نبؤة العراف: المستقبل يكون بهذا الشكل..
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولرجل متوسط يرتدي عباءة فضفاضه تخفي ملامحة، يبدو في سن الحكماء، يختبئ داخل كهفه الصغير ينتظر قدره الذي تنبأ به، ينادون عليه اهل قريته و يسمونه العراف و المنجم و الكهان، يتبعونه من مئات السنين الي وقتنا هذا، فهو يمارس التنبؤ بالمستقبل و في العادة تكون على احتمالات مستقبلية لعلاقة عاطفية، أو حالة مادية، كما انهم يمارسون تلك القدرة علي التنبؤ باستخدام وسائل خفية أو خارقة للطبيعة، مثل أوراق اللعب و أوراق التاروت، استخدام البلورة او قراءة الكف.
العرافين منهم من ظهر للعالم ليحذر و منهم من اكتفي بالمشاهدة و اخرين يستغلون دافع الفضول لدينا و لعل ما يشاهده العالم الان يعزز هذا الفضول و ماذا ينتظرنا في المستقبل القريب، في النهاية الجميع اتفق حول رواية واحدة و هي ان العالم علي حافة الانهيار..
من هم هؤلاء العرافين؟
العراف الاشهر علي الاطلاق "نوستراداموس" المنجم الفرنسي حيث نُشرت تنبؤات نوستراداموس في كتابة عام ١٥٥٥ و قد كُتبت علي شكل ابيات شعرية تُعرف باسم الرباعيات من خلالها ننتقل الي سطر جاء فيه (حرب عظيمة لمدة سبعة اشهر، يموت الناس بسبب الشر). هذه الجملة هي جزي من الرباعية التي تحتوي علي نبؤة "الحرب الكبري" و ادعي البعض تفسير ذلك الي احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة و يرجح البعض انها العام المقبل و ذلك لما جاء في نفس النبوءة من سطر اخري يحمل جملة (نور المريخ سوف ينطفئ) و قد فسره المفسرون ان كلا الحرب العالمية الثالثة و توجه انظار البشر نحو المريخ سيحدثان في نفس السنة التقويمية، و غيرها من التنبؤات الذي جاءت بالكتاب مثل الفيضانات العظيمة و جفاف الارض.
العرافة البلغارية العمياء "بابا فانجا" التي تركت لنا بعض التنبؤات لما يحدث في الاعوام القادمة، مثل توقعها باستخدام دولة كبيرة اسلحة بيولوجية و ذلك سوف يؤدي الي نشوب حرب عالمية ثالثة، و ربطها البعض بما يحدث في روسيا و اوكرانيا و لذلك في تخوفات كبيرة ان تتحقق تلك النبوءة، توقعت العرافة العمياء كما كان يسمونها البعض بعاصفة شمسية قد تتسبب في حدوث انقطاع كبير في التيار الكهربائي و انقطاع في الاتصالات، مما يتسبب في عدد كبير من المشكلات، كما ادعت ان مدار الارض سوف يتغير و ذلك يكون له عواقب كبيرة مثل تغير المناخ و غيرها. كما توقعت ايضاً سيحدث اول تواصل بيننا و بين كائنات الفضائية في عام ٢٠٢٤ و ذلك اثار الخوف بين الكثير بعد ان ربطوا حادث المكسيك و عثورهم علي الكائن الفضائي و اضافت العرافة بابا فانحا ان سوف يتم إبادة نصف البشر من الكون و ذلك يحدث عن طريق غزو الكائنات الفضائية لنا.
العراف المزارع "إدغار كايس" و الذي كان يدعي انه قادر علي التحدث الي الموتي و رؤية المستقبل و قد تنبأ بالفعل بأكثر من رؤية و تحققت علي ارض الواقع مثل الحرب العالمية الثانية و البراكين و تغير المناخ و انهيار بورصة وول ستريت بالولايات المتحدة الاميركية، و لقد تنبأ لنا بالمستقبل الذي يحمل اموراً اخري، منها ان البشر سيستبدلون طرق التنقل العادية مثل السيارات و القطارات و الطائرات، بالسفر عبر الزمن اي ستنتقل الاجسام بتكنولوجيا جديدة الي جزيئات اصغر و تنتقل عبر الابعاد عير الابعاد الاربعة ( الطول، العرض، الارتفاع، الزمن) التي يعرفها الإنسان اليوم، من ثم تتجمع الجزيئات في الجهة المقابلة، و بذلك سينتقل الإنسان من و إلي اي مكان علي الأرض في ثواني معدودة، و توقع ادغار كايس الي تدمير بعض الدول علي يد الكوارث الطبيعية، حيث أشار الي دولة اليابان يوف تغرق تحت سطح المياه، مشيرا إلي ان المصير نفسه ينتظر دول أوروبية مثل بريطانيا التي تنبأ بغرق نصفها.
