لقد تملكني الفضول لفترة طويلة حول موضوع الفقر والثراء، وبدأت أفكر مليا في هذا التناقض الصارخ بين من يملك كل شيء ومن يفتقر لأبسط مقومات الحياة.هذا التفاوت الواضح جعلني أتساءل عن حقنا الطبيعي في الحياة من خلال طرح بعض الأسئلة مثل:
هل نحن مصممون للعيش في عالم يغمره الفقر والاحتياج، أم أننا مخلوقون لنتعايش في مجتمع يزخر بالوفرة والخيرات، حيث يمكننا أن نعيش حياة كريمة بلا احتياج أو ذل؟
هل تساءلت يوما عن سر هذ التناقض الصارخ بين حياة الرفاهية والحرية المالية التي يعيشها البعض، وصراع البقاء الذي يواجهه آخرون؟هل هو جزء من الطبيعة البشرية أن نعيش في مجتمع يتسم بالتفاوت المالي، أم أن هناك عوامل خفية تلعب دورا كبيرا في تحديد مصيرنا المالي؟
إن المشكلة تكمن في أن قبول هذا الوضع كأمر طبيعي يقودنا إلى فقدان الأمل في التغيير ، والتوقف عن السعي والرضا بالقليل، ونبرر وضعنا بفكرة " الاقتناع" .

هل كوكبنا يعاني بذاته من الفقر؟
الانطلاق من الكل سيعطينا صورة واضحة عن الجزء، وسأنطلق من كوكبنا الكبير لكي أسلط الضوء على فكرة " أن التناقض الموجود في أرضنا، فيما يتعلق بالثراء والفقر، هو نقيض واضح مع ما يزخر به كوكبنا".
1-الماء: والذي هو أساس الحياة على الأرض، ويشكل حوالي 71بالمائة من سطح الكوكب.
2-التربة الخصبة:والتي تصلح للزراعة وإنتاج الغذاء
3-الغابات: والتي تعمل على توفير الخشب والأوكسجين، وتدعم التنوع البيولوجي
4-المعادن: الأرض تحتوي على مجموعة واسعة من المعادن، مثل الحديد والنحاس والذهب والفضة. "ونعلم كم أن قطعة من الذهب ستغير حالتك المادية بطريقة مذهلة"
5-التنوع البيولوجي : الأرض تحتوي على تنوع بيولوجي هائل ، من النباتات والحيوانات إلى الكائنات الدقيقة.
6-الوقود الأحفوري: فالأرض تحتوي على الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم.
7-المعادن النادرة: فكوكبنا يزخر بمعادن ناديرة، مثل الليثيوم والكوبالت والنيوديميوم، التي تستخدم في التكنولوجيا الحديثة.
لن نستطيع أن نكمل القائمة ، لأنها طويلة جدا ، ولا بأس أن نضيف ذكر كمية الفرص الموجودة في العالم للعمل والإبداع وعدد الناس الموجودة في العالم ، وعدد الأسماك الموجودة في البحر بأشكال مختلفة…
إن كلماتي ما هي إلا محاولة للتذكير باسم الله " الغني" ، وبمحاولة لتذكر حقنا الطبيعي في الاستمتاع بخيرات الكوكب الذي نعيش فيه، وأننا لم نخلق لنعاني بسبب افتقارنا لأبسط حقوقنا الطبيعية في هذا الكون.فكل كائن حي على الأرض لديه القدرة على التكيف والازدهار في بيئته الطبيعية، طالما لم تتعرض هذه البيئة لتأثيرات سلبية من قبل الإنسان أو عوامل بيئية أخرى.
وسأختم مقالي بمقولة تحاول أن تسلط الضوء على التناقض الموجود بين الثروات الهائلة وبين انتشار الفقر. وتقول " مع وجود هذا الكم الهائل من الثروات ، الفقر يعتبر جريمة إنسانية" حيث إن الفقر ليس مجرد مشكلة اقتصادية، بل هو أيضا مشكلة أخلاقية واجتماعية يتحمل فيها الجميع المسؤولية.
KELTOUM AGOURRAME
كاتبةكلثوم اكرام أعمل كمختصة اجتماعية في مؤسسة تعليمية،وابلغ من العمر 27 سنة،ولدي ميل للكتابة اكتشفته منذ فترة ولابد أن يحمل هذا الميل الهام لمساعدة الناس للتغيير للأفضل. ان وجودنا تعبير عن روح تعرف ما فيها وما عليها،ومتى اكتشف الانسان سبب وجوده وهدفه في الحياة سمح له ذلك بعيش الحياة بأسلوب أكثر جودة وباحساس هائل.