دليل شامل عن مرض السيكوباتية

تفاصيل مرض السيكوباتية
السيكوباتية (Psychopathy) هي اضطراب نفسي يُصنّف ضمن اضطرابات الشخصية، ويتسم بنمط سلوكي مستمر من انعدام التعاطف، غياب الشعور بالذنب، الكذب المستمر، التلاعب بالآخرين، والسلوك الإجرامي أو العدواني في بعض الحالات. السيكوباتيون غالبًا ما يظهرون للناس على أنهم ساحرون، أذكياء، ولبقون، لكنهم في الواقع يتلاعبون بالآخرين لتحقيق مصالحهم الشخصية دون أي اعتبار للأخلاق أو القوانين.
تعريف السيكوباتية
السيكوباتية ليست تشخيصًا رسميًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5)، لكنها غالبًا ما تُصنّف تحت اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder - ASPD). ومع ذلك، ليس كل من يعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع سيكوباتي، إذ تتميّز السيكوباتية بخصائص أكثر عمقًا وخطورة، تشمل غياب تام للمشاعر الإنسانية الأساسية مثل الرحمة، الندم، أو الشعور بالذنب.
أعراض مرض السيكوباتية
تشمل أبرز علامات السيكوباتية ما يلي:
1. غياب التعاطف
الشخص السيكوباتي لا يشعر بآلام الآخرين ولا يهتم بمشاعرهم، حتى وإن بدت عليه علامات التفهّم، فهي غالبًا تمثيل مدروس.
2. الكذب والخداع المستمران
يميل السيكوباتي للكذب دون سبب، فقط للسيطرة أو إثارة الدهشة. كما يُجيد تقمّص الشخصيات المختلفة لخداع الآخرين وكسب ثقتهم.
3. السحر الظاهري واللباقة الاجتماعية
يتمتع العديد من السيكوباتيين بكاريزما عالية وقدرة على التأثير في من حولهم، ما يجعل اكتشاف حقيقتهم أمرًا صعبًا في البداية.
4. السلوك العدواني أو الإجرامي
رغم أن بعض السيكوباتيين لا ينخرطون في الجرائم، إلا أن العديد منهم يميل إلى التصرف بطرق عدائية أو استغلالية لتحقيق أهدافهم.
5. الافتقار الشعور بالذنب أو الندم
حتى بعد ارتكاب أفعال مؤذية أو خاطئة، لا يشعر السيكوباتي بأي ندم أو رغبة في الاعتذار.
6. تحمّل ضعيف للمسؤولية
عادةً ما يُحمّل السيكوباتي الآخرين مسؤولية أخطائه، ويرى نفسه دائمًا ضحية للظروف أو لسوء تصرف الآخرين.
7. التهوّر والاندفاعية
يتّسم السيكوباتيون بعدم القدرة على التخطيط طويل الأمد، ويتصرفون بناءً على رغباتهم اللحظية دون تفكير في العواقب.
متى تبدأ السيكوباتية؟
تبدأ بوادر السيكوباتية عادة في الطفولة أو المراهقة، لكنها لا تُشخّص بشكل رسمي قبل سن 18 عامًا.
من العلامات المبكرة التي قد تظهر على الطفل أو المراهق:
القسوة تجاه الحيوانات
الكذب المتكرر
السرقة دون شعور بالذنب
التمرد العنيف
التلاعب بالأصدقاء أو الأهل
هذه السلوكيات إذا استمرت بشكل ثابت، فقد تكون مؤشرًا على تطور اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو السيكوباتية لاحقًا.
علاج مرض السيكوباتية
علاج السيكوباتية يُعد من أصعب أنواع العلاجات النفسية، لعدة أسباب، أهمها أن المصاب غالبًا لا يرى أنه مريض، ولا يشعر بالحاجة إلى التغيير.
1. العلاج النفسي
يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمحاولة تعديل أنماط التفكير والسلوك.
نادرًا ما يُظهر السيكوباتي تجاوبًا حقيقيًا، لكن العلاج يمكن أن يقلل من السلوكيات الخطيرة أو العدائية.
2. العلاج الدوائي
لا يوجد دواء خاص لعلاج السيكوباتية، لكن يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب، القلق، أو العدوانية.
مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج قد تكون مفيدة في بعض الحالات.
3. العلاج داخل مؤسسات مغلقة
في الحالات الشديدة، خصوصًا إذا كان المريض يشكّل خطرًا على المجتمع، يتم التعامل معه في مراكز علاجية متخصصة أو مؤسسات إصلاحية.
4. التوعية والمتابعة الأسرية
الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في الاكتشاف المبكر ومحاولة ضبط السلوك في مراحله الأولى.
الإشراف التربوي والنفسي المستمر للأطفال الذين تظهر عليهم علامات مبكرة أمر بالغ الأهمية.

الخاتمة
السيكوباتية اضطراب نفسي خطير، وغالبًا ما يكون خفيًا خلف مظهر خارجي جذاب ولبق. لا يجب التساهل مع السلوكيات السيكوباتية، خاصة في سن الطفولة أو المراهقة، إذ يمكن أن تتفاقم وتؤدي إلى مشكلات قانونية أو اجتماعية كبيرة. ورغم صعوبة العلاج، فإن الاكتشاف المبكر والمتابعة المستمرة يمكن أن يخففا من حدة الأعراض، ويساهما في حماية المريض والمجتمع من السلوكيات المؤذية.

Yamam M Kh
كاتبة محتوى و مقالات، كاتبة إبداعية منذ أكثر من خمس سنواتيمام، كاتبة محتوى و كاتبة إبداعية أعمل بهذا المجال و أقوم بتطويره بكل ما أوتيت من سبيل، و حققت أعمالي إعجاب العديد من العملاء و الفضل لله، لا زالت طموحاتي كبيرة و حبي لمجالي أكبر.