لماذا يكبر أطفالنا اليوم أسرع من أى وقت مضى؟

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولهل سألت أحد يوماً عن عمره وفوجئت حين أجاب؟

ظاهرة أن تنظر لشخصٍ ما فتى أو فتاة اليوم و تشعر أنه شخص بالغ عاقل انتشرت كثيراً في الأونه الأخيره وذلك لأن طفل اليوم ينمو أسرع من أطفال الماضى و ذلك لعدة أسباب مختلفة.
و بسبب أختلاف أشياء كثيرة مُجتمعيه و أسرية و نفسية.
تلك الظاهرة بدأت في التجلى مؤخراً و مع الأجيال التى بدأت في النمو مع ظهور الإنترنت و التكنولوجيا. الأجيال التي نشأت منذ عام 2000 وما بعد ذلك أو ما يطلق عليهم "Gen Z" أطفال الألفية الحديثة.
الأطفال الذين أصبحوا يرفضون طفولتهم و يحاولوا جاهدين في إنهائها بأسرع وقت لأن مرحلة الطفولة ليست عصرية و غير مواكبة لما هو دارج الان.
السؤال هو ما الذي يجعلنا نطلق على الطفل طفل؟
الشكل الخارجي الظاهري و تصرفاته و طريقة حديثه و ما يشاهده و أصدقائه وأهم شيئ خلو عقله من المشاكل و الأحمال والأعباء التي تُفرض علينا كبالغين. لكن تلك الأشياء في عالمنا المادي والتكنولوجي قد سُرقت من أطفالنا فأصبح أطفالنا يتشابهون كثيراً ببعضهم البعض. فا أصبحوا يرتدون نفس الملابس و يتحدثون بنفس الطريقة و يستخدمون نفس أنواع مستحضرات التجميل التي هي في الأساس ليست لهم.
كل ذلك بسبب تواجد الهواتف الذكية في أيديهم طوال الأربع وعشرين ساعة فأصبحوا أطفالنا يتعرضون لشتي أنواع المحتوى. المحتوى الجيد و السيئ. الكثير و الكثير من المحتوى السيئ الغير مخصص للأطفال و المثير لأعصاب و أفكار البالغين قبل الأطفال.
أطفالنا اليوم من الفتيات والفتيان يتعرضوا للمحتوى الذي يفرض عليهم شكل خارجي عصري معين وشكل حياة مختلف و شكل منزل معين. مما وضع الضغط على أطفالنا لمواكبة تلك الصورة المزيفة الغير حقيقية بالمرة.
و لأن الطفل طفل فا أصبح من السهل إقناعه بأي شيء و زراعة أي فكرة في عقله. زراعة فكرة أن الطفولة ليست المرحلة اللطيفه و أنه يجب أن ينمو الآن . ففرضت علي الفتيات شكل ملابس مختلفة واستخدام مستحضرات تجميل الوجه و الشعر و الجسد فا أصبحنا نجد الآن طفلة ذات خمسة عشر عام تبدو كأمرأه كاملة النضوج في العشرينات من عمرها. كذلك الفتيان فا أصبح الفتى يقلد البالغين في مصطلحاتهم و سلوكياتهم التي يراها في التلفاز و الافلام و مواقع التواصل الاجتماعي. فا أصبح كل الاطفال الان او معظمهم عبارة عن مسوخ صغار في العمر ولكن كبار في السلوك. يقلدوا كل ما هو دارج. صحيحٍ كان أم خطأٍ .
مما جعل الطفل الآن في حالة نفسية من الضغط المستمر ليتشابه بهؤلاء الأشخاص الذين في الواقع هم أكبر منه و في مرحلة عمرية مختلفة عنه و سلوكياتهم قابلة للتشكيك من البداية.
ذلك الضغط الذي يجعل الطفل لا يبدو في عمره ف الضغط العصبي يؤثر علي شكل الإنسان البالغ منه و الطفل و ذلك بجانب جهود الطفل نفسه ليبدو أكبرمعتقداً أن حياة البالغ أحسن و أروع.
كل ذلك يمكن تقبله من الطفل و من المحتوى و من مقدمي المحتوى و لكن الغير مقبول والذي يؤدي بالفعل إلى التغيير في شكل الطفل وسلوكياته وهو أيضاً بسبب التكنولوجيا و الهواتف الذكية و انفتاح العالم المرعب.
هو تعرض الطفل للتنمر الإلكتروني أو التعرض للأسوء و هو التحرش الإلكتروني وذلك عن طريق تواجد بعض الأشخاص المرضى وسط مجتمعات و ألعاب و برامج الأطفال مما يؤدي لتواجد الطفل في محادثات غريبة و تعرضه للأفعال الغريبة التي قد تغير حياته و سلوكه للأبد ليس فقط في شكله الخارجي و لكن أيضاً في أفكاره. ف تلك المحادثات تصدم الطفل صدمة يصبح الرجوع منها شبه مستحيل فا تضيف عبء عليه مما حدث له و عبء الحديث عنه و عبء إخفائه و عبء الاستمرار و عبء آخر وأسوأ وهو عبء الابتزاز من هؤلاء المرضى.

