ممارسة الرياضة تقلل خطر الأصابة بالسكري حتى عند الأشخاص الذين لديهم عامل وراثي للإصابة به

الكاتب

Douaa Al kahwahji

متابعة

كاتب محتوى طبي ومترجم طبي

يوجد العديد من عوامل الخطورة التي تزيد احتمال الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأحد أبرز هذه العوامل هو العامل الوراثي.

إن وجود تاريخ عائلي لمرض السكري أي إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى به (الوالدين والأشقاء)، يشكل عامل خطورة للإصابة بمرض السكري

أثبتت الدراسة أن ممارسة الرياضة بشكل متوسط إلى قوي يوميًا يقلل احتمال الإصابة بمرض السكري، حتى عند الأشخاص الذين يملكون تاريخ عائلي للإصابه به.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري؟

تشمل عوامل خطر السكري التي تزيد احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ما يلي:

البدانة

تمثل زيادة الوزن أو السمنة عامل خطورة رئيسي للإصابة بمرض السكري، وبالأخص تمركز الدهون بمناطق محددة من الجسم مثل منطقة البطن.

حيث يرتفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عند الرجال الذين يزيد محيط خصرهم عن 100 سنتيمتر، وعند النساء اللاتي يزيد محيط خصرهن عن 88 سنتيمتر

الخمول وقلة النشاط البدني

تساعد الأنشطة البدنية على التحكم بالوزن والاستفادة من الغلوكوز على هيئة طاقة وتجعل خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين، أما الخمول فهو يمنع استهلاك الغلوكوز ويؤدي لزيادة الوزن ويزيد خطر الإصابة بمرض السكري.

التاريخ العائلي

يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين يملكون أقارب من الدرجة الأولى مصابين بمرض السكري أي الوالدين والأشقاء.

العِرق

هناك بعض الأجناس والأعراق لديهم خطر أعلى للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، السبب وراء ذلك غير معروف تماماً، لكن أثبتت الأبحاث أن الأشخاص ذوو البشرة السوداء وذوو الأصل الإسباني والأمريكيون الأصليون والأسيويون وسكان جزر المحيط، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري

مستويات الشحوم في الدم

ارتفاع الكوليسترول منخفض الكثافة بالدم وارتفاع نسبة الشحوم الثلاثية يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.

العمر

مع التقدم في العمر يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولا سيما بعد بلوغ سن 35 عامًا.

مقدمات السكري

هل ارتفاع السكر بالدم يعني بالضرورة وجود مرض السكري؟

الجواب، لا.

حيث يوجد حالة تكون فيها نسبة الغلوكوز في الدم أعلى من النسبة الطبيعية، لكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص الحالة على أنها مرض سكري، وهذه الحالة تسمى مقدمات السكري.

مقدمات السكري تشكل عامل خطر للسكري، وإذا لم يتم علاج هذه الحالة فهناك احتمال كبير لأن تتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني.

السكري الحملي

في أثناء فترة الحمل، هناك بعض النساء يحصل لديهن السكري الحملي وهي حالة من ارتفاع سكر الدم وتزول هذه الحالة بعد الولادة.

يزداد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى النساء اللاتي أُصبن بالسكري الحملي أثناء الحمل أو اللاتي ولدن طفلاً يزن أكثرمن 4 كيلوغرامات.

متلازمة المِبيَض متعدد الكيسات

النساء المصابات بمتلازمة المِبيَض متعدد الكيسات يزداد لديهنّ خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

المِبيَض متعدد الكيسات هي حالة مرضيّة تسبب دورة شهرية غير منتظمة، وزيادة نمو الشعر، والبدانة.

ما هي أسباب الأصابة بالسكري؟

تحدث الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل أساسي نتيجة لمشكلتين:

مقاومة الخلايا للأنسولين حيث تصبح الخلايا عاجزة عن الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بعملها.

عدم قدرة البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين.

السبب الكامن وراء ذلك غير واضح تماماً، لكن من العوامل التي تسهم فيه زيادة الوزن وقلة النشاط البدني.

ما هي اعراض مرض السكري؟

قد تكون اعراض مرض السكري في بدايته خفيفة لدرجة أنك لا تلاحظها، وخصوصاُ في مرض السكري من النوع الثاني.

