نحن نقص عليك احسن القصص(واقتباسات،ومواقف من ايام الصحابه رضوان الله عليهم)
روي الزهبيُّ في سير اعلام النُبلاء،وابن حجر في الإصابه،والبهيقي في شُعب الايمان،وابن عساكر في تاريخ دمشق:
إن ابن عباس قال:اسرَت الروم عبدالله بن حُزافه السهمي،صاحب رسول الله ﷺ .
فقال له الطاغيه ملكهم:تنصّر وإلا القيتُكَ في قِدر الزيت المغلي!
فقال:ما انا بفاعل!
فدعا بالقِدرِ،فملئت زيتاً، واغليت، ودعا رجلا من المسلمين،فعرض عليه النصرانيه، فأبي،فألقاه فيها، فإذا عظامه تلوح!
فقال لعبد الله:تنصّر وإلا القيتُك فيها !
فقال: ما أنا بفاعل!
فأمر ان يٌلقي فيها،فاقتادوه،فبكي!
فقال الملك:رُدُوه!
فقال عبد الله: أتحسبُ أني بكيتُ جزعا وخوفا ،لا والله،
وإنما بكيتُ لانه ليس لي إلا نفسُ واحدة،
وكنتٌ احب لو ان لي مئة نفس، وتموتٌ كلها في سبيل الله!
فأٌعجب الملك ،وقال له،تنصر،وازوجك ابنتي،واقاسمك نصف ملكي!
فقال له:ما انا بفاعل!
فقال له:قبل رأسي واطلق معك ثمانين من المسلمين!
فقال له اما هذا فَنعم!
فقبَل رأسه،فأطلقه وثمانين من المسلمين!
فلما قدموا على عمر بن الخطاب قام إليه،
وقال: حقٌ عل كل مسلم ان يقبل رأس عبد الله، وأنا أبدأ!َ
فقبل عمر رأسه، وقام المسلمون إليه يقبلونه!
المسلم عزيز لا ينحني رأسه إلا لخالقه، والحياة نهايتها الموت مهما كان شكلها،
وإنمــا هــو عمــر واحــد، وميتــة واحــدة، فــلا تشــتروا ذُل الحياة هربا مــن المــوت، فإن الاعمار قد كُتبت قبل ان نولد، وان الاقلام قد رٌفعت، والصٌحف قد جفت !
إذا ما تعلق الأمر بالدنيا فكن مرنا،
حاول مرة بعد مرة، وغير وسائلك ان لم توصلك إلى غاياتك!
كُن ليّناً، فإن الإنسان فإن الإنسان يبلغ باللين مقاماً لا يبلغه بالعنف والقسوة!
احمل الرحمــة فــي قلبــك لــكل النــاس، المســلم والكافــر علــى حــد ِسواء،
كٌن شامةً بين الناس، دافع عن أحلامك حتى الرمق الأخير،
واسع للتميز والنجاح!
ولكن إذا ما تعلق الامرُ بالعقيد’ فكُن جبلاً!
لا تنحنِ مهمــا كانــت الظــروف، فــإن الأيــام قــد لا تُسعفك أن تنهض مرةً أخري،
وإن رحلــة التنــازل تبــدأ بخطــوة، ثــم يجــد الإنســان نفســه قــد ابتعــد ،كثيــراً ولم يعد ذاك الإنسان الذي كان عليه أول الأمر!
إن التاريــخ لا يذكــر بيــن صفحاتــه أولئــك المتلونيــن الذيــن لا عقيــدة عندهــم ولا مبــدأ،
وإنما يٌخلد ذكر أصحاب العقائد والمبادئ،
مــا عرفنــا ماشــطة ابنــة فرعــون إلا لأنهــا وقفــت أمــام فرعــون كالجبــل متمســكة بدينها،
وما عرفنا بلال بن رباح إلا من قول: أحد أحد!
في وجه أمية بن خلف!
في ولاية «نيفادا» الأمريكي!