دعونا نفكر لحظات
كل عصر يحمل كوارث يزيد من الفضول عند الناس ليدفعوا العرافين الي الظهور و استخدام قدراتهم في توقع المستقبل و ليس معرفه ما يجري له، فهناك فرق فكل عراف منهم و غيرهم الذي لم يشتهر يتنبأ و يتوقع بكثير من الامور السيئة فقط و لكن بالنهاية يحدث منها البعض و يسقط الأخر ، فالجميع يعتمد علي تحول سلوك البشر الي سلوك متوحش و الذي بالفعل يتحول و ينحدر تدريجياً و يمكن للجميع ان يتنبأ بما يحدث اذا تحولنا الي وحوش، فيأتي في المقام الاول الحروب مثل ما توقع ادغار كايس ثم موت البشر و ذلك يسبب نتائج سلبية علي المناخ مثل مت ادعت العرافة بابا فانجا، تطور التكنولوجيا و حصرها في استخدام الاسلحة البيولوجية و الاسلحة النارية و التي بدورها تكون لها نتائج وخيمة مثل حرب عظيمة اخري تسبب في انهيار الكون و العودة الي الحياة البدائية.
يظهر الان الكثير من الاسماء بالوطن العربي يدعون رؤيتهم لما سيكون عليه المستقبل مشيراً كل منهم بمعرفة ذلك عن طريق النجوم و الابراج و غير ذلك، و لانتشار التشاؤم بين المجتمعات في الوطن العربي و يكون الخوف دافعهم الاكبر ليستمعوا الي العراف او المنجم، بالاضافة الي الروايات و القصص التي نحفظها منذ نعومة اظافرنا، ادي ذلك الي ظهور منجمين كثريين علي السطح، يبدو من الوهلة الأولي انهم صادقين و يمكن بالفعل ذلك ان يصدقوا في توقع او تنجيم سواء استخدام دراسة سلوك البشر او استخدام السحر المحرم و لكن عندما تتعمق في عالمهم فتستوعب المقوله المشهورة " كذب المنجمون و لو صدقوا" فمنهم يعمل لحساب مؤسسة و مخبرات دولة ما و يتبعوا اجندة معينة، مثل ما حدث اثناء الانهيار الاقتصادي في أمريكا، و كان معظم المنجمين او العرافين تابعين للمخابرات يملون عليهم اجندتهم الخاصة، و نكرر ذلك مع أسماء عربية و تم فضحهم علي الهواء انهم تابعين الي مؤسسة ما و يفعلون ذلك مقابل مبلغ مادي ضخم، و غيرهم ينسب لنفسه طائفة ما تستخدم السحر و تدعي انها تتحكم في العالم.
في النهاية نستطيع ان تقول ان ما توقعه كل عراف يمكن ان يحدث لانه يجب ان يحدث و ليس لان العراف اخبرنا به، فهو في حساب المنطق و قراءة المشهد العالمي و ما يدور حولنا فيجب ان نتخذ الحذر و الحرص الشديد لما هو قادم، و لم يكن ذلك يتحقق الا بتذكر هويتنا و حماية معتقداتنا و حفظ اخلاقنا، تربية جيل يسير في طريق العلم و الابحاث، فذلك لم يغير العالم الي الأفضل و لكن يقلل من نتيجة الكوارث التي يمكن ان تحدث سواء كوارث طبيعية او كوارث من صنعنا مثل ما يعتقدون العرافين و المنجمين و الكهانة.
المراجع
ضجة تثيرها تنبؤات نوستراداموس قبل 450 سنة وموعد وفاة الملكة إليزابيث
Amr Gouda
كاتب مقالاتتخرجت من كلية اعلام قسم اذاعة و تليفزيون ثم التحقت بدورة تدريبية لمدة عامين في مجال السينما و التليفزيون ثم عملت في جريدة الاهرام عام ٢٠١٣ في المقالات الفنية و بدأت في الاهتمام بالكتابة و كتبت عدة قصص قصيرة، و مقالات فنية و سياسية و لكن لم تنال الشهرة و لكني اعمل علي تطويرها
تصفح صفحة الكاتب