
في يومنا ده، كل حاجة حواليك بتتغير بسرعة: الفيديوهات مدتها 15 ثانية، الأخبار بتتحدث كل لحظة، الترند بيعيش يومين بالكثير، والمسلسلات بقينا نخلّصها كلها في يوم واحد ونقول: "وبعدين؟"
السؤال اللي لازم نقف عنده: ليه بقينا بنزهق بسرعة؟ وليه أي حاجة بتفرحنا أو تشغلنا، عمرها قصير جدًا؟
إحنا في عصر السرعة… بس أكتر من اللازم

العقل البشري مش متبرمج يبدّل اهتمامه كل 10 ثواني، ولا يستقبل آلاف المعلومات في اليوم الواحد. ومع السوشيال ميديا، بقينا بندور على الإشباع اللحظي: فيديو يضحكني، صورة تبهرني، بوست يحركني، وبعدها أعمل سكرول… على اللي بعده.
الاستهلاك اللحظي: خد اللي تقدر عليه وامشي

إحنا مش بنستمتع بالحاجة، إحنا بنستهلكها ونرميها. أغنية حلوة؟ نسمعها 10 مرات في يومين ونتعب منها. مسلسل شدنا؟ نخلصه في يوم ونقعد ندوّر على غيره. علاقات؟ ساعات بتبتدي بسرعة وتنتهي أسرع، علشان الزهق دخل قبل ما نتعرّف بجد.
الزهق مش من الحاجة… الزهق جوانا

المشكلة مش دايمًا في المحتوى اللي بنشوفه أو الحاجات اللي بنعملها. المشكلة أحيانًا إننا متعودين ندوّر على حاجة "تشدّنا"، لكن أول ما نحس بالملل، بنرميها كأنها انتهت.
بس الحقيقة؟ أي حاجة عظيمة محتاجة وقت. محتاجة صبر، ومجهود، وهدوء.
إيه اللي ممكن نعمله؟

- نرجّع قيمة "البُطء": مش لازم كل حاجة تخلص بسرعة. خد وقتك واستمتع.
- نتعلّم نكمل لحد الآخر: اقرأ كتاب للآخر، اتفرّج على فيلم من غير ما تمسك موبايل، اسمع ألبوم كامل مش تراك واحد.
- نقلّل المقارنات: لما تبطل تقارن حياتك بكل حاجة بتشوفها على السوشيال، هتحس إن الحاجات البسيطة عندك لها طعم.
- نخلق عمق في الحاجة اللي بنحبها: لو بتحب حاجة، اتعمق فيها، متستعجلش تتخطّاها.
هل الزهق عيب؟ ولا علامة؟

الزهق مش دايمًا حاجة سلبية. أوقات بيكون رسالة من عقلك إنه محتاج تغيير حقيقي مش تسلية مؤقتة. وممكن كمان يكون علامة على إنك مش ماشي في طريق بيمثّلك فعلًا، أو إنك بتجري ورا حاجات سطحية متستحقّش اهتمامك العميق.
بس الخطر الحقيقي؟ إن الزهق يتحول لعادة. كل ما تزهق تهرب. كل ما تملّ تسيب. كل ما تزهق من شخص أو حلم أو حتى هواية، ترميه وتدور على غيره. وساعتها، هتلاقي نفسك عايش طول عمرك في بدايات، من غير ما تكمّل لحاجة حقيقية.
لحظة صدق مع نفسك

جرّب مرة تسأل نفسك:– ليه بملّ بسرعة؟– هل فعلًا الحاجة بايخة؟ ولا أنا مش قادر أركز؟– هل أنا بدوّر على الجديد دايمًا علشان خايف أواجه الملل؟ ولا علشان مش لاقي حاجة تمسّني بجد؟
المواجهة دي هتفتحلك باب جديد: إنك تبدأ تدي للحاجات وقتها، تبص بعمق، وتختار اللي يستاهل تكمل معاه… سواء شغف، أو مشروع، أو حتى شخص.
النهاية؟

الزهق طبيعي.بس إنك تستسلم له… ده اللي بيخليك تلف في دواير فاضية.
كلنا بندوّر على حاجة تلمسنا… تبهرنا… تثبت لنا إن لسه في متعة حقيقية في الدنيا دي.بس المتعة مش دايمًا في الجديد… أحيانًا، هي في اللي قديم بس ماكملناهوش.في اللي استسلمنا فيه بسرعة… وكنّا ممكن نكتشف منه حاجة عظيمة لو صبرنا شوية.
المراجع

Unmasking the allure: The instant gratification trap of social media
For many teenagers, scrolling aimlessly through social media is a common pastime. With endless videos popping up one after the other and a perfectly tailored algorithm, it’s easier than ever to get bored by videos longer than 15 seconds. On TikTok, users watch videos for an average of 3.33 seconds, meaning that these videos are...
تصفح المرجع
Consumer Boredom: Boredom as a Subliminal Mood of Consumer Capitalism
1. Introduction The main thesis this paper claims that boredom constitutes the basic mood of capitalism, especially consumer capitalism, and is employed on various levels and in various ways to ena...
تصفح المرجع