إعلان

حكمة الله في كل شيء

Esraa Emad
كاتبة وروائية
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

تحتوينا الأحلام أهدافنا التي نرغب بتحقيقها والتي لا نشعر بطعم الحياة دونها، من منا لا يعمل كل ما بوسعه لتحقيق هدفٍ ما احبه وشغف به، كانت سارة تحلم أيضاً بتحقيق الكثير فقد كان لديها صلة بأحلامها ليست كأي صلة لكن كان للقدر رأي آخر.

أحلام طفولية

صورة بها يدا طفل على النافذة وكانها تحمل احلام الطفولةصورة بها يدا طفل على النافذة وكانها تحمل احلام الطفولة

كانت سارة فتاة ذات طموح كبير تحب الكثير من المجالات حتى أنها لا تستطيع عدهم كانت فتاة مميزة منذ الصغر؛ أرادت أن تصبح مهندسة معمارية أو مهندسة ديكور فلطالما كانت البيوت تغريها، كانت ترى قصة وحكاية لكل منزل تحب تفاصيل البيوت تحب إضاءة الشمس حين تدخل من النافذة لتنشر الدفء في كل مكان؛ كانت تحب العلم كثيراً لكن ومع ذلك فقد كرهت الدراسة، كانت تعشق المواد العلمية الرياضيات والعلوم المختلفة، وتمقت التاريخ لم تعرف سبباً واضحاً لهذا لكنها كرهته منذ أول درس تلقته شعرت بأنه لما علينا أن ننظر إلى الماضي لما لا ننظر فقط للمستقبل المفتوح أمامنا.

تغير جذري

صورة بها مرأة محطمة ويد وكتب عليها تغير جذري دليل على ما حدث بالفتاهصورة بها مرأة محطمة ويد وكتب عليها تغير جذري دليل على ما حدث بالفتاه

قضت سنواتها الدراسية سنة تلو الأخرى إلى أن وصلت للصف الثاني الثانوي والذي قررت به أن تدخل تخصص علمي ولن يكون عليها أن تدرس التاريخ مرة أخرى كانت سعيدة جداً بذلك، بدأت تدرس لقد اقترب الحلم عليها أن تعمل بجهد أكبر لتصل لكن ما حدث لم يكن ما خططت له سارة وفي الصف الثالث الثانوي تخلى عنها أصدقاؤها منذ ٦ سنوات كان لهذا التخلي الأثر الكبير في حياة سارة والتي تغيرت تأثيراً جذرياً بعد هذا التخلي سواءُ في مستقبل سارة أو في شخصيتها، لم تعد تذهب إلى دروسها كي لا تلتقي بهم بدأت تدرس بالمنزل وجدت أماكن أخرى مع نفس معلميها لتكون بعيدة عن أماكن تواجد أصدقائها، درست ودخلت الامتحانات وفعلت ما بوسعها إلا أن ما حدث لم يكن بالحسبان أيضاً نسيت كل ما درسته لم تكن تتذكر أي شيء بالامتحان، حلت نصف الامتحان النصف فقط وخرجت منهارة لا تستطيع أن تذكر أي شيء.


اقرأ ايضا

    نهاية حلم

    صورة بها فتاة حزينة تحمل دفتر كتب عليه نهاية حلمصورة بها فتاة حزينة تحمل دفتر كتب عليه نهاية حلم

    انتهت الامتحانات وخرجت الشهادة ليس هذا ما تريده سارة ليست هذه خطتها ماذا ستفعل الآن؟! ولأنها تحب مجالات كثيرة فقد قررت دخول كلية الآداب قسم علم نفس فقد وجدت أنه المجال الأقرب إلى قلبها بعد أن فقدت حلمها وقدمت بالجامعة وقُبلت فيها لكن لم يحدث شيء كما أرادت أيضاً فقد أخبروها بالجامعة أن القسم هذا العام لن يقبل من هم بقسم علمي وسيأخذ فقط من طلاب الأدبي.شعرت سارة بأنها فقدت كل شيء كانت محطمة وقد قررت بأنها ستدخل أي شيء فأحلامها قد تحطمت ولا يمكنها فعل شيء الآن، وفي يوم قامت إحدى زميلاتها بالمدرسة بالتحدث معها وأقنعتها بأن يدخلا معاً قسم التاريخ بكلية الآداب، ورغم كرهها الشديد لهذا المجال إلا أنها لم تكن بالوضع الذي يسمح لها بالتفكير فقد كانت يائسة من أنها ستحصل على أي شيء تريده على أية حال.

    صداقة رائعة

    صورة بها فتاتان صديقتان ترتديان ملابس التخرج وتلتقطان صورة صورة بها فتاتان صديقتان ترتديان ملابس التخرج وتلتقطان صورة

    دخلت قسم التاريخ وكونت صداقة مع تلك الزميلة أصبحتا يفعلان كل شيء معاً صحيح أنها لم تحب ذلك المجال وكانت تمضي سنواتها الدراسية كما يقال ( بالطول ولا بالعرض) لكن تلك السنوات أثمرت عن صداقة رائعة فقد أصبحت هي وتلك الزميلة أقرب اثنين لبعضهما البعض كما أن دراستها لهذا المجال لم تكن تأخذ وقتاً مما سمح لها بالاطلاع على الكثير من الأشياء الأخرى.

