حضارات العالم القديم المفقودة: حقيقة أم خيال؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوليعّج التاريخ الإنساني بالكثير من الأسرار الدفينة مثل تلك الحضارات التي زال أثرها دون عودة حتى أصبحت مفقودة، رغم الكم الهائل من المعلومات التاريخية حول آلاف الحضارات التي شهدها هذا الكوكب؛ إلا أن هناك العديد من الحضارات التي أثارت جدلًا واسعًا بين صفوف المؤرخين والمهتمين بالشأن.
تعتبر اطلانطس أو اتلانتس الحضارة القديمة المفقودة الأكثر إثارة للجدل وشهرة، تلك الحضارة التي يقال بأنها قد انغمست كليًا في أعماق البحار تحت تأثير قوة زلزالية مهيبة أخفت وجودها عن هذا الكوكب، حتى كثرت الأحاديث حولها فيما إذا كانت حقيقة فعلًا أو مجرد خيال وتهيؤات.
6 من أبرز حضارات العالم القديم المفقودة
لم تقف الأقاويل والأحاديث عند اتلانتس فقط حول حضارات العالم القديم المفقودة، بل توسع النطاق ليزداد عدد الحضارات تحت هذا البند، كما تتفاقم الحاجة لوجود دلائل وإثباتات تروي عطش الباحثين، لذلك نود الوقوف على 6 من أبرز حضارات العالم القديم المفقودة:
6. إمبراطورية المايا The Maya
كثر الحديث حول إمبراطورية المايا بعد طرح فيلم الوحش الخالد - Caltiki–The Immortal Monster عام 1959م الذي شغل العالم، ويعتبر من الأفلام الأولى نسبيًا في مجال الخيال العلمي المرعب، وقد سلط الأضواء على امبراطورية المايا المنهارة دون أسباب واضحة حتى اللحظة،
اقرأ ايضا
تعتبر إمبراطورية المايا واحدة من الإمبراطوريات أو حضارات العالم القديم المفقودة التي أثارت موجة عارمة من الجدل حول حقيقة وجودها من عدمه، إلا أن سطور التاريخ لم تأتِ إلينا بالإثبات القطعي حتى الآن.
المعلومات التاريخية تؤكد بأن امبراطورية المايا كانت حاضرة بقوة في موقع يطلق عليه شبه جزيرة يوكاتان، وبمعنى أصّح المكسيك حاليًا، لكن هناك إثباتات متضاربة هي استمرارية التحدث بلغة المايا بين شعوب المكسيك وأمريكا الوسطى علمًا بأن أحداث الفيلم تشير إلى أن هذه الحضارة المهيبة قد تقهقرت دون عودة قبل أن تطأ القدم المستوطنة الأوروبية أرضها، رغم الحديث العارم وتوجيه أصابع الاتهام نحو تغير المناخ والصراعات الداخلية بأنها السبب خلف الزوال، إلا أن الكثير من الآراء تؤكد بأن هذه النظريات مجرد خيال ولا أساس لها من الصحة.
في الواقع إن امبراطورية المايا قد شهدت تطورًا معماريًا وهندسيًا مرموقًا، إلا أنها لم تتمكن من الصمود والبقاء، وحسب اعتقادات العلماء فإن شعوب المايا قد واجهوا صعوبات في حياتهم مثل الحروب والتغيرات المناخية والمجاعة؛ ما دفعهم إلى هجرة جماعية من موطنهم.
5. نبتة بلايا في مصر
من حضارات العالم القديم المفقودة أيضًا ذلك الحوض الضخم المغلق نبتة بلايا؛ رغم أنها لا تحظى بشهرة كبيرة جدًا نظرًا لندرة المعلومات حول من قطنوا هذه الأرض، إلا أن المواقع الأثرية قد أشارت لوجود شعب يومًا ما يربون الدواجن والحيوانات، إضافة إلى ممارسة علم الفلك.
في الحقيقة المعلومات ما زالت ضئيلة رغم العثور على أواني خزفية مصنوعة يرجع تاريخها لما يتجاوز 9000 سنة تقريبًا، تتخذ أشكالًا دائرية حجرية، هذه المنطقة تتواجد في جنوب القاهرة المصرية وتحديدًا على بعدٍ يصل إلى 500 ميل.
4. مستوطنة جاتال هويوك Çatalhöyük
تعتبر مستوطنة جاتال هويوك واحدة من أضخم المستوطنات التي شهدها العصر الحجري القديم، وقد آل مصيرها إلى الزوال! بعد أن كانت إحدى الحضارات القائمة في جنوب الأناضول، والآن ضمن حضارات العالم المفقودة؛ أو بمعنى أصّح الزائلة.
