مقدمة: لحظة غيرت كل شيء
في يوم من الأيام، كنت بضحك في الفصل مع صحابي، نرمي نكت وكلام ساخر على بنت هادية في الصف اسمها "سلمى". كنا بنعتبر إن إحنا بنهزر، بس الحقيقة إننا كنا بنتنمر. مكنتش واخده بالي إن اللي بنقوله بيوجعها، لحد ما شفت دموعها وهي خارجة من الفصل...

اللحظة دي خلتني أقول: "خلاص، مش هتنمر على حد تاني".
يعني إيه تنمُّر؟

التنمر مش بس شتيمة أو ضرب، ده كمان ممكن يكون تجاهل، سخرية، أو حتى نظرات تحتقر الشخص التاني.
التنمر هو إنك تقلل من قيمة حد تاني علشان تحس إنك أقوى، أطرف، أو علشان تلفت الانتباه. وأحيانًا بنكون جزء من التنمر من غير ما نحس، من غير قصد، لكن الضرر بيكون حقيقي جدًا.
سلمى: البنت اللي اتأذت بصمت
سلمى كانت واحدة من أطيب البنات، مش بتدخل في مشاكل، ودايمًا بتساعد أي حد. بس لأنها مش بتتكلم كتير ومش اجتماعية أوي، بعض الطلبة شافوا إنها "غريبة". وده خلاها هدف سهل للتنمر. وكنت أنا واحده من الناس اللي شاركوا في ده من غير ما أفكر في تأثيره عليها.
لحظة الندم
في يوم كنا بنتكلم بصوت عالي عنها، بنقلد طريقتها في الكلام ونضحك. لما دخلت الفصل وسمعتنا، سكتنا فجأة، لكن الأذى كان وقع خلاص. بصت لنا بنظرة ألم، ودموعها نزلت وهي خارجة من غير ما تقول كلمة.

وقتها، حسيت إني مش إنسان. حسيت بالذنب، بالندم، وبالخجل.
المواجهة: أول خطوة في التغيير
بعد اللي حصل، مقدرتش أكمل يومي عادي. قررت أتكلم معاها، واعتذرت. كنت متوتره، بس قلت لها كل اللي في قلبي: "أنا آسفه، مكنتش فاهمه إن اللي بنقوله بيوجعك، ومش هتنمر عليكي تاني... ولا على أي حد تاني." سلمى سكتت شوية، وبعدين قالت: "كنت فاكرة إنكم عمركم ما هتفهموا، بس شكرًا إنك جيتى قلتي كده."
درس عمري ما هنساه
اللحظة دي علمتني درس مهم: إن الكلمة بتوجع زي السكينة، وإن الناس مش ضعفاء علشانهم مش بيردوا. بل أحيانًا، الصمت دليل على قوة وتحمل.
ليه الناس بتتنمر؟
فيه أسباب كتير:
* نقص الثقة في النفس: أوقات المتنمر بيحاول يبان قوي علشان يخفي ضعفه.
* الضغط الاجتماعي: ساعات بنشارك في التنمر علشان نكون "جزء من المجموعة".
* الغيرة: لما بنشوف حد ناجح أو مختلف، بعضنا بيهاجمه بدل ما يتعلم منه.
العبرة اللي فهمتها
* اتعلمت إن التنمر مش هزار، وإن كلمة ممكن تكسر قلب، وتخلّي شخص يفقد ثقته في نفسه.

* اتعلمت إن مش لازم أكون محبوب عن طريق إذلال غيرى.
* اتعلمت إن الجدعنة هي إنك ترفع حد مش تكسّره.
من ضحية لمتنمِّر.. وممكن العكس
كل متنمّر في الغالب كان ضحية قبل كده. بس ده مش مبرر. لازم نكسر السلسلة دي. بدل ما ترد الأذى بأذى، ردّه بوعي وقرار:
"خلاص... مش هتنمر على حد تاني."
إزاي بطلت أتنمر؟
١- اعتذرت للي كنت بئذيه.
٢- راجعت نفسي قبل ما أقول أي كلمة.
٣- ساعدت ناس كانوا بيتعرضوا للتنمر.
٤- تكلمت مع صحابي عن خطورة اللي كنا بنعمله.
كلنا مسؤولين
* الأهل: علّموا ولادكم يعبروا عن نفسهم باحترام.
* المدرسة: لازم تشوف الضحايا وتحميهم.
* إحنا: لازم نقول "كفاية"، ونكون أصحاب مش خصوم.
الخاتمة
أنا اتغيّرت... ومش هتنمّر على حد تاني.
قراري ده مش ضعف، ده قوة.
كل كلمة بنقولها بتفرق. ممكن ترفع حد للسماء، أو ترميه في حفرة.
خلّي كلمتك نور، مش نار.
قولها معايا: "خلاص... مش هتنمّر على حد تاني."
اتعلمت إن التنمر مش هزار، وإن كلمة ممكن تكسر قلب، وتخلّي شخص يفقد ثقته في نفسه.
رضوان عرفه
كاتبانا اسمى تبارك عرفة ، مازلت طالبة فى الصف الثانى الثانوي، وايضا انا مبتدئه تعرفت على موقع نثرى للكتابة فقررت العمل بالموقع ، و هذه اول مرة إلي ان اعمل على الانترنت بالكتابة. كنت متشوقة فحسب لذا قررت ان أقضي وقت فراغى فى هذا الموقع لذا ارجو ان تساعدونى بإكمال رحلتى وان تقرأو مقالاتى. سأفعل كل ما لدى لاسعدكم بمقالاتى المشوقة. لذا ارجو منكم الدعم لاستمر. وشكرا كثيرا لكم.