قصة الحطاب الصادق الذي فقد فأسه في البحيرة ولم يستطع استرجاعها

Madjid Haddad
كاتب تقني ومحرر
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

في يومٍ من الأيام، بينما كان الحطّاب يعمل في غابة كثيفة، انزلقت يده وسقطت فأسه في بحيرة قريبة. كان الفأس هو أداة عمله الوحيدة، ومصدر رزقه الأساسي. شعر الحطاب بالحزن العميق واليأس عندما رأى فأسه يغرق في الماء العميق. وقف على ضفاف البحيرة، يتأمل في المياه الهادئة، ويحاول بجهد التفكير في طريقة لاسترجاع فأسه. لكن كل محاولاته باءت بالفشل؛ كان الماء عميقًا جدًا، ولم تكن لديه الوسائل اللازمة للغطس إلى القاع. بدت له الحياة دون فأسه وكأنها انتهت.

امرأة غامضة تُقدّم له فأسًا ذهبيًا، ثم فأسًا فضيًا، لكنه يرفض كلاهما، مُصرًا على أن فأسه كانت مصنوعة من الحديد

بينما كان الحطاب يتأمل في مصيره المأساوي، ظهرت أمامه امرأة غامضة، بدت كأنها قد خرجت من ضباب البحيرة. كان مظهرها مهيبًا، وشعرها يتلألأ كضوء القمر. دون سابق إنذار، عرضت عليه فأسًا ذهبيًا، وقالت بصوت ناعم ولكنه قوي: "هل هذا فأسك؟" نظر الحطاب إلى الفأس المتلألئ، لكنه هز رأسه نافيًا. وقال بصراحة: "لا، فأسي لم يكن من الذهب". أومأت المرأة الغامضة برأسها وعرضت عليه فأسًا فضيًا، جميلًا ومتقن الصنع. ولكن الحطاب، الذي كان صادقًا ويعرف قيمة الأمانة، أجاب بنفس النبرة الصادقة: "لا، فأسي كان مصنوعًا من الحديد، وليس من الفضة." رفض الحطاب هذه العروض المغرية، مُظهرًا تمسكه بالصدق والأمانة.

امرأة غامضة تُقدّم له فأسًا ذهبيًاامرأة غامضة تُقدّم له فأسًا ذهبيًا

تُعجب المرأة بأمانته، فتعيد له فأسه الحديدية الأصلية، مُظهرةً أن الصدق يُكافأ

عندما رأت المرأة أن الحطاب لم يخدعها ولم يُغرى بالذهب أو الفضة، ابتسمت بلطف وقالت: "إن صدقك يستحق التقدير." ثم غاصت في الماء وعادت حاملةً الفأس الحديدي الأصلي. كانت الدهشة تملأ وجه الحطاب، لكنه شعر بسعادة غامرة عندما استعاد فأسه العزيز. كانت هذه اللحظة درسًا عميقًا له ولكل من يسمع قصته، إذ أدرك أن الصدق والأمانة هما أسمى القيم. المرأة الغامضة، التي لم تكن سوى تجسيد للعدالة الأخلاقية، كافأت الحطاب على صدقه وردت إليه ما فقده. هذه الحكاية البسيطة تحمل رسالة كبيرة، وهي أن الصدق دائمًا ما يجلب المكافأة، حتى في أصعب الظروف.

اقرأ ايضاّ