جدري القرود: هل عاد ليهدد كندا والعالم من جديد؟ تعرف على نشأته، تاريخه، وطرق اكتشافه

الكاتب

صالح محمد محمد صالحمنشئ محتوى و مسوق الكتروني

صوره معبرة عن علاقه القرود بمرض الجدري مفتوحة المصدر من موقع pexyel

جدري القرود: نشأته وتاريخه وطرق اكتشافه

ما هو جدري القرود؟

جدري القرود هو مرض نادر ولكنه خطير يسببه فيروس جدري القرود (Monkeypox virus) وهو عضو من عائلة فيروسات الجدري يعتبر جدري القرود مرضا حيواني المنشأ مما يعني أنه ينتقل في الأساس من الحيوانات إلى البشر ومع ذلك يمكن أن ينتقل أيضا بين البشر عبر الاتصال الوثيق مع الشخص المصاب أو مع الأدوات و الأسطح الملوثة.

نشأة جدري القرود :

تم اكتشاف فيروس جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما لوحظت أعراض تشبه الجدري على مجموعة من القردة المستخدمة في الأبحاث المخبرية ومن هنا جاءت تسمية المرض بـجدري القرود أول حالة إصابة بشرية تم الإبلاغ عنها كانت في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى طفل صغير يعيش في منطقة نائية.

على مر العقود ظهرت حالات متفرقة من المرض في بعض الدول الأفريقية وخصوصا في المناطق القريبة من الغابات الاستوائية حيث تعيش الحيوانات البرية التي تحمل الفيروس مثل القوارض والسناجب وبعض أنواع القرود.

تاريخ انتشاره عالميا :

رغم أن جدري القرود كان في البداية مرضا محصورا في غرب ووسط إفريقيا إلا أن السفر الدولي والتجارة العالمية وتهريب الحيوانات ساهمت في ظهوره خارج القارة الإفريقية. - في عام 2003 تم الإبلاغ عن أول انتشار كبير خارج إفريقيا في الولايات المتحدة حيث انتقل الفيروس من القوارض المستوردة إلى البشر. - في عام 2022 ظهر تفشي عالمي مفاجئ للمرض في العديد من الدول بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية، وأستراليا.

صورة توضيحية لشكل فيروس جدري القرود من مصدر مفتوح موقع pexyel

كيف يتم اكتشاف جدري القرود؟ يتطلب اكتشاف جدري القرود تضافر جهود الفرق الطبية والمختبرات البحثية و تشمل الخطوات الأساسية لاكتشاف المرض:

1. التشخيص السريري :

- يتم تقييم الأعراض مثل الطفح الجلدي المميز الحمى تورم الغدد الليمفاوية وألم العضلات.

2. الفحوصات المخبرية :

- تؤكد الإصابة عبر تحليل العينات البيولوجية (مثل السوائل من الطفح الجلدي) باستخدام تقنيات مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

3. تحليل عينات الدم:

- يستخدم للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس في الدم مما يشير إلى وجود عدوى حالية أو سابقة.

الأعراض الرئيسية لجدري القرود :

1. الحمى و القشعريرة.

2. تورم الغدد الليمفاوية (وهو عرض مميز يفرق بين جدري القرود و الجدري التقليدي).

3. ظهور طفح جلدي يبدأ من الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم.

4. آلام العضلات والصداع الشديد.

الأعراض عادةً ما تكون خفيفة إلى متوسطة لدى معظم الأفراد ولكنها قد تصبح أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

طرق انتقال المرض

- الاتصال المباشر :

- يمكن أن ينتقل المرض عبر ملامسة الجلد المفتوح أو الأغشية المخاطية للطفح الجلدي أو الإفرازات من الشخص المصاب.

- الرذاذ التنفسي:

- يحدث عبر العطس أو السعال ولكنه يتطلب اتصالا مطولا وجها لوجه.

- الاتصال بالحيوانات المصابة:

- عن طريق عضات الحيوانات أو ملامسة سوائل جسمها أو أسطح ملوثة.