تصنّف ضمن أولى المستوطنات القديمة القائمة في تركيا تقريبًا، يقال بأنها قد شهدت تقدمًا كبيرًا في مجال العمران والهندسة؛ حيث كانت تخلو من الشوارع تمامًا؛ بل ينتقل السكان بين الأسطح لمنازلهم. كما أن المنطقة تخلو من المقابر؛ بل يتجه كل أهل منزل إلى دفن موتاهم أسفل منزلهم وانتهى.
3. تونيس أو هرقليون في مصر
تتشابه تفاصيل مدينة تونيس الغارقة في أعماق البحر الأبيض المتوسط مع قصة أتلانتس، حيث تنتشر الكثير من الصور لغوّاص يقف أمام تمثالًا مصريًا أو ما شابه يحاول استكشافه حتى يتهيأ لك بأنه مقطع مأخوذ من فيلم خيال علمي ما.
لكن في الواقع إن مدينة "تونيس" الغارقة قد أثارت فضول المؤرخين والعلماء في التاريخ حولها؛ الذين تهافتوا للبحث عن الأسباب الكامنة خلف اندثارها تحت الماء، وما زالت حتى الوقت الراهن تحظى باهتمام تاريخي كبير للكشف عن أسرار غرقها.
2. ديرنكويو في تركيا
تعد ديرنكويو في تركيا واحدة من حضارات العالم القديم المفقودة، وتوصف بأنها أوسع مدينة تحت الأرض على الإطلاق تحديدًا في الفترة التاريخية بين 500-1000 ميلادية، فإن الزائر لهذه المدينة وتحديدًا المؤرخين قد أشاروا لوجود الأنفاق والغرف المنحوتة داخل الصخور.
تشير المعلومات حول ديرنكويو بأنها أرضًا استوعبت ما يفوق 20 ألف شخص تحت الأرض، بالإضافة إلى المواشي والحيوانات التي كانوا يربونها،
1.جزيرة القيامة Easter Island
تعتبر جزيرة القيامة في تشيلي واحدة من حضارات العالم القديم المفقودة، إذ لا يظهر منها سوى التماثيل الحجرية ذات الحجم الضخم، إلا أن المعلومات مجهولة تمامًا عمن مروا من هذا المكان وسكنوها، إلا أن الاستشكاف الأوروبي قد أشار إلى أن هذه المنطقة تشغل حيزًا يصل إلى 63 ميل تقريبًا، وقد جاء الاندثار والغياب تحت تأثير الإزالة الجائرة لأشجار النخيل، ما أثر على الوجود الإنساني فيها حتى بلغ الزوال.
حضارات العالم القديم المفقودة بين الحقيقة والخيال
مسألة إثبات حقيقة حضارات العالم القديم المفقودة من عدمه أمر محير للغاية، إذ استنزف مئات السنين وجهودًا جبارة للغاية من البحث؛ وما زال الأمر معقدًا، بمجرد الوصول إلى المعلومة القطعية سرعان ما تظهر أخرى تنفي أختها، ويعيد شأنها إلى المزيد من الحيرة.
على سبيل المثال ما زالت مدينة أتلانتس محط شكوك ما بين اعتبارها أيقونة فكرية أو كونها فعليًا مدينة غرقت في عرض البحر، ورغم تدخل التطور التكنولوجي الحديث مثل التصوير الجوي لاستكشاف قيعان المحيطات وأيضًا الاستشعار عن بعد للوصول إلى المعلومات حول أطلانطس، إلا أنه مع الأسف المعلومات متضاربة جدًا أو شبه معدومة.
ولا ينطبق الأمر هذا على اتلانتس فحسب؛ بل يتسع النطاق ليشمل كمًا ضخمًا من الحضارات التي تتشابه سيرتها مع هذه الحضارة، ما يدفعنا للبحث على الدوام حول حقيقتها من عدمه.
ختامًا، فإن العالم لن يتوقف إطلاقًا عن البحث عن حقيقة حضارات العالم القديم المفقودة من عدمه، إذ تتكاتف المنظمات والجهات التاريخية والمسؤولة عن التنقيب والآثار بالوصول إلى المعلومات الدقيقة اعتمادًا على بحث متواصل وتوظيف تقنيات حديثة والأهم من ذلك العقول النيرة التاريخية.
المراجع
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب