دراسة حول مرض التوحد - الجزء الاول

الكاتب

ليلى الشبراوىكاتب

علاج الإدراك البصري للأطفال المصابين بالتوحد

مقدمة

هذه سلسلة شاملة مكونة من مجموعة من المقالات التى تغطى التوحد عند الاطفال وهذا هو المقال الاول.

الأطفال المصابون بالتوحد غالبا ما يفكرون بصريا وهكذا فإن التدريس بالكلام لن يكون فعالا بشكل كامل ويجب على المعلمين دمج الصور مع الكلمات ليتمكن الطفل المصاب بالتوحد من فهم الدرس بشكل كامل فعلى سبيل المثال: إذا كنت تقوم بتدريس أشياء عن حيوانات العالم فيجب أن يكون لديك بطاقة تعليمية بها كلمة فأر، ثم قل الكلمة بصوت عالٍ ببطء وبشكل واضح، وأظهر للطفل صورة فأر وربما يمكنك حتى إحضار فأر حي للعرض والشرح وقد يكون تعليم الأسماء للأطفال المصابين بالتوحد أسهل لأن الأفعال تتطلب الفعل وقد يكون من الصعب توضيحها. إذا كنت تقوم بتعليم الأطفال المصابين بالتوحد كلمات مثل اجلس ​​أو قف.

علاج الإدراك البصري للأطفال المصابين بالتوحد

يؤثر التوحد على كل طفل بشكل مختلف، لذا فمن الصعب العثور على العلاجات الدقيقة التي يحتاجها طفلك للتعامل مع أعراضه. أحد الأشياء التي تؤثر على بعض الأطفال المصابين بالتوحد (وليس كلهم) هي مشاكل الإدراك البصري ومن خلال استخدام بعض الأساليب القياسية للمساعدة في تحسين الإدراك البصري، يمكنك منح طفلك القدرة على رؤية العالم بشكل أكثر وضوحًا، مما يجعل التعلم والفهم أسهل وربما يحد من بعض مشاكل السلوك أيضًا.

كما يعاني الأطفال المصابون بالتوحد بشكل أساسي من مشاكل التحميل الحسي والتشوهات وهذه هي بعض المشاكل نفسها التي يصاب بها العديد من الأشخاص الذين لا يعانون من الاضطراب، وبالتالي أصبحت العديد من خيارات العلاج متاحة، ومع ذلك يجد الأفراد المصابون بالتوحد غالبًا أن التحميل الحسي الزائد للعالم بسبب الضوء والألوان والتباين والأشكال والأنماط، أكثر مما يمكنهم التعامل معه، مما يتسبب في تصرفاتهم أو إغلاقهم بشكل عام وهذه الحالة وراثية في بعض الأحيان وتتفاقم ببساطة بسبب التوحد، لذا إذا كان والدا الطفل يعانيان من مشاكل في القراءة أو تم علاجهما بطريقة أخرى من مشاكل الإدراك البصري، فهناك فرصة جيدة أن يحتاج الطفل إلى المساعدة أيضًا.

طريقة إيرين

هي إحدى الطرق الفعالة لعلاج اضطرابات الإدراك البصري. تستخدم هذه الطريقة اللون لخلق عالم أكثر تناغمًا ربما سمعت عن هذه الطرق إذا اقترح أي شخص استخدام مرشح ألوان على الصفحة عند القراءة لتتمكن من القراءة بشكل أفضل وأسرع. ثبت أن هذه الطريقة فعالة، وإذا كان طفلك المصاب بالتوحد في مستوى نضج القراءة، فقد ترغب في تجربة مرشحات الألوان هذه لمعرفة ما إذا كان هناك فرق في السرعة والفهم ومع ذلك فمن المرجح أن يستفيد طفلك المصاب بالتوحد من مرشحات الألوان طوال اليوم، وليس فقط عند القراءة. تم صنع نظارات خاصة باستخدام العدسات الملونة للتغلب على هذه المشكلة لا يستجيب كل طفل بنفس الطريقة لكل لون، لذا فهي عملية تجربة وخطأ لمعرفة اللون الذي يحجب الضوء الضار وكذلك يمكنك أيضًا اختيار استخدام المصابيح الملونة في منزلك لمساعدة الأفراد المصابين بالتوحد في مشاكل الإدراك البصري لديهم.