أحدث الدراسات عن جدري القرود :

1. دراسة منشورة في مجلة The Lancet Infectious Diseases (2022):

أظهرت أن تفشي جدري القرود الأخير خارج إفريقيا كان مرتبطا بشكل كبير بانتقال العدوى عبر الاتصال المباشر والمناسبات الاجتماعية الكبيرة.

2. دراسة من منظمة الصحة العالمية (WHO):

أكدت أن تحسين المراقبة الوبائية يمكن أن يساعد في الحد من انتشار المرض في المستقبل.

3. بحث من جامعة هارفارد (2023): أظهر أن اللقاحات المستخدمة ضد الجدري التقليدي توفر حماية جزئية ضد جدري القرود مما يساعد في تقليل الأعراض الحادة.

العلاجات المتاحة :

رغم عدم وجود علاج محدد موجه لفيروس جدري القرود إلا أن الأطباء يعتمدون على العلاجات الداعمة التالية: 1. الأدوية المضادة للفيروسات : مثل Tecovirimat الذي أظهر فعالية في علاج الحالات الشديدة.

2. العناية بالجروح والطفح الجلدي : لتقليل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية الثانوية.

3. التطعيم : يستخدم لقاح Imvamune للوقاية ويعطى للأفراد الأكثر عرضة للخطر مثل العاملين في المجال الصحي.

ظهور المرض في كندا :

في التفشي العالمي الأخير تم الإبلاغ عن العديد من حالات جدري القرود في كندا وخاصة في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو و أظهرت التقارير أن غالبية الإصابات كانت نتيجة الاتصال المباشر أو العلاقات الاجتماعية الوثيقة.

وفقا لهيئة الصحة العامة الكندية (PHAC) تم اتخاذ تدابير للحد من الانتشار مثل حملات التوعية وبرامج التطعيم للفئات الأكثر عرضة للإصابة.

الوقاية من جدري القرود :

1. غسل اليدين بانتظام.

2. تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين.

3. الامتناع عن لمس الحيوانات البرية أو التعامل معها دون حماية مناسبة.

4. تلقي اللقاح إذا كنت ضمن الفئات المعرضة للإصابة.

أهمية البحوث المستقبلية :

مع استمرار انتشار المرض تظل الحاجة ماسة لإجراء مزيد من الدراسات لفهم الفيروس بشكل أفضل بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة:

- لماذا شهدنا تفشيا عالميا في 2022؟

- ما هي أفضل طرق العلاج والوقاية طويلة الأمد؟

- كيف يمكن تطوير لقاحات أكثر فاعلية؟

وفي الختام

جدري القرود مرض يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكرا والتعامل معه بحذر فهم نشأته وتاريخه وتطبيق استراتيجيات الوقاية المناسبة يمكن أن يساعد في الحد من انتشاره عالميا.

إذا كنت تعيش في منطقة ظهر فيها المرض أو كنت على اتصال بشخص مصاب فمن المهم طلب المشورة الطبية فورا.

شارك هذا المقال لزيادة الوعي حول جدري القرود!

المصادر

- The Lancet Infectious Diseases 2022.

- World Health Organization (WHO

- Public Health Agency of Canada (PHAC)

- Harvard University Studies 2023

1. دراسة من منظمة الصحة العالمية حول تفشي جدري القردة: تتضمن معلومات عن الوباء الحالي طرق انتقال العدوى ومعدلات الإصابة يمكنك الوصول إليها عبر الرابط التالي: WHO Monkeypox Fact Sheet https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/monkeypox

2. تقرير من المراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض: يناقش السياق الوبائي لتفشي المرض في عام 2022 عوامل الانتشار والخصائص السريرية للمرض تجد التقرير هنا: ECDC Multi-Country Monkeypox Report https://www.ecdc.europa.eu/en/publications-data/monkeypox-multi-country-outbreak.

3. تقرير ثانٍ من ECDC : يركز على تأثير المرض على الفئات المختلفة بما في ذلك الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة (HIV) وطرق الوقاية والتوصيات للعاملين في المجال الصحي يمكنك الاطلاع عليه هنا: ECDC Rapid Risk Assessment Update https://www.ecdc.europa.eu/en/publications-data/monkeypox-multi-country-outbreak-second-update .