    بداية حلم جديد

    صورة بها فتاة تحمل قلم وتكتب على ورقة بيضاء كتب عليها بداية حلم جديد صورة بها فتاة تحمل قلم وتكتب على ورقة بيضاء كتب عليها بداية حلم جديد

    قامت بأحد الأيام بالدخول إلى عالم الروايات كانت تحب القراءة لكنها لم تحب يوماً قراءة الروايات لكن أختها رشحت لها يوماً إحدى الروايات والتي أحبتها سارة كثيراً وبدأت بالبحث والقراءة، قرأت كثيراً وهو ما جعلها تتعرف على مواهبها أيضاً وهي أن بإمكانها أن تصبح كاتبة فهي لديها مهارة التأليف منذ الصغر كما وأنها لطالما كانت مميزة باللغة العربية من إملاء وتعبير وكل تلك المهارات، وبدأت بالفعل في كتابة روايتها الأولى وقد عرضتها على بعض الأصدقاء والتي تعرفت عليهم عن طريق الفيسبوك وهم أيضاً محبون للروايات وقد كانوا جميعهم من مختلف دول الوطن العربي، أحب أصدقائها الرواية كثيراً وقاموا بمدحها وها قد وجدت سارة حلماً جديداً.

    فترات من الضياع

    صورة بها فتاة حزينة وكتب على الصورة فترات من الضياعصورة بها فتاة حزينة وكتب على الصورة فترات من الضياع

    كانت سارة قليلة الصبر لم تكن من الأشخاص الذين يمكنهم المتابعة في شيء ما لوقت طويل فلم تستمر بنشر رواياتها رغم أنها استمرت بالكتابة، بدأت بالبحث في مجالات أخرى كانت ترغب بتعلم الكثير من الأشياء الأخرى كانت تائهة بين هذا وذاك فكلما وجدت دورة تدريبية عن مجال ما تشعر باهتمام نحوه كانت تركض إليها وتحضر محاضراتها وقد استمر الوضع إلى أن تخرجت وما بعد التخرج أيضاً، لم يكن من حولها يفهمون ما تقوم به لكنها تشعر ببعض الضياع تحب كل شيء ولا تستطيع الحصول على كل شيء.عملت بالكثير من المجالات أثناء دراستها سواء بمجال السكرتارية أو التدريس أو التسويق أو حتى بالصيدليات كمساعدة لكنها لم تجد ما يغريها فلم تكن تتعلم أي شيء جديد أثناء العمل في هذه المجالات أو أن ما تتعلمه ليس مما تفضله فكانت تترك العمل تلو الآخر بعد أن تشعر بالكثير من الضغط وأنها لم تعد تستطيع الإكمال بهذا العمل بعد الآن.

    رحلة جديدة

    صورة بها فتاة تمشي وسط النباتات وكتب عليها رحلة جديدةصورة بها فتاة تمشي وسط النباتات وكتب عليها رحلة جديدة

    عندما أتى اليوم الذي وجدت فيه عملاً بسيطاً وتتعلم منه كل يوم شيء جديد أصبحت مريضة فقد حدثت لها إصابة بالظهر ولم تعد قادرة على العمل أو الجلوس لفترة تزيد عن النصف ساعة فتحتاج للتمدد كل فترة وبدأت رحلة جديدة مع العلاج إلا أن العلاج لم يثمر ظلت قرابة العام تحاول وتعمل ما بوسعها لتصح وفي تلك الأثناء كانت تحاول البحث عن عمل من المنزل فهي لا ترغب بأن تظل هكذا عاجزة عن أي شيء وفي يوم وجدت إعلاناً عن دورة تدريبية لكتابة المحتوى والعمل بهذا المجال فقررت أن تجرب وقدمت بالدورة.طلبت المدربة من كل المتدربات لديها بأن يكتبوا مقالاً لتطبيق ما أخذوا من معلومات خلال المحاضرة الأولى، وقامت سارة بالكتابة وأُعجبت مدربتها كثيراً بأسلوبها في الكتابة وتساءلت ما إن كانت قد كتبت من قبل فأخبرتها سارة بأنها تكتب الروايات فعرضت عليها عملاً وبدأت سارة بالعمل في هذا المجال وتحقيق دخل، واستمرت سارة بهذا المجال كانت تكتب المقالات وتدرس كل ما يتعلق بمجال كتابة المحتوى وقد بدأت أيضاً بتعلم التصميم واستمرت بكتابة الروايات بل وعادت إلى النشر.

    الوصول بعد التعب

    صورة بها فتى يقف أعلى الجبل وكتب عليها الوصول بعد التعب دليلاً على وصوله لهدفه صورة بها فتى يقف أعلى الجبل وكتب عليها الوصول بعد التعب دليلاً على وصوله لهدفه

    كانت خطط سارة شيء ولكن كانت خطة الله أفضل شيء الآن أصبحت سارة كاتبة محتوى وكاتبة روائية ووصلت للكثير مما لم تكن تحلم به حتى أصبحت تعمل بكل حرية وتتعلم كما تريد وتقرأ وتكتب وهذا ما لم تكن ستستطيع أن تصل إليه إن كانت قد دخلت إلى المجال الذي حلمت به، كما واستمرت علاقتها مع صديقتها بل وأصدقائها من الخارج كذلك.

    علينا أن نؤمن دائماً بأن كل شيء يحدث لنا لسبب ربما لا ندركه الآن لكن سيأتي يوم بالتأكيد نعلم حكمة الله وراء كل شيءٍ أصابنا وسنحب احلامنا الجديدة مثلما احببنا القديمة وتعلقنا بها.

    اقرأ ايضاّ