كيفية ممارسة الاسترخاء باتباع 13 عادة يومية

مبروكة أحمد
ريشة مهتمة بفتاة الجيل الواعد
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

في عصر كثرة المهام، وزحمة الانشغالات، وزيادة أعباء متطلبات المعيشة، والانغماس في العالم الافتراضي الذي أدّى بدوره إلى حالةٍ من التشتت الذهني والفكري، يحتاج كل فردٍ منّا إلى ممارسة الاسترخاء بانتظام؛ ليتمكن من تحقيق أهدافه على أكمل وجه ممكن، كما أنه سيشعر بالرضى والطمأنينة اللذين سيُسهمان بشكل كبير - بعون الله - في نجاحه على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي.

ممارسة الاسترخاءممارسة الاسترخاء

أهمية ممارسة الاسترخاء من جانبين

الجانب الأول: المشكلات الناتجة عن عدم الشعور بالاسترخاء

أولًا: مشكلات نفسية، ومنها

  • زيادة التوتر والعصبية:

من أبرز أسباب الإصابة بالتوتر الزائد والعصبية الشديدة التعرض للضغوطات الحياتية، إما في المدرسة أو في مقرّ العمل أو حتى داخل المنزل مع عدم ممارسة الاسترخاء بانتظام؛ إذ تسهم ممارسة الاسترخاء في تقليلهما بشكل كبير.

  • جلد الذات:

إنّ محاسبة النفس ومراجعة أخطائها من أبرز ما دعت إليه الشريعة الإسلامية، إلا أن هناك شعرة فاصلة بين المحاسبة المحمودة والمذمومة. فجلد الذات ولومها باستمرار على كل خطأ تقع فيه مع عدم وجود سبيل إلى تقويمها، أو مع عدم محاولة القيام بذلك هو من قبيل المحاسبة المذمومة، وقد يتولد هذا النوع من المحاسبة كنتيجةٍ للأخطاء التي يقع فيها الشخص.

وممارسة الاسترخاء تعدّ من العوامل المُساعدة على مصالحة الذات؛ وهكذا يمكن للشخص معالجة أخطائه بطريقة هادئة وصائبة.

  • فقدان الشغف:

عندما كنا في المرحلة الابتدائية وكانت تُطرح علينا أسئلة من قبيل: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ كانت كثير من الإجابات تعبر عن طموحات عُليا، كالطبيب، والمهندس، وكابتن الطائرة، والعالم، وحتى الفضائي. بالتأكيد نجح البعض في تحقيق أحلام طفولتهم، لكن البعض الآخر بدأ بفقدان الشغف تدريجيًا كلما تقدم به العمر؛ وقد يعود السبب في ذلك إلى أن حلم الطفولة لم يكن حلمًا حقيقيًا يتوافق مع رغبات الشخص وإمكاناته، وإنما مجرد نزعة طفولية.

ولكن في بعض الأحيان يكون فقدان الشغف الذي نشعر به تجاه أمرٍ كنا نعتزّ به كثيرًا في فترةٍ سابقة ناتجٌ عن الشعور بالإرهاق والضغط المستمرين اللذين نعاني منهما في حياتنا اليومية؛ وبالتالي تساعد ممارسة الاسترخاء على المحافظة على شغفنا تجاه طموحاتنا وأحلامنا حتى تحت وطأة الضغوط الحياتية.

  • التشتت وضعف القدرة على التركيز:

التشتت آفة من أكثر آفات العصر انتشارًا وضررًا على اختلاف أنواعها ودرجاتها؛ بيد أنها نتيجة طبيعية لأسلوب الحياة المعاصر.

ومن أبرز أضرار التشتت: ضعف الإنتاجية وعدم إتقان العمل؛ ويمكن معالجة ذلك عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء بانتظام بين فترات العمل لتحسين الإنتاجية، كتمارين التنفس، وبعض التمارين الرياضية.

  • التقلبات النفسية والمزاجية:

ونعني بها جميع أنواع المشكلات النفسية، بدءًا من ضعف الثقة بالنفس إلى الإصابة بمرض الاكتئاب.

وتتنوع أسباب التقلبات النفسية والمزاجية وطرق علاجهما، فيحتاج بعضها إلى تدخل معالجٍ مختص، بينما يمكن تلافي الوقوع في البعض الآخر بمجرد تحسين نمط وأسلوب الحياة المُتّبع؛ وإضافة أساليب الاسترخاء ضمن روتين الفرد اليومي له تأثير مباشر على تحسين نفسية الفرد ومزاجه - بإذن الله -.

ثانيًا: مشكلات سلوكية، ومنها

  • زعزعة الاستقرار الأسري:

إن نفسية الوالدين وطريقة تعاملهما مع الضغوط ينعكس بشكل مباشر على الأبناء بل وعلى المنظومة الأسرية بكاملها.

ومن أهم مسببات زعزعة الترابط والاستقرار الأسري شعور الوالدين أو أحدهما بالضغط الناتج عن الأعباء الحياتية داخل أو خارج المنزل مع عدم تفريغ هذه الضغوطات بطريقة سليمة.

وبالعكس فإن تفريغ الضغوطات بطريقة سليمة كممارسة الاسترخاء يساعد بشكل مباشر في تحسين العلاقات بين أفراد الأسرة، وبالتأكيد سيسهم ذلك في جودة الاستقرار الأسري بشكل عام.