بعض الأشخاص لا يكتشفون إصابتهم حتى تبدأ لديهم الأضرار طويلة المدى التي يسببها مرض السكري, ومن أهم اعراض مرض السكري:

الجوع والتعب

في الحالة الطبيعية يقوم الجسم بتحويل الطعام الذي نتناوله إلى جلوكوز تستخدمه خلاياك للحصول على الطاقة، والأنسولين يلعب دور الحامل للجلوكوز الذي يقوم بإدخال الجلوكوز إلى داخل الخلايا.

فإذا كان الجسم لا ينتج الأنسولين، أو يقوم بإنتاجه لكن بكمية غير كافية، أو إذا كانت خلاياك تقاوم الأنسولين الذي يصنعه الجسم؛ فلن يتمكن الجلوكوز من الدخول إلى داخل الخلايا؛ ولن تستطيع الخلايا إنتاج الطاقة، لذلك ستشعر بالجوع والتعب كما وأن السكري يسبب النعاس

كثرة التبول والعطش

عادة ما يقوم الشخص الطبيعي بالتبول ما بين أربع إلى سبع مرات في غضون 24 ساعة، لكن الأشخاص المصابين بداء السكري قد يذهبون أكثر من ذلك بكثير.

لكن لماذا؟ عادةً ما يقوم جسمك بإعادة امتصاص الغلوكوز أثناء مروره عبر الكليتين، ولكن عندما ترتفع نسبة السكر في الدم، فقد لا تتمكن الكليتان من استعادته مرة أخرى. وهذا يتسبب في زيادة إفراز الجسم للبول، مما يؤدي إلى شرب السوائل بشكل أكبر، وبالنتيجة؛ سيكون عليك الذهاب للتبول بشكل متكرر.

السكري يسبب الحكة وجفاف الفم

نظرًا لأن جسمك يستخدم السوائل في التبول، فتقل نسبة السوائل في جسمك وقد تصاب بالجفاف وتشعر بجفاف فمك، ويمكن للبشرة الجافة أن تسبب لك الحكة أيضاً.

السكري يؤثر على النظر

قد يؤدي تغيير مستويات السوائل في الجسم إلى انتفاخ العدسات في عينيك، مما يؤدي إلى فشل عملية المطابقة وعدم القدرة على التركيز.

عدوى الخميرة

يمكن للرجال والنساء المصابين بمرض السكري الإصابة بها، الجلوكوز هو غذاء هذه الخميرة ، لذا فإن ارتفاع نسبته يؤدي إلى نموها وتكاثرها.

يمكن أن تنمو العدوى في أي طيات جلدية دافئة ورطبة، بما في ذلك:

بطء عملية التئام الجروح والقروح

يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم على المدى الطويل إلى نقص تدفق الدم عبر الشعيرات الدموية، يؤدي نقص التروية إلى تلف الأعصاب وبالتالي صعوبة التئام الجروح،

الشعور بالخدر والتنميل في قدميك أو ساقيك

يحصل تلف الأعصاب والنهايات العصبية بسبب ضعف التروية الدموية وخصيصاً في الشعيرات الدموية مما يؤدي إلى شعور المصاب بمرض السكري بخدر وتنميل أو ما يشبه وخز الإبرز

هل مرض السكري خطير؟

يوجد لمرض السكري من النوع الثاني بعض المضاعفات مثل:

غيبوبة السكري

تسمى متلازمة فرط الأسمولية اللاكيتونية (HHNS). hyperosmolar hyperglycemic nonketotic syndrome (HHNS)

غيبوبة السكري قد تنتهي بالموت مع كلا نوعي مرض السكري، لكنها أكثر شيوعًا في النوع الثاني، تحدث عندما يرتفع مستوى السكر في الدم لديك ويصاب جسمك بالجفاف الشديد.

ما هي اعراض غيبوبة السكري؟

تكون نسبة السكر في الدم أكثر من 600 مجم / ديسيلتر

جفاف الفم

العطش الشديد

بشرة دافئة وجافة لا تتعرق

ارتفاع في درجة الحرارة

النعاس

فقدان البصر

الهلوسة

متى تتصل بطبيبك؟

إذا كان عمرك أكبر من 45 عامًا أو لديك أو لديك عوامل خطورة للإصابة بمرض السكري مثل التاريخ العائلي للمرض، فمن المهم إجراء الاختبار. عندما تكتشف الحالة مبكرًا، يمكنك تجنب تلف الأعصاب ومشاكل القلب والمضاعفات الأخرى.