كما تساعد هذه الطريقة الأطفال بشكل أساسي في 4 مجالات:

إدراك العمق

التفاعل الاجتماعي

التعلم

الرفاهية الجسدية

كما تساعد الألوان الطفل على تحديد مدى بعده عن شيء ما، ويصبح العالم أكثر ثلاثية الأبعاد، مما يساعد على إدراك العمق وكذلك يتحسن التفاعل الاجتماعي أيضًا لأن الطفل يشعر وكأنه في عالم أكثر هدوءًا ويمكنه رؤية وتفسير تعابير الوجه بشكل أكثر وضوحًا وتتيح الألوان التعلم خاصة عند القراءة، وبشكل عام سيشعر الطفل بتحسن لأنه يساعد في تقليل الصداع والدوخة من خلال اختبار هذه التقنية وغيرها للمساعدة في مشاكل الإدراك البصري ويمكنك مساعدة طفلك على التعامل بشكل أفضل مع العالم ومرض التوحد لديه.

تحقيق ضبط النفس مع التوحد

إن ضبط النفس مهارة يجد معظم الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في اكتسابها وهذا لا يشمل فقط الانفجارات غير المناسبة بل يشمل أيضًا العادات التي يمكن أن تكون خطيرة مثل العدوانية تجاه الآخرين أو التسبب في إيذاء أنفسهم، مثل ضرب رؤوسهم بالحائط. لمنع هذه السلوكيات وغيرها، يمكن للآباء والمعلمين استخدام إحدى التقنيات للسيطرة على الميول التوحدية وهي إدارة الذات وإن منح الطفل السلطة على نفسه غالبًا ما يكون مفتاحًا للحفاظ على السيطرة على المواقف العنيفة وقد يكون خطوة إيجابية نحو تعلم سلوكيات أخرى أيضًا.

كما تعمل إدارة الذات لأن الطفل لم يعد تحت سيطرة الآخرين بشكل كامل من خلال تعليم إدارة الذات خلال أوقات محددة من اليوم مثل: أثناء وجود الطفل في المدرسة أو العلاج سيكون الطفل أكثر عرضة لمواصلة ممارسة ضبط النفس خلال جميع أوقات اليوم والمفتاح هو تنفيذ برنامج يراقب فيه الطفل سلوكه وأنشطته، ابدأ بفترات قصيرة من الوقت واستمر في مراقبة الطفل من وجهة نظر أكثر سلبية كل عشر إلى خمس عشرة دقيقة ذكّر الطفل بأنه مسيطر ويحتاج إلى مراقبة السلوك الجيد والسيئ والوعي به.

هذه المراقبة هي شكل من أشكال تقييم الذات عندما يكون الطفل مسيطرًا فقد يفكر بشكل أكثر دقة في السلوك في الماضي والحاضروكذلك حدد أهدافًا واضحة مع الطفل على سبيل المثال: فترة ما بعد الظهر بدون عدوان تجاه الآخرين أو يوم في المدرسة بدون إيذاء النفس كل خمس عشرة دقيقة اسأل الطفل عن حاله ولاحظ هل تم تحقيق الهدف؟

إذا كانت الإجابة لا فربما لا يكون الطفل مستعدًا لإدارة الذات، أو ربما تكون الأهداف بعيدة المنال هل تريد التأكد من أن الأهداف سهلة الوصول إليها في البداية ثم تحريك الطفل نحو أهداف أكثر صعوبة في المستقبل عندما ينجح الطفل في مراقبة الذات سيكون لديه موقف أكثر إيجابية تجاه التجربة.

وبالطبع جزء مهم من إدارة الذات هو نظام المكافآت اطلب من الطفل أن يبتكر مكافأته الخاصة حسب اهتمامه، إن التعزيز سيجعل أهداف السلوك الجيد هذه أكثر وضوحًا في ذهن الطفل، ومن خلال اختياره ومكافأته سيشعر الطفل بالسيطرة الكاملة على نظام إدارة الذات. اختر مكافآت بسيطة في البداية مثل الوجوه المبتسمة لكل هدف تم تحقيقه والوجوه الحزينة لكل هدف لم يتم تحقيقه ثم اعمل على تحقيق هدف أكبر مثل نشاط خاص أو لعبة جديدة عندما يتم تحقيق عدد معين من الوجوه المبتسمة.

