نحنا والحظ

الكاتب

Ahmat ComaaAl-Warraq| الوارق

يضيقُ بماء النيل مُنْخَفِضُ الثرى · ويُحْرَمُ منه الريَّ كلُّ رفيع

"من الاخطاء التي كانت شائعة بين المعلمين قديماً ، ومازالت شائعة ، اعتقادهم بأن الجد والمثابرة هما العامل الوحيد في النجاح . واني أتذكر أيام صباي عندما كان المعلمون يلقنوننا بالمبدأ القائل : كل من جد وجد ، وكل من سار على الدرب وصل. ومازلت أحفظ بيت

الشعر الذي كان المعلمون يرددونه علينا دائماً وهو :

الجد في الجد والحرمان في الكسل

فانصب تصب عن قريب غاية الامل

اننا لا يجوزان أن ننكر أهمية الجد في نجاح الانسان ولكننا مع ذلك يجب أن لا ننسى

ان الجد وحده لا يكفي للنجاح . فهو عامل من جملة عوامل ، والذي يطلب النجاح في مجال وهو ليست لديه موهبة مناسبة سوف يتعب ويكدح دون جدوى وربما أصيب بالعقدة

النفسية أو الجنون من جراء ذلك ."

موضوع الحظ وتأثيره على كسب الرزق موضوع مثار للجدل ويختلف وجهات النظر حوله. هناك من يعتقدون بأن الحظ يلعب دورًا في تحقيق النجاح وكسب الرزق، في حين يعتقد آخرون بأن الجهد والمثابرة هما العاملان الأساسيان في تحقيق النجاح المادي.

من الناحية العلمية، لا يوجد دليل قاطع يثبت وجود "الحظ" ككيان حقيقي يؤثر مباشرة على كسب الرزق. إنما يمكن تفسير النتائج التي يعزوها البعض للحظ بواسطة عوامل أخرى مثل الفرص المتاحة، والمهارات الشخصية، والعمل الجاد، والتوجيه السليم للجهود.

ومع ذلك، يمكن للحظ أن يؤثر في الفرص التي تتاح للشخص. فعلى سبيل المثال، ربما يكون الشخص الذي يحظى بفرصة عمل عظيمة أو فرصة استثمار ناجحة قد حظي بحظ أفضل في مواجهة هذه الفرصة بالمقارنة مع الآخرين. ولكن حتى في هذه الحالة، فإن الاستفادة الكاملة من الفرصة يتطلب مجهودًا وعملاً صادقًا.

بالتالي، يمكننا القول بأن الحظ قد يؤثر على الفرص المتاحة، ولكن التحقيق الفعلي للنجاح وكسب الرزق يتطلب جهودًا شخصية، وتطوير المهارات، والعمل الجاد.

على الرغم من أن الذكاء يمكن أن يكون عاملاً مهمًا في تحقيق النجاح وكسب الرزق، إلا أنه ليس العامل الوحيد في القضية. هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على وضع الأشخاص الاقتصادي والاجتماعي، ومن بينها:

قد يواجه الأشخاص الذكاء العالي صعوبة في العثور على فرص عمل مناسبة أو فرص استثمارية ناجحة بسبب العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية في بلدهم. قد يكون هناك قلة فرص العمل المناسبة أو قيود اجتماعية تحول دون تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

قد يؤثر النسبة المئوية للفقر في المجتمع، والتمييز الاجتماعي، وعدم المساواة في فرص العمل والتعليم على فقر الأشخاص الذكاء. قد يعاني الأشخاص الذكاء من ظروف اجتماعية أو اقتصادية غير مواتية تحول دون تحقيق نجاحهم المالي، وقد يكون هناك عوامل شخصية تؤثر على وضع الأشخاص الذكاء. قد يختارون العمل في مجالات غير مرتبطة بمهاراتهم الفردية أو قد يفضلون العمل في أعمال غير مربحة بسبب اهتماماتهم الشخصية أو قيمهم.

وهذه أمثلة من التاريخ على علماء أذكياء عاشوا في فقر:

نيكولا تسلا: كان تسلا عالمًا ومهندسًا صربيًا-أمريكيًا، ومعروفًا بمساهماته الهامة في مجال الفيزياء والهندسة، بما في ذلك اكتشاف مبادئ توليد التيار المتردد. على الرغم من عبقريته ونجاحه العلمي، عاش تسلا في فقر ومشاكل مالية طوال حياته، وأجرى العديد من الاختراعات والأبحاث بتمويل محدود.

ألبرت أينشتاين: كان أينشتاين فيزيائيًا نظريًا عبقريًا وحائزًا على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921. ومع ذلك، عاش في فقر نسبي خلال فترات من حياته، خاصةً في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كان مهاجرًا وتعرض للمضايقات السياسية.

غاليليو غاليلي: كان غاليليو فيزيائيًا وفلكيًا إيطاليًا، ومن أبرز مساهماته تأييد نظرية الترميز الهلالي لنيكولاوس كوبرنيكوس. قدم غاليليو العديد من الاكتشافات الهامة ولكنه عاش في ظروف مادية صعبة وفقر شديد في نهاية حياته.

