رحلة التغيير

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

رحلة التغيير

المقدمة

لم تعد حياتنا بتلك البساطة، فنحن نعيش في عالم متسارع، وواقع يحكمه عالم افتراضي و رفاهية ذات تكلفة مرتقعة، والأخطر أنّها باتت تملك أفكار الأجيال وتتحكم فيها، وأدت إلى تغيير في متطلبات الحياة، و في كم ونوعية التحديات التي تواجهنا.

ولكن رغم كل التحديات، والظروف الصعبة تبقى الحقيقة الوحيدة هي الإنسان.

الإنسان بقواه الكامنة، قادر على مواجهة كل هذه التحديات إن ملك زمام أمره، وتحمّل المسؤولية، ولم يعلّق حياته على أمنية قد يلدها الغيب.

ضمن هذا السياق قررت أن أطلق سلسلة بعنوان قوّة التغيير، مستمدّة من تجربة شخصية في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث والكتب حول تطوير الذات وبناء العادات.

خلال هذه الرحلة سنستمع لقصص من أشخاص حولنا، أيقنوا أن كلمة السر في التغيير مردّه قرار داخلي و حوّلوا الظروف الصعبة إلى حافز، وأيقنوا أنك إذا أردت تغيير العالم من حولك لا بد أن تبدأ من نفسك أولاً.

رحلة التغيير:

في بداية رحلة التغيير، قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال؟ ما المقصود بالتغيير؟ ومالذي سأغيّره؟ وما الفارق الذي سأحدثه أنا؟

مع تزايد ضغوطات الحياة وظهور العديد من المشتتات التي لم نألفها سابقاً، قد يسرقنا الوقت، وقد لا ننتبه إلى بعض التفاصيل التي تٌحدث الفرق في حياتنا وفي حياة الأجيال من بعدنا.

قد لا نشعرُ بقيمة الاستثمار الذاتي في النواحي الجسدية والذهنية والاجتماعية، وقد لا نعطي أهمية كبيرة لمراقبة عاداتنا اليومية، وكيفية تحسين تلك العادات، أيضاً قد يفوتنا الانتباه إلى مدى قوّة اللحظة التي نعيشها.

لك أن تعلم أنّ التغيير والارتقاء على سلّم تطوير الذات مردّه قرار داخلي، ولكن قد تتبادر إلى أذهاننا تساؤلاتٍ كثيرة؛ ولابدّ من استعراض هذه التساؤلات والإجابة عليها خلال رحلة التغيير، ومن هذه التساؤلات:

§ هل أنا قادر على أن أحدث التغيير في حياتي؟ حتى وإن أعجبتني هذه الفكرة، من أين أبدأ وكيف أبدأ؟

§ التغيير ليس يهذه السهولة، وفكرةُ تطوير الذات مجرّد تحفيز آني، فالتزاماتنا اليومية لا تعطينا هذه الفرص التي يتحدّثون عنها.

§ لن استطيع إحداث أي فارق، وبالتالي أي تجارب جديدة هي مضيعة للوقت.

§ التغيير وتطوير الذات يحتاج إلى الوقت والمال وليس مجرّد نظريات !

§ كيف سأجد الدافع لاستثمر فيما أملك، ومالذي أملكه أصلاً، وهل سأحقق أية نتيجة تذكر!

§ لماذا أبدأ بعادات جديدة؟ لماذا أمارس الرياضة، ولماذا أهتم بعادات غذاء معيّنة، ولماذا أتركُ التدخين؟ وماذا سأفعل إن لم أتابع وسائل التواصل الاجتماعي؟

كل هذه التساؤلات قد تكون أول عوائق التغيير ولكن اعلم أن الأمر كلّه منوط بك وحدك، أنت فقط، وعليك أن تعلم أن تجربتك الفريدة في التطوّر والنمو الداخلي، مردّهٌ قرار ستأخذه أنت، حيث أنّ تحقيق أهداف كبيرة، مردّه قرارتٍ داخلية والإلتزام بهذه القرارات.

إن رحلة التغيير تتطلب إعادة ترتيب حياتنا، والاهتمام بتفاصيل ربما لم نكن نعيرها أدنى انتباه، نعم تلك التفاصيل الصغيرة تحدث الفارق، هي المفتاح، فعندما تبدأ بمراقبة نفسك بأدق الأمور سينعكس ذلك على النواحي الذهنية والعاطفية، وعندما تقوم بتقدير نفسك لأمور اعتيادية تقوم بها، عندها تبدأ رحلة التحفيز والارتقاء بما تقوم به، ولتوضيح ذلك سأعطي مثالاً بسيطاً، فأنت تنظف أسنانك كل يوم وهذه أصبحت عادة، ولكن مالذي سيحدث عندما تشعر بأنّك تقوم بعمل كبير لتحافظ على أسنانك، سواء أكنت تقوم بذلك لتتجنّب الألم، أو لأي سبب آخر، هل فكرت أنّ تقديرك لنفسك والتعزيز الداخلي لما تقوم به سيكون له آثارٌ كبيرة!!

جرّب ذلك بنفسك، ستدهشك النتيجة، ربما ستنظّف أسنانك لمرات عديدة في اليوم دون أن تشعر بأن ذلك عبء عليك، ربما ستبذل وقتاً أكبر وأنت تنظّف أسنانك.

قم بتلك التجربة على أشياء كثيرة وراقب ما يحدث؟

إذاً حتى نبدأ برحلة التغيير لا بدّ من:

أخذ القرار وعقد العزم على البدء برحلة التغيير ومراقبة تفاصيل يومنا، وأهمية تلك التفاصيل الصغيرة التي نقوم بها؛ ومن ثمّ أن نعمل على إدخال عاداتٍ جديدة ولعلّ هذا هو التحدي الأكبر الذي سيواجهنا.

التغيير هو نسيج الانسجام الداخلي، حيث يصبح مدلول الكلمة مختلف و له صدىً يلامس الروح

اقرأ ايضاّ