لا تتطور هذه الأنواع من البرامج بين عشية وضحاها، لذلك من المهم أن يكون لديك أنت والطفل الوقت الكافي لتكريسه لتجربة إدارة الذات. من خلال تعزيز السلوك الجيد بالمكافآت، كما يحددها الطفل بدلاً من شخص بالغ، سيكون من المرجح أن يستمر في هذا حتى عندما لا يشارك في البرنامج، إذا كان طفلك المصاب بالتوحد ناضجًا بدرجة كافية فقد يكون هذا برنامج علاج جيدًا لتجربته.

هل وصلنا بعد؟

العطلات العائلية مع الأطفال المصابين بالتوحد

على الرغم من أن التخطيط لقضاء عطلة عائلية مع الأطفال قد يجعل أي والد أو والدة ينتف شعره، إلا أنها قد تكون تجربة مجزية للجميع في النهاية ولا يختلف الأمر إذا كان لديك طفل مصاب بالتوحد في الأسرة، والشيء المهم الذي يجب تذكره هو أنك بحاجة إلى الاستعداد لأي شيء تلقيه الحياة في طريقك اما بالنسبة للطفل المصاب بالتوحد فيمكن أن تكون العطلات مخيفة ومربكة، أو يمكن أن تكون تجربة تعليمية رائعة، وتترك وراءها ذكريات رائعة يمكن للعائلة بأكملها الاستمتاع بها.

أولاً: اختر موقعك بناءً على احتياجات طفلك المصاب بالتوحد على سبيل المثال: إذا كان حساسًا للصوت فربما لا تكون مدينة الملاهي هي أفضل فكرة فمن الممكن قضاء عطلات أكثر هدوءًا على الشواطئ الصغيرة وبالذهاب للتخييم وعموما بشكل عام: يجب أن تكون قادرًا على العثور على مكان يستمتع به الجميع في الأسرة بمجرد الوصول إلى هناك خطط لأيامك وفقًا لذلك على سبيل المثال: قد ترغب في رؤية المعالم السياحية في وقت مبكر جدًا أو متأخرًا من اليوم لتجنب الحشود. قد ترغب أيضًا في التفكير في أخذ إجازتك خلال فترة الركود إذا لم يتعطل عمل أطفالك المدرسي يمنح هذا طفلك المصاب بالتوحد مزيدًا من الراحة إذا كان متوترًا في المواقف المزدحمة ويمنحك راحة البال وكذلك عند اختيار مكان لاحظ أيضًا مدى بعده عن منزلك كيف ستصل إلى هناك؟

إذا كان عليك التعامل مع المطار فتذكر أن الأمن قد يضطر إلى لمس طفلك وكن مستعدًا لذلك اختر مكانًا وأنشطة يمكن للجميع الاستمتاع بها، ولكنها توفر أيضًا فرص التعلم والتفاعل الاجتماعي لطفلك المصاب بالتوحد على سبيل المثال: قد يستمتع الطفل الذي لا يحب أحاسيس اللمس بالرمال الناعمة على الشاطئ ويمكن أن توفر الأمواج نوعًا مختلفًا تمامًا من الشعور له أو لها: كونه في الخارج يعد الشاطئ أيضًا مكانًا رائعًا لطفلك للصراخ دون إزعاج الآخرين وقد يستفيد الأطفال الذين لا يستجيبون عادةً من المتحف حيث يمكنهم طرح الأسئلة ويمكنك طرح الأسئلة عليهم.

تذكر أن معظم الأشخاص الذين يقضون إجازتهم في المكان الذي تختاره لن يتعاملوا أبدًا مع التوحد من قبل حاول ايضا أن تتفهم جهلهم ولكن دافع عن طفلك إذا تعرض لمعاملة غير عادلة وكذلك تعرف على القوانين الدستورية لطفلك وكن على استعداد للتنازلعلى سبيل المثال: إذا كان أحد المطاعم متردداً في تقديم الطعام لك بعد أن تسبب طفلك في مشاجرة هناك الليلة الماضية اشرح له الموقف واسأله عما إذا كان من الممكن أن يأخذ طعامك معك حتى لو لم يكن هذا هو الحال عادة حاول ايضا ألا تكون وقحاً مع الناس فكثيراً ما يحدث التحديق ولكن بدلاً من التعليقات الساخرة أو النظرات الوقحة تجاهلها قدر الإمكان وركز على قضاء وقت ممتع مع عائلتك.