رزنامة الأوجاع

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

يخبرني الجميع أني أتقن فن الاستماع ربما لأني أؤمن أن جل من يشاركوننا همومهم لا يحتاجون للنصح بقدر حاجتهم للإنصات ، إنصات فقط دون عتاب و لا شفقة لذا فقد كررت مرارا أن الصمت في حضرة الوجع مواساة..

كرهت كوني مستمعة جيدة ، _كما أخبرني أحدهم ذات لحظة اعتراف _ لأول مرة اليوم و أنا أنصت لإحداهن و هي تلعن الحياة و تلعن ماضيها التعيس..

خيل لي أني رأيت شبح ابتسامة عابثة يداعب شفتيها أو ليست أكثر خيباتنا وجعا تلك التي نتخذها محلا للسخرية..

بدأت بسرد كل الوقائع ، كان كل ما تقوله حقيقة فرت لسنين منها و آن وقت المواجهة ، بدت كمن أمضى سنين يفر من أشياء كان يركض باتجاهها ..

كانت تتحدث و تؤرخ كل حدث كأنه البارحة ، ضبطت الأرقام بشكل عجيب فرزمانة الأوجاع وحدها لا يمكن للذاكرة التخلص منها كأنها جزء من تكوينها الفطري بدى يومها التاريخ بعيدا بالأرقام لكن بحكم الوجع كان قريبا ، فالماضي و إن طال الزمن يظل قريبا ما دمنا لم نتجاوزه

اليوم فقط أدركت معنى الألم..

ألم أن ترَ أحلامك تتسرب من ثقب الخيبات دون أن تجد أملا لسد الثقوب ...؟


اقرأ ايضا

    لحظتها تمنيت لو كان بإمكاني العبث بشريط أوجاعها لعلي أفسده ، وقتها فقط تمنيت لو أن أحدهم اخترع دواءا لغسل الوجع و تصفية الذكريات..

    تمنيت لو أنها وجدت مستمعا غيري ، فما عاد لي القدرة لشحن الوجع من جديد ، أنا التي لفرط هشاشتي أتوجع للآخرين أكثر من وجعهم ..

    أدركت أني بت أمقت دور المنصت بقدر ما أحبه

    رزنامة الأوجاع
    العالية  عبد ربُ

    العالية عبد ربُ

    كاتب حر

    أنا المرأة التي أدركت أن المرء لا يكسر إلا حين يثق و يبالي و يحب، ثم عانقت اللامبالاة و كفرت بالحب، و قطعت على نفسها عهدا بأن لا تثق أنا بقايا وجع قديم يحتاج المرء ارتداء عدسة الحرف ليراه أنا ابتسامة عابثة، دمعة اعتادت أن تمسح بمنديل اللغة... أنا المرأة التي شهدت قبح العالم، لكنها أبت إلا أن تبحث عن مكان جميل به

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