فايتك كتير بدون أعمال تطوعية... فوائد الأعمال التطوعية على المستوى المهني والشخصي

Nermin Yousif
كاتبة وصحفية وباحثة إعلامية
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

سعادة المتطوعين بالأعمال التطوعيةسعادة المتطوعين بالأعمال التطوعية

من المعروف أن المحرك الأساسي لأي فعل هو وجود فائدة تعود على صاحب الفعل، فالطالب لا يذاكر من أجل المذاكرة فقط بل لينجح وليشعر بلذة الوصول إلى أهدافه وهذا هو الدافع الذي يحركه ويجعله يتحمل الصعب ليحصل على فائدة، وكذلك الطبيب والمهندس والمعلم يجتهدوا في أعمالهم من أجل الحصول على فائدة مباشرة وهي كسب الدخل بالإضافة إلى لذة الشعور بالنجاح والمكانة الإجتماعية المرموقة، وقس على ذلك جميع أفعال وتصرفات الإنسان. ولكن عندما أذكرك بالأعمال التطوعية، ربما تتكاسل لإنشغالك أو تتكاسل لإحساسك بعدم وجود فائدة مباشرة تعود عليك، أو لإعتقادك بأن فوائدها مؤجلة وتحصل عليها في الجنة أو الآخرة وأنت من ضمن الأشخاص العملية التي تهتم بالدنيا فقط _ وهنا عليك أن تُلقي نظرة على حياتك_ ولكن هنا نتحدث عن فوائد الأعمال التطوعية في الدنيا وفوائدها على المستوى المهني والشخصي للفرد، فالجميع يعلم مدى أهميتها في الفوز برضا الله تعالى والجنة، ولكن فلننحي الجانب الملائكي للأعمال التطوعية جانباً الآن ونتحدث عن فوائدها الملموسة في حياتنا العملية.

العمل التطوعيّ هو تقديمُ المساعدةِ والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، وأُطلقَ عليه مُسمّى عملٍ تطوعيّ لأنّ الإنسان يقومُ به طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله، فهو إرادةٌ داخليّة، وغَلَبةٌ لِسُلطة الخير على جانبِ الشر . وإذا خصص كل فرد جزء من وقته لعمل تطوعي أثر ذلك بشكل عام على المجتمع ككل وأدى إلى تطوره وإزدهاره.

المتطوعون Volunteers المتطوعون Volunteers

أشكال العمل التطوعي:

هناك شكلان أساسيان من الأعمال التطوعية وهما العمل التطوعي الفردي، والعمل التطوعي المؤسسي.

العمل التطوعي الفردي: هو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يريد منه أي مردود مادي. كأن يقوم فرد بتعليم مجموعة من الأفراد القراءة والكتابة ممن يعرفهم، أو الطبيب الذي يمنح من وقته ليُعالج الفقراء مجاناً ، أو قيام الفرد بتوزيع وجبات على الفقراء والعمال في الأماكن الحارة.

العمل التطوعي المؤسسي: هو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، ويكون العمل فيه من خلال الإنضمام لمؤسسة إجتماعية غير هادفة للربح، من أجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه، في المجال الذي يبرعون فيه ويفضلونه، كمؤسسات تقدم الرعاية الطبية لغير القادرين على العلاج، ومؤسسات تهتم بذوي الإحتياجات الخاصة، ومؤسسات أخرى تهتم بالكساء والأيتام وغيرها من المجالات، ويختار الفرد ما يروق له من مجال يهتم فيه.

أهمية الأعمال التطوعية على المستوى الشخصي للمتطوع

تطور الأعمال التطوعية المهارات الشخصية للفرد في مجال عمله أو حياته، كمهارة التواصل، والالقاء، والتخطيط، وإدارة الوقت، والقيادة، سواء باكتسابها أو حتى تنميتها وتطويرها، يوفر العمل التطوعي الفرص للمشاركة والتفاعل بين المتطوعين مما يساعد الفرد على تكوين شبكة علاقات جيدة بإناس يشاركونه نفس الإهتمامات مما يعود عليه بالنفع في حياته الإجتماعية. كما تعمل الأعمال التطوعية على زيادة الثقة بالنفس للفرد المتطوع، وتشير نتائج الأبحاث أن العمل التطوعي يجعلك تشعر بإمتلاك مزيد من الوقت، وهذا نابع من تنظيم وقتك وتقليل وقت فراغك الذي يجذبك لأشياء لا تفيد مثل الإنطواء والسهر والسوشيال ميديا والمسلسلات.

