مسلمون هزموا الجهل والخذلان : وسبقوا الغرب بأزمان
حين نقرأ كتب التاريخ أو ندرس العلوم في المدارس، نرى كثيرًا من الأسماء الغربية تُكرّم، بينما تُهمّش أسماء عربية وإسلامية عظيمة كان لها الفضل في النهضة العلمية العالمية. هؤلاء العلماء لم يُمنحوا حقهم رغم أنهم سبقوا الغرب بقرون في الاكتشاف والاختراع.
سادة الفلك والميزان : علماء أمة الإسلام
🧪 1. عباس بن فرناس – أول من حاول الطيرانقبل أن يفكر ليوناردو دافنشي في أجنحة الطيران، قام العالم الأندلسي عباس بن فرناس بمحاولة جريئة للطيران في القرن التاسع. صمّم أجنحة وقفز بها من مرتفع أمام الناس. رغم أن محاولته لم تكن مثالية، إلا أنها كانت البداية الحقيقية لحلم الإنسان في الطيران. اليوم، لا يُذكر اسمه إلا نادرًا رغم أنه سبق الأخوين رايت بـ1000 عام.
🧮 2. الخوارزمي – أبو الجبر والحساب
كلمة “Algorithm” في كل لغات البرمجة اليوم مأخوذة من اسم العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي. وضع أسس علم الجبر والحساب، وكان له دور كبير في تطوير مفهوم "الصفر"، وهو ما ساعد على ظهور علوم الحوسبة الحديثة. رغم ذلك، لا يعرف الكثير من الطلاب حول العالم أن معظم الرياضيات الحديثة بدأت من بغداد!
🧬 3. ابن النفيس – مكتشف الدورة الدموية الصغرى
قبل أن يظهر اسم وليام هارفي بقرون، كتب ابن النفيس عن الدورة الدموية الصغرى بدقة مذهلة في القرن الثالث عشر. لكنه بقي منسيًا، وظل يُنسب الفضل في هذا الاكتشاف للعالم الأوروبي حتى تم اكتشاف مخطوطات ابن النفيس في القرن العشرين!
🧭 4. البيروني – عالم سبق زمانه
كان البيروني عالمًا موسوعيًا في الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، والفيزياء. حسب محيط الأرض بدقة عجيبة، وتحدث عن إمكانية دوران الأرض حول محورها قبل كوبرنيكوس بقرون. وكتب عن الجاذبية وخواص المعادن، لكنه ظل في الظل لأن العالم العربي لم يُنصفه في الإعلام الحديث.
⚙️ 5. الجزري – مخترع الآلات الميكانيكية
قبل الثورة الصناعية، ابتكر الجزري آلات تعتمد على التروس والمسننات، وصمّم أول مضخة مياه وأول ساعة مائية وآلية ذاتية التشغيل. كتابه "الجامع بين العلم والعمل" يُعد أساس علم الهندسة الميكانيكية. ومع ذلك، قليل من يعرف أنه سبق ليوناردو دافنشي في تصميم الآلات الدقيقة.
💡 6. الحسن بن الهيثم – مؤسس علم البصريات
أثبت الحسن بن الهيثم أن الرؤية تتم بانعكاس الضوء إلى العين، لا بخروج أشعة منها كما كان يُعتقد. كما وضع أسس الكاميرا المظلمة (Camera Obscura) التي ألهمت اختراع الكاميرا. ومع هذا، لا يُذكر اسمه في تاريخ التصوير أو البصريات كما يُذكر نيوتن أو جاليليو.
🧫 7. الرازي – الطبيب الفيلسوفأبو بكر الرازي كان طبيبًا موسوعيًا كتب أكثر من 200 كتاب، أشهرها "الحاوي" الذي تُرجم إلى اللاتينية ودرّس في أوروبا لقرون. هو أول من فرق بين الحصبة والجدري، وكان من أوائل من استخدموا الكحول في تطهير الجروح. الرازي لم يكن مجرد طبيب، بل فيلسوفًا حقيقيًا سبق الطب الحديث في التفكير النقدي والتجريبي.
⚗️ 8. جابر بن حيان – أبو الكيمياءيُعد جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء التجريبية. وضع أسس التقطير، والتبلور، والتبخير، واخترع العديد من الأدوات المخبرية. اخترع "حمض الكبريتيك" و"ماء الذهب"، وكان له تأثير مباشر في تطور الكيمياء الحديثة. لكنه غالبًا ما يُذكر بشكل سطحي دون الإشارة إلى عمق علمه ومنهجه.
🗺️ 9. الإدريسي – رائد علم الخرائطالشريف الإدريسي رسم أول خريطة دقيقة للعالم، استخدمتها أوروبا لمئات السنين. جمع المعلومات من بحّارة وتجّار ورحالة، وكان دقيقًا في وصفه للبلدان والمناخات. خريطته محفورة على صفيحة فضية ضخمة أهداها لملك صقلية، لكنها قلّما تُذكر اليوم في كتب الجغرافيا.
🧠 10. ابن سينا – العقل الذي لم يُنسَ بعدربما يُذكر ابن سينا أكثر من غيره، لكن لا يزال كثير من علمه مُهمّش. كتابه "القانون في الطب" ظل المرجع الأول في أوروبا حتى القرن 17، وتحدث عن أمراض عقلية ونفسية بعمق كبير، وشرح تركيب العين، والدورة الدموية الجزئية، وعلاج داء الكَلَب! كان فيلسوفًا أيضًا، وسبق عصره بمئات السنين
🧬 11. الزهراوي – رائد الجراحةأبو القاسم الزهراوي كتب موسوعة طبية ضخمة تُعتبر أول كتاب متخصص في الجراحة، تحتوي على رسومات لأدوات جراحية اخترعها بنفسه، بعضها لا يزال يُستخدم حتى اليوم. وهو أول من أجرى عمليات في المخ والعين، واخترع أدوات للولادة القيصرية، والحجامة، وإزالة الحصوات.
🧘 12. ابن سينا وابن القيم في الطب النفسيقد لا يعرف البعض أن ابن سينا وابن القيم تحدثوا عن المرض النفسي قبل فرويد بكثير، وشرحوا كيف تؤثر الأحزان والأفكار على الجسد، ووصفوا حالات مثل الاكتئاب، والهوس، واضطراب القلق. كانوا يستخدمون القرآن والعلم معًا لفهم النفس الإنسانية.
لماذا لا نعرفهم ؟
ربما لأن حضارتنا لم تهتم بحفظ إرثهم كما فعل الغرب بعلمائه. و لأن الغرب بأكمله أراد أن يمحي تاريخ علمائنا و يظهر و يلمع تاريخ علماءهم ، والتفكك العلمي والثقافي جعلنا نفقد الثقة في تاريخنا العلمي لكن الحقيقة أن هؤلاء العلماء هم أساس النهضة العلمية العالمية، وقد آن الأوان لنُعيدهم إلى الواجهة.
خاتمة العلماء : انتم العظماء
إن هؤلاء العلماء لم يكونوا فقط عباقرة، بل كانوا بُناة حضارة. سبقوا الغرب بالمنهج العلمي والتجريب، وكانوا يجمعون بين الدين والعقل، بين الإيمان والتجريب. آن الأوان أن نُدرّسهم لأبنائنا، ونستلهم منهم طُرق التفكير والإبداع، ونعيد الثقة في حضارتنا التي لم تمت، بل تنتظر من يُحييها.