جدار، يقوم فيه الناس بتفريغ همومهم، وكتابة ما يخشونه،
ليتم تنظيفه آخر كل يوم،
كإشارة أن الخوف والهم يمكن إزالتهما!
هذا هو أحد قوانين الحياة،
الأشياء التي تهرب منها ستبقس تتبعك،
إلا ان تقرر في لحظة ما أن تستدير وتواجه!
وقتها ستكتشف أن الخوف كان قد منح الأشياء حجمااكبر!
تماماً كالطفل الذي يخاف من ظلًه،
ثم بعد ان فهم حقيقة الاشياء صار ظله صاحبه
حين كان «كورنيلوس فاندربلت» في سن الثانية عشرة،
أُجبر على العمل لصالح والده في مشروعه الصغير الخاص بالشحن،
كان عملا شاقاً لهذا كرهه،
كان كورنيلوس طفلا عنيداً وطموحاًوعقد العزم في ذهنه عل الاتي:
خلال أعوام معدودة، سيؤسسٍ مشروعه الخاص للشحن،
هذا القرار البسيط غير كل شيء،
وباتت هذه الوظيفة التي يكرهها تدريبا ممتازاً وضرورياً،
لقد تعلم سر المهنة، وفهم قانون اللعبة!
في سن السادسة عشرة، اقترض مئة دولار َ من والدته!
وهو مبلغ جيد في العام 1814، واستخدم المال لشراء قارب،
وبدأ في العبور بالمسافرين بين منهاتن وستاتن آيلاند.
واستطاع ان يعيد المبلغ إلى والدته خلال عام.
ومع بلوغه سن الحادية والعشرين كون ثروه صغيره،
وصار في طريقه لأن يصبح أغنى رجل في زمانه!
من خبرته وضع شعاره الذي استمر معه مدي الحياة:
لا تكن تابعاً ابداً، كن مالكاً علي الدوام!
لا بد ان نأكد علي عدة مفاهيم:
1 . الأرزاق مكتوبة، ونحن مأمورون بالسـعي
2.لــو أمضــى الإنســان عمــره كلــه فــي السعي فلــن ينــال أكثــر ممــا كُتب له
3.التوقف عن السعي لتحصيــل الــرزق، بحجــة أن الأرزاق مكتوبــة هــو فهــم ســقيم، وليــس فيــه شــيء مــن التــوكل، وإنمــا هــذا هــو التــواكل بعينــه!
4. . نحــن مأمــورون بالعمــل لأننــا نعــرف أن أن العمــل بــاب رزق، ولكننــا ونحــن نعمــل لا ننســى أبــدا ان لــرازق فــي الســماء
5.ســمة هــذه الدنيــا التفــاوت، ولــو كانــت الأرزاق مقســمة بالتســاوي، لمــا كان هنــاك عمــل ولا ســعي، فســبحان مــن قضــى كل أمــر لحكمــة يعلمهــا!
لا شك أن الإصرار على تطوير الذات، والاستقلال بعمل خاص، أمر محمود، ومضمار سباق محترم،
وكلما استقل الإنسان مادياَّ كان أملكً لنفسه!
علينا أن لا ننسى أن الآلاف يقبعون في السجون، لأنهم اقترضوا لأجل أن يكون لهم مشاريعهم الخاصة!
نعم هناك فرق بين ساع وآخر، وبين محترف وهاو ٍ
ولكن ما منا من أحد إلا سيأخذ ما كتب له.
عندما وصل خبرُ وفاة خالد بن الوليد إلى عمر بن الخطابُ
انزوى بنفسه، وأخذ يبكي ويقول: ذهبوا وتركوني!
عمر هازم الإمبراطوريات
الذي يهرب منه الشيطان إذا رآهُ
كسره موت خالد بن الوليد
تمام كما كسره موت النبي ﷺ من قبل،
فخرج يبحثَ عن مكان يبكي فيه وحده!
يُهزم المرءُي بالأشياء التي يُحبها ،
يُهزم المرءُي ألف عدو لا يفعلون بقلبك ما يفعله حبيب واحد!