العمل التطوعي أصبح شرط رئيسي في الحصول على منح دراسية، حيث تشترط الجامعات الكبرى الآن تقديم ما يفيد اشتراكك في أعمال تطوعية تخدم المجتمع حتى تعطيك منحة دراسية، وهذا نابع من إدراك المؤسسات التعليمية والتنموية بأهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع.

علاقة الأعمال التطوعية بعلاج الإكتئاب

إن المشاركة في الأعمال التطوعية تجعلك تختلط بإناس أقل منك في الحالة المادية ومعدمين ومرضى، وكل حياتهم مأساة ومعاناة تجعلك تشعر بأن حياتك هي حياة الملوك، وأن إكتئابك من مشكلة ما في حياتك أصغر بكثير مما يعاني منه الأخرون، فتبعث في النفس الطمأنينة وتذكر بحمد الله على نعمه الكثيرة .

كما أن اختلاط الفرد المتطوع بفريق المتطوعين يعزز إرتباطه بأشخاص إيجابيين ومحفزيين يأخذ منهم الطاقة الإيجابية، ويبعد عنه الطاقة السلبية التي اكتسبها من حياته أو الأشخاص حوله أو ضغوط عمله المرهق. فالعمل التطوعي فرصة للفرد لتغيير محيطه والبيئة التي يعيش فيها فيكتشف عوالم أخرى تعزز من إنتاجيته وثقته بنفسه فتبعد عنه الإجهاد والإكتئاب، وتطور من تفكيره الإبداعي وتنعكس بالإيجاب على سلامه النفسي الداخلي.

أثبتت الدراسات والأبحاث أن العمل التطوعي يجعلك أكثر سعادة. فهو يبني التعاطف، ويقوي الروابط الاجتماعية، ويجعلك تبتسم لأنك ستشعر بقيمة العطاء، فرغم إنك تخسر بعض الوقت والمجهود والمال ولكنك تحصل على السعادة، وهو الإنفاق الوحيد الذي لا تشعر بعده بالندم، بل تشعر بغذاء روحي وسعادة لا تقل أهمية عن احتياجك للماء والهواء. وجد الباحثون في كلية لندن للاقتصاد عند بحثهم في العلاقة بين العمل التطوعي ومقاييس السعادة أن: "مساعدة الآخرين يشعل السعادة، ووجدوا أنه كلما قام الشخص بأعمال تطوعية أكثر كلما شعر بالسعادة أكثر". . وهذا بدوره يقضي على أي أسباب مسببة للإكتئاب. فإذا شعرت ببوادر إكتئاب وظهرت بعض أعراضه عليك ، بادر بالتطوع في أعمال تطوعية.

يكفي أن القيمة الكبرى التي تضيفها لنفسك بالعمل التطوعي هي الرحمة والإنسانية والعقل المنفتح.

Nermin Yousif

Nermin Yousif

كاتبة وصحفية وباحثة إعلامية

كاتبة وصحفية خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة بتقدير جيد جداً . خبرة 17 عاماً كباحثة إعلامية في إتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري. البحث والتدقيق في التفاصيل من أهم مراحل عملي لإنجاز المقالات ، لدي سهولة في استخدام اللغة العربية وكلماتها البديعية في صياغة المقال لخدمة هدف المقال، وقدرة على ترتيب الأفكار بشكل جذاب يشد القارئ للمحتوى دون ملل أو تطويل. لدي خبرة في كتابة المقالات وسيناريو مسلسلات للكبار والصغار.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