إعلان

مجتمعنا إلى أين يسير...؟

Yamen Zh
كاتب
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

مجتمعنا إلى أين يسير...؟

مجتمعنا إلى أين يسير...؟

نحن في زمانٍ ‎سريع ومتغير، ملئ بالاخطار، وقافلة البيت ‎تسير بمفردها، علينا أن ننتبه، لا احد ينكر أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جعلت العالم صغيرا ،والغت حاجزي الزمان والمكان ،ووفرت لنا كثيرا من الفوائد والخدمات،وتقنية متاحة دوما وارخص، لكن الأسرة تلك الرابطة الاجتماعية المقدسة، مهددة بالتفكك والانحلال :

- بيت خالٍ من المشاعر و جوجل متخم بالمشاعر والحب ..!!!

‏‎بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ‏‎ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت‏، لا يعرفه ولا يقربه.

‏- بيتٌ لا جلسات لا حوارات، لا مناقشات لا مواساة...‏‎

تيقظوا...‏‎هكذا هي بيوت العنكبوت واهية...!!!‏‎


اقرأ ايضا

    - الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة... تبدل ‏‎وصار (راوتر).

    - ‏‎الام التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها، تحولت وصارت واتس آب... ‏‎في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل...

    ‏‎إلى اين نسير؟

    - ‏‎الأبناء تحولوا من مسؤلين إلى متسولين؛ ‏‎يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك... وتفاعل من ذاك وهذا وهذه...

    - ‏‎زمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب...

    ‏‎- إلى اين نسير ..؟

    - الزوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء، ‏‎وتعجب بصورهم الشخصية.وزوجها بجانبها يترقب منها كلمة إعجاب ...

    - و‏‎زوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك، وهن غريبات بعيدات، وزوجته بالقرب منه، ولكنها لم تسمع عطفه ولا لطفه!!!

    - ‏‎إلى اين نسير؟

    - أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل.‏‎لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه ،‎ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها!!! ‏‎وهل لها بصمة في سكينته ومودته؟

    - أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب "إني حزين" ‏‎وهي لا تدري أن بنتها غارقة بالحزن والوحدة... ‏‎تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميين..

    ‏‎- أب يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع ، ‏‎وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته!!؟ ‎ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته!!!

    -إلى أين نسير...؟

    ‏‎- والد يخطط لنصيحة شابة تمر بازمة نفسية، ‏‎وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات...‏

    ‏- ‎ابن معجب بكل شخصيات الفيس، ‏‎ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه، ‏‎ووالده الذي تعب لأجله ‏‎لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح..

    ‏‎ولم هكذا صار المسير..؟

    لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت... نريد أن نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت..

    ‏‎مع الاخرين..

    ‏‎مع البعيدين..

    ‏‎مع الغرباء مع من لا نعرفهم...

    ‏‎🤞ما الحل والعلاج ؟

    _ أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت.‎رسالتنا تبدا من بيوتنا، وفي بيوتنا ومع اهلنا. ‎ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت ‏‎قبل الشارع، ستنتهي أكثر مشاكلنا.

    -للبعض أقول... رسالتكم مبدؤها في بيوتكم .ليس مطلوبا منكم أن تصلحوا العالم كله. ولكن لو نظف كل واحد منا بيته لأصبح المجتمع كله نظيفا...هذه مواقع التواصل الاجتماعي جزء من حياتنا، فلنتعلم كيف نتعامل منها، لانسئ استخدامها، لا ننبهر بها، لا نقلل من خطورتها، لا نضيع وقتنا فيها، على حساب مصالحنا وفروضنا وواجباتنا.

    ‏‎حفظ الله بيوتناً من الاذى، ‏‎وجمع شملنا على التقوى وأصلح حالنا...اللّهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه.

    اقرأ ايضاّ