لماذا تجذبنا الفيديوهات القصيرة أكثر من النصوص والصور؟ تحليل نفسي وسلوكي

د. سامر  سيف الدين
كاتب
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
لماذا تجذبنا الفيديوهات القصيرة أكثر من النصوص والصور؟ تحليل نفسي وسلوكي

يرتبط التحول نحو الفيديوهات القصيرة، بعيدًا عن النصوص والصور على #منصات_التواصل_الاجتماعي، ببعض الترابطات البشرية الأساسية والضغوط العصرية. دعونا نستكشف الأسباب العميقة:

لماذا تجذب الفيديوهات القصيرة الناس؟

  • #سهولة_الإدراك:

تُقدم الفيديوهات المعلومات بسرعة وبجهد أقل. حيث يُعالج #الدماغ الصور أسرع بـ 60,000 مرة من النصوص، ويُضيف الصوت بُعدًا آخر وهو سرد القصص دون عناء القراءة. وفي دراسة أجريت عام 2023، احتفظ الناس بنسبة 95% بالرسالة المقدمة عبر الفيديو مقابل 10% من النص. وفي هذا السياق تُحقق مقاطع الفيديو القصيرة (15-60 ثانية) هذا التأثير قبل أن يتلاشى الانتباه.

  • تأثير الدوبامين:

" #الدوبامين هو نوع من الناقلات العصبية. يصنعه الجسم، ويستخدمه الجهاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية. ويلعب الدوبامين دورا في الشعور بالمتعة، وفي القدرة على التفكير والتخطيط، فهو يساعد على التركيز والعثور على الأشياء المثيرة للاهتمام".

تُطور منصات مثل #تيك_توك و#ريلز تأثيرًا أشبه بآلات القمار - مكافآت سريعة وغير متوقعة. قد تُسبب كل تمريرة ضحكة، أو صدمة، أو إثارة. يتوق الدماغ إلى تلك الضجة الصغيرة، و#مقاطع_الفيديو الغنية بالحركة والصوت، تُثيرها بقوة أكبر من المنشورات الثابتة. إنها إشباع فوريّ فائق.

لماذا تجذبنا الفيديوهات القصيرة أكثر من النصوص والصور؟ تحليل نفسي وسلوكي
  • #التواصل_العاطفي:

البشر مُصممون للوجوه والأصوات - ملايين السنين من التطور جعلتنا شديدي الحساسية لها. مقطع فيديو مدته 10 ثوانٍ لشخص يهذي أو يرقص يبدو أكثر حيوية من تعليق أو صورة. تنشط الخلايا العصبية المرآتية، مما يجعلك تشعر بأنك جزء من الحدث.

  • ضيق الوقت:

الحياة لا هوادة فيها - العمل، الأطفال، تصفح الإنترنت. تتناسب مقاطع الفيديو القصيرة مع جداول زمنية مجزأة؛ يمكنك مشاهدة 20 مقطعًا في استراحة الحمام. يتطلب النص تركيزًا، والصور تحتاج إلى تفسير. مقاطع فيديو؟ استهلاك سلبي، أقصى فائدة.

لماذا تتراجع أهمية النصوص والصور؟

  • #انخفاض_الانتباه:

انخفض متوسط ​​مدى الانتباه إلى 8 ثوانٍ (وفقًا لدراسة أجرتها مايكروسوفت عام 2015)، وبينما يتطلب النص جهدًا مستمرًا لفك رموز الكلمات، وربط المعاني. فإن الصور أسرع، لكنها لا تزال تتطلب لحظة تفكير. وبالتالي كلاهما يخسران أمام جاذبية الفيديو الجاهزة.

لماذا تجذبنا الفيديوهات القصيرة أكثر من النصوص والصور؟ تحليل نفسي وسلوكي
  • #إرهاق_المحتوى:

تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بالميمات المُعاد تدويرها وجدران النصوص. تبدو المنشورات الثابتة الآن أشبه بالضجيج - أقل حداثة وأقل جاذبية. تتميز مقاطع الفيديو، حتى المتواضعة منها، بالحركة والصوت، مخترقةً بذلك الفوضى.

  • فرط القراءة:

عمل القراءة. في عصر فرط المعلومات - رسائل البريد الإلكتروني والأخبار والإعلانات - يتجنب الناس الجهد الذهني قدر الإمكان. تبدو المنشورات النصية، وخاصة الطويلة منها، أشبه بواجب منزلي. قد تُثير الصورة الفضول، لكنها بدون سياق، مجرد لمحة سريعة. الفيديو يتخطى الوسيط.

  • ضعف التفاعلية الاجتماعية:

تُشير مشاركة مقطع مضحك إلى الذوق والجو بشكل أكثر فعالية من صورة مُرفقة بتعليق. إنه أداء - تُحقق مقاطع الفيديو مشاهدات وتفاعلات أسرع، مما يُغذي حلقة التحقق. لا يُمكن للنصوص والصور تعزيز إحصاءات التفاعل بوضوح.

الخلاصة:

هذا ليس مجرد تفضيل؛ إنه تكيف. تُكافئ المنصات خوارزميًا ما يُبقي العين مُعلقة - الفيديو هو السائد لأنه أكثر جاذبية. وقد أظهر تقرير صدر عام ٢٠٢٢ أن متوسط ​​مستخدمي تيك توك يقضون ٩٥ دقيقة يوميًا، مقابل ٦٢ دقيقة في إنستغرام (الذي يعتمد بشكل أكبر على الصور).

ويمكننا القول أن التكنولوجيا تُعيد برمجتنا لنحصل على مُدخلات فورية وعميقة، وتُمثل مقاطع الفيديو القصيرة الحل الأمثل: جهد بسيط، مكافأة كبيرة، ووفرة لا تنتهي. النصوص والصور لم تنتهِ - بل إنها مُتقدمة في عالم مُهووس بالسرعة والمشاعر.

إذا أعجبك المقال شاركه مع الأصدقاء، وإن كان لديك أي اقتراحات أكتب لنا في التعليقات.

يمكنك أيضاً قراءة:

مقارنة بين أهم منصات الذكاء الاصطناعي في عام 2025

د. سامر  سيف الدين

د. سامر سيف الدين

كاتب

خبرة في التدريس الأكاديمي في كليات الهندسة والإعلام والتربية لأكثر من 22 عاماً في التعليم العام والخاص والافتراضي. مدير ومصمم عدد من مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، أذكر منها موقع أيقونات للشخصيات الملهمة والمبدعة، وصفحة كشف التزييف على الفيس بوك وعدة حسابات ومواقع أخرى

اقرأ ايضاّ