  • سوء العلاقات الاجتماعية:

الإنسان اجتماعي بطبعه، والجليس الصالح كحامل المسك تنتفع منه في كل حال، والرحم معلّقة بعرش الرحمن - عز وجل -، وترابط الأفراد يزيد المجتمعات قوة فينتفع بذلك أفراد المجتمع قبل غيرهم، ولذا حث الإسلام على كل ما فيه تآزُر وترابط بين أفراد المجتمع.

وللتقدم التكنولوجي، وأسلوب الحياة المعاصرة دورٌ هام في زعزعة العلاقات الاجتماعية، كما أن الانشغالات والضغوط الناتجة عن العمل الدؤوب لمواكبة متطلبات العصر، مع عدم ممارسة الاسترخاء بطريقة صحيحة يؤدي إلى تفكيك العلاقات الاجتماعية في بعض الأحيان.

  • القيام بسلوكيات غير أخلاقية:

قد تنشأ بعض السلوكيات غير الأخلاقية، كالاعتداء على الغير وأذية النفس أو الآخرين كنتيجةً لتفريغٍ خاطئٍ للضغوط التي يمرّ بها الإنسان - ولا شك أن هذه تبريرات غير معتبرة شرعًا ولا قانونًا -.

ويمكن تلافي الوقوع في بعض من هذه السلوكيات بانتهاج الأسلوب المناسب لتخفيف الشعور بالضغط كممارسة تمارين الاسترخاء بدلًا من اللجوء إلى سلوكيات غير أخلاقية؛ فهي مجرد مسكن لحظي للألم وطبعًا ستدفع ثمنه غاليًا فيما بعد.

الجانب الثاني: الفوائد المُكتسبة من الشعور الاسترخاء

  • فوائد صحية وبدنية:

لممارسة الاسترخاء فوائد جمَّة على الصحة والبدن كما أثبتها الأطباء، كشعور الجسم بالنشاط والطاقة، وتحسين جودة النوم، وجودة الحياة بشكل عام، كما يساعد في المحافظة على صحة القلب والأعضاء الداخلية، وسلامة وظائف المخ والدماغ، وتعزيز الجهاز المناعي، وغيرها من الفوائد التي ذكرها الأطباء.

  • فوائد أسرية واجتماعية:

إذا كانت ممارسة الاسترخاء تساعد على تحسين الصحة البدنية والنفسية كما أثبتها الأطباء فسينعكس ذلك حتمًا على علاقة الإنسان بأسرته ومجتمعه بشكل إيجابي، مما يعني تقليل المشكلات الأسرية والاجتماعية، وزيادة الإنتاجية وإتقان العمل، وحتى التفوق الدراسي.

  • فوائد ذهنية ونفسية:

من أبرز الفوائد التي يسعى الأشخاص إلى اكتسابها من ممارسة الاسترخاء: صفاء الذهن، وتحسين الصحة النفسية؛ وممارسة تمارين الاسترخاء تسهم بشكل كبير في تحسين الصحة الذهنية والنفسية، كما تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وزيادة التركيز وتحسين النظرة الإيجابية، وتقليل التشتت والعصبية، وزيادة الشعور بالرضى.

13 عادة إيجابية تساعدك على الشعور بالاسترخاء

ممارسة الاسترخاءممارسة الاسترخاء

١- ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن ٣ مرات أسبوعيًا.

٢- الخروج للمشي في الطبيعة، واستنشاق الهواء النقي.

٣- التفكر في مخلوقات الله وعظمتها وإتقانها كالسماء والغيوم والنجوم والجبال والأشجار وغيرها.

٤- تقسيم الأعمال إلى مهام وإدخال الاستراحات القصيرة بين فترات العمل بانتظام، مع الحرص على عدم الانشغال أثناء الاستراحة بشيء آخر كمتابعة مواقع التواصل أو اللعب على الأجهزة.

٥- الابتعاد أحيانًا عن مكان الضغط إن تيسر.

٦- ممارسة الهوايات الممتعة كالزراعة والعناية بالنبات، أو قراءة الكتب.

٧- الحصول على استشارة من مختص في كيفية التعامل مع الضغط الذي تمرّ به إن لزم الأمر.

٨- التطوير المستمر للنفس ببناء العادات الإيجابية والحرص على متابعة الدورات التطويرية، كدورات حل المشكلات، والتكيّف مع الضغوط، وإدارة الوقت، وضبط النفس، وتنظيم المهام الشخصية.

٩- القيام بتمارين التنفس المُساعدة على تهدئة النفس.

١٠- العمل دائمًا وفقًا لخطة، وبخاصة عندما تصعب وتتكاثر المهام؛ فالسير وفق خطة تنظيمية يساعد على الهدوء ومرونة الإنجاز وتيسير العمل.

١١- الفرح والابتهاج بالأشياء المُتاحة وإن كانت بسيطة، وتعويد النفس على الرضى بما كُتبَ لها.

١٢- حسن الظن والتفاؤل دائمًا بقدوم الأفضل.

١٣- وأخيرًا .. مصاحبة الإيجابيين تجعلك إيجابيًا، فاختر من تُصاحب.

وختامًا قارئي الكريم: هل اقتنعت بأهمية ممارسة الاسترخاء؟ إذًا آمل منك مشاركة المقالة مع من تُحب؛ "وخير الناس أنفعهم للناس".

المراجع

أساليب الاسترخاء ، جلد الذات

مبروكة أحمد

مبروكة أحمد

ريشة مهتمة بفتاة الجيل الواعد

أرى الحياة من النوافذ المشرقة دائمًا حتى تحت وطأة الظروف الصعبة، أتمنى أن يكون قلمي صديقًا لفتاة الجيل الواعد.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