ما وراء الفكرة " اطروحات السينما المصرية" (1)

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

ما وراء الفكرة " اطروحات السينما المصرية" (1)

تمهيد بسيط

مصر المحروسة حلم كل عاشق وخيال كل عاشق وهَمّ كل مفكر وأمل كل مصري.

التطور والحركة قانون كونى لا يمكن الفكاك من بحال، كما لا يمكن غض الطرف عنه او تجاهل طبيعته الذاتية.

والمجتمع المصري مثله ككل المجتمعات والتجمعات البشرية الاخرى ويسرى عليه هذا القانون وتتحدد سرعته او سكونة بالقياس بمن حولنا من مجتمعات ودول.

والناظر بعين الحياد لا يمكنه إنكار أزمة العقل المصري وتغير نمطه الثقافي ومن ثم رؤيته الاخلاقية على كافة المستويات وبشتى مجالات النشاط الإنساني.

الفكرة وسلوك الإنسان

والحق ان هذا التغيير وتلك الأزمة لم تأتي من فراغ ولم تحدث لنا بين ليلة وضحاها وإنما سبقها تاريخ طويل من الأحداث المستمرة والمتأنية والتي اعادت ببطء نحت شكل الانسان المصري.

وأي تغيير مهما كان صاخبا أو مستترا يحدث على المستوى الجمعي فلابد أولا وان يمر بالفرد

والتغيير عند الفرد البسيط لابد وأن يسبقه تغيير في الفكرة الحاكمة لتصرفاته والتي تتشكل بها قناعاته وتتحدد من خلالها أولوياته

فكرته عن الحياة والدين والعمل والزواج والمحبة والخصومة وما إلي ذلك، ولا يمكننا وضع الإحتياج مكان الفكرة لأن الاحتياج يتوقف شغفه بالإمتلاء والإشباع أو بالزهد ، اما الفكرة فتحتوى ذلك ولا تتوقف عن التطور والإستمرار.

لذلك فمن سلامة الفهم الجزم بأن الفكرة هي مربط الفرس وهى مكمن مكر الإعداء وهى المستهدفة، فتغيير الشعوب يأتي من تغيير افكارها

الإعلام والسينما

الإعلام بشكل عام هو ميزة شديدة الخصوصية للإنسان البشرى ومن مرادفات التعامل مع الأفكار

ولا نحصر هنا الإعلام بالخبري وإنما إعلام الرأي أيضا والذى امتلك ادوات بهذا العصر تتجاوز الشكل التقليدي

فالسينما والمسرح والمسلسلات ومواقع التواصل الاجتماعي وشركات الإنتاج العملاقة تعتبر كلها من ضمن إعلام الراي،

فلا يمكننا تجاهل الإصرار المميت من شركات الانتاج العالمية لتمرير اجندات تخص اللادينين والمثليين وما إلى ذلك

كما لا يمكن إنكار تمرير القناعات السياسية والدينية والأخلاقية المحددة بشركات الإنتاج المحلية

لذلك سنأخذ السينما المصرية كنموذج فعّال من ادوات تغيير الفكرة عند المواطن المصري وذلك لسيطرتها على المحيط العربي وأيضا لتنوع وصخب أفكارها والتي لم تصل له أي سينما عربية اخرى

وذلك ما سنطرحه في المقال القادم.

اقرأ ايضاّ