و بسبب كل تلك العوامل التي تم ذكرها و لم يتم يبدو أطفالنا اليوم أكبر و يبدون كالبالغين.
ليبقى السؤال هنا.
كيف احافظ على طفلي من كل ذلك؟ كيف أحمي طفلي من تعرضه لكل تلك المخاطر؟
الإجابة هنا صعبة و ليست المنع التام للطفل من كل وسائل الترفيه التي يستخدمها أقرانه ولكن بالمحاولة في توفير بدائل للوقت المستهلك على الإنترنت في أنشطة أخرى مفيدة أكثر لعقله و سلوكياته.
الحل ليس في ترهيب الطفل من تعرضه لشيئ مماثل ولكن الحل هو حماية أطفالنا الذي هو واجبنا من البداية
فا يمكننا الأشتراك لأطفالنا في نشاطات رياضية وفنية متنوعة.
مساعدة طفلنا للتعرف على أطفال أخريين من نفس عمره و مصادقتهم و ممارسة النشاطات التي لا تتعلق بالهاتف الذكي معهم.
ملاحظة طفلنا جيداً و معرفة طريقته و سلوكه و عاداته و مواعيد نومه واستيقاظه حتى إذا تغير أي من تلك الأشياء نتعرف على سببه و نبحث عن طرق لعلاجه و نتوجه للطبيب المختص إن لزِم الأمر.
أيضاً محادثة الطفل وتعريفه علي الصواب و الخطأ و وجود المساحة الآمنة للطفل للتحدث عما يدور في عقله دون خوف أو توتر.
بجانب وجود مراقبة على ألعابه الالكترونيه والبرامج التي يستخدمها والأشخاص الذين يتحدث معهم.
و بهذه الطريقة وبعدة طرق مختلفة أخرى يمكننا الحفاظ على أطفالنا من أن يكبروا قبل أوانهم و الحفاظ على سلامة نفسياتهم و سلوكياتهم و الحفاظ على بيئاتهم .ونضمن أن يعيش أطفالنا حياة صحيحة يكونوا بها أطفال. يلعبوا ويمرحوا و يروا العالم بعين الطفل الغير عابئ للأحمال التي ليست لعمره أو الضغوطات التي تغير طبيعته.
Kids getting older younger: Are children growing up too fast?
Social media, pampering parents, increased pressure to succeed – ‘kids these days’ deal with a lot. But is it making them grow up faster or slower than previous generations? ...
اقرأ المزيد
ندى رفعت
كاتبةأعمل ككاتبة محتوى. مقالات و إسكريبتات و أيضاً كتابة محتوي لمواقع التواصل الأجتماعى. الكتابة هي هوايتى المفضلة. أكتب عن كل الأشياء بعدة لغات.
تصفح صفحة الكاتب