الحاضر؛ فاجعلها دائمًا نصب عينيك لضمان مواصلة اجتهادك وتقدمك.
١٢- اتخذ قدوات صالحة
القدوة الصالحة عنصرٌ مهمٌ في بناء الأجيال، وقيادة المجتمعات، وقد أُمر نبينا صلى الله عليه وسلم باتخاذها في قوله تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }. لكونها وسيلة من وسائل التغيير نحو الأفضل.
١٣- تابع أصحاب الهمم العالية والأهداف السامية
احرص على متابعة أصحاب الأهداف والطموحات والمشاريع الكبرى، ولا تشغل وقتك بمتابعة أصحاب التفاهات والأهداف الرديئة؛ فالإنسان يتأثر بما يتابع ويشاهد دون أن يدرك.
١٤- احرص على التغذية السليمة

للتغذية السليمة دور كبير في سلامة الأعضاء الداخلية والعقل، وتحسين صحتك النفسية التي تؤثر بشدة على انتاجيتك وأدائك الدراسي.
١٥- تعلّم إدارة وقتك
لدينا دائمًا الكثير من الأوقات المهدرة رغم شعورنا الدائم بأننا مشغولون ولا نملك الوقت الكافي لإنجاز جميع المهام؛ لكن عندما نتتبع قصص العظماء والناجحين نجد أنهم يملكون القدر ذاته من الوقت الذي نملكه، أما عن السبب الذي جعلهم يتفوقون علينا فهو حسن إدارتهم لأوقاتهم واستغلال كل دقيقة في يومهم.
لمزيد من المعلومات ابحث عن دورات إدارة الوقت.
١٦- استفد من التقنية
التعلم عبر الانترنت يفتح لك آفاق جديدة، ويُطلعك على معارف وعلوم عديدة، كما أنه يوفر لك الوقت الجهد، وأحيانًا المال؛ فالكثير من المنصات والمواقع تقدم الدورات والشروحات المجانية لمختلف المراحل الدراسية، وفي شتى المجالات.
لمزيد من المعلومات ابحث عن المواقع التي تقدّم الدورات عبر الانترنت.
١٧- احرص على حضور الدروس داخل الصف
حضور الدرس داخل الصف، والتفاعل مع المعلم، وتدوين المعلومات المهمّة له دورٌ في تفوقك ونجاحك الدراسي، سواءً كان لحضورك تأثير على علاماتك أو لم يكن؛ لأنه يضمن استيعابك للدروس، وتحديد المعلومات الأهم والتي يجب التركيز عليها أكثر من غيرها.
١٨- استلهم بتجارب الناجحين
للقصص والحكايات تأثير على النفس البشرية؛ ولذا وردت كثيرًا في القرآن الكريم. وقراءة تجارب وقصص الناجحين من أكثر الدوافع والمحفّزات المعنوية لتحقيق الأهداف المرجوة.
لمزيد من المعلومات ابحث عن كتب ومقالات عن سِير الناجحين.
١٩- مرّن ذاكرتك ودرّبها
مارس الرياضة العقلية، ومرّن ذاكرتك بكثرة الحفظ والتكرار، ويُمكنك أيضًا تمرين عقلك عن طريق الألعاب المحفّزة للتفكير.
لمزيد من المعلومات ابحث عن الألعاب المحفّزة للتفكير.
٢٠- استغل أوقات الفراغ

استغل الأوقات المُهدرة؛ كأوقات الانتظار في مراجعة معلومة أو تثبيت محفوظ ما أمكن ذلك، وإن لم يمكن فاستفد من وقتك في ذكر الله عز وجل.
٢١- ابتعد عن الملهيات في أوقات الدراسة
أخرج المُلهيات كهاتفك المحمول من غرفتك عندما تدرس، واحرص على وضعها في مكان بعيد عن متناولك؛ سيكون ذهنك أكثر تركيزًا ويمكن بهذه الطريقة تقليل مدة الدراسة.
٢٢- اسأل عمّا يُشكل
احرص على فهم دروسك جيدًا واسأل معلمك عمّا يُشكل عليك، كما يمكنك سؤال زملاءك أو البحث عبر الانترنت خارج المدرسة، حتى تتأكد من فهمك لجميع المعلومات الهامة.
٢٣- أدخل المرح إلى تعليمك ما أمكن
كسرًا لروتين الدراسة المُلل استخدم طرق مختلفة في مراجعة دروسك واستعن بأصدقائك لتجربة أساليب جديدة، أو ابحث عنها عبر الانترنت.
لمزيد من المعلومات ابحث عن مواقع الألعاب التعليمية.
٢٤- كافئ نفسك على إنجازاتك
قدّم لنفسك هدية عندما تُحقق هدفًا معينًا كنت تسعى إليه. اختر شيئًا محببًا لنفسك سواءً كان ماديًا كقطعة الشوكولاته المفضلة لديك، أو معنويًا كمنح نفسك يوم للاستراحة والمرح.
٢٥- مارس الرياضة

نشاطك البدني يزيد من انتاجيتك، ومن قدرتك على العمل على أهدافك لأطول فترة ممكنة؛ لذا من المهم تخصيص جزء من يومك ولو يسيرًا لممارسة بعض التمارين الرياضة أو المشي.
٢٦- لا تقارن نفسك بالآخرين
قارن نفسك بنفسك بين الأمس واليوم، وتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين إلا فيما فيه مصلحة لك.
٢٧- لكل مجتهد نصيب
اجعل هذه العبارة نصب عينيك دائمًا، وعلى قدر سعيك وبذلك للمجهود ستنال ما تريد - بإذن الله-.
٢٨- أنت مأمور ببذل الأسباب لا بتحقيق النتائج
أخيرًا .. تذكر أن الله يأمرك ببذل الأسباب المتاحة والمُمكنة، ولا يكلفك بالنتائج؛ فأوكل النتائج إلى الله وارضَ بها كيفما جاءت، فكلّ ما يقدّره الله خيرٌ لعبده إن صبر وشكر، ويكفيك شرف الطريق وما حزت من حسنات في هذا السبيل، ولتتأمل الجائزة والثمرة الحقيقية لجهودك في قوله صلى الله عليه وسلم: (منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ).
المراجع
هل الذكاء فطري أم مُكتسب؟ ، بر الوالدين ، الثقة بالنفس ، القدوة الحسنة

مبروكة أحمد
ريشة مهتمة بفتاة الجيل الواعدأرى الحياة من النوافذ المشرقة دائمًا حتى تحت وطأة الظروف الصعبة، أتمنى أن يكون قلمي صديقًا لفتاة الجيل الواعد.
تصفح صفحة الكاتب