جلسة مع النفس
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولإن النفس لأمارة بالسوء
فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية
الحسن البصري
كيف يعصي المرء نفسا امتلكت القدرة على عصيانه ؟
كيف أعصيها و قد باتت تدفعني نحو المعصية ؟
ألا يعني ذلك أنها تمردت و باتت أقوى مني ؟
أسئلة راودتني و أنا أقرأ مقولة شيخنا البصري و لأنني كلما هاجمتني الأسئلة بحثت عن جواب أصد به أسهم الاستفهام وردتني الإجابة بعد لحظات ..
اقرأ ايضا
إن الصراع بين الخير و الشر باقِ و ممتد منذ خلق الله الأرض إلى يوم زوالها ، ممتد من الأزل إلى الأبد و كذلك الصراع بين الطاعة و المعصية، إنه جل جلاله حين خلق هذه النفس جعل بها قطبين { فألهمها فجورها و تقواها } و هذا ما يعبر عنه العلماء بالتسوية أي أنها تملك القابلية للطاعة كما تملكها للمعصية..
كحبل يشده إثنان يحاول كل منهما سحب الآخر لجهته..
كذلك هي النفس تتأرجح بين الجانبين أي أن معصيتها بالطاعة ليس دليلا على قوتها إنما هو دليل على طبيعتك البشرية..
قرأت قبلا سؤالا طرح على أحد الحكماء عن ذئبين يتقاتلان بالنفس أحدهم الشر و الآخر الخير و كانت إجابة الحكيم: أيما الذئبين أطعمت سيغلب الآخر.
و النفس لا تطعمُ إلا بالطاعة..
غريبة هذه النفس مطمئنة و آمرة بالسوء و لوامة تتأرجح بين العوالم الثلاثة..
و يسافر بها الرومي عبر سبعة مراحل : الأمارة بالسوء، اللوامة ، الملهمة، المطمئنة،الراضية، المرضية، الشفيعة..
لا يوجد عالم مثالي
و لأن بعض الأجوبة استدراج لأسئلة أخرى تذكرت سؤالا وردني من إحدى اللاتي خلقن من طينة الطيبة و الحب أخبرتها على أثره أن البحث عن عالم مثالي لأجل العيش بسلام ليس سوى وهم يسرق من المرء أيامه و أن البشر اغتسلوا بالخطايا منذ أول يوم لهم على الأرض حدثتها عن أول جريمة بالأرض عن الحسد ماذا يفعل بالنفوس { فطوعت له نفسه قتل أخيه } آه من النفس من يستطيع أن يأمنها ، و يوم ألقي يوسف بغيابات الجب يلتقطه بعض السيارة كان الحقد يتلبس أنفس أخوته و رمته زليخة بالسجن و قد شغفها حبا، آذوه أخوته حقدا و آذته زليخة حبا غريبة هي النفس من يفهم دوافعها..
لم يأمن يوسف مكرها و هو نبي { إن النفس لأمارة بالسوء }، فكيف نأمنها نحن و ننتظر منها الانسياق للطاعة و القعود عن المعصية دون جهاد
زوجت ساره ابراهيم من هاجر ثم تملكتها الغيرة بعد ذلك ..
إنها النفس تميل و تنساق وراء إحساس لحظي لا تدري أي طريق يسلك بها و أي وجهة هو موليها ..
لذا إن رفضت نفسك يوما الانسياق للطاعة
العالية عبد ربُ
كاتب حرأنا المرأة التي أدركت أن المرء لا يكسر إلا حين يثق و يبالي و يحب، ثم عانقت اللامبالاة و كفرت بالحب، و قطعت على نفسها عهدا بأن لا تثق أنا بقايا وجع قديم يحتاج المرء ارتداء عدسة الحرف ليراه أنا ابتسامة عابثة، دمعة اعتادت أن تمسح بمنديل اللغة... أنا المرأة التي شهدت قبح العالم، لكنها أبت إلا أن تبحث عن مكان جميل به
تصفح صفحة الكاتب