يعود سبب عيش بعض العلماء الأذكياء في الفقر إلى عوامل متعددة مثل عدم الاهتمام بالجوانب المالية، الظروف الاجتماعية والسياسية، الاختصاص الضيق لأبحاثهم العلمية، وعدم القدرة على تسويق أفكارهم أو الاستفادة المالية من اكتشافاتهم.

بالطبع، هناك العديد من الشعراء الذين عاشوا في فقر خلال حياتهم، على الرغم من موهبتهم الشعرية. قد تكون هذه الظروف الاقتصادية الصعبة تعود إلى عدة أسباب، منها:

قد لا يكون الشعر مرغوبًا أو مقدرًا بشكل كبير في المجتمع الذي يعيش فيه الشاعر، مما يؤدي إلى عدم توافر فرص مالية للشعراء.

في بعض الحالات، قد يتم تجاهل القيمة المادية للشعر والتركيز على الأعمال التجارية والتجارة. قد يكون للشاعر قدرة فنية عالية، ولكن قد يكون من الصعب عليه تحويل هذه الموهبة إلى دخل مالي، ويفتقر الشعراء إلى دعم مالي من المؤسسات الثقافية أو الحكومية. يمكن أن يتأثر إنتاجهم الشعري وقدرتهم على العيش من الشعر بسبب عدم توفر التمويل المناسب.

قد يكون لدى الشعراء توجهات فنية معينة قد لا تلقى اهتمامًا واسعًا في المجتمع. قد يتعذر على الشعراء العيش بشكل مريح إذا كانوا يتبعون أساليب شعرية غير تقليدية أو مبتكرة.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن القيمة الفنية للشعر لا تقاس بالثروة المادية.

هناك العديد من الأمثلة المشهورة لشعراء فقراء في التاريخ:

ويليام شكسبير: يُعتبر شكسبير واحدًا من أعظم الشعراء والكتاب في التاريخ. على الرغم من شهرته العالمية وتأثير أعماله الدرامية، فقد عاش شكسبير في ظروف مادية صعبة خلال فترات من حياته. وقد تعددت مصادر دخله، بدءًا من الأداء المسرحي والكتابة، ولكنه لم يحقق ثروة كبيرة.

ولفغانغ فون غوته: الشاعر الألماني الشهير غوته عاش في القرن الثامن عشر ويُعتبر واحدًا من أعظم الشعراء في الأدب العالمي. وعلى الرغم من شهرته الكبيرة وإنتاجه الشعري الوفير، فقد كان يعيش في ظروف مالية صعبة في بعض الأوقات.

إيميلي ديكنسون: الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون تعد واحدة من أبرز الشعراء في الأدب الأمريكي. عاشت ديكنسون حياة معزولة وبعيدة عن الأضواء، ولم تنشر معظم قصائدها أثناء حياتها. وعلى الرغم من شهرتها المتأخرة بعد وفاتها، فقد عاشت في فقر نسبي طوال حياتها.

فرانسيسكو دي كييدو: الشاعر الإسباني فرانسيسكو دي كييدو هو أحد أعمدة الأدب الإسباني الكلاسيكي. وقد عاش كييدو في فقر شديد طوال حياته، وعمل في مجالات مختلفة لكسب لقمة العيش.

أحمد مطر: كان شاعرًا عراقيًا ولد في القرن التاسع عشر. عاش مطر في فقر شديد ولكنه استطاع براعته الشعرية أن يحقق شهرة كبيرة في العالم العربي. تتميز قصائده بالعمق والتعبير الجميل عن المشاعر والأفكار.

عبد الرحمن منيف: شاعر سعودي من مواليد القرن العشرين. عاش في فقر مدقع وعمل في العديد من الوظائف البسيطة. رغم ذلك، استطاع منيف براعته الشعرية ورؤيته الفنية أن يكون أحد أبرز الشعراء في العصر الحديث.

فؤاد حداد: شاعر سوري ولد في القرن العشرين. عانى حداد من الفقر والمحن الشخصية والسياسية. كتب قصائد تعبر عن الحب والحرية والظلم الاجتماعي، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة ويكون صوتًا للجيل الشاب.

نزار قباني: شاعر سوري شهير ولد في منتصف القرن العشرين. عاش قباني في ظروف مادية صعبة وتعرض للفقر، لكنه استطاع أن يحقق شهرة كبيرة بفضل قصائده الرومانسية والعاطفية. تعبر قصائده عن الحب والفراق والوطن.

يجب أن لا ننسى أن التجار ليسوا كلهم من هذا الطراز . فالبعض منهم قد يكون لديهم الموهبة الملائمة ولكنهم يجهلون وجودها فيهم ، وهم لذلك لا يستجيبون لالهامها اللاشعوري بل هم يسيرون في أعمالهم التجارية في ضوء ما يوحي به عقلهم الواعي ، وينتهي امرهم الى الفشل في كثير من الاحيان.