كقاعدة عامة ، اتصل بطبيبك إذا كنت

تشعر بالغثيان في معدتك، والضعف، والعطش الشديد

كثرة التبوّل

ألم شديد في البطن

التنفس بشكل عميق وأسرع من المعتاد

رائحة تشبه رائحة مزيل طلاء الأظافر (هذه علامة تدل على ارتفاع نسبة الكيتونات).

ماهي طرق الوقاية من السكري؟

السبب الكامن وراء ذلك غير واضح تماماً، لكن من العوامل التي تسهم فيه زيادة الوزن وقلة النشاط البدني.

يساعد نمط الحياة الصحي على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. ففي حالة الإصابة بمقدمات السكري، يمكن تغيير نمط الحياة من تأخير الإصابة بمرض السكري أو حتّى منع الإصابة به.

كيف أغيّر نمط حياتي إلى النمط الصحي؟

من أجل أن تحظى بحياة صحيّة خالية من الأمراض، أنصحك عزيزي القارئ باتباع النقاط التالية:

تناول الطعام الصحي

اختر الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الألياف مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، وحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة مثل الوجبات السريعة.

زيادة النشاط البدني

إن قضاء 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا في ممارسة الأنشطة الهوائية (الأيروبيك) مثل المشي السريع، وركوب الدراجات، والركض، والسباحة، سيجعلك تتمتّع بجسم رشيق، وجميل، ومرن، وخالي من الأمراض.

إنقاص الوزن

إذا كنت تعاني من البدانة، فيمكن لإنقاص وزنك حتى ولو بمقدار بسيط (7 إلى 10%) أن يمنع تقدّم المرض وانتقاله من مقدمات السكري إلى السكري من النوع الثاني.

تجنُّب الخمول

إنّ الفترات الطويلة من عدم النشاط مثل الجلوس لمدّة طويلة، تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني؛ لذلك حاول النهوض كل 30 دقيقة والتحرك لبضع دقائق.

ما دور ممارسة الرياضة في الوقاية من مرض السكري؟

في دراسة حديثة بينت أن النشاط البدني المعتدل إلى القوي يفيد الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في الوقاية من هذا المرض.

حيث شملت الدراسة 59325 مشاركًا ، تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عامًا.

تم جمع بيانات المشاركين بين عامي 2006 و 2010 ، ومن 2013 إلى 2015 تمت مراقبة مجموعة فرعية من الأفراد، أي أن الدراسة استمرت 6و8 سنوات، ونشرت الدراسة في المجلة البريطانية

كانت نتيجة الدراسة أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص النشيطين بدنياً أقل بنسبة 74٪ مقارنةً بالمشاركين الأقل نشاطًا.

ووجدت الدراسة أيضًا أن زيادة النشاط البدني تنعكس إيجابًا على تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني قدر من النشاط البدني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بمعنى أنه كلما زاد النشاط البدني أكثر سيكون ذلك أفضل.

نتيجة هذه الدراسة ليست مفاجئة فوفقًا للأبحاث الحالية؛ فإن النشاط البدني المعتدل إلى القوي لا يقلل احتمال الإصابة بمرض السكري فحسب؛ بل يعزز الصحة بشكل عام، حيث يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

ما الذي يقدمه النشاط البدني للأشخاص المؤهبين وراثيًا للإصابة بالسكري من النوع الثاني؟

تبحث دراسة جديدة في هذا السؤال ووجدت أن النشاط البدني المعتدل إلى القوي مرتبط بتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وإن هذا الارتباط لا يقتصر فقط على الأشخاص المؤهلين وراثيًا للإصابة بالسكري، هذا التأثير الوقائي يزيد بزيادة النشاط البدني.

المراجع

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-2-diabetes/symptoms-causes/syc-20351193

https://www.webmd.com/diabetes/guide/understanding-diabetes-symptoms

https://www.medicalnewstoday.com/articles/exercise-may-lower-type-2-diabetes-risk-even-in-those-genetically-predisposed